عناصر المقال
فضل العشر الأواخر من رمضان، حيث إنّ رمضان هو شهر مبارك من عند الله تبارك وتعالى وبخاصة العشر الأخير منه وذلك لسبب عظيم ألا وهو وجود ليلة القدر في هذا العشر الأخير، وكانت ليلة القدر محددة ثم رفع الله ذلك التحديد فنسيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت مجهولة تتنقل في العشر الأواخر منه، وفي هذا المقال سيكون تفصيل الكلام عن العشر الأواخر من رمضان.
العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي عشرة اختصها الله من أيام السنة كلها فجعل لياليها من خير الليالي وجعل أيامها من اكمل الأيام واختصّها الله بفضل عظيم، تلك هي الليالي العشر من شهر رمضان المبارك الأخيرة التي ما اغتنمها عبد إلا واغتنم خيرًا كثيرًا وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشدّ مئزره بها ويجتهد فيها ما لا يجتهده في غير أيام.
شاهد أيضًا: لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف
فضل العشر الأواخر من رمضان
كثيرة هي الفضائل الخاصة بهذا العشر العظيم، ومن أعظم تلك الفضائل:
- اجتهاد رسول الله فيها: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في تلك العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهده في غير أوقات أو في غير ساعات وقد روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”.[1]
- اعتكاف السلف الصالح في المساجد: إن الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر هو سنة فعلية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد فعلها الصحابة رضي الله عنهم من بعده وكذلك السلف الصالح، بحيث يتفرغ العبد من اعمال الدنيا كلها ويلتفتون إلى عبادة اله الواحد الأحد.
- في هذا العشر ليلة القدر: يكفي تلك الأيام شرفًا أنّ فيها ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}،[2] فالله يغفر لمن قام فيها إيمانًا واحتسابًا كرمًا من عنده ورحمة للناس، وقد روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: “أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ”.[3]
- في هذا العشر تُكتب مقادير الناس: إنّ في ليلة القدر تُكتب مقادير الخلائق كلها، والمقصود بكتابة مقادير الخلق أي أنّها تنتقل من اللوح المحفوظ، وقد ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: ” أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات”، وقال العلماء في تفسير قوله: “أي انه كتب في ليلة القدر انه من الأموات، وقيل أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة”.
شاهد أيضًا: آيات واحاديث عن شهر رمضان ، اكثر من 20 اية وحديث عن شهر رمضان
كيف نحيي العشر الأواخر من رمضان
إنّ العشر الأواخر من رمضان هي من أعظم الأيام والليالي عند الله تبارك وتعالى، ولعل الإنسان يبحث عن مجموعة من الطرق التي تعينه على معرفة كيفية إحياء ليالي العشر الأواخر من رمضان:[4]
- الإكثار من الصلاة: إنّ الصلاة هي عماد الدين ويجب على المُسلم في هذه الأوقات المباركة أن يلتزم بالصلاة المفروضة من الفجر وحتى العشاء ويُداوم على الاستماع إلى الأذان وترديد الكلام معه وإشغال النفس بالدعاء ما بين الأذان والإقامة، ثم أداء السنن الراتبة على أتمّ وجه.
- الحفاظ على صلاة التراويح: إنّ صلاة التراويح هي بمثابة قيام الليل في شهر رمضان المبارك، وحريٌّ بالمسلم أن يلتزم بأداء صلاة التراويح وهي قيام الليل بعد العشاء وبخاصة لوأداها المسلم في جماعة، ويلتزم بأدائها على أتمّ وجه حتى تكون كاملة تامة يتقبلها الله بإذن الله.
- الحفاظ على صلاة التهجد: إنّ صلاة التهجد من أعظم القُرب التي يُمكن أن يأتي بها العبد في شهر رمضان، ولأن كان يُصلي التراويح بجزء واحد من القرآن فليُصلي التهجد بجزأين من القرآن فيختم القرآن كله في العشر الأخير من شهر رمضان، وليدعو الله تعالى بما يشاء في ذلك العشر.
- الإكثار من الدعاء: إنّ الدعاء هو الصلة ما بين العبد وربه تبارك وتعالى، ولعل من أعظم القرب أن يرفع العبد يداه إلى ربه تبارك وتعالى سائلًا إياه مسائل الدنيا والآخرة طالبًا منه العفو والرحمة والغفران، فيتذلل بين يديه ويُظهر ضعفه وانكساره فالله سبحانه وتعالى هو المعز الوحيد.
- الدعاء في الوتر: إنّ الدعاء من أعظم العبادة ولعل المُسلم الذي كتب الله له الفلاح يتتبع سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء، فعن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-: قال “علمني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”.
- قراءة القرآن: إنّ القرآن هو كلام الله والشيء الملموس من عند الله تبارك وتعالى، ويُمكن للمسلم في تلك العشر الأواخر العظيمة أن يُنوع ما بين التلاوة والاستماع والتدبر وإفهام العقل لتلك المعاني العظيمة التي يمر عليها، وقد ورد عن الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور قال: «مررت في المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي فأخبرته، فقال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: ألا إنها ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور”.
شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة التهجد في رمضان
كيف نستفيد من العشر الأواخر من رمضان
فضل العشر الأواخر من رمضان إسلام ويب
لقد كُر حديث المواقع الإسلامية عن فضل العشر الأواخر من رمضان وخصّ موقع إسلام ويب العشر الأخير بالكلام قائلًا:[5]
“اعلم أن الليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل ليالي العمر على الإطلاق، أجمعها للخير، وأعظمها للأجر، وأكثرها للفضل.. فيها عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، اقترن فيها الفضل بالفضل: فضل الزمان مع فضل العبادة مع فضل الجزاء؛ ففيها النفحات والبركات، وفيها إقالة العثرات واستجابة الدعوات، وفيها عتق الرقاب الموبَقات..
واعلم أيها الحبيب أن هذه العشر وهذا الثلث الأخير كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد له استعدادًا خاصًا، ويجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره؛ ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره]. وفي الصحيحين عنها أيضًا: [كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله]. وشد المئزر كناية عن الاجتهاد في العبادة واعتزال النساء”.
اغتنموا العشر الأواخر من رمضان
إنّ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي أيام عظيمة وهي لحظات إن فرط المُسلم فيها فقد حُرم خيرها حرمانًا عظيمًا، ولا بدّ لكل إنسانٍ ن يكون واعيًا وعيًا تامًا لتلك الأيام العظيمة، ويقتدي برجل غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر وما زال يُقيم ليله ويُسهر نهاره في طاعة الله تبارك وتعالى، تلك هي العشر الأواخر العظيمة التي يجب على الإنسان ألا يُفرط بها.[5]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال فضل العشر الأواخر من رمضان وذكرنا أهمّ المعلومات عن العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتنمها ونحوه من المعلومات الأخرى التي لا يسع المُسلم جهلها.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ صحيح مسلم، مسلم، عائشة، 1174، صحيح
- ^ سورة القدر، 1-5
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبد الله بن عمر، 2015، صحيح
- ^ islamonline.net، كيف تحيي العشر الأواخر من رمضان، 11/03/2023
- ^ islamweb.net، العشر الأواخر من رمضان، 11/03/2023
التعليقات