حكم قول لو لابن عثيمين وحكم قول لو لابن باز

حكم قول لو لابن عثيمين وحكم قول لو لابن باز هو حكم من الأحكام الشرعية المهمة بالنسبة لجميع المسلمين، لأنّه حكم يتعلق بحياة الإنسان اليومية، وهو من الأحكام التي ينبغي على كل مسلم التعرف عليها ومعرفة رأي الشرع الإسلامي بها حتّى لا يقع في المحرمات والمحظورات جهلًا بالحكم، وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على رأي كل من الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبد العزيز بن باز رحمهما الله في حكم قول لو، وسنتحدث عن حكم قول لو إسلام ويب وماذا قال الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عن لو.

حكم قول لو لابن عثيمين

للإجابة عن سؤال حكم استعمال لو لا بد من التفصيل في الحالات التي تستعمل فيها هذه الكلمة في حياة الإنسان، وقد فصل الشيخ محمد بن صالح العثيمين في هذه الحالات وفي حكم كل حالة منها، وفي النقاط الآتية سوف نشرحها كاملة: ^[1]

• الحالة الأولى: أن يقصد بها الإنسان الإخبار فقط، وفي هذه الحالة يجوز استعمالها دون أي إشكال، كأن يقول: لو جئتني لأكرمتك إكرامًا كبيرًا، أو لو علمت بذلك لأتيت إليك، وهذه كلها جُمل إخبارية، ولا بأس في استخدام لو في مثل هذه الجمل أبدًا.
• الحالة الثانية: أن يستخدمها المسلم بقصد التمني، فإذا قالها الإنسان بقصد التمني وكان يتمنى أمرًا فيه خير فإن له أجرًا في هذه النية، والدليل حديث أبي كبشة الأنماري، وهو أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: “مثلُ هذه الأُمَّةِ كمثلِ أربعةِ نفرٍ رجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا وعلمًا فهو يعملُ بعلمِه في مالِه يُنفقُه في حقِّهِ ورجلٌ آتاه اللهُ علمًا ولم يُؤْتِه مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الأجرِ سواءٌ ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا ولم يُؤْتِه علمًا فهو يخبطُ في مالِه يُنفقُه في غيرِ حقِّهِ ورجلٌ لم يُؤْتِه اللهُ علمًا ولا مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الوِزْرِ سواءٌ” ^[2]والمعنى المراد في الحديث أيضًا أنّه إذا تمنى المسلم سوءًا فله ما تمنى أيضًا.
• الحالة الثالثة: أن يقول المسلم لو وهو يريد التحسر على أمر مضى، وهذه هي المنهي عنها في الشريعة الإسلامية، فهي لا تنفع في شيء سوى في الندم والحسرة والحزن، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ” ^[3]وكلمة لو المقصود في الحديث الشريف هي الكلمة التي تفتح باب الندم والحسرة، وهذه هي المنهي عنها في الإسلام، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول الله يقرفك عند الغضب أو الكره

حكم قول لو لابن باز

يرى الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أنه يجوز للمسلم أن يقول لو في استحباب الخير فقط، مثلا كأن يقول: لو أتيت إلي لسعدت بك، أو أن يقول ما قال النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه: “لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما أَهْدَيْتُ، ولَوْلَا أنَّ مَعِي الهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ” ^[4]أمّا أن يقولها حسرة وندامة على ما مضى، فهذه لا تجوز، وفيما يأتي ننقل فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في حكم قول لو: ^[5]

يقولها الإنسانُ في استحباب الخيرات، مثل: لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما أهديتُ كما قال النبي ﷺ يوم الحج، حجة الوداع، قال: لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما أهديتُ ولجعلتُها عمرةً، لو علمتُ أنَّ فلانًا هنا لجئتُه وأكرمتُه، وما أشبه ذلك، لو علمتُ أنَّ الطريق آمنٌ حجزتُ. ما في بأس، من باب تمنّي الخير.

حكم قول لو إسلام ويب

يرى فقهاء موقع إسلام ويب أنّ قول لو منهي عنه في حال قالها الإنسان في موضع يعارض فيه القدر، فيقول لو كان حدث كذا لصار الآن كذا، وهذه معارضة مباشرة للقدر ولما هو مكتوب في قدر المرء، قال الحافظ بن حجر رحمه الله في نقله عن القرطبي: “محل النهي عن إطلاقها -يعني لو- إنما هو فيما إذا أطلقت معارضة للقدر مع اعتقاد أن ذلك المانع لو ارتفع لوقع خلاف المقدور؛ لا ما إذا أخبر بالمانع على جهة أن يتعلق به فائدة في المستقبل، فإن مثل هذا لا يختلف في جواز إطلاقه، وليس فيه فتح لعمل الشيطان، ولا ما يفضي إلى تحريم”، وقال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرح صحيح مسلم: “أما من قالها تأسفا على ما فات من طاعة الله تعالى أو ما هو متعذر عليه من ذلك ونحو هذا فلا بأس به. وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث”، والله تعالى أعلم. ^[6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

ماذا قال الرسول عن لو

وردت عدة أحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تحدث فيها عن لو وحكم قولها في الشريعة الإسلامية، وهذه الأحاديث هي: ^[7]

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ” ^[3]
• عن أبي كبشة الأنماري عن النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مثلُ هذه الأُمَّةِ كمثلِ أربعةِ نفرٍ رجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا وعلمًا فهو يعملُ بعلمِه في مالِه يُنفقُه في حقِّهِ ورجلٌ آتاه اللهُ علمًا ولم يُؤْتِه مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الأجرِ سواءٌ ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا ولم يُؤْتِه علمًا فهو يخبطُ في مالِه يُنفقُه في غيرِ حقِّهِ ورجلٌ لم يُؤْتِه اللهُ علمًا ولا مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الوِزْرِ سواءٌ” ^[2]

هل كلمة لو من الشرك

يتساءل الكثير من المسلمين عمّا إذا كانت كلمة لو نوعًا من أنواع الشرك الأصغر، والواقع أنّ كلمة لو تدل على ضعف الإيمان وضعف التوحيد، فمن يقولها بشكل دائم في أمور تخالف القدر والقضاء ففي نفسه ضعف وهو غير مؤمن بالقضاء والقدر، قال الشيخ صالح آل الشيخ: “والشيطان يدخل على القلب، فيجعله يسيء الظن بربه -جل وعلا- وبقضائه وبقدره، وإذا دخلت إساءة الظن بالله ضعف التوحيد، ولم يحقق العبد ما يجب عليه من الإيمان بالقدر، والإيمان بأفعال الله -جل جلاله- ولهذا عقد المصنف هذا الباب؛ لأن كثيرين يعترضون على القدر من جهة أفعالهم، ويظنون أنهم لو فعلوا أشياء لتغير الحال، والله -جل وعلا- قد قدّر الفعل، وقدّر نتيجته، فالكل موافق لحكمته سبحانه وتعالى“، والله تعالى أعلم. ^[8]

بهذه الأحكام الشرعية نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على حكم قول لو لابن عثيمين وحكم قول لو لابن باز وتحدثنا فيه عن حكم قول لو إسلام ويب وماذا قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن لو ثم مررنا على الحديث عن هل كلمة لو من الشرك الأصغر.