عناصر المقال
أجمل قصة عن إيثار الرسول للاطفال مكتوبة، فالرسول صلّى الله عليه وسلم هو أكرم الخلق أجمعين اختصه الله عز وجل، وطهره من نجس الجاهلية، وخصصه بتبليغ رسالته ووصفه بالخلق العظيم، فلا يمكننا حصر أخلاقه فهو الصادق الأمين معلم الناس الخير النبي المختار الهادي المرسل، كان يتحمل الصعاب والشدائد، ويؤثرها لنفسه من دون أصحابه وأهله، وسنقدم لكم عبر موقع تصفح في هذا المقال قصة عن الإيثار للأطفال واليافعين، فتابعوا القراءة.
ما هو الإيثار
بدايةً لا بدّ من تعريف الإيثار، ويعرف الإيثار في اللغة على أنه التَّقديم أو الاختصاص، فعندما نقول آثر فلان بشيءٍ ما، أي: اختار الشيء لنفسه، وتأتي كلمة “إيثار” للتَّفضيل، وأما في الاصطلاح؛ فيعرف الإيثار على أنه تقديم مصلحة الغير على النّفس لكسب الحظوظ الدينيَّة لا الدُّنيويَّة، فإذا كان خلف الإيثار منفعةٌ أو مصلحةٌ دنيويَّة فلا يعدُّ بذلك إيثاراً، وعُرِّف أيضاً بأنَّه تقديم حظ الغير على حظ النَّفس، دون منفعة أو طلب ما يعوِّضه أو غير ذلك، وفيما يتعلق بالدّيانة الإسلاميَّة، فخلق الإيثار من الأخلاق التي دعا لها الإسلام، وقد ورد ذلك في العديد من النصوص،[1] ومن ذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،[2] كما برز هذا الخلق في فعل النّبي -صلى الله عليه وسلم- ووصاياه؛ إذ ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “يا معشرَ المُهاجرينَ والأنصارِ، إنَّ مِن إخوانِكُم قومًا ليسَ لَهُم مالٌ ولا عشيرةٌ، فليَضمَّ أحدُكُم إليهِ الرَّجُلَيْنِ أوِ الثَّلاثةِ، فما لأحدِنا من ظَهْرٍ يحملُهُ إلَّا عقبةٌ كعقبةِ، يعني أحدِهِم”.[3]
قصة عن إيثار الرسول للاطفال
لقد كان رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- يتصف بالإيثار فكان يؤاثر الآخرين على نفسه، بكل سرور وبكل حب، ويقدم لهم كل ما يملك، وإليكم الآن بعض من قصص عن الإيثار من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:
القصة الأولى
لقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُعطي ما عنده لغيره، فقد كان يحفظ التمر، ويدّخره لمدّة سنة، فإن جاءه ضيفٌ، أو طرأ على أحدهم شيء؛ يقوم بإيثار غيره عليه، حتى وإن أدّى ذلك إلى نفاد الكمية التي عنده، وذات يومٍ قام أبو طلحة وزوجته أم سليم بإهداء الطعام إليه وهو جائع، فدعا إليه الصحابة، وكان عددُهم قُرابة السبعين أو الثمانين رَجُلاً، حتى أكلوا وشبعوا، ثُمّ أكل هو، وأُهدي إليه قدحاً فيه لبن، فآثر به أهل الصُفّة ومعهم أبو هُريرة، وكان النبيّ آخرهم شُرباً، فقد شربوا جميعاً حتى شبعوا، ثم شرب النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وغير ذلك من المواقف الكثيرة في خُلق الإيثار في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وتقديم حال الناس على حاله.[4]
القصة الثانية
قصص عن الإيثار في زمن الرسول
ضرب الصحابة أروع أمثلة الإيثار وأجملها، ومن يتأمل في قصص إيثارهم يحسب ذلك ضربا من خيال، لولا أنه منقول لنا عن طريق الإثبات، وبالأسانيد الصَّحيحة الصَّريحة، وإليك بعضًا مِن النَّماذج التي تروي لنا صورًا رائعة مِن الإيثَار:[6]
إيثار الأنصار
عندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، أقبلوا عليها لا يملكون مِن أمر الدُّنْيا شيئًا، قد تركوا أموالهم وما يملكون خلف ظهورهم، وأقبلوا على ما عند الله -عزَّ وجلَّ- يرجون رحمته ويخافون عذابه، فاستقبلهم الأنصار الذين تبوَّؤوا الدَّار، وأكرموهم أيَّما إكرام، ولم يبخلوا عليهم بشيء:
- فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ، وكفونا المؤنة، ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم”.[7]
-
قَدِمَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، فَآخَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَهُ وبيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ الأنْصَارِيِّ وعِنْدَ الأنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ، فَعَرَضَ عليه أنْ يُنَاصِفَهُ أهْلَهُ ومَالَهُ، فَقالَ: بَارَكَ اللَّهُ لكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، دُلُّونِي علَى السُّوقِ، فأتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شيئًا مِن أقِطٍ، وشيئًا مِن سَمْنٍ، فَرَآهُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعْدَ أيَّامٍ وعليه، وضَرٌ مِن صُفْرَةٍ، فَقالَ: مَهْيَمْ يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقالَ: تَزَوَّجْتُ أنْصَارِيَّةً، قالَ: فَما سُقْتَ إلَيْهَا؟ قالَ: وزْنَ نَوَاةٍ مِن ذَهَبٍ، قالَ: أوْلِمْ ولو بشَاةٍ.[8]
إيثار أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها
كانت أم المؤمنين عائشة تتمتع بمكارم الأخلاق، ومنها الإيثار، وذلك بحسب القصة الآتية: “لما طُعِن أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب رضي الله عنهما قال لابنه عبد الله: اذهب إلى أُمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقل: يقرأ عمر بن الخطَّاب عليك السَّلام، ثمَّ سلها أن أُدْفَن مع صاحبيَّ. قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنَّه اليوم على نفسي. فلمَّا أقبل، قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين. قال: ما كان شيء أهمَّ إليَّ من ذلك المضجع، فإذا قُبِضت فاحملوني، ثمَّ سلِّموا، ثمَّ قل: يستأذن عمر بن الخطَّاب، فإن أذنت لي فادفنوني، وإلَّا فردُّوني إلى مقابر المسلمين”.[6]
ودخل عليها مسكينٌ فسألها -وهي صائمة وليس في بيتها إلَّا رغيف- فقالت لمولاة لها: أعطيه إيَّاه. فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه؟ فقالت: أعطيه إيَّاه. قالت: ففعلتُ. قالت: فلمَّا أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يُهدِي لنا: شاة وكفنها. فدعتني عائشة فقالت: كلي مِن هذا، فهذا خيرٌ مِن قرصك.[6]
أهداف قصة إيثار الرسول
يجب على كل معلم أو أم أو أب تعليم الأطفال صفة الإيثار، من خلال قراءة قصص الإيثار التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح لهم، فلقصص الإيثار أهداف عظيمة، أهمها أنّها تظهر أهمية التحلّي بالإيثار، إذا إن للإيثار أهميّةً وفوائد عديدة، ومنها ما يأتي:[9]
- يعدّ التحلي بالإيثار دليلًا على محبة الله -تعالى- ورضوانه، وفيه تحقيقٌ للكمال الإيمانيّ، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”،[10] كما أن فيه اتّباعاً للنبي -عليه الصلاة والسلام- والاقتداء به.
- ثناء الله -تعالى- على المُؤثرين، وجعلهم من أهل الفلاح، والإيثار سببٌ للبركة والخير في المال والطعام وغيره.
- الإيثار طريقٌ لمحبّة الناس، وثناؤهم على الإنسان في حياته وبعد مماته، كما أنه يساعد على التكافل والمودة والتعاون بين أفراد المُجتمع، وحُصول الأُلفة بينهم.
- الإيثار طريقٌ للأخلاق الحسنة؛ كالرحمة، وحُب الخير للآخرين ونفعهم، وترك الأخلاق السيئة؛ كالبُخل والطمع.
- الإيثار مظهر من مظاهر حُسن ظنّ العبد بربه، وعلامةٌ لِحُسن إسلامه.
أسباب ودوافع الإيثار
للإيثارُ أسبابٌ ودوافعُ كثيرة تدفع المسلم للقيام به، نورد منها الآتي:[9]
- طرد الشّح، فمن التزم بالإيثار عرف أنَّه لا مكان للشُّح في نفسه.
- الإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، وإخلاص العمل له، فمن كان يسعى إلى الآخرة، وإلى رضى الله -سبحانه وتعالى- فلا تفوته حسنةٌ، ولا يفوته أن يتحلَّى بالأخلاق الكريمة.
- اللين والرَّحمة؛ فأصل الإيثار الرَّحمة واللين واللذان يكونان في قلب المسلم.
- أن يكون العبد دائم التَّذكر للموت وللقاء الله والآخرة، فهذا الباب من أعظم الأبواب التي تجعل المؤمن يعمل الخير، ويحب للآخرين ما يحبه لنفسه، لأنَّه يعلمُ يقيناً أنَّه في يومٍ من الأيام سيموت، ويحاسبه الله -سبحانه وتعالى- على أعماله.
- تعظيم الأخلاق الحسنة وامتثالها هو سبب لأن يكون صاحبها محبوباً ومحموداً بين النَّاس، فقد جبل الله -سبحانه وتعالى- قلوب العباد على محبة الأخلاق الحسنة وأصحابها، وإنَّ من أعظم الأخلاق المحبّبة بين الناس خلق الإيثار.
- الرّغبة في التحلِّي بمكارم الأخلاق؛ فالإيثارُ كرمٌ لا يفعله إلَّا كريمُ النَّفس، ومن تمسَّك به كان من أهل الأخلاق الحسنة.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان أجمل قصة عن إيثار الرسول للاطفال مكتوبة، وقدمنا لكم فيه مجموعة من القصص التي تتحدث عن إيثار الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه وأهل بيته، وقصص عن خلق الإيثار وكيف كان الصحابة يتمتعون به، من خلال اقتدائهم للرسول صلى الله عليه، ويمكن قراءة هذه القصص للأطفال واليافعين على حدٍّ سواء، وعرضنا لكم أهمية الإيثار والأسباب والدوافع وراء هذا الخلق الكريم.
المراجع
- ^ shamela.ws، الإيثار، 17/05/2023
- ^ سورة الحشر، الآية 9
- ^ صحيح أبي داود، جابر بن عبدالله، الألباني، 2534، صحيح
- ^ dorar.net، نماذج مِن إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، 17/05/2023
- ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 2486، صحيح
- ^ islamstory.com، نماذج مِن إيثار الصَّحابة رضوان الله عليهم، 17/05/2023
- ^ إتحاف الخيرة المهرة، أنس بن مالك، البوصيري، 7/325، سنده صحيح وله شاهد
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5072، صحيح
- ^ shamela.ws، فوائد الإيثار، 17/05/2023
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 13، صحيح
التعليقات