عناصر المقال
محظورات العمرة للنساء وما هي كفارة محظورات الإحرام للنساء من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الأشخاص وخصوصًا من النساء اللواتي يرغبن بأداء العمرة، ولا بدَّ من التعرف على مثل هذه المعلومات تجنبًا للوقوع في هذه المحظورات، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن العمرة للنساء في الإسلام وحكمها، وعلى محظورات الإحرام للنساء في العمرة، وعلى آداب الإحرام للنساء في العمرة، وكفارة الوقوع في إحد محظورات العمرة للنساء وما إلى هنالك من تفاصيل أخرى.
حكم العمرة للنساء في الإسلام
تعدُّ عبادة العمرة واحدة من العبادات العظيمة في الإسلام، وهي من أهم العبادات والقربات التي شرعها الله لعباده المسلمين، حيث يشير مفهوم العمرة إلى زيارة بيت الله الحرام في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية حاليًا، وذلك بغرض التعبد والتقرب إلى الله تعالى وأداء مناسك العمرة المحددة في الشريعة، وقد أشار الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ العمرة من العبادات المشروعة والمستحبة، وذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ العمرة واجبة على المسلم، ومن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي الشافعية والحنابلة، واستندوا في هذا الحكم على ما ورد في كتاب الله تعالى في قوله: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”،[1] وذهب آخرون وعلى رأسهم الحنفية والمالكية إلى أنَّ العمرة سنَّة فقط وليست واجبة، واستندوا على الحديث الذي ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: :أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ عنِ العمرةِ أواجبةٌ هيَ ؟ قال : لا، وأنْ تعتمِروا هوَ أفضلُ”،[2] وهذا في حكم الرجال والنساء واحد والله أعلم.[3]
محظورات العمرة للنساء
لقد حدد الفقهاء من أهل العلم استنادًا على ما ورد في كتاب الله والأحاديث النبوية الشريفة العديد من المحظورات التي لا يجوز للمسلم أن يقوم بها خلال أداء العمرة، وهنالك العديد من المحظورات المشتركة بين الرجال والنساء، وهنالك العديد من المحظورات التي تختص بها النساء فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج محظورات العمرة للنساء بشكل مفصل:[4]
الجدال والفسوق
يشير مفهوم الفسق في الإسلام إلى خروج المسلم عن طاعة الله تعالى وأوامره والوقوع في معصية الله، ولا يجوز للمسلم أن يعصي الله تعالى سواء في العمرة أو في غير العمرة، ولكن حرمة المعاصي في الإحرام أشد، كما أن الجدال من الأمور المحظورة في العمرة، والجدال هو مخاصمة المسلم صاحبه وإثارة الغضب، والله تعالى يقول في ذلك: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”،[5] وقد أشار الفقهاء إلى أن الجدال الذي يحتاج إليه المعتمر من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدخل ضمن الجدال المحرم والله أعلم.
لبس النقاب والقفازين
إنَّ ارتداء النقاب في الإحرام من المحظورات الخاصة بالنساء، إذ لا يجوز للمرأة التي ترغب بأداء العمرة أن تتنقب أو أن تلبس القفازات في الإحرام، وقد دلَّ على ذلك ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسل في قوله: “ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”،[6] ويمكن للمرأة أن تستر وجهها بأن تضع غطاء على رأسها يستر وجهها من دون أن تربطه أو تضع له غرز، وحتى لو مس الغطاء وجهها لا حرج في ذلك حسب ما ذهب إليه الحنابلة والمالكية، وقد استدل العلماء على ذلك بالحديث الذي ثبت عن فاطمة بنت المنذر حيث قالت: “كنا نُخمِّرُ وجوهَنا ونحن مُحرماتٌ ونحن مع أسماءَ بنتِ أبِي بكرٍ الصدِّيقِ”.[7]
الطيب والتعطر
يعدُّ استخدام العطور والتطيب من محظورات الإحرام للرجال والنساء في العمرة، حيث لا يجوز أن يضع المحرم أو المحرمة العطر سواء على رأسه أو بدنه أو ملابسه، وقد ثبت ذلك في الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ، وَلَا تَمَسُّوهُ بطِيبٍ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيا”.[8]
الزواج والنكاح
يحرم على المعتمر في الإسلام وفي حال الإحرام النكاح، كما يحرم عليه إتمام عقد النكاح، وإذا جرى عقد النكاح في العمرة فإنه يعدُّ باطلًا، وقد ورد في تحريم ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “لا ينكِحُ المحرِمُ ولا يُنكِحُ ولا يخطُبُ ولا يُخطَبُ عليه”،[9] كما أن الخطبة محرمة أيضًا ولا تجوز في الإحرام سواء للنساء أو للرجال.
حلق وتقصير الشعر وقص الأظافر
يعتبر حلق الشعر أو قصه أو نتفه من محظورات الإحرام، ويشمل ذلك شعر الرأس وشعر جميع أجزاء الجسم، ولذلك لا يجوز للمرأة أن تزيل الشعر من جسمها إلا لعذر شرعي مثل مرض أو ما شابه ذلك، كما يحرم على المعتمر أن يقص أظافره، وقد ثبت ذلك في كتاب الله تعالى، حيث قال جل من قائل: “وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ”.[1]
الجماع ومقدماته
يحرم على النساء والرجال في العمرة الجماع أو مقدماته ودواعيه، سواء من تقبيل أو لمس أو ما إلى هنالك من الأمور الأخرى، وسواء كان ذلك في النهار أو الليل، حيث أن الجماع قبل التحلل من الإحرام يؤدي إلى فساد الحج، ودل على ذلك قول الله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ”،[5] والرفث هو الجماع في الإسلام، وأما مقدمات الجماع فإنها لا تفسد الحج ولكن توجب الفدية.
الصيد وقطع شجر الحرم
يحرم على النساء كما الرجال في الإحرام الصيد، والمقصود به صيد البر، كما يحرم عليه إعانة الآخرين على الصيد أو الإمساك بالصيد أو الإشارة إليه، فقد قال تعالى: “وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا”،[10] وأما صيد البحر فإنه مباح، كما يحرم قطع أشجار الحرم أو حشائش الحرم، ما عدا الإذخر وهو نبات ذو رائحة طيبة.
ما هي شروط العمرة للنساء
هنالك العديد من الشروط التي لا بدَّ من توفرها حتى تتمكن العمرة من أداء عبادة العمرة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم شروط العمرة والإحرام للمرأة في الإسلام:[11]
- الإسلام: لأنه شرط لأداء جميع العبادات في الإسلام، وهذه العبادات لا تقبل من الكافر.
- العقل والبلوغ: إذ أنَّ فاقد العقل لا يشرع له أداء العبادات، كما أنَّ البلوغ من شروط التكليف وقبول العبادات.
- وجود محرم: إذ يحرم على المرأة أن تسافر في الإسلام من دون محرم، وثبت ذلك في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، ورخص البعض وجود مجموعة من النساء يتوجهن إلى العمرة معًا لتجاوز هذا الشرط في حال عدم وجود محرم.
- الإحرام: يشترط للعمرة الإحرام، وهو أن تنوي المرأة أداء العمرة وأن تمتنع عن كل محظورات الإحرام، وأن ترتدي اللباس الشرعي الساتر لها.
آداب الإحرام للنساء في العمرة
هنالك العديد من الآداب والسنن التي يستحب للمرأة أن تقوم بها عند الإحرام، حيث يسن للمرأة أن تغتسل قبل الإحرام، وحتى لو كانت في الحيض أو في النفاس، وقد أشارت إلى ذلك العديد من الأحاديث، ثم ترتدي ثياب الإحرام وهي ثيابها الشرعية من غير تبرج أو زينة، حيث أنه يجوز للمرأة في الإحرام أن تلبس ما شاءت من الملابس الساترة التي لا تصف ولا تشف، لكن دون زينة أو تبرج، والأفضل أن يكون الإحرام بعد أداء فريضة، وإذا لم يكن ذلك فإنها تصلي ركعتين سنة الإحرام، ثم تبدأ بالتلبية وذلك بقول: لبيك اللهم لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، ولا يشرع لها أن ترفع صوتها، بل تلبي بصوت منخفض، وتستمر في ذلك حتى تطوف حول الكعبة، ويستحب للمرأة أن تخضب بالحناء للإحرام، وبستحب أن تطوف ليلًا فهو أستر لها، ولا يشرع لها الرمل والاضطباع بل تمشي على هيئتها، وأن تحرص على عدم مخالطة الرجال الأجانب، والله تعالى أعلم.[12]
كفارة محظورات الإحرام للنساء
إنَّ المحظورات التي لا يجوز للمرأة أن تقع فيها في الإحرام توجب الكفارة في الإسلام، وقد حدد الفقهاء من أهل العلم ذلك حسب ما ورد في كتاب الله تعالى وحسب ما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في كفارات محظورات الإحرام للمرأة:[13]
- محظورات ليس عليها كفارة: مثل الفسوق والجدال وعقد النكاح وقطع شجر أو حشائش الحرم، فإنَّ هذه المحظورات ليس عليها فدية أو كفارة، ولكن يأثم صاحبها، ويجب أن يستغفر الله تعالو ويتوب إليه من هذا الذنب العظيم.
- محظورات توجب الفدية: إذا قامت المرأة بقص أو إزالة شيء من شعر رأسها أو جسدها أو قص أظافرها أو تغطية وجهها، أو ارتكاب مقدمات الجماع أو وضع الطيب، فإنه يجب عليها أحد أمر من ثلاثة أمور وهي: إما صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين بحيث يكون نصف صاع لكل مسكين، أو ذبح شاة تذبح توزع على الفقراء، وهذا في حق المتعمد أو النسيان كما أشار الفقهاء من أهل العلم، وأما كفارة الصيد في الحج فهي ذبح ما يشبه الصيد من الأنعام، وإن لم يكن هناك ما يشبهه يمكن أن يتصدق بثمنه على الفقراء.
- محظورات تفسد العمرة وتوجب الفدية: الجماع يعتبر من أشد المحظورات في الإحرام، حيث يفسد الحج والعمرة، ويجب على المسلم أن يذبح بدنة وأن يقضي الحج لاحقًا، وقد أشار ابن عثيمين إلى ذلك بقوله: “والعمرة التي وقع فيها الجماع عمرة فاسدة ، ويجب عليك شاة تذبح في مكة وتوزع على الفقراء ، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع ، أو صيام ثلاثة أيام ، ويجب -أيضاً- أن تقضي عمرة بدل العمرة التي فسدت”.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال محظورات العمرة للنساء وما هي كفارة محظورات الإحرام للنساء وقد تعرفنا على حكم العمرة للنساء في الإسلام، كما تم التعرف على محظورات الإحرام في العمرة للنساء، وآداب الإحرام في العمرة للنساء، كما تعرفنا على كفارة ارتكاب محظورات العمرة للنساء، وغير ذلك من التفاصيل المتعلقة.
المراجع
- ^ سورة البقرة ، الآية 196
- ^ سنن الترمذي، جابر بن عبد الله، الترمذي، 931، حسن صحيح
- ^ wikiwand.com، عمرة، 17/03/2024
- ^ islamweb.net، محظورات الإحرام، 17/03/2024
- ^ سورة البقرة، الآية 197
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 1838، صحيح
- ^ إرواء الغليل، فاطمة بنت المنذر، الألباني، 212، إسناده صحيح
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 1851، صحيح
- ^ صحيح ابن حبان، عثمان بن عفان، ابن حبان، أخرجه في صحيحه
- ^ سورة المائدة، الآية 96
- ^ binbaz.org.sa، صفة العمرة، 17/03/2024
- ^ islamweb.net، صفة العمرة للمرأة، 17/03/2024
- ^ islamweb.net، أحكام الفدية، 17/03/2024
التعليقات