ماذا يقرأ المأموم خلف الإمام في الصلاة السرية

ماذا يقرأ المأموم خلف الإمام في الصلاة السرية فالصّلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد أداء الشهادتين، ممّا يعني أنها فرض عين على كلّ بالغ عاقل، ومن الجدير بالذّكر أنّ صلاة الجماعة من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى والرّسول عليه السلام، فقد التزم فيها النبي الكريم منذ أن فُرضت الصلاة، كما حثّ الصحابة -رضي الله عنهم- على أدائها وقد أوصى بها الأمم من بعدهم.

ماذا يقرأ المأموم خلف الإمام في الصلاة السرية

يقرأ المأموم خلف الإمام في الصلاة السرية سورة الفاتحة وما تيسّر من آيات القرآن الكريم، فالواجب على المأموم أن يتبع الإمام في كافة تحركاته من بداية الصلاة إلى نهايتها، فلا يزيد عليها شيءٌ أو يُنقص منها، وأمّا بالنّسبة لكيفية الصلاة السرية مع الإمام على وجه الخصوص، فهي كأيّ صلاة؛ حيث يبدأ الإمام بالتّكبير ويقتدي به المأموم، ومن ثمّ قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من سور القرآن الكريم، وبعد ذلك الركوع ومن ثمّ السجود ومن ثمّ التسليم مع ضرورة الإتيان بالأذكار التي أوصى بقولها الرّسول عليه السلام.^[1]

وأمّا إذا حدث أمرٌ طارئٌ للمأموم كنزفٍ فيمكنه الخروج من الصلاة بالتّسليم وقضاء أمره ومن ثمّ يعود ويُدرك الصلاة مع الإمام فحينها لا بأس من ترك قراءة الفاتحة إذا أدرك الركعة من ركوع الإمام، وأمّا إذا أدرك الصلاة بعد ركوع الإمام، فواجب على المأموم أن يأتي بالرّكعة بعد التسليم، والله تعالى أعلم وأحكم.^[2]

شاهد أيضًا: كيفية قراءة الفاتحة في الصلاة السرية

ماذا يقرأ المأموم خلف الإمام في الصلاة الجهرية

إنّ الراجح من هذه المسألة أنّ المأموم لا يقرأ شيئًا خلف الإمام، لا الفاتحة ولا غيرها من آيات القرآن الكريم، وكانت حجتهم في ذلك، أنّ المأموم يستمع إلى قراءة الإمام وجائز له ترك القراءة وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء، والاحتياط في هذه المسألة أن يأتي المأموم بسورة الفاتحة سواء كانت الصّلاة سرية أم جهرية، فالخروج من الخلاف أولى، فقد ورد عن الشافعية أنّ الصلاة لا تُقبل دون قراءة سورة الفاتحة.^[3]

حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة السرية عند المالكية

إنّ المشهور في المذهب المالكي أنّ قراءة سورة الفاتحة للمأموم خلف الإمام أمرٌ مستحب، وذهب بعضهم في المذهب ذاته أنّ قراءتها واجبة في الصلاة الجهرية مالم يسمع المأموم قراءة الإمام، وعندهم الأصل سماع سورة الفاتحة بإنصات وتمعّن فيجزئ ذلك القراءة للمأموم، وأمّا إذا كانت الصلاة سريّة، فواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة وهذا لا خلاف عليه في كافّة المذاهب.^[4]

شاهد أيضًا: ما هي الصلوات الجهرية والسرية للنساء

حكم قراءة سورة الفاتحة للمأموم عند الجمهور

الأصل للإمام أن يترك فسحة لقراءة المأموم سورة الفاتحة، ممّا يعني أنّ المأموم يجب عليه أن يُنصت بما يقرأ الإمام، فقراءة سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، فلا تصحّ الصلاة دون قراءتها، سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، ثَلَاثًا، غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ يعني أبو هريرة رضي الله عنه: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ”،^[5] ممّا يعني أن سورة الفاتحة لا تسقط على المأموم باستثناء إذا أدرك المأموم ركوعه فقراءة الإمام للفاتحة تُغني.^[6]

شاهد أيضًا: حكم الجهر في الصلاة السرية

حكم من لا يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الصلاة السرية والجهرية

تبيّن سابقًا أنّ الرّاجح هو قراءة سورة الفاتحة فهي ركنٌ من أركان الصلاة؛ أي لا تصحّ الصلاة دون قراءتها، ولا سيّما في الصلاة السريّة وهذا متفقٌ عليه بين العلماء، وأمّا بالنّسبة للصلاة الجهرية؛ فإنّ قراءة الفاتحة يتحملها الإمام والمأموم واجب عليه حسن الإنصات والتدبّر، وهذا ما نُقل عن الحنفية والحنابلة والمالكية ممّا يعني أنّ قراءتها عندهم غير واجبة، وأمّا بالنسبة للشافعية فقد نُقل عنهم أنّ قراءة الإمام تُغني كما تبيّن، لذلك على المصلي أن يأخذ بالأحوط الخارج عن الخلاف، فعليه بقراءة سورة الفاتحة.^[5]

ماذا يقرأ المأموم خلف الإمام في الصلاة السرية سؤال أجبنا عليه فيما سبق، وتبيّن أنّ المأموم يقرأ سورة الفاتحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم، كما بيّنا العديد من الأحكام المتعلقة بقراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية والسرية، وكان الراجح وجوب قراءتها سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية، والله تعالى أعلم وأحكم.