حكم الوقوف بعرفة نائما وهل يفسد الحج

حكم الوقوف بعرفة نائما وهل يفسد الحج، حيث يعد مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة التي يؤدي فيها المسلمون مناسك الحج، ويُمثّل الوقوف بعرفة عند أهل السُنّة ركنٌ من أركان الحج وهو الركن الأعظم في الحج، ولا يصح الحج إلا به، ومن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، ويلتقي الحجاج في يوم عرفة من قبل الظهر حتى غروب الشمس مع مراعاة قواعد الإحرام واللباس، وفي مقالنا الآتي سنتعرف هل الوقوف على عرفات نائماً يفسد الحج.

حكم الوقوف بعرفة نائما وهل يفسد الحج

 الوقوف بعرفة نائماً لا يفسد الحج وهو جائز شرعاً ولا شيء فيه، باتفاق العلماء، فمَن وَقَف بعَرَفةَ وهو نائمٌ؛ فقد أدرك الحجَّ، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة، والحَنابِلة، وذلك للآتي:^[1]

• أولاً: أنَّه أتى بالقَدْرِ المفروضِ، وهو حصولُه كائنًا بعَرَفة.
• ثانياً: أنَّ النَّائِمَ في حُكْمِ المستيقِظِ، فهو مِن أهْلِ العباداتِ؛ لذا فإنِّه إن نام في جميعِ النَّهارِ صَحَّ صَومُه.

تعريف الوقوف بعرفة لغة واصطلاحا

فيما يأتي توضيح لمعنى الوقوف بعرفة لغةً واصطلاحا:^[2]

• لغةً: الوقوف بعرفة لغة يعني مكث فيها وشهد وقتها.
• اصطلاحاً: الوقوف بعرفة اصطلاحاً هو الركن الأعظم في الحج وهو الموقف الذي يتمم به الحجاج مناسكهم يوم التاسع من ذي الحجة‏، حيث يتواجدوا على عرفة قبل غروب يوم التاسع من ذي الحجة.

حكم الوقوف بعرفة

الوقوف بعَرَفة هو ركنٌ من أركانِ الحجِّ، ولا يصِحُّ الحجُّ إلَّا به، ومَن فاته الوقوفُ بعَرَفة فاته الحجُّ، والدليل على ذلك من الكتاب والسنة والإجماع ما يأتي:^[3]

• مِنَ الكتابِ: قول الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}.^[4]
• مِنَ السُّنَّةِ:
  • عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ يَعْمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “الحجُّ عَرَفةُ”.^[5]
  • عن عروةَ بنِ مُضَرِّسٍ الطائيِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “أتيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمُزْدَلِفةِ حين خرج إلى الصَّلاةِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي جئتُ مِن جبلِ طَيِّئٍ، أكلَلْتُ راحلتي، وأتعَبْتُ نفسي، واللهِ ما تركْتُ مِن جبلٍ إلا وقفْتُ عليه، فهل لي مِنْ حَجٍّ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن شَهِدَ صلاتَنا هذه، ووقف معنا حتى نَدْفَعَ، وقد وقف بعَرَفةَ قبل ذلك ليلًا أو نهارًا فقد أتمَّ حَجَّه وقضى تَفَثَه”.^[6]
• مِنَ الإجماعِ: نقلَ الإجماعَ على ركنِيَّتِه: ابنُ عَبْدِ البَرِّ، وابنُ المُنْذِر، وابنُ قُدامة.

متى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي

فيما يأتي نبين بالتفصيل متى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي:^[7]

• يبدأ الوقوف بعرفة من طلوع الشمس من يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو مَذهَبُ الجُمْهورِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة، وروايةٌ عن أحمَدَ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك، والدليل على ذلك فِعْلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما في حديثِ جابرٍ- الطَّويلِ- في صِفَةِ حَجَّةِ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “فأجازَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى أتى عَرَفةَ، فوجَدَ القُبَّةَ قد ضُرِبَتْ له بنَمِرَةَ، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشَّمْسُ أمَرَ بالقصواءِ، فرُحِلَتْ له، فأتى بطْنَ الوادي، فخطَبَ النَّاس، … وقد قال: “لِتَأخُذوا مناسِكَكم”.^[8]
• ينتهي الوقوف بعرفة بطلوع الفجر ليلة النحر فمن أتى إلى عَرَفةَ بعد فَجْرِ يومِ النَّحْرِ فقد فاته الحجُّ.
• أفضل أوقاته من الزوال إلى غروب الشمس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وقفَ بعد الزَّوالِ، وكذلك الخلفاءُ الرَّاشدون فمَن بَعْدَهم إلى اليوم، وما نُقِلَ أنَّ أحدًا وقف قبل الزَّوالِ.

شروط الوقوف بعرفة

الوقوف بعرفة حتى يكون صحيحاً له عدة شروط وهي كالآتي:^[9]

• يُشتَرَط أن يكون الوقوفُ في أرضِ عَرَفاتٍ لا في غيرها، وعَرَفةُ كُلُّها مَوْقِفٌ إلا بطن عُرَنة فلا يجوز الوقوف فيه.
• أن يكون الوقوفُ في زمانِ الوُقوفِ، ويجزئ الوقوف بعرفة ولو للحظة.
• يُجزِئُ الوقوفُ بعَرَفة على غيرِ طهارةٍ، ولا شيءَ عليه، ولكن يُستحَبُّ له أن يكون على طهارة.
• لا يُشْتَرَطُ للواقِفِ بعَرَفةَ أن يستُرَ عورَتَه، أو أن يستقبِلَ القِبلةَ.
• يجزئ الوقوف نائماً أو مغمى عليه.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي وضح ما هو حكم الوقوف بعرفة نائما وهل يفسد الحج، وما هو تعريف الوقوف بعرفة لغة واصطلاحا، وكما بيّن المقال متى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي؟ وما هي شروط الوقوف بعرفة.