ملخص أحكام صلاة التراويح في شهر رمضان

ملخص أحكام صلاة التراويح في شهر رمضان
ملخص صلاة التراويح

ملخص أحكام صلاة التراويح في رمضان هو ما سوف يتحدث عنه هذا المقال، حيث يهتم الكثير من المسلمين بالحصول على ملخص شامل يشمل كافة الأحكام الشرعية التي تتعلق بصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، ولذا سوف نقوم من خلال هذا المقال بتعريف صلاة التراويح في اللغة والاصطلاح، ثم سوف نمر بالتفصيل على ملخص جميع الأحكام التي تتعلق بهذه الصلاة المباركة وسوف نقدم دعاء صلاة التراويح، وسنلقي الضوء على صلاة التراويح كم ركعة وكيف تصلى.

صلاة التراويح لغة واصطلاحا

يختلف تعريف التراويح في اللغة عن تعريف التراويح في الاصطلاح الشرعي، وفي الجدول الآتي سوف نقوم بتعريف صلاة التراويح في اللغة وفي الاصطلاح الشرعي لتوضيح الفرق بينهما: [1]

التراويح لغة إنّ التراويح هو مفرد لكلمة ترويحة، والترويحة هي الاستراحة، وقد سُمّيت صلاة التراويح بهذا الاسم لأنّها صلاة يستريح فيها المصلون بين كل أربع ركعات، علمًا أنّ هذه الصلاة هي صلاة قيام وتُصلّى مثنى مثنى كما أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
الترويح اصطلاحًا هي صلاة قيام رمضان، هي الصلاة التي يصليها المسلمون بعد الانتهاء من صلاة العشاء في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك.

شاهد أيضًا: هل يجوز تاخير صلاة التراويح بعد منتصف الليل

مشروعية صلاة التراويح في الإسلام

قبل الحديث عن ملخص صلاة التراويح جدير بالقول إنّه لا شك في أنّ صلاة التراويح مشروعة للمسلمين وهي سنة مؤكدة؛ حيث ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى هذه الصلاة بالمسلمين، ثم تركها حتّى لا يشق عليهم أداؤها، والأدلة على مشروعية هذه الصلاة كثيرة، ومنها: [2]

  • جاء عن عائشة أم الؤمنين -رضي الله عنها- ما سيأتي: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”. [3]

شاهد أيضًا: هل يجوز ختم القران في صلاة التراويح

ملخص أحكام صلاة التراويح

في ملخص صلاة التراويح نقول إنّ هناك الكثير من الأحكام التي تتعلق بهذه الصلاة الكريمة، وهي أحكام ينبغي على كل مسلم أن يعرفها ويتعلّم منها ويلتزم بها حتّى لا يقع فيما حرّم الله تعالى، ومن أهم هذه الأحكام معرفة حكم صلاة التراويح في الإسلام ومعرفة حكم هذه الصلاة للنساء والرجال جماعة ومعرفة لماذا لم يستمر النبي في أداء هذه الصلاة بالإضافة إلى معرفة وقت هذه الصلاة وفضلها وما يُقرأ فيها، وسوف نقوم فيما سيأتي بالتفصيل في هذه الأحكام المهمة بالنسبة لجميع المسلمين في شهر رمضان المبارك. [4]

حكم صلاة التراويح

صلاة التراويح في الشريعة الإسلامية سنة مؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد ثبت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صلاها بالمسلمين وحث المسلمين على صلاتها، والأدلة في السنة النبوية على هذا الحكم كثيرة، ومن هذه الأدلة ما سيأتي: [5]

  • الدليل الأول: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي قال فيه: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”. [6]
  • الدليل الثاني: حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- اذلي قالت فيه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”. [3]

حكم صلاة التراويح جماعة للنساء والرجال

يهتم الكثير من المسلمين بمعرفة حكم صلاة التراويح جماعة في الإسلام بالنسبة للرجال والنساء، ومن أجل توضيح هذا الحكم بشكل مبسط، سوف نقوم بتسليط الضوء على حكم صلاة التراويح جماعة للنساء وحكم صلاة التراويح جماعة بالنسبة للرجال كل على حدة:

حكم صلاة التراويح جماعة للنساء

أفتى علماء المسلمين بأنّ صلاة التراويح جماعة بالنسبة للنساء جائزة في الشريعة الإسلامية، فلا حرج على النساء لو اجتمعن في بيت إحداهن وأدين الصلاة جماعة بشرط الستر وعدم التبرج خوفًا من الفتنة، ولا بدّ من القول إنّ الأفضل بالنسبة للمرأة أن تصلي في بيتها، قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: “والأفضل لهن أن تصلي كل واحدة منهن في بيتها، بل في قعر بيتها، وقد نصَّ النبي صلى الله عليه وسلم على أن صلاة النساء للفرض في بيوتهن خير لهنَّ من الصلاة في المساجد، فأولى أن تكون النافلة مثله”، والدليل ما جاء في حديث أم حميد رضي الله عنها، ونصه: “عن أمِّ حُميدٍ امرأةِ أبي حُميدٍ السَّاعديِّ أنها جاءتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ إنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ معك قال: (قد علِمْتُ أنَّك تُحِبِّينَ الصَّلاةَ معي وصلاتُك في بيتِك خيرٌ مِن صلاتِك في حجرتِك وصلاتُك في حجرتِك خيرٌ مِن صلاتِك في دارِك وصلاتُك في دارِك خيرٌ مِن صلاتِك في مسجدِ قومِك وصلاتُك في مسجدِ قومِك خيرٌ مِن صلاتِك في مسجدي) قال: فأمَرَت فبُني لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ مِن بيتِها وأظلَمِه وكانت تُصلِّي فيه حتَّى لقيَتِ اللهَ جلَّ وعلا” [7]والله تعالى أعلم. [8]

حكم صلاة التراويح جماعة للرجال

إنّ صلاة التراويح بالنسبة للرجال جماعة أفضل من الصلاة منفردًا، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين، لأنّ الحديث الذي استدل به أهل العلماء في مشروعية صلاة التراويح يدلّ على أنّ النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى التراويح في جماعة مع المسلمين قبل أن يتركها خوفًا من أن تُفرض عليهم فيشق عليهم أداؤها، وفيما يأتي سوف نمر على بعض أقوال أهل العلم في مسألة حكم صلاة التراويح جماعة بالنسبة للرجال: [9]

  • قال الإمام وعالم الحديث الألباني رحمه الله تعالى: “وتشرع الجماعة في قيام رمضان، بل هي أفضل من الانفراد، لإقامة النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسه، وبيانه لفضلها بقوله، وإنما لم يقم بهم عليه الصلاة والسلام بقية الشهر خشية أن تفرض عليهم صلاة الليل في رمضان، فيعجزوا عنها كما جاء في حديث عائشة في “الصحيحين” وغيرهما، وقد زالت هذه الخشية بوفاته صلى الله عليه وسلم بعد أن أكمل الله الشريعة، وبذلك زال المعلول، وهو ترك الجماعة في قيام رمضان، وبقي الحكم السابق، وهو مشروعية الجماعة، ولذلك أحياها عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري”.
  • قال علماء الموسوعة الفقهية: “وَقَدْ وَاظَبَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَالْمُسْلِمُونَ مِنْ زَمَنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنه عَلَى صَلاةِ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَةً، وَكَانَ عُمَرُ رضي الله تعالى عنه هُوَ الَّذِي جَمَعَ النَّاسَ فِيهَا عَلَى إمَامٍ وَاحِدٍ، وَرَوَى أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: سَأَلْت أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ التَّرَاوِيحِ وَمَا فَعَلَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: التَّرَاوِيحُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَلَمْ يَتَخَرَّصْ عُمَرُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مُبْتَدِعًا، وَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ إلا عَنْ أَصْلٍ لَدَيْهِ وَعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ سَنَّ عُمَرُ هَذَا وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَصَلاهَا جَمَاعَةً وَالصَّحَابَةُ مُتَوَافِرُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَمَا رَدَّ عَلَيْهِ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، بَلْ سَاعَدُوهُ وَوَافَقُوهُ وَأَمَرُوا بِذَلِكَ”.
  • قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خوفا من أن تفرض على أمته، ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التروايح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر، ليحصل له أجر قيام الليل كله”.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح بالتفصيل

فضل صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح في صلاة عظيمة ومباركة، يُستحب أن يؤديها المسلم في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك حتّى يكسب وينال أجرها العظيم، فهي صلاة القيام في شهر رمضان، والأدلة على فضلها كثيرة في السنة النبوية الشريفة، نذكر منها ما سيأتي: [1]

  • الدليل الأول: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :”أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”. [10]
  • الدليل الثاني: روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”. [11]
  • الدليل الثالث: عن عمرو بن مرة الجهني قال: “جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ، فقال: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسولُ اللهِ، وصليت الصلواتِ الخمسِ، وأديت الزكاةَ، وصمت رمضانَ، وقُمتُه، فممَّن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء”. [12]

لماذا لم يستمر النبي في أداء صلاة التراويح

لم يستمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في أداء صلاة التراويح لأنّه خشي أن تُفرض هذه الصلاة على المسلمين، فيعجز المسلمون عن أدائها، وهذا ثابت في الحديث الصحيح الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والذي جاء فيه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”. [3]والله أعلم. [4]

القراءة في صلاة التراويح

لقد كانت قراءة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاة التراويح أو صلاة قيام رمضان متفاوتة ومختلفة بين سور طويلة وسور قصيرة وآيات قصيرة من السور أيضًا، فكان يقرأ تارة خمسين آية وأخرى يقرأ عشر آيات أو عشرين، والأفضل أن يقرأ الإمام في صلاة التراويح في رمضان القرآن الكريم مرة، أي أن يختمه في هذه الصلاة طيلة أيام رمضان، فيقرأ في كل ركعة صفحة من الكتاب، وهذا ما يشبه مدارسة جبريل للنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم حين عرض عليه القرآن الكريم في رمضان، وفيما يأتي قول علماء الموسوعة الفقهية في أفضل ما يُقرأ به في هذه الصلاة: [13]

ذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ وَأَكْثَرُ الْمَشَايِخِ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ إلَى أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَخْتِمَ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ فِي صَلاةِ التَّرَاوِيحِ لِيَسْمَعَ النَّاسُ جَمِيعَ الْقُرْآنِ فِي تِلْكَ الصَّلاةِ، وَقَالَ الْحَنَفِيَّةُ: السُّنَّةُ الْخَتْمُ مَرَّةً، فَلا يَتْرُكُ الإِمَامُ الْخَتْمَ لِكَسَلِ الْقَوْمِ، بَلْ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ عَشَرَ آيَاتٍ أَوْ نَحْوَهَا، فَيَحْصُلُ بِذَلِكَ الْخَتْمُ وهذا مبني على أنه سيصلي كل ليلة عشرين ركعة وَقِيلَ: يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ثَلاثِينَ آيَةً لأَنَّ عُمَرَ رضي الله تعالى عنه أَمَرَ بِذَلِكَ، فَيَقَعُ الْخَتْمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي رَمَضَانَ، قَالَ الْكَاسَانِيُّ: مَا أَمَرَ بِهِ عُمَرُ رضي الله تعالى عنه هُوَ مِنْ بَابِ الْفَضِيلَةِ، وَهُوَ أَنْ يَخْتِمَ الْقُرْآنَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ، وَهَذَا فِي زَمَانِهِمْ، وَأَمَّا فِي زَمَانِنَا فَالأَفْضَلُ أَنْ يَقْرَأَ الإِمَامُ عَلَى حَسَبِ حَالِ الْقَوْمِ، فَيَقْرَأُ قَدْرَ مَا لا يُنَفِّرُهُمْ عَنْ الْجَمَاعَةِ؛ لأَنَّ تَكْثِيرَ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ تَطْوِيلِ الْقِرَاءَةِ.

شاهد أيضًا: هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح

متابعة الإمام حتى ينصرف في صلاة التراويح

إنّ الأفضل أن يكمل المسلم الصلاة حتّى ينصرف الإمام بغض النظر عن عدد الركعات التي يصليها الإمام، فالزيادة في عدد ركعات الصلاة جائزة في صلاة التراويح وهذا ما اتفق فيه أهل العلم ولا خلاف بينهم أبدًا، ومن السنة أن يقوم المصلي وراء الإمام حتّى ينصرف الإمام، والدليل ما ورد عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- والذي قال: “صُمْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رمضانَ، فلم يَقُمْ بنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى بقيَ سبعٌ منَ الشَّهرِ فقامَ بنا، حتَّى ذَهبَ نحوٌ من ثُلُثِ اللَّيلِ، ثمَّ كانت سادسةٌ، فلم يَقُمْ بنا فلمَّا كانتِ الخامسةُ قامَ بنا حتَّى ذَهبَ نحوٌ من شطرِ اللَّيلِ قلنا يا رسولَ اللَّهِ لَو نفلتَنا قيامَ هذِه اللَّيلةِ قالَ إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ قالَ ثمَّ كانتِ الرَّابعةُ فلم يَقُمْ بنا فلمَّا بقيَ ثلثٌ منَ الشَّهرِ أرسلَ إلى بناتِه ونسائِه وحشدَ النَّاسَ فقامَ بنا حتَّى خشينا أن يفوتَنا الفلاحُ، ثمَّ لم يَقُمْ بنا شيئًا منَ الشَّهرِ” [14]والله تعالى أعلم. [4]

وقت صلاة التراويح

إنّ الوقت الصحيح لأداء صلاة التراويح في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك هو الوقت الممتدّ من لحظة الانتهاء من صلاة العشاء وسنتها حتّى طلوع الفجر، فيجوز أداء هذه الصلاة في أي ساعة من هذا الوقت في كل ليلة من رمضان، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه المجموع: “يَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ، ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْر” ويجوز للمسلم أن يؤخر هذه الصلاة إلى آخر الليل، ولكنّ الأفضل أن يصليها مع المسلمين بعد الانتهاء من صلاة العشاء، فأداء هذه الصلاة في جماعة خير من أدائها في انفراد، والله أعلم. [1]

دعاء صلاة التراويح

يُستحب في صلاة التراويح أن يدعو المسلم بدعاء القنوت، ويمكن الدعاء بما تيسر من أدعية في السنة النبوية الشريفة، وفي الجدول الآتي سوف نلقي الضوء على بعض الأدعية التي يمكن الدعاء بها في صلاة التراويح في رمضان:

الدعاء الأول اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ومثبتها على الإيمان ثبت قلبي على هذا الدين العظيم، وأعني يا رب العالمين على دوام الذكر ودوام الشكر وحسن العبادة، إنك أنت القادر على كل شيء يا الله.
الدعاء الثاني في هذه الليلة المباركة من رمضان وفي هذه الصلاة الكريمة ربي إني أعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من فتنة الدجال.
الدعاء الثالث اللهم أسألك في صلاة التراويح هذه أن ترحمنا وتغفر لنا، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا.
الدعاء الرابع اللهم يسر لنا ولا تعسر علينا، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم يا مثبت القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك، إنك ولي ذلك والقادر عليه يا كريم.
الدعاء الخامس اللهم إني أحمدك وأشكرك وأتوكل عليه، ربي لا تسلط علي بذنوبي من لا يخافك ولا يرحمني فيك يا أرحم الراحمين، اللهم استرني واحفظني بعينك التي لا تنام وبركنك الذي لا يُضام يا سميع الدعاء يا رب.

صلاة التراويح كم ركعة وكيف تصلى

لقد ورد في مسألة عدد ركعات صلاة التراويح قولان اثنان، الأول وهو رأي علماء المذهب الشافعي ورأي علماء المذهب الحنفي ورأي علماء المذهب الحنبلي، وهو أنّ صلاة التراويح عشرون ركعة فقط، تُصلّى هذه الركعات مثنى مثنى، فهي في حكم صلاة الليل، أمّا القول الثاني فهو ما ذهب إليه علماء المذهب المالكي، ويرى هؤلاء أنّ صلاة التراويح تتألف من ست وثلاثين ركعة من دون ركعات الشفع والوتر، وقال آخرون إنّها تتألف من ثماني ركعات وقال آخرون تتألف من ثلاث عشرة ركعة، والراجح من أقوال العلماء أنّها عشرون ركعة ولا حرج في الزيادة، والله تعالى أعلم. [15]

دعاء القنوت في صلاة التراويح

نعرض فيما يأتي نص دعاء القنوت في صلاة التراويح، وهو دعاء مبارك يمكن أن يدعوبه المسلم في قنوت التراويح في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك: [16]

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرما قضيت، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب، اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتممها علينا.

بهذا الدعاء نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف صلاة التراويح، ثم عرضنا فيه ملخص أحكام صلاة التراويح في شهر رمضان ومررنا فيه على مجموعة من المواضيع التي تتعلق بصلاة التراويح وأهمها: عدد ركعات هذه الصلاة ودعاؤها وحكمها وحكم أدائها جماعة ومررنا على كيف تصلى صلاة التراويح أيضًا، ليكون هذا المقال شاملًا لأهم الأحكام التي تتعلق بهذه الصلاة المباركة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، صلاة التراويح، 31/03/2023
  2. ^ islamweb.net، صلاة التراويح...مشروعيتها... وعدد ركعاتها، 31/03/2023
  3. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 924، صحيح.
  4. ^ islamqa.info، ملخص أحكام صلاة القيام في رمضان، 31/03/2023
  5. ^ dorar.net، صلاة التراويح، 31/03/2023
  6. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 759، صحيح.
  7. ^ تخريج صحيح ابن حبان، أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي، شعيب الأرناؤوط، 2217، حديث قوي.
  8. ^ islamqa.info، هل يجتمعن في بيت إحداهن لأداء صلاة التراويح ؟، 31/03/2023
  9. ^ islamqa.info، صلاة التراويح في المسجد جماعة أفضل من صلاتها في البيت، 31/03/2023
  10. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم ، 1163، صحيح.
  11. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 759، صحيح.
  12. ^ صحيح الترغيب، عمرو بن مرة الجهني، الألباني، 1003 ، صحيح.
  13. ^ islamqa.info، القراءة في صلاة التراويح، 31/03/2023
  14. ^ صحيح النسائي، أبو ذر الغفاري، الألباني، 1363، صحيح.
  15. ^ islamqa.info، عدد ركعات صلاة التراويح، 31/03/2023
  16. ^ kalemtayeb.com، أدعية من السنة، 31/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *