حكم خروج المذي بشهوة والتفكير

إنّ حكم خروج المذي بشهوة والتفكير هو من الأحكام التي يستفسر عنها كثير من المسلمين والمسلمات، فالمذي يُعدّ من النجاسات المخففة، وهذا المقال سوف يناقش عددًا من المسائل المتعلقة بالمذي مثل حكم خروجه بشهوة، وحكم خروجه عن تعمد، وهل يوجب الغسل إثر خروجه، وما حكم خروج المذي في رمضان، والأحكام التي تتعلق بخروج المذي، والفرق بين المني والمذي.

حكم خروج المذي بشهوة والتفكير

إنّ حكم خروج المذي بشهوة منهي عنه إن كان عن تعمد؛ لما فيه من إثارة الشهوة، فيؤدي كثيرًا إلى الوقوع في الاستمناء والتطلع إلى الحرام، والقاعدة عند أهل العلم أن ما يؤدي إلى الحرام كثيرًا فهو حرام.^[1]

ويتوجب على من خرج منه المذي بشهوة أو تفكير بالجماع أن يغسل محلّ خروج المذي، وينضح الثوب الذي يصيبه المذي، لأن المذي نجس، والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر بالاستنجاء منه، وأمر بغسله، وأمر كذلك بغسل الموضع الذي يصيبه المذي، وهو ناقض للوضوء، فيستلزم الوضوء إذا خرج، وفي ذلك تمام الإجابة عن حكم خروج المذي بشهوة والتفكير.^[2]

شاهد أيضًا: حكم قول جمعة مباركة ابن باز

حكم نزول المذي بشهوة هل يوجب الغسل

خروج المذي بشهوة لا يوجب الغسل، ولكن يوجب الوضوء بعد غسل الذكر والأنثيين إذا أراد أن يصلي أو يطوف أو يمس المصحف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله عنه المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: “فيه الوُضُوءُ”،^[3] وأمر من أصابه المذي أن يغسل ذكره وأنثييه، والمذي سائل أبيض لا يتدفق، ولكن تلزمه الشهوة للخروج. إذاً فلا يوجب خروجه الغسل، ويوجب غسل المحل، ونضح ما أصاب من الثياب.^[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

حكم إخراج المذي عمدا

حكم إخراج المذي عمداً منهي عنه؛ لأنه سبب في إثارة الشهوة، وقد قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: “وهذا أصل مستمر في أصول الشريعة كما قد بسطناه في قاعدة سد الذرائع وغيرها، وبيّنا أن كل فعل أفضى إلى المحرم كثيرا كان سببا للشر والفساد، فإذا لم يكن فيه مصلحة راجحة شرعية، وكانت مفسدته راجحة، نهي عنه.

بل إنّ  كل سبب يفضي إلى الفساد نهي عنه إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة، فكيف بما كثر إفضاؤه إلى الفساد”، إذاً لأن إخراج المذي عمداً سيسبب غالباً الاستمناء وهو من الفساد فإن إخراج المذي عمداً منهي عنه نظراً للنتائج القائمة على هذا الفعل.^[1]

شاهد أيضًا: ما حكم الاحتفال بيوم المعلم

هل ينزل المذي بمجرد التفكير

لا يشترط نزول المذي بمجرد التفكير بفكرة عابرة، وينزل المذي عند التفكير في لذة الجماع، ونحوها من الأفكار المشابهة، ويخرج كذلك عند الملاعبة وتذكر الجماع أو إرادته، وعند فتور الشهوة، بغير شهوة، ولا يجب التفتيش ولا البحث: هل نزل مذي أو لا، فإن الأصل عدم خروجه، ولا يتعين خروجه بمجرد التفكير دون التوغل بأفكار الجماع ونحوه.^[5]

شاهد أيضًا: حكم اهداء المعلم في يوم المعلم

الفرق بين المذي والمني

الفرق بين المذي والمني هو، أن المني بالنسبة للرجل ماء غليظ أبيض، أما بالنسبة للمرأة فهو أصفر رقيق، ويخرج على شكل تدفق، والمني يوجب الغسل من الجنابة سواء كان خروجه يقظة بجماع أو غيره أو كان في المنام بالاحتلام.

والمني هو طاهر بحسب قول جماعة من العلماء، فيكفي إزالته من الثوب للصلاة فيه كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يسلتُ المَنيَّ من ثوبِهِ بعرقِ الإذخرِ، ثمَّ يصلِّي فيهِ ويحتُّهُ من ثوبِهِ يابسًا”.^[6]

أما المذي فهو ماء أبيض لزج يخرج عند التفكير في الجماع أو إرادته ولا يجد لخروجه منه شهوة ولا دفعًا ولا يعقبه فتور، يكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر من الرجال، والمذي لا يوجب الغسل ويوجب الوضوء فقط.

والمذي نجس، وإذا أصاب الثوب وجب نضحه بالماء، والنضح كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يكفيكَ أنْ تأخُذَ كفًّا مِنْ ماءٍ فتنضَحَ بِهِ ثوبَكَ حيثُ ترَى أنَّهُ أصابَ مِنْهُ”،^[7] والله أعلم.^[8]

شاهد أيضًا: حكم مداعبة الزوجة في نهار رمضان ونزول المذي

حكم خروج المذي في رمضان

خروج المذي في رمضان فيه خلاف بين فقهاء المذاهب الأربعة؛ فذهب الحنابلة أنه يفطر إن كان سبب نزوله المباشرة كاللمس باليد أو التقبيل، وإن كان سبب نزوله تكرار النظر فإنه لا يفطر به، وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أن نزول المذي لا يفطر به مطلقا سواء نزل بمباشرة أم بغيرها.

وذهب الكثير من العلماء ومن بينهم ابن تيمية إلى أنّ المذي لا يبطل الصيام؛ لأنّ الصيام عبادة شرع فيها الإنسان على وجه شرعي فلا يمكن أن نفسد هذه العبادة إلا بدليل. والله تعالى أعلم.^[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقبيل الزوجة اثناء الصيام

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم خروج المذي بشهوة والتفكير بعد الوقوف على حكم خروج المذي من الإنسان وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية قال بها الفقهاء، مع الوقوف على عدد من المسائل المرتبطة بالمذي وخروجه في الإفطار والصوم.