حكم من نصحه الطبيب بعدم الحج مع قدرته عليه

حكم من نصحه الطبيب بعدم الحج مع قدرته عليه هو من الأحكام الشرعية المهمة بالنسبة للكثير من المسلمين، خاصة أولئك الذي يعانون من أمراض تمنعهم من أداء مناسك الحج أي أنهم ليس لديهم الاستطاعة الصحية لأداء هذه المناسك التي تجلب الكثير من المشقة الجسدية، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن حكم من تلقى نصيحة من الطبيب بعدم الحج مع أنه يرى نفسه قادرًا على أداء مناسك الحج وسنتحدث عن حكم الاستنابة في الحج بسبب المرض وغير ذلك من الأحكام الشرعية المهمة.

حكم من نصحه الطبيب بعدم الحج مع قدرته عليه

إذا شعر الإنسان أنّه قادر على أداء مناسك الحج فليتوكل على الله تعالى وليذهبْ ليؤدِي هذه المناسك، فإذا شعر أنه قادر فلا طائل ولا منفعة من كلام الطبيب في هذه الحالة، ففي هذه الحالة عليه أن يتوكل على الله رب العالمين وأن يذهب إليه اقتداء بقول الله تعالى في سورة آل عمران: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ^[1]وفيما يأتي نذكر قولًا للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى أجاب فيه عن سؤال امرأة تسأل عن أنها تشعر أنّها قادرة على أداء مناسك الحج رغم أنّ طبيبها نصحها بعدم الحج، فقال لها الشيخ: ^[2]

إذا كنتِ تعلمين من نفسك القدرة فلا كلام للطبيب، ولا وجه لكلام الطبيب، إذا تيسر المحرم سافري للحج، واستعيني بالله، ولا تلتفتي إلى قول الطبيب وأنت تعلمين من نفسك القدرة.

حكم الاستنابة في الحج بسبب المرض

إنّ أهم شرط من شروط الحج هو الاستطاعة، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ^[1]والاستطاعة المقصودة في الآية الكريمة هي الاستطاعة المادية والاستطاعة الصحية، تتحقق المادية إذا امتلك المسلم مالًا يكفيه لنفقة سفر الحج والإقامة هناك طيلة أيام أداء المناسك، جاء في كتاب مغني المحتاج: “ويشترط كون ما ذكر من الزاد والراحلة مع المحمل والشريك فاضلين عن دينه حالاً كان أو مؤجلاً، سواء كان لآدمي أم لله تعالى كنذر وكفارة”.

وتُضاف إليها الاستطاعة الصحية أو البدنية وهي قدرة الشخص الجسدية على الذهاب إلى مكة المكرمة وأداء المناسك بنفسه، فإذا لم يستطع فيجوز له أن ينيب أحدًا يحج عنه، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “يجوز أن يحج عن الشخص غيره، إذا عجز عن الحج، بموت، أو كسر، أو زمانة، أو مرض لا يرجى زواله، أو كان كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أصلاً، أو لا يثبت إلا بمشقة شديدة” والله تعالى أعلم وأحكم. ^[3]

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على حكم من نصحه الطبيب بعدم الحج مع قدرته عليه وألقينا فيه الضوء على جملة من الأحكام الشرعية المهمة مثل: توفر لها نفقة الحج ولم تجد محرمًا فماذا يلزمها وما هو حكم الاستنابة في الحج بسبب المرض.