عناصر المقال
حكم صبغ الحواجب بالحناء ، حكم تشقير الحواجب ، هو المسألة الّتي سيدور الحديث عنها في هذا المقال، وهو من الظواهر التي انتشرت بكثرة بالمجتمعات الإسلامية والعربية، إذ تقوم المرأة بفعل هذا الأمر بهدف التجمل، لذلك يعتبر أحد أنواع الزينة، وبالتالي يتم التساؤل حول حكمه، وفي هذا المقال سوف نمرّ بالتفصيل زينة المراة في الإسلام، ثم التطرق للإجابة الصحيح حول حكم صبغ الحواجب بالحناء، وسنتحدث أيضًا عن هل صبغ الحواجب حرام للنساء، كما سنغطي أشهر الأحكام الشرعية عن حلق الحواجب في الإسلام.
زينة المرأة في الإسلام
خص الدين الإسلامي المرأة المسلمة بالكثير من الاهتمام والرعاية، وقد رفع من مكانتها وشأنها ومنحها كلّ حقوقها، حيثُ إن المرأة تحب التزين والتجمل، وهو حقٌّ من حقوق المرأة ومن الفطرة الّتي قد زرعها الله -تعالى- في نفسها، وقد شجعها الإسلام على هذا الأمر ولكن ضمن مجموعةة من الضوابط والأحكام الشرعية التي تضبطه وتجعله لا يغادر الفطرة، بحيث لا تظهر المرأة زينتها لغير المحارم، كأبيها وأخيها وعمّها خالها، وألّا يكون في هذه الزّينة مبالغةٌ، والأفضل أن تظهر زينتها إلا لزوجها، بل تزيد في الزينة له لاستمالة قلبه وحبه، وجعل الإسلام لها أجرًا على فعلها هذا، ووضع لها أمورًا محرمة لا يجوز إتيانها في الزينة ولا في غير الزينة والله أعلم.[1]
حكم صبغ الحواجب بالحناء
أوضح أهل العلم بأنَّه يجوز صبغ الحواجب بالحنّاء، لأنه لم يرد نص في تحريمها فيبقى على الأصل، فهو ليس من النّمص المحرّم، وليس فيه تغيير لخلق الله -تعالى- فهو عبارة عن صبغة يمكن إزالتها سريعاً، ولكن لا يجوز فعله إذا قصدت المرأة الظهور به أما الرجال الأجانب، لأنها مأمورة بعدم إبداء زينتها لهم[2]، ويجدر بالذّكر أنه لا يجوز صبغها بالسواد كالكحل ونحوه بالنسبة للرجل أو المرأة، لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في والد أبي بكر الصديق وقد جيء به يوم فتح مكة ورأسه كالثغامة بياضاً: “غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد”[3]، فقد قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تعقيبه على هذه المسألة: “لا بأس بصبغ الحواجب، المنهي عنه النمص، أما كونها تصبغها بالصبغة التي تجعلها حسنة جميلة فلا بأس، ما يضر كمثل الكحل، مثلما تكتحل، مثلما تستعمل….. في شفتها لا حرج في ذلك، كون تصبغها بشيء”.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز رسم الحواجب في العمرة
هل صبغ الحواجب حرام للنساء
إنّ صبغ الحواجب للنساء من المسائل المُختلف عليها بين العلماء، وفيما يأتي سيتم بيان الاختلاف فيما بينهم على النحو الآتي:[5]
- القول الأول: إنَّ صبغ الحواجب من الأمور المحرَّمة شرعاً؛ لأنَّها تغيير للخلقة التي خلق الإنسان عليها، حيث قال الله تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}[6]، كما أنّ فيه تشبه لحكم النَّمص الذي نهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث، وهذا الأمر يقصد به التَّشبه بالكفار، أو قد يكون فيه بعض من المواد الكيميائية التي تسبب ضرر للبشرة في حالة استخدامها.
- القول الثاني: إنَّ صبغ الحواجب من الأمور المباحة والجائزة للمرأة، حيث إنّ الأصل في الأمور الإباحة بشرط ألا تكون الغرض من هذا الأمر طلبًا للشهرة؛ بحيث تقوم المرأة بصبغ حاجبها بلون غير معتاد، وألا يكون الغرض من هذا التّغير التّشبه بالرِّجال أو الكفار، ويفضل ألا يتم صبغ الحواجب باللون الأسود.
شاهد أيضًا: هل يجب حلق شعر الابط والعانة قبل العمرة
حكم صبغ الحواجب بالاسود
لا يجوز صبغ الحواجب باللون الأسود، وهو مكروه باتّفاق الأئمة في المذاهب الأربعة، وقد استدلوا بما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: “أُتِيَ بأبي قُحافةَ يومَ فَتحِ مَكَّةَ ورأسُه ولِحيتُه كالثَّغامةِ بَياضًا، فقال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: غَيِّروا هذا بِشَيءٍ، واجتَنِبوا السَّوادَ”[3]، كما قال الإمام النووي -رحمه الله- في المجموع: “الصحيح بل الصواب أنه حرام”، وقد أجاز بعض من العلماء ذلك الفعل بالنسبة للمرأة التي تريد أن تتزين لزوجها، كما قال البعض الآخر إنّ ذلك جائز في عمر الشباب وليس جائزًا لغيرهم، ولكن رجَّح علماء أهل السنة والجماعة أنّ ذلك ممنوع بالنسبة للرجال والنساء وحتى للمرأة المتزوجة، أما صبغ الشعر بغير السواد، فهو جائز للجميع، والله أعلم.[7]
هل حنة الحواجب تمنع الوضوء
إنَّ حنَّة الحواجب هي مادة ليس لها جرم، بحيث تتم إزالتها ولا يبقى إلا لونها، وفي هذه الحالة لا تمنع الطهارة ويجوز معها الوضوء، وهذا ما ذهب إليه أهل العلم والاختصاص، وقد سئِل الشيخ ابن باز-رحمه الله- حول الخضاب على اليدين والرجلين إذا ما كان يمنع وصول الماء إلى الجلد أم لا، فكان جوابه أنَّه إذا لم يكن له جرم فلا حرج في ذلك ولا يمنع الوضوء، لأنه ليس له سماكة ولا أثر وهو كذلك بالنسبة للحاجبين، ويقول الشيخ عبد العزيز السدحان -حفظه الله- في ذلك: “أما أثره على الطهارة فظاهر أنه لا يمنع وصول الماء إلى البشرة ولا إلى الشعر، فحكمه من حيث الطهارة: الأمر فيه ظاهر، وهو أنه لا يمنع وصول الماء، مجرد تلوين فقط، مجرد تلوين يوضع على هذا الشعر فلا يمنع وصول الماء إلى الشعر ولا إلى البشرة”، والله تعالى أعلم.[8]
شاهد أيضًا: حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز
أضرار حنة الحواجب
وضع الحنة أعلى الحاجبين وأسفلهما أخذ الجواز إن كان لا يشبه النمص، ولكن إن كان كذلك فإنه لا يجوز لما في ذلك من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى، وقد يزداد الأمر حُرمة إذا كان وضعها يعتبر تقليدًا للكفار، أو كان في استعماله ضررًا على الجسم أو الشعر لقوله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[9]، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا ضررَ ولا ضِرارَ”[10]، وعليه فإن بعد البحث عمّا تسببه الحنة للحواجب كان لا بُد من ذكر بعض أضراره فيما يأتي:[11]
- احمرار المنطقة بشدة.
- ظهورالشعر الأبيض في الحواجب.
- زيادة نمو شعر على الحاجب وسماكته.
- خطورة كبيرة على العين، وذلك بسبب تقاربهما من الحواجب.
- تهيج في الوجه وخاصة للبشرة الحساسة؛ بسبب احتوائها على مواد كيميائية.
- الإصابة بسرطان الجلد بسبب وجود بعض المواد الكيميائية الخطيرة في الحنة السَّوداء.
حكم تشقير الحواجب
اختلف أهل العلم في حكم تشقير الحواجب فمنهم من حرّمه ومنهم من أباحه، وهو من الظّاهرة التي انتشرت بشكل كبير بين النّساء، وهو عبارة عن تغيير لون الحاجب بالكامل أو تشقيره من الأعلى والأسفل، وهكذا يشابه النّمص والهدف الأساسي منه ترقيق الحاجب، فقد كانت اللجنة للاستفتاء والشيخ عبد الله الجبرين -رحمه الله- ممّن حرمه؛ لأنّ في التّشقير تغييراً لخلق الله -تعالى- وتشبّهٌ في النّمص وفيه تشبّهٌ للكفّار، وممّن أباحه كان الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ودار الإفتاء الأردنيّة، وذلك لأنّه لم يرد ما يحرّمه فلو لم يُرافقه أي نمص ولم يكن في المواد المستعملة ضرر على المرأة فلا بأس بذلك للمرأة المتزوّجة لأنّ الله -سبحانه وتعالى- أمرها أن تتزيّن لزوجها، أما غير المتزوّجة يكره لها أن تتزيّن وتصبغ بما يُظهرها متبرّجة، والأحوط والأفضل تركه، والله وروسوله أعلم.[12]
شاهد أيضًا: هل يجوز حلق شعر الساق للرجل
حكم صبغ الشعر
يجوز صبغ الشعر على رأي أكثر أهل العلم، حيث إنَّ الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد تحريم بذلك، ولكن مع الانتباه أن لا يكون الصبغ بالسواد لتغيير الشيب، أو أن يكون فيه مشابهة للكفار، أو أن يثبت ضرره طبيًّا، وعليه فإنه يجوز للمرأة أن تصبغ شعرها بأي لون ما عدا الأسود، وأن تنتبه أن لا يكون القصد منا التشبه بالكافرات، فقد قال الشيخ ابن عثيمين في تعقيبه على تلك المسألة الفقهية:[13]
“الأصل في الأشياء غير العبادات الحل، وعلى هذا، فيجوز للمرأة أن تصبغ رأسها بما شاءت من الصبغ، إلا إذا كان سوادًا تخفي به شيبها، فإن ذلك لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بتغيير الشيب، وقال: جنبوه السواد، أو إذا كانت هذه الأصباغ مما تختص به النساء الكافرات، بحيث إذا شوهدت هذه المرأة، قيل هذه امرأةٌ كافرة؛ لأنه لا تصبغ هذا الصبغ إلا امرأةٌ كافرة، فحينئذٍ يحرم على المرأة أن تصبغ به؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من تشبه بقومٍ فهو منهم”.
إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن حكم صبغ الحواجب بالحناء ، حكم تشقير الحواجب، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن زينة المرأة في الإسلام، إضافةً إلى بيان الحكم الشرعي حول السؤال المطروح، كما قمنا ببيان حكم صبغ الحواجب بالأسود، وأيضًا تطرقنا إلى حكم صبغ الشعر، لنختتم المقال بتعريف الزائر الكريم بمعرفة هل حنة الحواجب تمنع الوضوء، وأضرار حنة الحاجب.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ alukah.net، زينة المرأة، 01/03/2023
- ^ islamweb.net، حكم وضع الأصباغ على حاجب المرأة بحيث يبدو دقيقا، 01/03/2023
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبد الله، مسلم، 2102 ، صحيح.
- ^ binbaz.org.sa، حكم صبغ المرأة شعر الحاجبين بلون البشرة، 01/03/2023
- ^ islamqa.info، تشقير الحواجب، 01/03/2023
- ^ سورة النساء، الآية 119
- ^ islamweb.net، حكم صبغ الشعر لصغير السن، 01/03/2023
- ^ islamqa.info، هل يمنع تشقير الحاجبين من صحة الطهارة ؟، 01/03/2023
- ^ سورة البقرة ، الآية 195
- ^ بستان العارفين، النووي، 35، حسن
- ^ beautyanswered.com، What Are the Pros and Cons of Using Henna for Eyebrows?، 01/03/2023
- ^ islamqa.info، تشقير الحواجب، 01/03/2023
- ^ islamqa.info، حكم صبغ الشعر بالأصباغ الحديثة، 01/03/2023
التعليقات