ما حكم صيام الايام البيض في شعبان في الإسلام

ما حكم صيام الايام البيض في شعبان في الإسلام هو من الأحكام الشرعية المهمة بالنسبة لجميع المسلمين في شهر شعبان المبارك، وذلك لأنّ صيام الأيام البيض عبادة يقوم بها الكثيرون في شهر شعبان وغير شعبان، فكان لا بدّ من التعرّف على رأي الشرع الإسلامي في مسألة صيام الأيام البيض في شعبان والأجر الذي يحصل عليه الصائمون في هذه الأيام، ولذلك سوف نخصص هذا المقال للحديث عن ما هي الأيام البيض وهل يجوز صيام ايام البيض في شعبان وما فضل صيامها وفضل الإكثار من الصيام في شهر شعبان بشكل عام.

ما المقصود بالأيام البيض

تُعرف الأيام البيض في الشرع الإسلامي بأنّها أيام محددة من كل شهر هجري، وهي الأيام التي توافق يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، وسُمّيت بالأيام البيض لأنّ القمر في ليالي هذه الأيام يكون أبيض ويكون بدرًا كاملًا ويمكن أن يراه الناس بالعين المجردة بوضوح، وتُعرف هذه الأيام أيضًا بالأيام الغر، وقد ورد هذه الأيام في الكثير من الأحاديث النبوية في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: “إن كنتَ صائمًا فعَليك بالغُرِّ البِيضِ: ثَلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ” ^[1]والله تعالى أعلم وأحكم. ^[2]

حكم صيام الايام البيض في شعبان

إنّ صيام الأيام البيض في شهر شعبان وفي غيره من الأشهر الهجرية أمر مستحب في الشرع الإسلامي، وهذا ما أشارت إليه الكثير من الأحاديث النبوية في السنة النبوية الشريفة وهذا ما ثبت عن السلف الصالح، ولكن تخصيص الأيام البيض من شعبان بفضل دون فضل صيام غيره من الأيام البيض في أشهر أخرى لم يرد فيه ذكر ولا فضل خاص، لذلك على المسلم أن يحتاط من هذا الأمر وألّا يحدث في الدين ما ليس فيه، فمن أراد أن يصوم الأيام البيض من شهر شعبان فعليه أن يصومها بنية صيام الأيام البيض فقط ولا يجعل لشعبان ما ليس له، وفيما سيأتي سوف نذكر قول الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في هذه المسألة الفقهية المهمة: ^[3]

يستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر من شعبان أو غيره؛ لما ثبت عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه أمر عبدالله بن عمرو بن العاص بذلك، وثبت عنه -صلَّى الله عليه وسلَّم- أيضًا أنه أوصى أبا الدرداء وأبا هريرة بذلك، وإن صام هذه الثلاثة من بعض الشهور دون بعض، أو صامها تارة وتركها تارة فلا بأس؛ لأنها نافلة لا فريضة، والأفضل أن يستمر عليها في كل شهر، إذا تيسر له ذلك.

فضل صيام الأيام البيض

يتجلّى فضل صيام الأيام البيض في الشريعة الإسلامية في الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في هذا الموضوع، وفيما يأتي سوف نمر على هذه الأحاديث:

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إنّ رسول الله -صلَّى اله عليه وسلَّم- قال: “أوْصاني خَليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلاثٍ، لا أدَعُهُنَّ حتى أموتَ: أوْصاني برَكعَتَيِ الضُّحى، وبصِيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ، وألَّا أنامَ إلَّا على وِترٍ”. ^[4]
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: “قَالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، ألَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وتَقُومُ اللَّيْلَ؟، فَقُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ قَالَ: فلا تَفْعَلْ صُمْ وأَفْطِرْ، وقُمْ ونَمْ، فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أجِدُ قُوَّةً قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، ولَا تَزِدْ عليه، قُلتُ: وما كانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ؟ قَالَ: نِصْفَ الدَّهْرِ، فَكانَ عبدُ اللَّهِ يقولُ بَعْدَ ما كَبِرَ: يا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”. ^[5]
• عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إذا صُمتَ شيئًا منَ الشَّهرِ فصُم ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرةَ”. ^[6]

فضل الإكثار من الصيام في شهر شعبان

إنّ الإكثار من الصيام في شهر شعبان المبارك هو من السنة، فقد ثبت عن النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه كان يكثر من الصيام في شهر شعبان، وفيما يأتي نذكر الأحاديث التي دلّت على هذا الأمر: ^[7]

• عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ حتَّى نقولَ لا يُفطِرُ ويُفطِرُ حتَّى نقولَ لا يصومُ وما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ استَكملَ صيامَ شَهرٍ قطُّ إلَّا رمضانَ وما رأيتُه في شَهرٍ أكثرَ صيامًا منهُ في شعبانَ”. ^[8]
• عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبَانَ، فإنَّه كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا. وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما دُووِمَ عليه وإنْ قَلَّتْ، وكانَ إذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا”. ^[9]

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف الأياتم البيض ثم مررنا على ما حكم صيام الايام البيض في شعبان في الإسلام ومررنا فيه على فضل صيام الأيام البيض في الشرع الإسلامي وفضل الإكثار من الصيام في شهر شعبان.