حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع

حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع هو من المواضيع المهمة التي تتساءل عنها النساء وذلك من أجل معرفة رأي الشرع الإسلامي في هذا الأمر وخاصة فيما يتعلق بصيام المرأة التي نزل منها القليل من الدم أثناء تناولها حبوب منع الحمل، لذلك خصصنا هذا المقال من أجل الحديث بالتفصيل عن مسألة نزول الدم أثناء تناول حبوب منع العمل والجماع وخصصناه للحديث عن حكم تناول حبوب منع الحمل وشروط تناول هذه الحبوب أيضًا.

حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع

إنّ نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل هو من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم، وهذا الاختلاف قائم على عدم القدرة على التأكد من أن هذا الدم هو دم حيض أو غير ذلك، فحبوب منع العمل تؤدي إلى اضطراب في موعد الدورة الشهرية، فقد تتأخر الدورة عند المرأة بسبب هذه الحبوب وقد تأتي في وقت مبكر، وقد قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: ^[1]

من مساوئ هذه الحبوب: أنها توجب اضطراب العادة على المرأة فتوقعها في الشك والحيرة وكذلك توقع المفتين في الشك والحيرة؛ لأنهم لا يدرون عن هذا الدم الذي تغير عليها أهو حيض أم لا؟ وعلى هذا: إذا كان من عادتها أن تحيض خمسة أيام واستعملت الحبوب التي لمنع الحمل ثم زادت عادتها، فإن هذه الزيادة تبع الأصل، بمعنى أنه يحكم بأنه حيض ما لم تتجاوز خمسة عشر يومًا، فإن تجاوزت خمسة عشرة يوماً صارت استحاضة، وحينئذ ترجع إلى عادتها الأولى التي هي خمسة أيام.

شاهد أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية

هل نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل يمنع الصيام

بعد التفصيل في حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع أفتى علماء المسلمين بأنّه إذا كان الدم النازل أثناء تناول حبوب منع الحمل من الدورة الشهرية فهو يمنع الصيام، لأنّ دم الحيض يمنع المرأة من الصيام والصلاة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: “أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا” ^[2]أمّا إذا كان الدم عرقًا فيصح صيامها وليس عليها حرج في ذلك، كما أنه لا يمنعها من الصلاة، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في هذا الموضوع: ^[3]

إن كان دم عرق فإنه لا يمنعها من الصيام وصيامها صحيح، ولا يمنعها من الصلاة، فيجب عليها أن تصلي، وأما إذا كان من الحيض -تحرك بسبب هذه الحبوب- فإن صيامها لا يصح ولا تلزمها الصلاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون طهارة من الدورة الشهرية

حكم موانع الحمل في الإسلام

يجوز استعمال حبوب منع الحمل أو أي نوع من موانع الحمل في الإسلام ولكن بشرط أن يكون استعمالها بعد معرفة الزوج وبعد أخذ إذنه أيضًا، وينبغي أن يكون استخدام موانع الحمل من أجل تحقيق منفعة معينة، مثل المحافظة على صحة الأم، أو القيام بتنظيم الفترات التي تحمل بها المرأة والحفاظ على صحتها، أمّا إذا كان استخدام موانع الحمل من دون علم الزوج، فهذا غير جائز في الإسلام بشكل قطعي، والله تعالى أعلم. ^[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة

متى يحرم استخدام حبوب منع الحمل

إنّ استخدام حبوب منع الحمل في الإسلام مُباح، ولكنه يصبح محرمًا في مواضع وحالات معينة، وهذه الحالات والمواضع هي: ^[1]

• الحالة الأولى: أن تؤدي هذه الحبوب إلى أذية المرأة وإلحاق الضرر بها، فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ”. ^[5] 
• الحالة الثانية: إذا لم تستأذن الزوجة زوجها في استخدم هذه الحبوب، في هذه الحالة يصبح استخدامها محرمًا، حيث يجب أن تأخذ موافقة الزوج.
• الحالة الثالثة: ألّا تضم هذه الحبوب أي نجس أو أي مادة يحرم تناولها شرعًا.

شروط استخدام موانع الحمل في الإسلام

توجد في الشريعة الإسلامية أربعة شروط يجب أن تتحقق حتَّى يصبح تناول حبوب موانع الحمل مباحًا، وهذه الشروط هي: ^[6]

• أن تتأكد المرأة من أنّ حبوب منع الحمل هذه لا تلحق بها الضرر، فلا ينبغي على المسلم أن يكون سببًا في إلحاق الأذى بنفسه، قال تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. ^[7]
• أن يكون استخدام هذه الحبوب المانعة للحمل برضى واتفاق الزوجين، فمن حق كل زوج من الزوجين أن يحصل على الذرية، ولا يحق لأي طرف في العلاقة الزوجية حرمان الآخر من الذرية بدون إذنه.
• أن يكون استخدام حبوب منع الحمل لحاجة معينة.
• أن يكون استخدام حبوب منع الحمل لمنع الحمل بشكل مؤقت وليس بشكل دائم.

سبب نزول الدم مع استخدام حبوب منع الحمل

عطفًا لما ورد من حديث عن حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع جدير بالقول إنّه لا شكّ أن نزول الدم عند استخدام حبوب منع الحمل له سبب طبي، وهو أنّه عندما تتوقف المرأة عن تناول هذه الحبوب لمدة يومين، تنزل الدورة الشهرية في غير موعدها، ويكون ذلك بسبب حدوث خلل واضح في فترة النزيف عند المرأة في المهبل، أو حدوث خلل في كمية الدم التي تنزفها المرأة، وقد يكون السبب أيضًا هو عدم الانتظام في تجهيز الجسم للرحم وبطانة الرحم، وهذه هي الأسباب الطبية التي تؤدي إلى هذا النزيف وتؤدي إلى نزول هذا الدم عند استخدام حبوب منع الحمل. ^[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز التستر على الزانية المتزوجة

هل يجوز منع الحمل بشكل مستمر

في ختام ما ورد من حديث عن حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع جدير بالقول إنّ استخدام موانع الحمل بشكل دائم غير جائز في الشرع الإسلامي وإلّا لضرورة صحية، كأن يكون في حمل المرأة ضرر على صحتها وحياتها، وسبب التحريم هو أنّ الشرع الإسلامي دعا الناس إلى التكاثر وزيادة النسل، وبهذا دعا الكثير من أنبياء الله تعالى في القرآن الكريم، قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام”: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} ^[9]وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} ^[10]وفيما يأتي نذكر قول الشيخ ابن جبرين في مسألة التوقف عن الحمل بشكل نهائي بالنسبة للمرأة المسلمة: ^[11]

لا يجوز العلاج لقطع الحمل أو إيقافه إلا عند الضرورة ، إذا قرر الأطباء المعتبرون أن الولادة تسبب إرهاقًا أو تزيد المرض أو يخاف من الحمل والوضع الهلاك خوفًا غالبًا، ولا بد مع ذلك من رضى الزوج وموافقته على القطع أو الإيقاف، ثم متى زال العذر أعيدت المرأة إلى حالتها الأولى

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل والجماع ومررنا فيه بالتفصيل على هل نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل يمنع الصيام وتحدثنا عن الشروط المطلوبة لجواز استخدام موانع الحمل في الإسلام، وتحدثنا أيضًا عن هل يجوز منع الحمل بشكل مستمر.