صحة حج من به الناسور وحكم صلاة ووضوء من به باسور

صحة حج من به الناسور، هي من المواضيع الإسلامية المهمة بالنسبة للكثير من المسلمين، وذلك من أجل التفقه في الشريعة الإسلامية ومعرفة الرأي الإسلامي الصحيح في كل من أصابه الباسور أو الناسور ومدى تأثيره على الحج والصلاة وسائر العبادات الإسلامية الأخرى، وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على تأثير الناسور على الحج وتأثيره على الصلاة بالتفصيل.

صحة حج من به الناسور

أفتى علماء المسلمين بأنّ الناسور لا يؤثر على صحة الحج، وأنّه على المسلم أن يحاول أن يقي ثيابه وينظفها من الدم الذي يخرج بفعل هذا الناسور، ولكنّ هذا لا يؤثر على أداء مناسك الحج، فقد قال تعالى في سورة التغابن: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ^[1]وفيما يأتي نذكر فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في مسألة تأثير الناسور على الحج: ^[2]

ليس ذلك يؤثر على الحج، ولكن أنت تجتهد في الشيء الذي يقي ثيابك وبدنك من الصديد والدم، تفعل ما تستطيع، ولا يمنع صلاة ولا حجًا فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وهذا يكون في الدبر، والإنسان يعالجه بما يستطيع من جهة المختصين، ويتحفظ مما يخرج، وإذا كان الخارج يستمر توضأ لكل صلاة، تمسح بشيء من مناديل ونحوها عند دخول الوقتـ ثم يتوضأ، يتمسح ثلاث مرات، أو أكثر عن الخارج من داخل الدبر، أو يستنجي بماء إن كان لا يضره الماء.

حكم صلاة من به باسور

أفتى علماء المسلمين أنّ الباسور أو الناسور هو مرض يكون خارج الدبر، أي أنّ الدم الذي ينزف منه هو دم خرج من الجسد وليس من الدبر، وخروج الدم من الجسم لا يفسد الوضوء على مذهب الشافعية، وعليه فإنّ الوضوء لمن أصابه هذا المرض صحيح وإن نزل الدم أثناء أو بعد الضوء والصلاة صحيحة، وفيما يأتي نذكر فتوى للشيخ نوح علي سلمان في هذه المسألة: ^[3]

الباسور يكون خارج الدبر، فالدم الذي ينزف منه لا يخرج من الدبر بل هو دم خرج من البدن، وخروج الدم من البدن لا ينقض الوضوء في مذهب الشافعية، والدم الخارج من جسم الإنسان يُعفى عنه مهما كثر وإن كان نجسًا. وعلى هذا فإن وضوء صاحب هذه العلة صحيح وإن نزل الدم، وصلاته صحيحة وإن كان الدم على ثيابه، ونسأل الله العافية لنا وله ولجميع المسلمين، ولكن يُنصح باتخاذ الوسائل المناسبة لمنع انتشار الدم.

هل إفرازات الناسور تنقض الوضوء

إذا خرج الدم أو إفرازات الناسور من خارج الدبر فهو لا ينقض الوضوء على قول أهل العلم، أما إذا خرج من داخل الدبر فهو ينقض، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “إذا خرج دم من الباسور: إن كان داخل الدبر نقض الوضوء، وإن كان الباسور خارج الدبر لم ينقض، هكذا ذكره الصيمري وغيره”، وهذا هو القول الراجح بين أهل العلم وفيه تيسير على من أصابه هذا المرض نسأل الله رب العالمين الشفاء لجميع مرضى المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه، وفيما يأتي بعض أقول العلماء عن هذه المسألة: ^[4]

• قال الحطاب المالكي المذهب: “وقال في الطراز في صاحب السلس، هل يستحب له غسل فرجه؟ قال ابن حبيب: يستحب، اعتبارا بالوضوء، وقال سحنون: لا يستحب اعتبارا بسائر النجاسات السائلة، كالقروح وشبهها؛ لا تغسل إلا أن تتفاحش”.
• قال عبد العزيز بن باز رحمه الله: “المريض المصاب بسلس البول ولم يبرأ بمعالجته: عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويغسل ما يصيب بدنه، ويجعل للصلاة ثوبًا طاهرًا إن لم يشق عليه ذلك، وإلا عفي عنه”.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على صحة حج من به الناسور وحكم صلاة ووضوء من به باسوروتحدثنا فيه عن تأثير الناسور على وضوء المسلم.