من هو النبي الذي امن به كل قومه

من هو النبي الذي امن به كل قومه وهو واحد من الأسئلة التي قد يهتم الكثير من المسلمين بمعرفة الإجابة عنها، حيثُ أنّ قصّة هذا النّبي من القصص المفيدة للمسلم، فهي مثالًا يحتذى به بالصبر عند كل ابتلاء؛ فلم يقطع الذكر والتسبيح ودعاء الله -عز وجل- واستغاثته برغم حبسة في ظلمات ثلاث، لأنه يعلم أن هنالك رب مجيب ورحيم بعباده، كما ذكرت قصته في كتاب الله العزيز بسورة كاملة، ليأخذ منها العبد الدروس والعبر والحِكم، وفي هذا المقال سنتعرف على النبي الذي آمن به كل قومه.

الأنبياء عليهم السلام

قبل الخوض في بيان من هو الَّنبي الذي آمن به كل قومه لابدّ من بيان من هم الأنبياء عليهم السلام، حيثُ يعتبر الأنبياء أرفع خلق الله -تعالى- لأنه الناس يهتدون به، فعندما نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدد معنى كلمة النبوة، حيثُ أن النبيَّ هو من أنزل عليه الوحي من عند الله تعالى وأمره بتبليغ للناس رسالته، وهو في نفس الوقت بشر لا يعلم الغيب، ولا يعلم إلا ما أوحى الله تعالى إليه به^[1]، فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز: “قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ”^[2]، ومن الجدير بالذّكر أنّ الله -سبحانه وتعالى- جعل في كلّ أمّةٍ من الأمم رسولٌ يدعوهم إلى الله ويرشدهم إلى الطّريق الصّحيح، ويحذّرهم من الضّلال والوثنيّة، حيث قال الله في كتابه الحكيم: “إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِير”^[3].

من هو النبي الذي امن به كل قومه

إنّ النَّبي الذي آمن به كل قومه هو يونس عليه السَّلام ^[4]، فهو من الأنبياء الذي ذكرهم الله -تعالى- في كتابه الكريم، فقد قال تعالى: “وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ”^[5]، حيثُ أرسل الله يُونس -عليه السلام- إلى أهل نينوى بالعراق في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله تعالى، فأبوا عليه وتمادوا في كفرهم، فأخبرهم يونس أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث إلا خرج يونس -عليه السلام- من بلدة قومه قبل أن يأذن الله له بالخروج، ولم يكد يبعد يونس -عليه السلام- عن منازل قومه حتى وافت قومه نُذُر العذاب، فتيقنوا أن دعوة يونس حق، فخرجوا إلى رؤوس الجبال وتوجهوا إلى الله -تعالى- بالدعاء، فقد كانت ساعة بسط الله عليهم جناح رحمته، ورفع عنهم سحائب نقمته، وهكذا رجعوا إلى دُورهم آمنين، ولكنهم ودوا لو يعود إليهم يونس -عليه السلام- ليعيش بينهم رسولاً هادياً ونبياً مرشداً.^[6]

من هو النبي الذي آمن به جميع قومه إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب في الإجابة عن سؤال من هو الَّنبي الذي آمن به كل قومه هو يونس عليه السَّلام،  فقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- يونس -عليه السلام- إلى العراق، وتحديداً إلى قرية نينوى، فقد كان يسكنها قومٌ يصل عددهم إلى مئة ألف نفرٍ أو يزيد، فقد كانوا يعبدون الأصنام وينعلقون بالخرافات والأوهام، فما كان من يونس -عليه السلام- إلّا أن يقوم فيهم ليبلغهم رسالة ربه، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره: “أن يونس بن متى عليه السلام، بعثه الله إلى أهل قرية نينوى، وهي قرية من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله تعالى فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضباً لهم، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا منه ذلك وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم وفرقوا بين الأمهات وأولادها، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل وجأروا إليه، ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وسخالها، فرفع الله عنهم العذاب، قال الله تعالى: فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ”.^[4]

شاهد أيضًا: ماهو الحيوان الذي سجن نبي بامر الله

التعريف بالنبي يونس عليه السلام

بعدما تمّ التعرف على الإجابة الصَّحيحة حول سؤال من هو النَّبي الذي آمن به كل قومه سيتم التَّعرف على النّبي يونس عليه السَّلام، فهو نبي كريم أرسله الله -عز وجل- إلى أهل نينوى في مدينة العراق ليعظهم وينصحهم، ويدلهم على طريق الله، ويذكرهم بيوم القيامة، ويدلهم على طريق الجنة، ويعظهم بالبعد عن طريق النار، أما نسبه فهو يونس بن متّى، وهو من نسل سيدنا إبراهيم عليه السَّلام، كما يقال له يونان بن أمتّاي عند اليهود والنصارى، فهو النبي الثّاني الذي نسب إلى أمه؛ حيث قيل أن متّى هي أمه، بعد عيسى ابن مريم، ومن الجدير بالذّكر أن هناك العديد من الناس الذين دعاهم يونس -عليه السلام- إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، إلا أن يونس عندما وجد الإعراض الكبير من قومه ذهب غاضبًا من أرض نينوى ليركب السفينة وإذ بالبحر قد هاج والتقمه الحوت في بطنه ثلاثة أيام بلياليها، إلا أنه لم يتوقف عن التسبيح؛ الذي أخرجه من الظلمات الثلاث.^[7]

ما هو دعاء سيدنا يونس عليه السلام

إنّ دعاء سيدنا يونس -عليه السلام- هو الدعاء الذي نجّاه من الظلمات الثلاث؛ ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة بطن الحوت، حيثُ كان دعاء يونس -عليه السلام- في بطن الحوت “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، فقد جمع هذا الدعاء بالعديد من المعاني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”^[8]، كما يعتبر هذا الدعاء بأنَّه جامع لكل من التَّوحيد، والاعتراف بالتقصير بحق الله -عز وجل- ويحمل على الاستغفار^[9]، ولهذا من دعا بهذا الدعاء فقد جاء بهذا الفضائل؛ ولا يقولها العبد من قلبه مع اليقين بالإجابة؛ فإن تفك به العقد والكربات، فقد قال تعالى: “فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”^[10].

شاهد أيضاً: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

العبر والدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس عليه السلام

بعد معرفة من هو النبي الذي آمن به كل قومه فينبغي للمسلم أن يعرف العبر والدروس المستفادة من قصة يونس عليه السلام، حيثُ تُعتبر قصة يونس -عليه السّلام- من القصص  التي وردت في القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من المواعظ والعبر المفيدة للمسلم التي يتوجب تعلمها وفهمها، ومن هذه العبر والدروس ما يأتي:^[11]

• تحلي المسلم بالصبر ومجاهدة النفس في سبيل الله تعالى.
• إخلاص المسلم في عبادة لله -عز وجل- حتى يتمكن من تحقيق آماله وأمانيه.
• التضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- والتقرب اليه بالدعاء فهو من بيده إصلاح حال العبد وتحقيق له ما يتمنى.
• المواظبة على التوبة فهي من أعظمِ العبادات وأحبِّها إلى الله -تعالى-، حيث تساعد المسلم في نجاته في دنياه.
• الإكثار من التسبيح فهو أحد أهم أسباب كشف الغمّة ورفع البلاء عن العباد، لقوله تعالى: “فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”^[12].

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي ابتلعه الحوت

من هو النبي الذي مات ولم يدفن

يُعتبرالنبيّ دانيال -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو النَّبيّ الذي ماتَ ولم يٌدفن، فهو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله -سبحانه وتعالى- إلى بني إسرائيل، فقد كانت دعوته في بابل في العراق، حيثُ قام الصحابيّ الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بإخفاء قبر النبي دانيال خوفًا من حصول فتنة بسبب هذا القبر، فقد أخبره أبا موسى الأشعري بأنَّ الناس يستسقون به، ومن الجدير بالذّكر أنه لم يتمّ إخفاء قبور الأنبياء بل اندثرت مع مرور الزَّمان، إلا قبر النّبي دانيال فقد عثر عليه أبي بردة بن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما- ومعه خاتم يحتوي على نقش فيه أسدان ورجل بينهما، وفوق رأسه مصحف، فعندما عرف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أرسل لترجمة هذا المصحف ورأى الخاتم وعلم أنَّه للنبي دانيال، وأمر أبي بردة بحفر عدد من القبور في النهار، ثم دفنه في أحدها في الليل من اجل يسد الذريعة إلى الشِّرك، والله أعلم.^[13]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي أجبنا فيه على السؤال من هو النبي الذي امن به كل قومه، كما تعرفنا أيضًا على النبي يونس عليه السلام، ثم شرحنا بشكلٍ مبسط عن قصة يونس -عليه السلام- مع قومه، بالإضافة إلى بيان أهم الدروس والعبر المستفادة منها، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم المتعة والفائدة في هذا المقال.