شرح قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان والصور الفنية فيها

شرح قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان والصور الفنية فيها من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الأشخاص، وخصوصًا من الطلاب، فقد يجدون بعض الصعوبات في فهم بعض القصائد الواردة في المناهج الدراسية، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن صاحب قصيدة كفكف دموعك الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، وسوف نتعرف على شرح قصيدة كفكف دموعك وعلى الصور الفنية والبلاغية فيها والأفكار العامة للقصيدة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

نبذة عن الشاعر إبراهيم طوقان

يعدُّ الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان واحدًا من أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب في القرن العشرين، ولد الشاعر إبراهيم عبد الفتاح طوقان في مدينة نابلس في فلسطين عام 1905م، وشقيقته الشاعرة فدوى طوقان والتي أطلق عليها شاعرة فلسطين، وشقيقه أيضًا أحمد طوقان الذي شغل منصب رئيس وزراء الأدرن في سبعينيات القرن العشرين، وقد كان واحدًا من الشعراء الذين نادوا بالقومية العربية والنضال في وجه القوى الاستعمارية في المنطقة العربية، ونادى أيضًا بمقاومة الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل فلسطين في تلك الفترة ويعمل على تهويدها وتسليمها للصهاينة، توفي إبراهيم طوقان في تاريخ 2 من شهر مايو من عام 1941م في مدينة القدس.^[1]

شرح قصيدة كفكف دموعك

تعدُّ هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان، وقد نظمها على مجزء البحر الكامل وعلى عدة قوافي منها اللام المضمومة والنون الساكنة وغيرها، وعدد أبياتها 47 بيتًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح قصيدة كفكف دموعك للشاعر إبراهيم طوقان:

كَفْكِفْ دموعَكَ ليس ين
فَعُكَ البكاءُ ولا العويل
وانهضْ ولا تشكُ الزما
نَ فما شكا إلاَّ الكسول
واسلكُ بهمَّتِكَ السَّبي
لَ ولا تقلْ كيف السَّبيلُ
ما ضَلَّ ذو أملٍ سَعى
يوماً وحكمتهُ الدَّليلُ 

يبدأ الشاعر قصيدته بأسلوب الأمر أو الطلب، حيث يطلب من المواطن الفلسطيني أن يمسح دموعه لأنَ البكاء والنحيب لن يفيد الإنسان ولن يرجع له أية خسارة سواء كانت مادية أو معنوية، ثم يطلب منه بدل البكاء أن ينهض ويبدأ بالعمل وألا يكتفي بالشكوى، لأنَّ التشكي من صفات الشخص الكسول فقط، ولكن على الإنسان أن يسعى إلى ما يريد وأن يمضي في سبيله، فإنَّ الإنسان إذا كان لديه حلم يريد أن يحققه واعتمد على حكمته كدليل للوصول إلى حلمه فإنه لن يضل بإذن الله تعالى.

كم قلتَ أمراض البلا
د وأنتَ من أمراضها
والشؤم علتها فهل
فتشت عن أعراضها
يا مَنْ حملْتتَ الفأْسَ ته
دِمها على أنْقاضِها
أُقعدْ فما أنتَ الذي
يَسْعى إلى إنهاضها

يتابع الشاعر في بث الصحوة والوعي في عقول الناس، فيخاطب الإنسان الفلسطيني الخامل الخانع بقوله كم ادعيت أنَ أمراض البلاد هي سبب كل خسارة وذل، ولكن لم تفطن إلى أنكَ أيها الإنسان أحد أمراض البلاد، كما أنك أيها الإنسان تقول أنَّ هذه البلاد مشؤومة وهذه علتها ومشكلتها، فهل بحث في أعراض المشاكل من إيجاد الحلول، ولا تحمل الفأس من أجل هدمها وأنت تدعي إصلاحها، فاقعد مكانك فلست من سوف ينهض بها.

أملٌ يلوحُ بريقهُ
فَاستَهْدِ يا هذا بَريقَهْ
ما ضاقَ عيشك لو سعي
ت له ولوْ لمْ تشْكُ ضِيقَهْ
لكِنْ تَوَهَّمْتَ السَّقا
م فأسقمَ الوهْمُ البدنْ
وظننْتَ أنَّكَ قَدْ وَهَن
ت فَدَبَّ في العظم الوهنْ

بعد ذلك يشير الشاعر إلى الأمل الذي يلوح في الأفق أمام الإنسان، ويجب على الإنسان أن يتبع ذلك الأمل بعد أن يستدل عليه ويستهدي إليه، فلن يضيق عيش الإنسان إذا سعى وعمل ولم يكتفِ بالتشكي من ضيق العيش فقط، ولكن الشخص الذي يتوهَّم أنَّ فيه مرض أو داء، فإنَ المرض يوشك أن يحلَ في جسده، والذي يتوهَّم أنَ به ضعفًا يوشك الضعف أن يدبَّ في عظامه ويقعده عن العمل والسعي للوصول إلى ما يريد.

اللهَ ثم أللهَ ما أْح
لى التَّضاُمنَ و الوفاقا
بوركْتَ مَؤتْمراً تأَّل
لف لا نزاعَ ولا شقاقا

بعد ذلك يمدح الشاعر التضامن والتحالف بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الأزمات التي يواجهونها وفي سبيل الوطن نفسه وتحريره، كما يبارك في المؤتمر الذي جميع بين القلوب والنفوس من دون أية نزاعات أو خلافات بين جميع الفلسطينيين وكأنهم يد واحدة في مواجهة المعتدين والمحتلين.

حيَّ الشبابَ وقُلْ سلا
ما إنَّكُمْ أَملُ الغَدِ
صَحَّتْ عزائمكُمْ على
دْفعِ الأَثيمِ المعْتدي
واللهُ مَدَّ لكُمْ يداً
تَعْلو على أقوى يدِ
وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا
ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي

يشجع الشاعر في هذه الأبيات الشباب ويقول لهم بأنهم أمل الغد والمستقبل، وآمال الوطن كله معلقة بهم، وهم الذين بعزائمهم سوف يدفعون المعتدي الآثم، وقد أيدهم الله تعالى بالحق وبيده التي تعلو على كل يد لأنَ يد الله مع الجماعة، ثم يبشر وطنه بأنه قد زفَّ إليه الشباب وكأنهم الأزهار الندية الطرية الساحرة.

وطَني وإنَّ القَلْبَ يا
وَطني بِحبَّكَ مُرْتَهَنْ
لا يَطمَئِنَّ فَإنْ ظَفِرْ
ت بما يُريدُ لكَ اطمأنْ

في نهاية القصيدة يشير الشاعر إبراهيم طوقان إلى أنَّ القلب متعلق بالوطن، في إشارة إلى الحب الكبير الذي يحمله تجاه وطنه، وأنَّ هذا القلب يبقى متعبًا منهكًا لا يستقر ولا يستريح ولا يطمئن إلا إذا ارتاح وطنه واطمأن، وفي هذا إشارة إلى أنَ الإنسان يجب أن يسعى دائمًا إلى استقرار وطنه ليعيش مرتاحًا مستقرًا فيه.

الصور الفنية في قصيدة كفكف دموعك

توجد في قصيدة كفكف دموعك كثير من الصور الفنية والبلاغية والتي يعتمد عليها الشاعر في بناء قصيدته، وذلك من أجل إضفاء لمسات جمالية سواء على مبنى القصيدة من جمل وكلمات أو على معاني القصيدة، والمجيء بمعانٍ مختلفة برداء مبهر، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة كفكف دموعك للشاعر إبراهيم طوقان:

تشبيه بليغ

ورد تشبيه بليغ في أكثر من موضع في أبيات القصيدة منها قول الشاعر: ما ضَلَّ ذو أملٍ سَعى يوماً وحكمتهُ الدَّليلُ، حيث شبَّه الحكمة بالدليل، حيث أنَّ الحكمة هي التي تدلُّ صاحبها على السبيل، ولكنه حذف أداء الشبه والتي يمكن أن تكون كاف التشبيه أو كلمة “مثل” وحذف وجه الشبه أيضًا، ولذلك كان هذا الأسلوب تشبيهًا بليغًا.

تشبيه مجمل

ورد التشبيه المجمل في قول الشاعر: وطني أزُفُّ لكَ الشَّباب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي، حيث أنَّ الشاعر شبه الشباب بالزهر الندي، فالمشبه هو الشباب، والمشبه به هو الزهر الندي، وأداء التشبيه هي كأنه، ولكنه لم يذكر وجه الشبه ولذلك كان هذا الأسلوب تشبيه مجمل، ولكنه لو ذكر وجه الشبه لكان التشبيه تشبيهًا تامًا.

أسلوب الطباق

ورد أسلوب الطباق في قوله الشاعر: أُقعدْ فما أنتَ الذي يَسْعى إلى إنهاضها، حيث جاءت كلمة أقعد بعكس كلمة إنهاضها، وهذا هو أسلوب الطباق في اللغة العربية، كما ورد أسلوب طباق آخر في قوله: ما ضاقَ عيشك لو سعيت له ولوْ لمْ تشْكُ ضِيقَهْ، حيث وردت كلمة ضاق وكلمة سعيت، والضيق عكس السعة.

أسلوب التعجب

ورد أسلوب التعجب في قول الشاعر: اللهَ ثم أللهَ ما أْحلى التَّضاُمنَ و الوفاقا، حيث جاء تكرار لفظ الجلالة على سبيل التعجب من التضامن والوفاق الذي تمَ بين الفلسطينين وعن الآثار الإيجابية له، كما جاء تكرار لفظ الجلالة على سبيل التوكيد، وهو توكيد لفظي.

الأفكار العامة في قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان

قد يكون للقصيدة أفكار عامة حاول الشاعر إيصالها إلى الشعب الفلسطيني والعربي عمومًا من أول القصيدة لآخرها، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أبرز الأفكار العامة في قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان:

• حثَّ أبناء الوطن على النهوض والسعي من أجل بناء الوطن وعدم الركون إلى النحيب والبكاء والتشكي لأنَّ هذه الأفعال لن تنفع الإنسان ولن ترد له خسارة.
• من الأفكار العامة أيضًا أنَ الإنسان يلقي اللوم على بلاده ويقول فيها أمراض كثيرة تسبب عدم نهضتها وتحررها، ولكن نسي أنَّه هو نفسه أحد أمراضها بسبب تشاؤمه وتكاسله وتخاذله.
• الحث على التضحية في سبيل الوطن والدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس.
• عدم التشاؤم والسوداوية والبحث عن الأمل الموجود في الأفق والاستهداء إليه من أجل الوصول إلى المراد والحلم المطلوب.
• ذكر أهمية الوحدة والتضامن والتعاون بين جميع أبناء الوطن من أجل تحقيق الأحلام وبناء الوطن.

شرح مفردات قصيدة كفكف دموعك

بعض الأشخاص يجدون صعوبة في فهم بعض المفردات ويجدونها غامضة وغير مفهومة بالنسبة لهم، إذ أنَّ كثير من الكلمات التي تستخدم في الشعر قد لا تستخدم في الحياة العادية، كما أنَّ اللهجات العربية العامية تختلف بشكل كبير عن اللغة العربية الفصحى والتي تستخدم في كتابة الشعر، ولذلك تكون بعض الكلمات غير مفهومة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات في قصيدة كفكف دموعك:

شرح قصيدة كفكف دموعك pdf

كثير من الأشخاص وبشكل خاص من الطلاب يفضلون الحصول على شرح قصيدة كفكف دموعك على شكل ملف pdf من أجل استخدامه في أغراض متعددة، مثل الاحتفاظ به على الهاتف أو اللابتوب واستخدامه في أوقات أخرى، أو من أجل طباعته واستخدامه ورقيًا وتوزيعه على الزملاء من الطلاب أو الاستفادة منه في إعداد بحث عن قصيدة كفكف دموعك أو من أجل تحليل القصيدة وما إلى هنالك من استخدامات عديدة، ويمكن الحصول على شرح قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان والصور الفنية فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن صاحب قصيدة كفكف دموعك، وتمَّ إدراج شرح قصيدة كفكف دموعك وتعرفنا على أهم الصور البلاغية والفنية فيها، كما تمَّ إدراج شرح المفردات في قصيدة كفكف دموعك لإبراهيم طوقان وغيرها من التفاصيل المتعلقة.