عناصر المقال
فضل يوم عاشوراء وصيامه مختصر وهو موضوع هذا المقال، حيث يعد من الأمور المهمة التي يتسائل عنها الكثير من المسلمين مع اقتراب دخول يوم عاشوراء، حيث يعتبر يوم عاشوراء من الأيام المهمة عند المسلمين، وهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون، ويصادف اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، ومن خلال هذا المقال سوف يبين موقع تصفح للزوار الكرام ما هو يوم عاشوراء، وما سبب صيامه، وسوف نعرف ما حكم صيام يوم عاشوراء مع الدليل من السنة النبوية، وسوف يتبين ضعف حديث صيام عاشوراء وما إلى هنالك من معلومات أخرى.
يوم عاشوراء
وهو من الأيّام المهمّة في التّقويم الهجري والسنة الهجرية، ويعد من أفضل الأيام عند المسلمين، حيث يصادف عاشوراء اليوم العاشر من محرّم حسب ما ورد في التّقويم الإسلامي، وهو اليوم الذي أنجى الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السّلام- ومن آمن معه من بطش فرعون وجنوده، ويستحب أن يغتنم المسلم هذا اليوم المبارك بالأعمال الصالحة والعبادات للتقرب إلى الله تعالى، ويجدر بالإشارة إلى أنّ لصيام عاشوراء أجر وفضل عظيم، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم عاشوراء ويحث الصحابة والمسلمون على صيامه،[1] بدليل ما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: ” قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ”[2].
فضل يوم عاشوراء وصيامه مختصر
يعتبر يوم عاشوراء من الأيام المباركة في الإسلام، حيث يصوم المسلمون يوم عاشوراء في كل عام هجري اقتداء بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وامتثالًا لأوامره الكريمة، وأيضًا شُكر الله -تعالى- على نِعمته وفضله بنجاة المؤمنين والإيمان، وإهلاك الكفار والطغاة في ذلك اليوم الموعود، ويجدر بالإشارة إلى أنّ ليوم عاشوراء وصيامه العديد من الفضائل ومنها ما يأتي:[3]
- صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي مضت، فقد ورد في الحديث عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: ” سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”[4]، وقد ذهب كل من الإمام النووي والقاضي عياض -رحمهم الله- إلى أنّ أجر صيام عاشوراء هو تكفير الذنوب الصغائر دون الكبائر، وهذا لأنّ كبائر الذنوب تحتاج إلى توبة صادقة وإلى رحمة الله تعالى.
- وقوع يوم عاشوراء في شهر محرم، وهو الشهر الذي يسنُّ صيامه، حيث يعتبر صيام شهر محرم أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم”[5].
- تحري النبي -صلى الله عليه وسلم- صيام يوم عاشوراء، وذلك لما له أجر عظيم من الله، فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: “ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء”[6]، كما قال رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء”[7].
- اتباع نَهج الصحابة -رضوان الله عليهم- في صيام يوم عاشوراء، فقد كانوا يحثون أولادهم على صيام ذلك اليوم؛ حيث ورد عن الربيع بنت عفراء -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إلى المَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إيَّاهُ عِنْدَ الإفْطَارِ”[8].
سبب صيام يوم عاشوراء
إن سبب صيام يوم عاشوراء هو أنه اليوم الذي نجى الله -سبحانه وتعالى- فيه نبيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه؛ فصامه موسى -عليه السلام- شكرًا لله، ثم صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد في الصحيحين عن معاوية -رضي الله عنه- أنه قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ فَلْيَصُمْ، ومَن شَاءَ فَلْيُفْطِرْ”[9]، ويجدر بالإشارة إلى أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- صام يوم عاشوراء شكراً لنعم الله ولم يصمه اقتداءً باليهود، فهو يوم مبارك نجى فيه موسى -عليه السّلام- وأهل الإيمان، فصامه النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأمر بصومه، كما أنه كان يصومه قبل قدومه إلى المدينة وقبل علمه بحال اليهود، والله أعلم.[10]
هل يصح صيام يوم عاشوراء وحده
بيّن أهل العلم بأنّه يصح صيام يوم عاشوراء وحده، ولكن من الأفضل صيام يومين أي يوم قبله أو بعده مخالفة لليهود، فقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمخالفتهم، فقد جاء عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: “حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”[11]، وبناءً على ذلك لا حرج على المسلم في صيام عاشوراء منفردًا، فقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله في تعقيبه على ذلك: “صيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم”، ويجدر بالإشارة إلى أنّ صيام عاشوراء له مراتب، وأعلاها صيام ثلاثة أيام، وهم التاسع والعاشر والحادي عشر من محرّم، أو صيام يوم قبله أو بعده، أي صيام تاسوعاء وعاشوراء أو صيام عاشوراء واليوم الحادي عشر من محرم، أما المتربة الأخيرة وهي أقل ما تحصل به السنة صيام عاشوراء وحده، وإن فات المسلم اليوم التاسع من محرم وصام عاشوراء فقط ينال ثوابه عند صيامه هذا اليوم مفرداً بإذن الله تعالى.[12]
فضل صيام عاشوراء يوم قبله ويوم بعده
إنَّ صيام عاشوراء يصح وحده ولا حرج في ذلك كما عرفنا في الفقرة السابقة، ولكن الأفضل أن يصوم المسلمون يومًا قبله أو يومًا بعده أيضًا، وذلك اتباعًا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه عندما عرف أن اليهود يصومونه أيضًا أوصى بصيامه كما ورد في الحديث، وفي ذلك اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلم يؤجر في اتباع السنة النبوية، كما أن صيام يوم قبل عاشوراء أو يوم بعده يؤجر عليه المسلم أجرًا عظيمًا، لأنَّه من صام يومًا في سبيل الله له أجر لا يعلمه إلا الله تعالى، لأنَّ الله تعالى يؤجر المسلم على الصيام أجرًا كبيرًا مضاعفًا كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد في موقع إسلام ويب حول هذه المسألة ما مفاده: “فإن يوم عاشورا هو اليوم العاشر من محرم ويتأكد استحباب الصوم فيه، وهو أقل مراتب صومه، والأكمل أن يصام قبله اليوم التاسع وبعده اليوم الحادي عشر، قال العلماء: مراتب صوم عاشوراء ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم”.[12]
مقالات قد تهمك
مراتب صيام عاشوراء | هل يصح صيام يوم عاشوراء وحده |
هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء | هل يجوز جمع نية صيام عاشوراء مع القضاء |
كلمة عن صيام يوم عاشوراء | ما هو فضل صيام يوم عاشوراء |
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال فضل يوم عاشوراء وصيامه مختصر، والذي سلّط الضّوء على يوم عاشوراء وأهميته، فقد بيّنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، كما تمّ بيان سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وأيضًا أدرجنا حكم صيام يوم عاشوراء وحده، كما عرفنا كم يوم صيام عاشوراء وفضل صيام عاشوراء ويوم قبله أو يوم بعده، وأدرجنا حديث فضل صيام عاشوراء وعرفنا مراتب صوم عاشوراء وغير ذلك من معلومات.
المراجع
- ^ wikiwand.com، عاشوراء، 22/06/2024
- ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عباس، مسلم، 1130، صحيح.
- ^ saaid.org، فضل يوم عاشوراء، 22/06/2024
- ^ صحيح مسلم ، أبو قتادة، مسلم، 1162، صحيح
- ^ صحيح البخاري ، عبدالله بن عباس، البخاري، 2006، صحيح.
- ^ صحيح البخاري ، عبدالله بن عباس ، البخاري، 2006، صحيح.
- ^ الترغيب والترهيب، عبدالله بن عباس، المنذري، 2/130 ، رواة الطبراني ثقات
- ^ صحيح مسلم، الربيع بنت معوذ بن عفراء، مسلم، 1136، صحيح.
- ^ صحيح مسلم ، ابن عباس، مسلم، 1916، صحيح
- ^ islamqa.info، ما هو سبب صيام عاشوراء ؟، 22/06/2024
- ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عباس ، مسلم ، 1134، صحيح.
- ^ binbaz.org.sa، هل يجزئ صيام يوم عاشوراء مفردًا؟، 22/06/2024
التعليقات