عناصر المقال
- 1 كيفية توزيع لحم الاضحية
- 2 معنى الأضحية ومشروعيتها
- 3 حكم الأضحية في الإسلام
- 4 كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الإسلامية
- 5 آداب ذبح الأضحية
- 6 الأكل من الأضحية والتصدق منها
- 7 شروط ذبح الأضحية
- 8 شروط صحة الأضحية
- 9 العيوب التي لا تجوز في الأضحية
- 10 مسائل حول الأضحية
- 11 هل يجوز توزيع الأضحية كاملة
- 12 مقالات قد تهمك
- 13 المراجع
كيفية توزيع لحم الاضحية وطريقة ذبحها، شرع الله تعالى لعباده شعائر عظيمة تقربهم إليه وتوصلهم إلى جنته وتنجيهم من عذابه ومن الشعائر العظمية التي خص الله بها أمة الإسلام الأضحية وهي ذبح ما تيسّر من بهيمة الأنعام في أيام عيد الأضحى المبارك تقرباً إليه وابتغاء مرضاته، ولكن توزيع الأضحية من الأمور التي قد يحتار فيها الكثير من الناس فلا يعرفون كيفية توزيع لحم الأضحية بالشكل الصحيح وفي هذا المقال سنتعرف على الأضحية وأقوال الفقهاء في كيفية توزيعها.
كيفية توزيع لحم الاضحية
من المشهور أن لحم الأضحية يستحب أن يأكل منه صاحب الأضحية وأن يطعم منه أهله وأصدقاءه وجيرانه وأن يتصدق منه إلى الفقراء والمساكين وذلك لقوله تعالى: { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَْ}[]، وقد روي في السنة النبوية الأمر بالتصدق بلحوم الأضاحي كما ورد الإذن بالأكل والادخار من لحومها، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ” دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِن أهْلِ البادِيَةِ حَضْرَةَ الأضْحَى زَمَنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ادَّخِرُوا ثَلاثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بما بَقِيَ، فلَمَّا كانَ بَعْدَ ذلكَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأسْقِيَةَ مِن ضَحاياهُمْ، وَيَجْمُلُونَ منها الوَدَكَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وما ذَاكَ؟ قالوا: نَهَيْتَ أنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فقالَ: إنَّما نَهَيْتُكُمْ مِن أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتي دَفَّتْ؛ فَكُلوا وادَّخِرُوا وتَصدَّقُوا”[2]، وأما تفصيل الحصص في كيفية توزيع لحم الأضحية فقد جاء حسب أقوال الفقهاء كما يأتي:
- عند الشافعية: ففي مذهب الشافعية قولان أحدهما ” الضحايا والهدايا ثلث لك ، وثلث لأهلك ، وثلث للمساكين” والقول الآخر ” يجعلها نصفين ، يأكل نصفًا ، ويتصدق بنصف”.[3]
- عند المالكية: لم يذهبوا إلى تحديد الحصص وتركوا للمضحي الحرية في أكل ما يشاء وتوزيع ما يشاء وإهداء والتصدق بما يشاء[4] مستدلين بحديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ: أَصْلِحْ هذا اللَّحْمَ، قالَ: فأصْلَحْتُهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ منه حتَّى بَلَغَ المَدِينَةَ”.[5]
- الحنفية والحنابلة: أما عن الحنفية والحنابلة فقد ذهبوا إلى استحباب تقسيم الأضحية إلى ثلاث أثلاث، ثلث للبيت وثلث للجيران والأصدقاء وثلث للفقراء والمساكين، عن ابن عباس وابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهم قال ابن عمر: ” عن ابن عباس ، في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال : يطعم أهل بيته الثلث ، ويطعم فقراء جيرانه الثلث ، ويتصدق على السؤال بالثلث “.
معنى الأضحية ومشروعيتها
الأضحية في اللغة ما يُضَحَّى به، أي ما يتمّ ذبحه في عيد الأضحى تقرباً إلى الله والجمع الأَضاحِيُّ.
الأضحية في الشرع: ما يذبح في عيد الأضحى من بهيمة الأنعام من الغنم أو البقر أو المعز أو الإبل ذكراً كان أو أنثى في أيام عيد الأضحى تقرُّبًا إلى اللهِ تعالى، وقد أجمع أهل العلم على مشروعية الأضحية ونقل هذا الإجماع كل من ابنُ قُدامة، وابنُ دقيق العيد، وابنُ حَجَر، والشوكانيُّ ومن حكم مشروعية الأضحية ما يأتي:[6]
- شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة وعلى ما سخره لهم من منافع في الأنعام وبما حلل لهم أكل لحومها وأباح لهم ذبحها بالطريقة الشرعية.
- التحدث بنعمة الله تعالى والتوسعة على النفس والأهل وإكرام الضيف والجيران والتصدق على الفقراء والمساكين.
- إحياءٌ لسنّة نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام في قصته التي وردت في القرآن الكريم عندما أمره الله تعالى أن يذبح ابنه اسماعيل وعندما صدق ابراهيم الرؤيا وانقاد لتنفيذ أمر ربه نجّا الله تعالى اسماعيل وفداه بذبح عظيم وكان ذلك من أعظم الابتلاءات التي ابتلى بها الله عباده المؤمنين، قال تعالى: { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }.[7]
حكم الأضحية في الإسلام
الأضحية سنّة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم “وهذا مَذهَبُ جمهور الفقهاء من الشَّافعيَّة، والحَنابِلة، والمالِكيَّة في المشهور، وهو مذهب الظَّاهريَّة، وإحدى الرِّوايتينِ عن أبي يوسُفَ وبه قال أكثرُ أهلِ العِلمِ”، ومن الأدلة على أنها سنة وأنها ليست من الأمور الواجبة هو حديث أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:” إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا”،[8]والمستخلص من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم علّق ذبح الأضحية بالإرادة، فهو إذاً من السنن، وليست من الواجبات فالواجب لا يعلق بالإرادة وفي حديث آخر عن أم المؤمنين عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”،[9]ووجه الدلالة من هذا الحديث أن تضحية رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن نفسه وعن أهل بيته وعن أمته فهذه الأضحية تجزئ عن كل من لم يضحِّ منهم والله أعلم.[6]
كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الإسلامية
أما عن الطريقة التي يتم بها ذبح الأضحية فهي الطريقة الشرعية المتبعة في ذبح الأنعام في الشريعة الإسلامية والتي تضمن طهارة الذبيحة وخروج الدم الفاسد منها وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العربية والعالمية فوائد الذبح بالطريقة الإسلامية الشرعية والنتائج الصحية المترتبة على هذا الذبح، ولهذا سنعرض لكم في هذه الفقرة كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الإسلامية الشرعية:[10]
- الذبح: والذبح يكون للغنم والبقر والمعز، وأما عن كيفية الذبح فيتم سدح الأضحية على جنبها الأيسر لأن ذلك أسهل لكي يمسك الذابح السكين بيده اليمنى ويمسك رأس الأضحية بيده اليسرى، ويضع الذابح رجله على صفاح الذبيحة ويثني رقبتها ويذكر اسم الله تعالى ويكبر ويسأل الله القبول ويمرر السكين الحاد على عنقها في الموضع ما بين الرأس والرقبة حتى يقطع الحلقوم والمريء والودجين أي العرقين المحيطين بالحلقوم والمريء وهذا هو الكمال في الذبح ويكفي أن يتمّ قطع ثلاثة من هذه الأربعة فقط حتى يصح الذبح.
- النحر: والنحر يكون للإبل ويجوز للبقر أيضاً ولكن الذبح أفضل، وموضع النحر هو اللبة وهي المكان المنخفض الذي بين العنق والصدر وهذا الموضع خال من اللحم لذلك هو الأيسر للنحر، وقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ كانوا ينحرونَ البدنةَ معقولةً اليسرى قائمةً على ما بقيَ من قوائمها”.[11]
آداب ذبح الأضحية
أباح الله تعالى ذبح الأنعام وأباح لعباده أكل لحومها حلالاً طيباً إذا ما ذبحت على الطريقة الشرعية، ولكن إلى جانب الأمور الأساسية والسنن الشرعية في عمليتي الذبح أو النحر بالطريقة الشرعية يوجد بعض الآداب الإسلامية التي ينبغي مراعاتها عند ذبح الأنعام وذلك أن الله جعل الإحسان في كل شيء، عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”[12]. وفي ما يأتي نعرض لكم بعضاً من الآداب الإسلامية التي ينبغي اتباعها عند ذبح الأضحية:[13]
- استقبال القبلة عند ذبح الأضحية، واستقبال القبلة يكون بموضع الذبح لا بوجه الأضحية.
- الإحسان إلى الذبيحة قبل الذبح وعرض الماء عليها وعدم جرها أو سحبها بل تقاد إلى المذبح برفق.
- أن لا يتم ذبح الأضحية أمام غيرها من البهائم.
- استخدام سكين أو أداة حادّة في الذبح كالسيف أو نحو ذلك ولا يجوز الذبح بالظفر أو السن أو العظام.
- تمرير السكين بقوة وسرعة لأن ذلك أيسر على الذبيحة.
- تجنب سنّ سكين الذبح أمام الذبيحة وعدم عرضها للذبيحة إلا عند الذبح.
- أن يتم قطع الحلقوم والمريء زيادة على قطع الودجين.
- ذكر الله والتكبير والدعاء بالقبول عند الذبح.
الأكل من الأضحية والتصدق منها
الأكل من الأضحية من الأمور المستحبة عند عامّة أهل العلم وكذلك استحباب الهدية من الأضحية للقريب والصديق ولو ترك المضحي ذلك فلا حرج عليه، وقد انقسمت آراء الفقهاء في حكم الصدقة من الأضحية إلى قولين فذهب الشافعية والحنابلة إلى الوجوب الأخذ بقوله تعالى:{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[1] ويجب أن يقوم المضحي بالتصدق بشيء من الأضحية فإذا أكلها كلها ولم يتصدق بشيء منها لم تجزئه الأضحية، وأما القول الآخر هو عدم وجوب بل استحباب الصدقة من الأضحية وهو قول الحنفية والمالكية وذلك أن الأمر الوارد في الآية والحديث محمول على الاستحباب والإرشاد كالأكل والإهداء وأن الغاية الأساسية من الأضحية هي شكر الله تعالى على نعمه وليس إطعام الفقراء مثل الزكاة.[4]
شروط ذبح الأضحية
ينطبق على الأضحية في الذبح ما ينطبق على أي ذبيحة حيث يوجد شروط تسعة للذبح وهي:[13]
- الشرط الأول: يتعلق بالمذكي أي من يقوم بمباشرة الذبح ويشترط أن يكون بالغاً عاقلاً مميزاً ولا تقبل الذكاة من الجنون أو السكران أو الصغير أو الكبير من دون تمييز، ونحو ذلك.
- الشرط الثاني: أن يكون المذكي مسلماً أو كتابياً يهودياً أو نصرانياً، قال تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَـتُ مِنَ الْمُؤْمِنَـتِ وَالْمُحْصَنَـتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَـنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى الاَْخِرَةِ مِنَ الْخَـسِرِينَ }.[14]
- الشرط الثالث: النية والقصد في ذبح الأضحية قال تعالى: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[15]
- الشرط الرابع: أن يقصد الذبح لله تعالى فإن كان الذبح لغير الله كالذبح لصنم أو لجنيّ أو لصاحب قبر أو ملك أو نحو ذلك لم تحل الذبيحة قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالاَْزْلاَمِ}.[15]
- الشرط الخامس: الامتناع عن التسمية بغير اسم الله وعدم ذكر اسم أحد سواه كأن يقول باسم النبي، أو جبريل، أو فلان، فالتسمية بغير اسم الله لا تحل الذبيحة به.
- الشرط السادس: التسمية وذكر اسم الله تعالى على الذبيحة، فإن لم يذكر اسم الله تعالى فلا تحل الذبيحة، قال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَـطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَـدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }.[16]
- الشرط السابع: أن يتم الذبح باستخدام أداة حادة كالسكين أو نحوه ولا يجوز الذبح بالسن أو العظم أو الظفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:” ما أنْهَرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عليه، فَكُلْ، ليسَ السِّنَّ والظُّفُرَ، وسَأُخْبِرُكُمْ عنْه: أمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ”.[17]
- الشرط الثامن: أن يتم إنهار الدم وإجراءه عند الذبح.
- الشرط التاسع: أن يكون المذكى مأذوناً في ذكاته شرعاً.
شروط صحة الأضحية
وكما أن لكيفية ذبح الأصحية شروطاً فإنّ للأضحية بحد ذاتها شروطاً يجب التقيد بها لكي تصح الأضحية وهذه الشروط:[13]
- أن تكونَ الأضحية من بهيمة الأنعامِ: وهي الإبِلُ والبَقَرُ والغَنَمُ، قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.[18]
- أن تكون الأضحية سالمةً من العيوب التي تبطل جواز التضحية بها: مثل العوراءِ البَيِّنِ عَوَرُها، والعَرْجاءِ البَيِّنِ ضَلْعُها، والمريضَةِ البَيِّنِ مَرَضُها، والعَجْفاءِ التي لا تُنقِي، عن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”.[19]
- أن تبلغ الذبيحة السنّ المعتبرة للأضحية: ” فلا تُجْزِئُ التَّضحيَةُ بما دون الثنيَّةِ مِن غيرِ الضَّأنِ، ولا بما دُونَ الجَذَعةِ مِنَ الضَّأنِ” ، والثَّنِيُّ من الضأن ما أتمّ ستّة أشهر، ومِنَ المَعْزِ ما أتمَّ سَنَةً، ومِنَ البَقَرِ ما أتمَّ سَنتينِ، ومن الإبِلِ ما أتمَّ خَمْسَ سنينَ، وهذا التفصيل من مذهب الحنفية والحنابلة، عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْن”.[20]
- أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد : ويبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غياب شمس آخر أيام التشريق الثلاثة، عَنِ البَرَاءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سَمِعْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ، فقال:” إنَّ أوَّلَ ما نبدأُ مِن يَوْمِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثم نرجِعَ فنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقد أصابَ سُنَّتَنا، ومَن نَحَر فإنَّما هو لحْمٌ يقَدِّمُه لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ”.[21]
- النية: والنيةّ من شروط صحّة الأضحية وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة والحَنابِلة استناداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ” إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ”.[22]
العيوب التي لا تجوز في الأضحية
أما عن تفصيل العيوب التي تجعل من الأضحية غير صالحة أو لا تجزء في كونها أضحية فنذكر لكم آتياً هذه العيوب:[13]
- العوراءِ: البَيِّنِ عَوَرُها.
- العَرْجاءِ: البَيِّنِ ضَلْعُها.
- المريضَةِ البَيِّنِ مَرَضُها.
- العَجْفاءِ التي لا تُنقِي، أي شديدة الهزال والضعف.
- العمياء: التي لا تبصر.
- المبشومة: التي أكلت إلى حد الامتلاء والتخمة.
- المُتولّدة: التي تعسّرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر.
- الزمنى: وهي العاجزة عن المشي لعاهة مثل كسر أحد الأطراف أو قطعه أو ما شابه.
- التي قطعت إحدى أطرافها.
- المصابة إصابة قد تؤدي إلى موتها كالسقوط أو نحوه حتى يزول عنها الخطر.
مسائل حول الأضحية
ونختم مقالنا بذكر بعض المسائل ذات الصلة بذبح الأضحية وكيفية توزيعها:
إطعام كامل لحم الأضحية للأهل
وفي بعض الأقوال عند أهل العلم يجوز للمضحي أن يجعل كامل أضحيته في بيته ويأكلها هو وأهله، ويجوز أن يطعم منها جيرانه وأصدقاءه ويجوز أن يتصدق بها كاملةً للفقراء والمساكين والله أعلم.[4]
الادخار من لحم الأضحية
يجوز أن يأكل المضحي من أضحيته ويطعم أهل بيته ويدّخر وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة، والحَنابِلة، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: ” كُنَّا لا نَأْكُلُ مِن لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلَاثِ مِنًى، فَرَخَّصَ لَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: كُلُوا وتَزَوَّدُوا. فأكَلْنَا وتَزَوَّدْنَا. قُلتُ لِعَطَاءٍ: أقالَ: حتَّى جِئْنَا المَدِينَةَ؟ قالَ: لَا”.[23]
الإنابة في ذبح الأضحية
يستحب أن يقوم المضحي بذبح الأضحية بنفسه إذا كان يحسن الذبح فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يذبح أضحيته بنفسه، والأضحية قربةً من الله تعالى لذلك فإنّ فعلها أولى من الاستنابة فيها عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:” ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”.[24]ولكن إن كان المضحي لا يحسن الذبح فيجوز للمضحي أن ينيب عنه غيره في ذبح الأضحية ممن يحسنون الذبح كالجزار أو سواه، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة والحَنابِلة، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحَرَ ثلاثًا وسِتِّينَ بيده، ثم أعطى عليًّا فنَحَرَ ما غَبَرَ”.[25]
الحلق والتقصير وتقليم الأظافر
على من كان ينوي الأضحية أن يمتنع عن حلق الشعر أو تقليم الأظافر عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ” مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”.[26]
هل يجوز توزيع الأضحية كاملة
يجوز للمسلم أن يوزع الأضحية كاملة ولا يأكل منها شيئًا، وذهب العلماء إلى أن كل ما وقع عليه اسم اللحم يوزع منه ويتصدق به، وكلما كان أكثر كان ذلك أفضل وأحسن، وحتى لو لم يأكل المسلم من أضحيته جاز ذلك، لأن ما ورد في كتابه الله تعالى محمول على الإباحة حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم، وقد ورد في موقع إسلام ويب حول هذه المسألة توضيح ذلك: “والواجب في الأضحية هو الصدقة بما يقعُ عليه اسم اللحم, وكلما أكثر من الصدقة كان أكمل وأحسن, قال الحافظ ابن حجر: وأما الصدقة منها فالصحيح أنه يجب التصدق من الأضحية بما يقع عليه الاسم، والأكمل أن يتصدق بمعظمها، وودليل وجوب الصدقة قوله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، وهذا هو قول الجمهور، وأما الأكل منها فاستحبه الجمهور، وأوجبه الظاهرية لظاهر الأمر في الآية السابقة، قال ابن حزم: وفرض على كل مضح ٍ أن يأكل من أضحيته ولا بد، ولو لقمة فصاعداً. وقول الجمهور هو الصحيح لأن الأمر في الآية إنما هو للإباحة ورفع توهم الحظر”.[27]
مقالات قد تهمك
شروط توزيع الأضحية | هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب |
ماذا نقول عند ذبح الاضحية | فوائد ذبح الأضحية في البيت |
إلى هنا نصل وإياكم أعزاءنا القراء إلى ختام مقالنا كيفية توزيع لحم الاضحية وطريقة ذبحها، والذي تعرفنا فيه على معنى الأضحية ومشروعيتها و وكيفية توزيعها ثم تعرفنا على حكم الأضحية في الإسلام و كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الشرعية، وعرفنا هل يجوز عدم توزيع الأضحية في الإسلام، وتم إدراج حديث شريف عن توزيع الأضحية حسب الشرع الإسلامي، وأجبنا عن سؤال هل تقسيم الأضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع وغير ذلك من التفاصيل.
المراجع
- ^ سورة الحج ، الآية 28
- ^ صحيح مسلم ، عبدالله بن واقد، مسلم، 1971، صحيح
- ^ islamweb.net، مسألة الاستحباب أن يأكل ثلث أضحيته ويهدي ثلثها ويتصدق بثلثها، 06/06/2024
- ^ saaid.net، كيفية توزيع الأضحية، 06/06/2024
- ^ صحيح مسلم، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلم، 1975، صحيح
- ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 06/06/2024
- ^ سورة الصافات، الآيات 103 - 107
- ^ شرح مشكل الآثار ، أم سلمة أم المؤمنين، الطحاوي، 14/131، صحيح
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم،1967 ، صحيح
- ^ islamweb.net، فروق بين الذبح والنحر، 06/06/2024
- ^ المجموع للنووي ، جابر بن عبدالله، النووي، 9/85، إسناده صحيح على شرط مسلم
- ^ صحيح مسلم ، شداد بن أوس، مسلم، 1955، صحيح
- ^ saaid.net، أحكام الأضحية والذكاة، 05/02/2023
- ^ سورة المائدة، الآية 5
- ^ سورة المائدة، الآية 3
- ^ سورة الأنعام، الآية 121
- ^ صحيح البخاري، رافع بن خديج، البخاري، 5498، صحيح
- ^ سورة الحج، الآية 28
- ^ صحيح أبي داود ، البَراءِ بنِ عازبٍ، الألباني، 2802، صحيح
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البراء بن عازب، البخاري، 968، صحيح
- ^ مجموع الفتاوى، عمر بن الخطاب، ابن تيمية، 20/223، صحيح
- ^ صحيح البخاري، جابر بن عبدالله، البخاري، 1719، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك | المحدث : البخاري، 5558، صحيح
- ^ صحيح مسلم ، جابر بن عبدالله، مسلم، 1218، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، مسلم | المصدر، 1977 ، صحيح
- ^ islamweb.net، حكم الصدقة بجميع الأضحية، 06/06/2024
التعليقات