هل اللبوس المهبلى يفطر الصائمة

هل اللبوس المهبلى يفطر الصائمة ، تلجأ العديد من النساء إلى استخدام اللبوس المهبلي في شهر رمضان من أجل علاج بعض الأمراض المهبلية، ويعدّ شهر رمضان هو من أعظم أشهر السنة ويحتوي العديد من الأحكام الشرعية ولا سيما المتعلقة بالنساء، لذا تحرص المرأة المسلمة على معرفة الحكم الخاص بهذا الأمر من أجل المحافظة على صحة الصوم وتمامه، ومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية سوف يقدم موقع تصفح للزوار الكرام نبذة عن اللبوس المهبلي وما حكم استخدامه في شهر رمضان، وهل يبطل الوضوء أم لا.

ما هو اللبوس المهبلي

هو أحد أنواع العلاجات الطبية ويكون عبارة عن أدوية صلبة تُوضع في المهبل باستخدام قضيب خاص، وعادة ما يتم استخدام هذه التحاميل لعلاج المشاكل التي تصيب منطقة المهبل عند النساء كالجفاف المهبلي، أو عدوى بكتيرية أو فطريات، بالإضافة إلى التحكم بالنّسل، حيثُ إن هذا العلاج يعتبر سريعًا للغاية بسبب سرعة امتصاصها مقارنة بالعلاجات الأخرى التي تنزل إلى المعدة أولًا، ولكن تختلف مدة ذوبان التحاميل المهبلية حسب نوعها وتركيبها الكيميائيّ فالمدّة المُتوقّعة لذوبانها بالأغلب بعد استخدامها تتراوح بين 4 و12 ساعة، ويُجدر بالذّكر إلى أنَّ بعض محتويات التّحاميل المهبليّة قد تُعاود الخروج حتى بعد إدخالها بطريقة صحيحة؛ لذا، يُنصح بارتداء فوطة صحية لفترة قصيرة بعد استخدامه.^[1]

هل اللبوس المهبلى يفطر الصائمة

ذهب جمهور العلماء إلى أنّ اللبوس المهبلي لا يفطر الصائمة، بحيث يجوز استخدامه في نهار رمضان وهو لا يعد من الأمور المفطرة؛ فقد أثبتت الدراسات العلميَّة أنّ مهبل المرأة لا يصل إلى جوفها وبناءً على ذلك لا يُعدّ استخدامها مفطرًا لأنها ليست في حكم الطعام والشراب، فما يدخل المهبل من تحاميل لبوس، أو غسول، أو منظار مهبلي، أو إصبع للفحص الطبي لا يفطر وهو الرأي الراجح، فإذا احتاجت المرأة إلى التحاميل المهبلية أثناء إصابتها بالالتهابات التي تسبب الحكة في وقت الصيام أجاز لها استخدامها، ويجدر بالذّكر أنّ بعض العلماء ذهبوا إلى أن استخدام التحاميل المهبلية في نهار رمضان يفطر المرأة لاعتقادهم أن مهبل المرأة يصل إلى جوفها وهو رأي ضعيف.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز شرب الماء وقت أذان الفجر في رمضان

هل اللبوس المهبلي يفطر إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب للفتاوى الشرعية أنّ اللبوس المهبلي لا يفطر؛ لأن القصد من الاستخدام غرض التداوي لا غرض التغذية فتكون في غير معنى الأكل والشرب^[3]، كما بينوا أنّ دخول شيء إلى المهبل لا يبطل الصوم، وفيما يأتي سيتم بيان تفصيلًا على هذه الفتوى:^[4]

وعليه؛ فليس عليكِ -بارك الله فيكِ- قضاءٌ ولا كفارة، فإن الصوم لا يبطل إلا بما دخل الجوف عن طريق المنفذ المعتاد -الفم أو الأنف – وما ذهب إليه بعض الفقهاء من أن كل ما دخل الجوف يفطر لم يقم عليه دليلٌ ناهض كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، هدانا الله وإياك إلى الرشد.

هل اللبوس المهبلي ينقض الوضوء

إنّ اللبوس المهبلي يعتبر من نواقض الوضوء؛ لأنه ينتج عنه بعض من الإفرازات، والإفرازات التي تنزل من الرحم ناقضة للوضوء عند جمهور العلماء، ولكنها طاهرة على الراجح، لذلك ينبغي على المرأة المسلمة أن تتوضأ عند كل صلاة بعد دخول وقتها، فلا يضرها لو نزل شيئًا بعد الوضوء ولو كان ذلك في الصلاة، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في ذلك:” فَمَنْ لَمْ يُمْكِنْهُ حِفْظُ الطَّهَارَةِ مِقْدَارَ الصَّلَاةِ : فَإِنَّهُ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي ، وَلَا يَضُرُّهُ مَا خَرَجَ مِنْهُ فِي الصَّلَاةِ ، وَلَا يَنْتَقِضُ وضوؤه بِذَلِكَ ، بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ ، وَأَكْثَرُ مَا عَلَيْهِ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِكُلِّ صَلَاةٍ”.^[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن شخص آخر حي

هل التشطيف المهبلي يبطل الصيام

إنّ التشطيف المهبلي لا يبطل الصيام، فقد بيّن الله -تعالى- أصول المفطرات وهي الأكل والشرب والجماع في القرآن، كما بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- سائر المفطرات في سنته، ونصت على أنّ ما يبطل الصيام هو كل ما دخل الجوف من خلال الفم أو الأنف، أمّا ما ذهب إليه بعض أهل العلم أن كل ما يدخل الجوف يفطر لم يقم عليه دليلٌ واضح، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ذلك^[4]، ولكن إذا اقترن التشطيف بأي من الشهوات أو بأي من الأغراض غير المستحبة دينيًا واتبعه خروج أي من السوائل فيعتبر ذلك فسادًا للصيام ويلزمه قضاء عن هذا اليوم، فقد قال الحجاوي الحنبلي -رحمه الله- في الإقناع: “أو فكر فأمنى أو أمذى: كما لو حصل بفكر غالب، أو احتلم، أو أنزل لغير شهوة كالذي يخرج منه المني، أو المذي لمرض، أو سقطة، أو خروجا من هيجان شهوة من غير أن يمس ذكره، أو أمنى نهارا من وطء ليل، أو ليلا من مباشرته نهارا لم يفطر”.^[6]

هل التحاميل الشرجية تفطر الصائم 

اختلف الفقهاء حول إذا كانت التحاميل الشرجية تفطر الصائم في شهر رمضان، وجاء اختلافهم على قولين، وهما كالآتي:^[7]

• القول الأول: تفطر، لأنّ  حقيقتها إيصال شيءٍ إلى الجوف من خلال الدّبر؛ وهو مما يبطل الصيام ويفسده، وهو قول الجمهور من الشافعية والحنابلة والأحناف، ولكن اشترط الحنفية أن تغيب كلّها داخل الجوف حتّى تُعدّ مفطرة، وافقهم كل من الشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ حسن أيوب، والشيخ وهبة الزحيلي، والشيخ محمود عويضة.
• القول الثاني: لا تفطر، واحتجوا بأنها ليست بأكل ولا شرب، ولا هو في معناهما، وهي ليست مما يتغذى بها بقدر ما هي دواء وعلاج، وقد اتفق الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ذلك وقال: “إن الحقنة الشرجية لا تُفَطِّرُ مطلقاً، ولو كان الجسم يتغذى بها من طريق الأمعاء الدقيقة، فيكون القول الراجح في هذه المسألة قول شيخ الإسلام ابن تيمية مطلقاً، ولا التفات إلى ما قاله بعض المعاصرين”.

شاهد أيضًا: حكم بلع الحموضة في رمضان

ماذا يفطر الصائم