عناصر المقال
شروط النجاح الوظيفي في العمل، أدّت التغيرات المستمرة في بيئات الأعمال والتقلّبات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية الحديثة إلى تغيّر المفاهيم الوظيفية المتعلقة بقطاع الأعمال، وتغيّرت نظرة الشركات والعاملين لمفهوم الوظيفة والنجاح الوظيفي وآلية النجاح والتطوّر وظيفيًا، والانتقال على طول المسار المهني أفقياً، أو عمودياً، ولذلك حرصنا على أنّ نبيّن في مقالنا هذا ما هي شروط النجاح الوظيفيّ، وحرصنا على ذكر عددِ من الأمور المتعلقة بهذا الموضوع.
مفهوم النجاح الوظيفي في العمل
النجاح هو تحقيق الأهداف، والنجاح الوظيفي هو أن يصل الموظف أو العامل إلى المكان أو المنصب الذي ينوي الوصول إليه، وأن يكون مؤهلًا وعنصرًا فاعلاً في المكان الذي يعمل به، ويستطيع أن يقّدم المنفعة للمنظمة التي يعمل معها، وأن يكون في المكان الذي يناسب ميوله وطموحاته وتوجهاته الوظيفية، وأن يكون مميزًا في موقعه، مبدعًا في عمله، قادرًا على التأقلم ومواكبة التقنيات الجديدة والبيئات المتغيرة والتقلبات المستمرة، بالإضافة إلى امتلاكه مهارات التواصل الفعّال مع زملائه وإدارته وعملائه، فأيّ فردٍ يدخل إلى سوق العمل يجب أن يرسم مساًرا مهنيًا متدرجًا يحوي جميع المناصب التي يمكن أن يترقّى إليها، والتي تنتمي إلى مجال الأعمال التي تتناسب ومؤهلاته العلمية وميوله الشخصيّ وتوجهاته الوظيفيّة.[1]
ثم يعمل بكل طاقته على تنفيذ ما تم رسمه، وتشمل شروط النجاح الوظيفي مجموعة الصفات التي يجب أن يتقنها كل موظف، كما تشمل الممارسات والتصرفات التي يجب أن يتمرن عليها ويتقنها والمهارات التي يجب أن يبدع بها في سبيل وصوله إلى هدفه الذي يسعى إلى تحقيقه وأن يصبح موردًا هامًا تتسابق الشركات لاكتسابه، ويعدّ النجاح الوظيفي أساسًا للتطور الوظيفي والذي يعني انتقال الموظف من منصبٍ إلى منصبٍ أعلى ومن وظيفةٍ إلى وظيفةٍ ذات ميزات أكثر.[1]
شاهد أيضًا: من الكلمات التي تعبر عن التاريخ
خطوات النجاح الوظيفي في العمل
قبل كل لحظة نجاح، أيّامٌ طويلة من العمل الشاق والجهد المستمر والعمل الدؤوب، ولكلّ بناءٍ مرتفعٍ شامخ، أعمدةٌ يستند عليها ومقوماتٌ تدعمه وتحفظه من الانهيار، وقبل أن نتكلم عن شروط النجاح الوظيفي في العمل سنذكر الخطوات التي يمرّ بها الموظف في سبيل الوصول إلى الوظيفة المثالية التي يحلم بها وهي:[2]
تحديد الاتجاهات والميول
وتبدأ عملية تحديد الاتجاهات والميول منذ الصغر، حيث يعد السؤال ” ماذا سأصبح في المستقبل ؟” سؤالاً يلازم الإنسان منذ وعيه إلى أن يجد العمل الذي يناسبه ويستقر فيه، وهو سؤالٌ شائع في المدارس حيث يكون الدافع من هذا السؤال تحفيز خيال الطفل للتفكير في أنواع المهن واكتشافها واختيار مهنة الأحلام لكي يسعى إليها بجدٍ ونشاط، وتتأثر الميول المهنية بالبيئة المحيطة بشكل كبير فنجد الكثير من الناس تسير على خطى آبائها سواءً بالمهنة أو الوظيفة.
التخطيط الجيد للمسار المهني
التخطيط باختصار هو تحديد الأهداف ثم وضع الخطط وتصميم الاستراتيجيات المختلفة لتنفيذ تلك الخطط وتحقيق الأهداف، وأول خطوةٍ في أي قصة نجاح هي التخطيط، ويقصد بالتخطيط الوظيفي رسم المسار المهني الذي سيسلكه هذا الموظف خلال رحلته المهنية ويحتوي هذا المسار على مجموع الوظائف والمناصب التي يمكن للموظف شغلها والعمل بها والوصول إليها والتي تكمّل بعضها بتسلسلٍ منطقي مدروس. وذلك بعد تحديد الميول والاتجاهات المهنية ومقارنتها مع القدرات والإمكانيات الموجودة، ويساعد التخطيط الجيد على التركيز على الأهداف الموضوعة ومنع التشتت الذي قد يؤدي إلى الفشل.
التعلم المستمر
بعد تحديد الميول والاتجاهات ووضع الأهداف يبدأ دور التنفيذ الفعلي والعمل الجاد في سبيل تحقيق تلك الخطط والوصول إلى الأهداف، وهنا يبدأ الفرد بعملية التعلّم وجمع البيانات والمعلومات من مصادرها المختلفة كالمدرسة والكتب ومواقع الإنترنت والندوات المدرسية، ويبحث بنفسه عن مواضيع وأبحاث تخصّ المهنة التي قد خطّط لها ورغب بها، ويستمر بالتعلم واكتساب المعارف الجديدة وحضور الدورات التدريبية وتعلم اللغات ومهارات الحاسوب التي أصبحت ضرورية لجميع أنواع الوظائف.
تجربة الحياة العملية
تعدّ النشاطات التطوعية التي تقيمها الفعاليات التربوية والمجتمعية فرصةً مهمةً لجميع الطامحين إلى النجاح الوظيفي، كما يعدّ العمل التطوعي لدى المنظمات الغير ربحية في بداية المسيرة المهنية أو قبلها تجربة قيّمة تُغني صاحبها بالأفكار الكافية عن الحياة المهنية ومتطلبات النجاح بها، ويمكن أيضًا البحث عن عملٍ مؤقت بلا أجر مقابل اكتساب الخبرة العملية التي تؤهل إلى الدخول في عالم الأعمال.
البدء بالحياة المهنية
بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية والحصول على الدرجة العلمية التي تؤهل إلى الوظيفة المرغوبة، وبعد جمع ما يكفي من المعلومات واكتساب الخبرات اللازمة، يصبح الفرد عندها قادراً على تجهيز سيرته الذاتية والتقدم بها إلى الشركات والمنظمات المختلفة في سبيل الحصول على الوظيفة التي يحلم بها، والبدء بالحياة المهنية.
شروط النجاح الوظيفي في العمل
بعد أن تكلمنا عن المراحل والمقدمات التي يمر بها الفرد في سبيل الوصول إلى الوظيفة التي يحلم بها، سنتكلم عن الشروط اللازمة للحفاظ على هذه الوظيفة والنجاح بها والتطور فيها إلى مناصب أعلى واستلام مهام أكبر، وفيما يأتي شروط النجاح الوظيفي في العمل:[3]
الاستمرار في التعلّم
لمّا كان التعلم المستمر شرطاً ضروريًا لتحقيق الأهداف والوصول إلى الوظيفة، فهو أيضًا شرط أساسي لتحقيق النجاح والحفاظ على الوظيفة والترقي بها، فبيئة الأعمال اليوم شديدة التعقيد والتقنيات الجديدة تفرض على كل موظف ضرورة التعلم المستمر لمواكبة التقدم واللحاق به، واستمرارية التعلم شرطٌ أساسي للمنافسة في بيئات الأعمال فكلّ جهة تحاول استثمار التقنيات الجديدة التي تخدم أهدافها وتسهل عليها عمليات الإنتاج وعلى الموظف أن يواكب تلك التقنيات ويتعلمها بشكلٍ دائمٍ ومستمر حتّى لا يخسر وظيفته ويخرج من المنافسة.
تطوير المهارات والخبرات
إضافةً إلى التعلم المستمر، على الموظف أن يسعى دومًا إلى اكتساب المهارات التي تفيده في مجال عمله، وتغني خبرته بأساليب جديدة تخدم العمل الذي يقوم به، ويمكن اكتساب المهارات الجديدة بالتجربة والممارسة وحضور الدورات التدريبية وتعلّم أشياء جديدة كل يوم.
إدارة الوقت
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، والوقت هو أهم موردٍ في حياة الإنسان ويعدّه البعض موردًا أهم من المال فالوقت يشتري المال لكن المال لا يشتري الوقت، ومهارة إدارة الوقت وتنظيمه مهارةٌ ضروريةٌ لكل موظف، فهي تساعد على تنظيم أوقات العمل والراحة وتحديد الأولويات والالتزام بالمواعيد وتقليل الوقت الضائع إلى الحد الأدنى وبالتالي استغلال أكبر قدر ممكن من الوقت لتنفيذ الأعمال الضرورية، وكل ذلك يسهم في التطور والنجاح وتحقيق الأهداف الوظيفية.
حب العمل
لكي تعمل ما تحب، يجب أن تحب ما تعمل، وإن كانت تمّت عملية تحديد الميول والاتجاهات بشكلٍ سليم وتمّ تخطيط المسار المهني بالشكل الصحيح، فلا بدّ للموظف من أن يكون سعيدًا في كل مرحلة من مراحل حياته المهنية، وهذه السعادة تأتي من حب العمل الذي سعى إليه بكل جد وبذل في سبيل الوصول إليه الغالي والنفيس، وحبّ العمل من الدوافع القوية التي تدفع الموظف إلى العمل بإخلاص والإبداع في العمل والوصول إلى الإنجازات في عمله.
العمل ضمن فريق
من أساسيات النجاح في الحياة التعاون، ومن أساسيات النجاح الوظيفي في بيئة الأعمال العمل ضمن فريق، فالعمل الجماعي يسهم في تسريع عمليات الإنتاج وتبادل الخبرات بين الموظفين واكتسابهم خبراتٍ جديدة، ويمكّنهم من حلّ المشكلات وتصحيح الأخطاء بشكلٍ أسرع وكفاءةٍ أكبر وتقسيم المهام وتجزئة الأعمال وتدارك نقاط الضعف وترميمها.
المبادرة
على مبدأ درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، فالموظف الناجح لا ينتظر وقوع المشكلات ثم يسعى إلى حلّها وإنما يبحث ويحاول الكشف عن المشاكل وتدارك الأخطاء قبل وقوعها، ويسعى إلى تعليم غيره والتعلم من غيره، ولا يتردد في المشاركة في أي نشاطٍ قد يؤدي إلى تطوير مهنته أو خدمة الجهة التي يعمل لديها.
تقييم الأداء
ويقصد بتقييم الأداء مقارنة الأداء الفعلي مع الأداء المرغوب، فمن الضروري جداً لكل موظف أن يقارن ما وصل إليه مع ما وضعه من خططٍ وأهداف ويقارن فيما إذا كان في المكان الصحيح الذي كان قد خطط له مسبقاً، فإذا لم يتطابق الوضع الحالي مع الوضع المخطط له، فإنه يقوم باتخاذ الإجراءات التصحيحية ويعمل على تدارك التقصير وردم الفجوات وزيادة العمل في سبيل عودته إلى المسار الصحيح المحدد سابقًا.
الاحترام
الاحترام من المهارات الرشيقة الضرورية في كل مكان، فمهارة التواصل مع الآخرين والتفاعل الإيجابي في المجتمع والتعاون والاحترام والتصرف بإيجابية والتحلّي بالأخلاق الفاضلة كل ذلك يسهم في وصول الموظف إلى النجاح والتطور وتحقيق الأهداف الوظيفية.
الالتزام بالمواعيد
من الصفات الحميدة التي يجب أن يتخلق بها كلّ إنسان، فهي دليلٌ على الاحترام والتقدير والالتزام وتحمل المسؤولية، وتسهم في كسب الثقة وتحسين صورة الموظف أمام إدارته، فضلًا على كونها تنظم الوقت وتساعد على تنظيم الأعمال وترتيب المهام.
الصدق والأمانة
وهي صفةٌ إنسانية على المرء أن يتحلّى بها في مجتمعه قبل عمله، والإنسان راعٍ في مال سيده وهو مسؤولٌ عن رعيته، والثقة والأمانة شرطان أساسيان للنجاح في الحياة المهنية فهي تكسب احترام الناس، وتقرّبهم، فيصل الفرد إلى مناصب عاليةٍ وحساسةٍ لا يُنتخب إليها إلّا أصحاب الصدق والأمانة.
تجنّب ارتكاب الأخطاء
ولا يقصد هنا عدم ارتكاب الأخطاء مطلقًا بقدر ما هو محاولة تقليل عدد الأخطاء إلى الحد الأدنى فكل إنسان يخطئ ويتعثر ويفشل ولكن الأهم من تجنب الأخطاء هو التعلم منها وتداركها وتجنب الوقوع بها في المرات القادمة.
الأناقة الشخصية
ويقصد بها أناقة المظهر واللباس والرائحة العطرة فهي تزيد الثقة بالنفس، وتُكسب احترام الناس وتقديرهم وتعطي انطباعًا جيدًا عن صاحبها، وتمنحه قوة إضافية ودافعا كبيرًا للتقدم والنجاح.
شاهد أيضًا: من فوائد التاريخ يعزز الهوية، والمواطنة
أنواع المسارات الوظيفية
يُقصد بالمسارات الوظيفة مجموعة الوظائف المحتملة التي يمكن للموظف المرور بها وشغلها خلال مسيرته المهنية، وتختلف هذه المسارات من فرد لأخر حسب الميول والرغبات والتوجهات وتختلف أيضاً باختلاف مجال العمل ونوع المهنة ولكن يمكن تصنيفها في ثلاثة مجالات رئيسة وهي:[4]
- المجال الإداري الرئاسي: ويشمل جميع الوظائف الإدارية والمكتبية والإشرافية والتوجيهية المتسلسلة ضمن الهيكل التنظيمي للمنظمات، تتطلب مثل هذه المسارات مهارات قيادية وتوجيهية عالية وينجذب إليها أصحاب الميول السلطوية والتوجيهية.
- المجال الفني التخصصي: على عكس المجال السابق تمامًا، فالمجال الفني يشمل جميع الوظائف التخصصية المتعلقة بالإنتاج وتقديم الخدمات وتشمل مجالًا واسعًا من الوظائف والأعمال مثل الوظائف الطبية والهندسية والتعليمية وغيرها، ويميل شاغلي هذه الوظائف إلى الأعمال التي تتطلب جهدًا حركيًا ويتمتعون بمهارات فنية عالية كلٌّ حسب اختصاصه.
- المجال الثنائي: ويشمل المسارات الوظيفية التي تجمع بين النوعين السابقين، كأن يترقى المهندس إلى مشرف على مجموعة مهندسين أو أن يصبح الطبيب مديرًا لمشفى أو قسم في مشفى، ويتطلّب هذا النوع قدرات إبداعية عالية قادرة على الجمع بين المهام الفنية التخصصية والمهام القيادية والإدارية.
شاهد أيضًا: العلم الذي يهتم بدراسة الأحداث والشخصيات علم
متطلبات التطور الوظيفي في العمل
تركّز الشركات اليوم على الموارد البشرية ذات الكفاءات الكبيرة والخبرات النادرة، وتعمل بشكلٍ مستمر على البحث عن الأفراد المؤهلين لاستقطابهم، والحفاظ على الكفاءات الحالية وتدريبها وتطويرها وكسب رضاها وولائها، والتخلص من الموظفين الجامدين الذين لا يسعون إلى التعلم ولا يرغبون بالتطوّر، وفيما يأتي بعض المتطلبات الأساسية للدخول إلى سوق العمل والقدرة على النجاح فيه:
المؤهّل العلمي
وهو شرطٌ أساسي لاختيار الموظفين الجدد لملء الوظائف الشاغرة وكذلك للمفاضلة بين الموظفين الحاليين لاستلام المناصب العليا، ويعد المؤهّل العلمي نقطة قوّة إذ أنّه يُغني الموظف بالكثير من المعلومات والمواضيع المتعلقة بمجال عمله ويؤهله إلى الدخول إلى سوق العمل وبدء المسيرة المهنية.
سنوات الخبرة
قد يكون المؤهل العلمي هو العامل الحاسم عند اختيار المرشحين لشغل الوظائف التي تقع في قاعدة الهرم الوظيفي، ولكن مع الارتفاع في الهرم الوظيفي يُصبح التركيز أكثر على الخبرات العملية والمهارات الفنية والإدارية التي يحملها المرشح، فالوظائف التي تقع في قاعدة الهرم قد يكفيها أن يكون المرشح مًلمًا بأساسيات العمل وبعض الأفكار النظرية، أما الوظائف التي تقع في قمة الهرم فغالبًا ما تكون ذات درجة عالية من الحساسية وتتطلب مهارات كبيرة وسنوات طويلة من الخبرة لشغلها، لذلك فإن سنوات الخبرة تعدّ عاملًا مهمًّا في سبيل التطوّر الوظيفي وتحقيق النجاح.
الدورات التدريبية
في بيئة الأعمال التنافسية اليوم، أصبحت الشركات تركز على جذب أكبر عدد العملاء حول العالم، ومن انعكاسات هذه المنافسة تقوم الشركات الرائدة حول العالم بطرح مسارات علمية أو دورات تدريبية احترافية متخصصة ببيئة الأعمال وتحمل علامتها التجارية، وتعطي شهاداتٍ دولية لمن يجتاز امتحان هذه الدورات، ويعدّ اكتساب مثل هذه الشهادات دافعًا قويًا للتطوّر والنجاح الوظيفي.
المهارات الاجتماعية
وتشمل جميع المهارات الشخصية للموظف، كمهارة التواصل الفعّال مع الآخرين، وتفاعله مع الإدارة ومع العملاء، ومهارات تنظيم الوقت وترتيب جدول الأعمال، والقدرة على الإبداع وحل المشاكل.
معوّقات النجاح الوظيفي
كثيرون ممن دخلوا في بيئة الأعمال، فشلوا في الحفاظ على مراكزهم ووظائفهم ويعود ذلك لواحدٍ أو أكثر من معوقات النجاح وهي كالآتي:[5]
الفشل في تحديد الميول والاتجاهات
يؤدي عدم تحديد الميول والاتجاهات المهنية بشكلٍ صحيح إلى الفشل، حيث يقوم معظم الناس بالتوجّه والبحث عن الوظائف ذات الدخل الماديّ الأعلى أو المتطلبات الأدنى التي يمكن الوصول إليها بسهولة، وسرعان ما يفشل هؤلاء الأشخاص لعدم توافق الوظيفة مع ميولهم ونتيجة المنافسة الشديدة على مثل تلك الوظائف.
عدم التخطيط الجيّد للمسار المهني
فكما ذكرنا أن التخطيط الجيد يوصل إلى الهدف ويحقّق الآمال، إلّا أن السير بدون خطةٍ أو وجهةٍ معينة لا بدّ وأن يؤدي إلى طرقٍ مسدودة تسبب الفشل وتعيق النجاح.
الجمود وعدم التطور
تؤدّي التطورات الحديثة في التكنولوجيا، إلى تغيّر الطرق والأساليب التي تُؤدَّى بها الأعمال، وتتسابق الشركات لامتلاك مثل هذه التقنيات، لذلك فإن الجمود وعدم التعلم والتطور سيؤدي بالموظف إلى التخلف عن مركب النجاح الذي يقوده المتميزون.
عدم الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي الدافع الأكبر للنجاح، وبدون الثقة بالنفس لن يستطيع الإنسان كسب أيّ معركة أو دخول أيّ منافسة أو خوض أيّ مغامرة، وبالتالي فإن الشكّ وعدم الثقة بالنفس ستؤدّي إلى الفشل ليس فقط في الوظيفة، وإنّما في شتّى مجالات الحياة.
انعدام الطموح
الطموح هو الوقود الذي يغذي مراكب النجاح، وبدون الطموح لن يستطيع هذا المركب أن يتحرك، وستصاب حياة الموظف بالجمود والركود، وينجم انعدام الطموح غالبًا عن عدم الرضا الوظيفي أو عدم الشعور بالقيمة الحقيقية للشخص في المكان الذي يشغله.
فقدان حب العمل
وتأتي من عدّة أسباب أبرزها، سوء المعاملة للموظف في المكان الذي يعمل فيه، أو عدم توزيع الأعمال والمهام بشكلٍ عادل، وتمييز بعض الموظفين عن غيرهم بشكل غير موضوعي، كلّ ذلك يؤدي إلى كره الموظف للعمل وانعدام الرغبة بالتطور، لذلك عندما يصل الموظف إلى هذه المرحلة يُنصح فورًا بترك العمل والبحث عن عمل آخر يقدرّ قيمته ويعطيه حقّه ويشعره بالرضا.
عدم تقدير أهمية الوقت
كما ذكرنا أن لاستثمار الوقت فوائد عديدة تنعكس على حياة الموظف وتدفعه للنجاح، فإنّ هدر الوقت له أضرارٌ عديدة، وآثار سلبية تؤدي إلى الفشل.
نصائح للنجاح الوظيفي والتطور الدائم
ذكرنا في مستهلّ مقالنا شروط النجاح الوظيفي في العمل ومفهومه وخطواته، والآن سنذكر بعض النصائح التي تؤدي بالموظف لأن يكون ناجحًا ومتميّزًا في وظيفته:
- وضع أهداف واضحة ومحددة وظيفيًا وزمنيًا.
- الثقة بالنفس والشجاعة والمشاركة الفعّالة.
- التعلّم المستمر ومواكبة آخر المستجدات التقنية.
- التعرّف على معوقات النجاح بشكل جيّد وتجنّب الوقوع بها.
- استثمار الوقت بشكل جيد والالتزام بالمواعيد.
- تقييم الذات والأداء كل فترة ومقارنة النتائج مع الأهداف الموضوعة واتخاذ الإجراءات التصحيحية.
- استغلال الفرص والمبادرة.
- عدم الاستسلام للفشل والمحاولة من جديد بعد فشل.
تعرّفنا في هذا المقال عن مفهوم النجاح الوظيفي، وذكرنا شروط النجاح الوظيفي في العمل وخطواته وبعض النصائح المفيدة للنجاح في العمل الوظيفي وفي نهاية مقالنا نذكّر بضرورة الاختيار الصحيح للمهنة أو الوظيفة ومساعدة الأطفال في اختيار الوظائف التي تناسب ميولهم واهتماماتهم في المستقبل، لأن هذه المهنة ستلازمهم طيلة حياتهم، وعلى الفرد أن يختار بعناية المكان الذي سيعمل فيه والابتعاد عن الشركات التي ليس لديه فيها خطة تطور وظيفي واضحة وصريحة، والاستمرار في التعلم والتطور ومواكبة كل جديد.
المراجع
- ^ إدارة الموارد البشرية، منشورات الجامعة الافتراضية السورية، ص284
- ^ michaelpage.co.uk، Six top tips on how to succeed at work، 06/12/2021
- ^ briantracy.com، career success، 06/12/2021
- ^ إدارة الموارد البشرية، منشورات الجامعة الافتراضية السورية، ص285
- ^ unizwa.edu.om، أسس النجاح، 06/12/2021
التعليقات