كيف يغسل من مات في حج فاسد وكيف يكفن

كيف يغسل من مات في حج فاسد وهو ما سيتم بيانه في سطور هذا المقال،  وهي من المعلومات الدينية المهمة التي يبحث عنها كثير من المسلمين، حيث إنّ الحج أحد أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من العبادات التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المستطيعين مرّة في العمر، وسوف نتعرف في هذا المقال على معلومات عن الحج في الإسلام، وعلى كيفية تغسيل المحرم في الحج الفاسد، وحكم تكفين الميت بملابس الإحرام وغيرها من الأحكام المتعلقة.

الحج في الإسلام

يعتبر الحج بأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله على أهل الإسلام في أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ومن تركه جحودًا فقد كفر، ويمكن للمسلم أن يؤدي هذه الفريضة مرةً واحدة في العمر، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}^[1]، ويقصد بالحج  الذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك مُحدّدة، فهو زيارة مكان مُقدّس في زمن مُحدّد، ويعتبر الحج  بأنه إحدى أعظم الطّاعات التي يتقرّب المُسلم بها من الله^[2]، بالاستناد على الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللهِ ورسولِه. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال جهادٌ في سبيلِ اللهِ. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ”^[3].

كيف يغسل من مات في حج فاسد

يعتبر الحج فاسدًا عندما يقوم المحرم بمجامعة زوجته قبل التحلل الأول، فإذا توفي المحرم وهو في حج فاسد يغسل بنفس الطريقة التي يغسّل فيها المحرم الذي مات في حج صحيح، بحيث يغسل بماء السدر، ولا يُطيَّب ولا يُغطى وجهه ولا رأسه، ويكفّن في لباس الإحرام، ولا يُلبس قميصاً ولا عمامة ولا غير ذلك، بدليل ما ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِي اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ، أوْ قَالَ: فَأوْقَصَتْهُ، فَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تَمَسُّوهُ طِيباً، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلا تُحَنِّطُوهُ، فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّياً”^[4]

 ويجدر بالذّكر أنه لا يقضى عنه ما بقي من أعمال الحج سواء توفي قبل وصوله إلى عرفة أو بعدها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر بذلك، ولم يرد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم قاموا بهذا الأمر.^[5]

هل يجوز تكفين الميت بملابس الإحرام

ذكر أهل العلم أن تكفين الميت بملابس الإحرام من الأمور المشروعة في الدين الإسلامي، فقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يكفن المحرم بملابس الإحرام أي إزاره، وردائه، ولا يُكَفَّنُ في ثلاثة أثْواب كغيرِه، ويجدر بالإشارة إلى أنه حتى لو توسخت ملابس الإحرام للميت يكفن فيهما، ولا حرج في ذلك ^[6]، بدليل ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تَمَسُّوهُ طِيباً، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلا تُحَنِّطُوهُ، فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّياً”.^[4]

كما ورد في الفتاوى عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- قوله: “فإن كان إحرامه باقياً كفن في إحرامه، وإن كان تالفاً كفن في أي ثوب آخر؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «كفنوه في ثوبيه». قاله في المحرم الذي مات في عرفة ، وَقَصَتْهُ ناقته، فدل هذا على أن الأفضل فيمن مات محرماً ألا يؤتى له بكفن جديد، بل يكفن في إزاره وردائه”، والله أعلم.^[7]

لماذا لا يغطى وجه الميت المحرم

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه من مات وهو محرم لا يغطى وجهه؛ ويعود السبب في ذلك لِأَنَّه سيبعث على نفس الصورة التي مات عليها، أي أنه سيبعث ملبيًا، فقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم كشف وجه الميت عند وضعه في القبر؟، فأجاب:” لا يكشف ، بل يغطى كله إلا المحرم فيكشف وجهه ورأسه لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المحرم الذي مات بعرفة : (لا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا) متفق عليه وفي لفظ لمسلم : ( وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلا وَجْهَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا )”.^[8]