فضل صلاة التهجد في رمضان وكم ركعاتها

فضل صلاة التهجد في رمضان وكم ركعاتها ، من المعلومات الدينية التي يبحث عنها كثير من المسلمين وخصوصًا في شهر رمضان المبارك، إذ يجب على المسلم أن يطلع على كل ما يتعلق بالعبادات في هذا الشهر الفضيل من أجل القيام بها على أكمل وجه والحصول على الأجر العظيم من الله تعالى، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن صلاة التهجد في الإسلام، وسوف نتعرف على فضل صلاة التهجد في شهر رمضان وعلى عدد ركعات صلاة التهجد والسور التي تقرأ في صلاة التهجد وما إلى هنالك من معلومات متعلقة.

صلاة التهجد في الإسلام

صلاة التهجد واحدة من أنواع صلاة التطوع أو ما يسمى بصلاة النافلة والتي تؤدى فقط في جوف الليل، وقد اشتق اسم صلاة التهجد من كلمة الهجود وهو ترك النوم وهجره في اللغة العربية، فقد أطلق على صلاة التهجد هذا الاسم لأنَّ المصلي ينام وقتًا في أول الليل بعد صلاة العشاء ثم يستيقظ ليصليها، وقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة قيام الليل في كثير من الأحاديث وحثَّ عليها، حيث ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أيُّكُمْ خافَ أنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، ومَن وثِقَ بقِيامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِن آخِرِهِ، فإنَّ قِراءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وذلكَ أفْضَلُ”،^[1] كما ورد في كتاب الله تعالى قوله جل وعلا: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ”،^[2] وهذه الأدلة تؤكد على أهمية صلاة القيام وصلاة التهجد وفضلها عند الله سبحانه وتعالى.^[3]

شاهد أيضًا: في اي سنة شرع شهر رمضان المبارك

فضل صلاة التهجد في رمضان وكم ركعاتها

لا شكَّ بأنَّ جميع الطاعات والعبادات لها أجر عظيم في شهر رمضان المبارك، وقد أكَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك في كثير من الأحاديث الصحيحة، ولذلك حثَّ على الاجتهاد في جميع العبادات في شهر رمضان وخصوصًا على قيام الليل، كما ذكرت الأحاديث عدد ركعات صلاة التهجد وقيام الليل، وفيما يأتي سيتم التفصيل في كل منها:

فضل صلاة التهجد في رمضان

إنَّ صلاة قيام الليل وصلاة التهجد من العبادات والطاعات التي يحرص جميع المسلمين على أدائها في شهر رمضان الفضيل، وفيما يأتي سوف يتم إدراج بعض الأمور التي تؤكد فضائل صلاة التهجد في شهر رمضان:^[4]

• تعدُّ صلاة قيام الليل أفضل الصلوات على الإطلاق بعد الصلوات المفروضة أو المكتوبة، وقد ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “سُئِلَ – أي النبي صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”.^[5]
• لقد كانت صلاة التهجد من العبادات التي يواظب عليها الصالحون منذ القدم، كما أنها تكفر الخطايا والذنوب عن المصلي وتحميه من الوقوع فيها، فقد ورد في الحديث عن الصحابي أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ”.^[6]
• صلاة التهجد في شهر رمضان وفي العشر الأواخر منه سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أكدت الأحاديث الصحيحة على أنَّ رسول الله كان في العشر الأواخر من رمضان يوقظ أهله من أجل صلاة قيام الليل ومن أجل الاجتهاد في كل العبادات.
• إنَّ أجر صلاة التهجد في شهر رمضان يكون مضاعفًا للمصلي، لأنَّ الله جل وعلا يضاعف لعباده الأجر والثواب لجميع الطاعات والعبادات وأعمال الخير.

عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان

لا يوجد تحديد لعدد ركعات صلاة التهجد في شهر رمضان، ولا في غيره من الأيام، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أكثر من إحدى عشر ركعة في الليلة كما ثبت في الحديث، فقد ورد في الحديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن رضي الله عنه: “أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ قالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قالَ: تَنَامُ عَيْنِي ولَا يَنَامُ قَلْبِي”،^[7] إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي 11 ركعة في كل ليلة سواء في رمضان أو في غيره، ويسن للمسلم أن يقتدي برسول الله عليه الصلاة والسلام، ويجوز له أن يزيد ما يشاء ويصلي قدر استطاعته، ولكن على أن تكون صلاته هادئة وقراءته مفصلة وواضحة دون عجلة.^[8]

شاهد أيضًا: لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم

ماذا يقرأ في صلاة التهجد

لا يوجد دليل على أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خصص لصلاة التهجد سورًا أو آيات محدد تقرأ فيها، حيث يصلي المسلم صلاة التهجد مثل الصلاة العادية ركعتين ركعتين، ويقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وبعدها يقرأ ما تيسر من كتاب الله تعالى، وقد ورد في فتاوى اللجنة الدائمة: “صلاة الليل ليس لها سور مخصصة من القرآن يقرأ بها، وإنما يقرأ بما تيسر له من القرآن”، ولذلك يمكن للمسلم أن يقرأ ما يشاء من كتاب الله تعالى، وله أن يقرأ من قصار السور أو من الطوال، أو يقرأ بعدة آيات أو يطيل حسب قدرته واستطاعته ولا حرج في ذلك، ولكن لا يجوز أن يقرأ المسلم سورة الإخلاص فقط بعدد معين في صلاة التهجد حتى لا يكون ذلك بدعة محدثة، والله تعالى أعلم.^[9]

حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان

إنَّ صلاة التهجد وصلاة قيام الليل من العبادات المشروعة في الإسلام، ويباح للمسلمين صلاة قيام الليل جماعة في المسجد ولا حرج في ذلك، ولكن لا يجوز أن تكون عادة حتى لا تصبح بدعة محدثة كما ذهب كثير من الفقهاء والعلماء من أهل الإسلام، ولا يجوز المداومة إلا على صلاة التراويح جماعة في المسجد لأنها وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضي الله عنهم، وقد ورد عن الإمام ابن باز رحمه الله تعالى: “صلاة الليل جماعة لا بأس بها، لكن ليست مشروعة يداوم عليها، إلا في التراويح، في رمضان، وأما بقية السنة إذا صادف بعض الأحيان من غير اتخاذ ذلك عادة؛ فلا بأس، كأن يصلي بأهله، أو يزور قومًا، فيصلي معهم جماعة؛ فهذا لا بأس، أما أن يتخذوا ذلك عادة، وسُنة؛ فلا أصل لذلك”.^[10]

شاهد أيضًا: هل صلاة التهجد في رمضان فقط ، كيفية صلاة التهجد

هل يجوز صلاة التهجد في البيت

إنَّ التهجد كما سبق هو صلاة النافلة وقيام الليل التي يصليها المسلم ليلًا بعد القيام من النوم، ولذلك يجوز للمسلم أن يواظب على صلاة التهجد في البيت ولا حرج في ذلك سواء في شهر رمضان أو في غيره من الأيام والشهور، ولكن في شهر رمضان تكون صلاة التهجد في البيت أفضل حسب ما ذكر معظم الفقهاء والعلماء، وذلك استنادًا إلى ما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً – قالَ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ مِن حَصِيرٍ – في رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ مِن أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إليهِم فَقالَ: قدْ عَرَفْتُ الذي رَأَيْتُ مِن صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ”،^[11] وهذا يشمل جميع صلوات التطوع بما فيها صلاة التهجد.^[12]

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

إنَّ مصطلح قيام الليل يدلُّ على الوقت الذي يقضيه المسلمون ليلًا بعد صلاة العشاء في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن الكريم والتسبيح وما إلى هنالك، وقد أشارت كثير من أقوال العلماء إلى ذلك، وعلى هذا يكون مفهوم قيام الليل أشمل من صلاة التهجد، لأنَّ صلاة التهجد تدلُّ على صلاة قيام الليل التي يصليها الناس بعد قسط من النوم ليلًا، فإذا صلَّى المصلي قبل أن ينام من بعد صلاة العشاء شيئًا من القيام، فإنَّ هذه الصلاة تسمى صلاة قيام الليل، ولكن إذا نام بعد صلاة العشاء لو وقتًا قصيرًا ثمّ استيقظ في الليل وصلى قيام الليل، فإنَّ هذه الصلاة هي صلاة التهجد، وقد ثبت في الحديث عن الحجَّاجِ بنِ عمرِو بنِ غَزيَّةَ رضي الله عنه صاحبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “يَحسَبُ أحدُكم إذا قامَ من اللَّيلِ يُصلِّي حتى يُصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ! إنَّما التهجُّدُ، المَرءُ يُصلِّي الصَّلاةَ بعدَ رَقدَةٍ ثم الصَّلاةَ بعدَ رَقدَةٍ، وتلك كانت صَلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له”،^[13] وهذا الحديث يدلُّ على أنَّ صلاة  التهجد هي نفسها صلاة قيام الليل التي تصلَّى بعد الاستيقاظ من النوم والله أعلم.^[14]

شاهد أيضًا: شرح كيفية صلاة ختم القرآن في رمضان بالتفصيل

صلاة التهجد في غير رمضان

إنَّ صلاة التهجد من صلوات التطوع التي يستحب للمسلم القيام بها سواء في رمضان أو في غير رمضان رغم أنَّها في شهر رمضان آكد وأعظم أجرًا، ولكنها لم تكن مخصصة فقط لشهر رمضان كما يعتقد البعض، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثُّ المسلمين على صلاة قيام الليل وصلاة التهجد ويبين ما لها من فضل من أجر عظيم، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”،^[15] ولم يحدد رسول الله صلاة الليل بشهر رمضان، كما ثبت عنه أن صلاته لم تكن تزيد عن إحدى عشر ركعة لا في رمضان ولا في غيره من الشهور والأيام.^[12]

دعاء صلاة التهجد في شهر من رمضان

لم يخصص رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءً محددًا من أجل صلاة التهجد في رمضان ولا في غيره، ويجوز للمسلم أن يدعو بالأدعية المأثورة والواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بالأدعية المشروعة الأخرى، وفيما يأتي سيتم إدراج دعاء صلاة التهجد في شهر رمضان:

ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهمَّ فرج عنا وعن أمة المسلمين وأحسن ختامنا أجمعين، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا وأكرمنا بقضاء حاجاتنا واجعلنا من عبادك الراشدين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا يا ربنا وقنا عذا النار، وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، اللهم خذ بنواصينا إلى البر والتقوى ووفقنا إلى العمل بما تحب وترضى واجعلنا من عبادك الصالحين، اللهم بارك لنا في شهرنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، واجعلنا فيه من العتقاء من النيران يا منان، وبلغنا رمضان القادم وأنت راض عنا يا أرحم الراحمين، وصل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

في ختام مقال فضل صلاة التهجد في رمضان وكم ركعاتها تعرفنا على صلاة التهجد في الإسلام وعلى عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان وفضل صلاة التهجد في شهر رمضان، بالإضافة إلى التعرف على الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل، كما تعرفنا على دعاء صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان وما إلى هنالك.