ما حكم قول وحياة الله عند القسم بالله

ما حكم قول وحياة الله عند القسم بالله، فمسألة القسم قد خصها الشرع الحكيم بمجموعة من الضوابط التي لا بد من الوقوف معها وبيانها خاصة عند الحلف بحياة الله سبحانه وتعالى، وهل تندرج حياة الله مع صفات الله التي يُمكن القسم بها هو ما أشار إليه العلماء وسيكون تفصيله في هذا المقال، بالإضافة لبيان معنى وحياة الله في الشرع الإسلامي ونحوه من المعلومات الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.

ما معنى وحياة الله

إنّ معنى وحياة الله أي أنّ الشخص يحلف بحياة الله سبحانه وتعالى وهذا مشتق من صفاته تبارك وتعالى فهو الحي القيوم، وقد وردت هذه الصفة في آية عظيمة من آيات القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.^[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

حكم قول وحياة الله

إنّ حكم قول وحياة الله جائز في الإسلام لأنّه وكما سبق بيانه فإنّ الحياة هي صفة من صفات الله تبارك وتعالى والحلف بصفات الله مثل الحلف بالله تبارك وتعالى أي إنّه لا يؤثر ولا يضر بل مشروع مثل الحلف بأسمائه كأن يُقال وحياة الحليم أو وحياة القدير أو غيرها من الأسماء والصفات الواردة عن الله جل جلاله.^[2]

حكم الحلف بحياة الله ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- جواز الحلف بصفة من صفات الله تبارك وتعالى مثل الحلف بحياته، وقال في تفصيل الفتوى رحمه الله:^[3]

“نعم الحلف بحياة الله حلفٌ صحيح؛ لأن الحلف يكون بالله، أو بأي اسم من أسماء الله أو بصفةٍ من صفات الله، والحياة صفةٌ من صفات الله، فإذا قال: وحياة الله لأفعلن كذا وكذا كان يميناً منعقدةً جائزة، وأما إذا حلف بحياة النبي أو بحياة الولي أو بحياة الخليفة أو بحياة أي معظم سوى الله عز وجل؛ فإن ذلك من الشرك، وفيه معصية لله عز وجل ورسوله وفيه إثم؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت”.

هل يجوز الحلف برحمة الله

إنّ حكم الحلف برحمة الله يعد أمرًا جائزًا كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، والحلف برحمة الله مشروع لأنّ رحمة الله هي صفة من صفاته كما بُين سابقًا، أما أن يحلف الشخص برحمة المخلوق فهذا هو ما لا يجوز كما بيّن العلماء لأنّ رحمة المخلوق مخلوقة مثله أما رحمة الله فهي صفة له، وعلى ذلك لو قال الشخص برحمة أبيك وهو قاصد أن يحلف برحمة الله لأبيه فيكون الأمر جائز، أمّا لو قال برحمة أبيك وهو قاصد القسم برحمة والده وهي مخلوقة فهنا يكون الأمر غير جائز، والله أعلم.^[4]

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

الحلف بحياة الله إسلام سؤال وجواب

ذكر موقع إسلام سؤال وجواب جواز الحلف بصفة من صفات الله ومن بين ذلك الحلف بحياة الله حيث قالوا:^[5]

“الحلف بحياة من أنزل القرآن هو حلف بصفة من صفات الله عز وجل ، وهي صفة الحياة ، وقد دلَّت النصوص الواردة في السنة النبوية على جواز الحلف بصفات الله تعالى ، وهي نصوص صحيحة واردة في صحيحي البخاري ومسلم ، استدل بها العلماء على ذلك : يقول الإمام البخاري رحمه الله : ” باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أعوذ بعزتك . وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يبقى رجل بين الجنة والنار فيقول : يا رب اصرف وجهي عن النار ، لا وعزتك لا أسألك غيرها”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم قول وحياة الله عند القسم بالله وذكرنا فيه معلومات وافرة عن الحلف بصفات الله وبأسماء الله، وكيف يختلف حكم اليمين حسب نية الحالف مثل أن يقول برحمة أبيك ونحوه من المعلومات الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.