كم ركعة صلاة العصر سنة وفرض

كم ركعة صلاة العصر سنة وفرض من المعلومات التي يكثُر البحث عنها، ويجب على المسلم أن يتعرَّف على جميع المعلومات التي تحيط بدينه والفرائض التي افترضها الله تعالى عليه، حتى يعبد الله تعالى كما يرضى جلَّ وعلا، وحتى لا يقع في مخالفات وأخطاء لا تُرضي الله تعالى، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن صلاة العصر، ونتعرف على عدد ركعات صلاة العصر السنة والفرض، بالإضافة إلى التعرف على صفة صلاة العصر وعلى فضل صلاة العصر وغير ذلك.

صلاة العصر في الإسلام

صلاة العصر هي واحدة من الصلوات الخمس المفروضة في الإسلام، وهي الصلاة الثالثة بعد الفجر والظهر، وتأتي بعدها كل من صلاة المغرب وصلاة العشاء، ولذلك أُطلِق عليها اسم الصلاة الوسطى حسب العديد من الفقهاء، وقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز في التأكيد على أهمية الصلاة والمحافظة عليها، وزاد التأكيد بأنَّ سمَّى الصلاة الوسطى في الآية، فقال جلَّ من قائل: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ”،^[1] وهي صلاة سريَّة لا يجهَر المسلم بالقراءة فيها مثل صلاة الظهر.^[2]

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة العصر بالساعة

كم ركعة صلاة العصر سنة وفرض

يجهل كثير من المسلمين عدد ركعات سنة صلاة العصر القبلية والبعدية، ومن الضروري أن يتعرَّف المسلم على عدد الركعات حتى يصلِّي الفريضة والسنة دون أخطاء، وحتى ينال الأجر والثواب في تعلُّم العلوم الدينية التي فرضها الله تعالى على عباده، وفيما يأتي سيتمُّ التفصيل في عدد ركعات صلاة العصر الفرض والسنة:^[3]

عدد ركعات فرض صلاة العصر

إنَّ عدد ركعات صلاة العصر المفروضة أربع ركعات تامَّة بتشهدين وقعودين مثل صلاة الظهر تمامًا، وتصلَّى جميع الركعات سرًّا مثل صلاة الظهر، وأمَّا في السفر فقد شرع الله تعالى أن تصلَّى ركعتين فقط، ففي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ”.^[4]

عدد ركعات سنة صلاة العصر

ورد أقوال عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة القبلية والسنة البعدية لصلاة العصر، واختلف الفقهاء في القول الراجح فيها، ولا تعدُّ سنة العصر من السنن الواجبة أو السنن الراتبة التي داوم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنَّ حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار إلى فضلها، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

• عدد ركعات سنة صلاة العصر القبلية: حيث ورد في بعض الأحاديث أنَّ عدد ركعات سنة صلاة العصر القبلية ركعتان فقط، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صلَّى في يومٍ ثنتي عشرةَ ركعةً ، بنَى اللهُ لهُ بيتًا في الجنَّةِ : ركعتينِ قبل الفجرِ ، و رَكعتينِ قبل الظُّهرِ ، و رَكعتينِ بعد الظُّهرِ ، و رَكعتينِ قبل العصرِ و ركعتينِ بعد المغربِ ، و رَكعتينِ بعد العشاءِ الآخرةِ”،^[19] كما تشير بعض الأحاديث إلى أنَّ سنة صلاة العصر القبلية أربع ركعات، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رحِم اللهُ امرءًا صلَّى قبل العَصرِ أربعًا”.
• عدد ركعات سنة صلاة العصر البعدية: رأى بعض الفقهاء أنَّ سنة صلاة العصر البعدية تصلى ركعتين فقط، وذلك استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “صَلَاتَانِ ما تَرَكَهُما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في بَيْتي قَطُّ، سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ”،^[5] لكن ذهب معظم الفقهاء إلى أنَّه لا توجد سنة بعدية لصلاة العصر، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين اللتين صلاهما بعد العصر: “يا بنتَ أبي أميَّةَ سألتِ عنِ الرَّكعتينِ بعدَ العصرِ إنَّهُ أتاني ناسٌ من عبدِ القيسِ بالإسلامِ من قومِهم فشغلوني عنِ الرَّكعتينِ اللَّتينِ بعدَ الظُّهرِ فَهما هاتانِ”،^[6] وقد ورد نهي عن الصلاة بعد العصر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ”.^[7]

شاهد أيضًا: لماذا لا يوجد سنة لصلاة العصر

وقت صلاة العصر

بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقات الصلوات جميعها في حديث صحيح رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه حيث قال: “سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن وَقْتِ الصَّلَوَاتِ، فَقالَ وَقْتُ صَلَاةِ الفَجْرِ ما لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إذَا زَالَتِ الشَّمْسِ عن بَطْنِ السَّمَاءِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَيَسْقُطْ قَرْنُهَا الأوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ المَغْرِبِ إذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ما لَمْ يَسْقُطِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العِشَاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ”،^[8] واتَّفق الفقهاء بناءً على هذا الحديث أنَّ وقت صلاة العصر يبدأ عندما يصبح ظلُّ كل شيء مثله أي بنفس الطول، ويخرج وقت صلاة العصر عند غروب الشمس، ويدلُّ على وقت الغروب الحديث الذي رواه أبو هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ”،^[9] فمن أدرك ركعة قبل غروب الشمس -وهو انتهاء وقت صلاة العصر- فقد أدرك الصلاة.^[2]

التشهد في صلاة العصر

يوجد في صلاة العصر تشهدين، التشهد الأول بعد الركعة الثانية، وهو من واجبات الصلاة، ويقول فيها المسلم التحيات وهي: “التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”، ثمَّ يقوم للركعة الثالثة، وأمَّا التشهد الثاني فهو في الركعة الأخيرة وهو من أركان الصلاة، حيث يجلس المصلي في رابع ركعة ويقرأ التحيات نفسها التي قرأها في التشهد الأول ثمَّ يتابع قراءة الصلوات الإبراهيمية: “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.^[10]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم صلاة العصر قبل السفر

كيفية صلاة العصر

تصلَّى صلاة العصر كما سبق أربع ركعات تامة، ولا يجهر المصلي في القراءة، وفيما يأتي تفصيل صفة صلاة العصر بالخطوات:^[11]

• الوضوء للصلاة ثمَّ التوجه إلى القبلة وعقد النية في القلب لأداء صلاة العصر.
• بداية صلاة العصر بتكبيرة الإحرام، وهي رفع اليدين إلى جانب الأذنين مع قول: الله أكبر.
• يقرأ المسلم دعاء التوجُّه أولًا في أول ركعة وهو قول: “وجَّهتُ وجهِيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حَنيفًا مُسلمًا وما أَنا منَ المشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَهُ وبذلِكَ أُمِرتُ وأَنا أوَّلُ المُسلمينَ”.
• يقرأ الفاتحة بعد ذلك، ثمَّ يقرأ بعدها ما تيسَّر من آيات كتاب الله تعالى.
• بعد الانتهاء من القراءة يركع المصلي ويقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاث مرات.
• ثمَّ يستوي من الركوع بعد ذلك ويقول: سمع الله لمن حمده، ويسكت سكتة خفيفة ثم يقول: ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.
• ينحني للسجود، حيث يسجد في كل ركعة سجدتين، يقول في السجدة: سبحان ربي الأعلى، ثلاث مرات.
• ينهض من السجدة الأولى ويجلس جلسة قصيرة يدعو فيها بقوله: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واعف عني، ثمَّ يسجد السجدة الثانية.
• ينهض من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية، ويقرأ الفاتحة ثمَّ ما تيسر من كتاب الله تعالى، ثمَّ يركع مثل الركعة الأولى.
• يسجد المصلي في الركعة الثانية كما في الركعة الأولى، ثمَّ يجلس للقعود الأول، ويقرأ التشهد إلى قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
• يقوم للركعة الثالثة والرابعة ويصليهما بنفس الطريقة، وفي الجلوس الأخير يكمل التحيات والصلوات الإبراهيمية، ثمَّ يسلم.

شاهد أيضًا: لماذا سميت صلاة العصر بهذا الاسم

فضل صلاة العصر

تعدُّ صلاة العصر من الصلوات المكتوبة التي لها جميعها فضل عظيم، ولكنَّ الله تعالى خصَّ صلاة العصر مؤكدًا على أهمية المحافظة عليها، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد من الأحاديث التي تشير إلى فضل المحافظة على صلاة العصر، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج فضائل صلاة العصر بالتفصيل:

• سبب لدخول الجنة: إنَّ المحافظة على صلاة العصر من أسباب دخول الجنة مع صلاة الفجر، وهذا ما دلَّ عليه حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ”،^[12] والبردان هما صلاة الفجر وصلاة العصر.
• وقاية من النار: لأنَّ المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر تقي من النار، ففي الحديث عن عمار بن رويبة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ”.^[13]
• الأجر المضاعف: يحصل المسلم على أجر مضاعف في المحافظة على صلاة العصر، الأجر الأول هو أجر الصلاة والأجر الثاني هو أجر المحافظة عليها كما أشار ابن حجر.
• رؤية وجه الله تعالى: فقد وعد الله تعالى على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم الذين يحافظون على صلاة الفجر والعصر برؤية وجهه الكريم، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ: “وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ”.^[14]

شاهد أيضًا: هل تجوز صلاة الاستخارة بعد صلاة العصر

حكم ترك صلاة العصر

لا شكَّ في أن ترك الصلوات المفروضة من أعظم الذنوب والمعاصي، وقد توعَّد سبحانه وتعالى من يضيع الصلاة بعذاب شديد يوم القيامة في نار جهنم، حيث قال في كتابه العزيز: “فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”،^[15] كما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عقوبة ترك صلاة العصر، حيثُ أنَّ المسلم الذي يترك صلاة العصر يحبط عمله في ذلك اليوم، والذي يترك صلاة العصر دائمًا يحبط عمله كله، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: “كنَّا مع بُرَيْدَةَ في غَزْوَةٍ في يَومٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بصَلَاةِ العَصْرِ؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”،^[16] وفي حديث آخر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: ” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أهْلَهُ ومَالَهُ”،^[17] ومعنى وتر أي نقص وقل، وبالتالي تعرض المسلم لنقص في المال والأهل نتيجة ترك صلاة العصر والعياذ بالله.^[18]

في نهاية مقال كم ركعة صلاة العصر سنة وفرض تعرفنا على صفة صلاة العصر وعلى طريقة صلاة العصر بالخطوات كما وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تمَّ إدراج عدد ركعات صلاة العصر ووقتها، بالإضافة إلى حكم ترك صلاة العصر وفضل صلاة العصر وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.