هل المعصية في ليلة القدر مضاعفة وكم تضاعف المعصية فيها

هل المعصية في ليلة القدر مضاعفة وكم تضاعف المعصية فيها من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الناس في العالم الإسلامي، وخصوصًا في العشر الأواخر مع اقتراب ليلة القدر، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن فضائل ليلة القدر في شهر رمضان، وسوف نعرف إذا كانت المعصية تتضاعف في ليلة القدر أم لا، وهل تضاعف المعاصي في رمضان وفي العشر الأواخر تحديدًا، وسوف يتم التعرف على سبب مضاعفة السيئات في رمضان، وما إلى هنالك من معلومات متعلقة أخرى.

فضائل ليلة القدر

تعتبر ليلة القدر في الإسلام أفضل ليلة من ليالي السنة، وقد عظمها الله تعالى في كتابه العزيز وأنزل سورة باسم ليلة القدر بينت فضلها وعظيم قدرها، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ”،^[1] فقد نزل القرآن الكريم في ليلة القدر، ولذلك كانت هذه الليلة خير من ألف شهر، وقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يتحروها في العشر الأواخر من رمضان، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأواخر من أجل التماس هذه الليلة، بسبب عظيم فضلها، فمن أحياها وقامها فكأنما عبد الله أكثر من ألف شهر، ويرجى أن يغفر الله تعالى له، وأن يقبله ويتقبل منه سبحانه وتعالى، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”،^[2] ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على قيام العشر الأواخر لتحري هذه الليلة والتماسها.^[3]

هل المعصية في ليلة القدر مضاعفة

إنَّ المعصية تتضاعف في ليلة القدر، وذلك حسب ما ذهب إليه الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، حيث أنَّ المعاصي والذنوب والآثام في ليلة القدر تتضاعف كيفًا لا كمًا، وذلك حسب ما أشاروا إليه قياسًا على أنَّ المعاصي تتضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل، فمثلًا المعصية تتضاعف في يوم الجمعة أو في المسجد الحرام وذلك من حيث شدة العقاب وليس من حيث العدد، فقد وعد الله عباده المسلمين بأن السيئة التي يرتكبها المسلم تبقى سيئة واحدة ويعفو الله تعالى عن كثير، وذلك من فضله ورحمته، فهو يضاعف الحسنات أضعافًا كثيرة، ولكن السيئة لا يضاعف عددها بل تبقى واحدة، ولكن العقاب هو الذي يتضاعف على من ارتكب المعصية في ليلة القدر فقط والله تعالى أعلم، وقد سئل ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب: “تضاعف من جهة الكيفية، السيئات تُضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد، أما الحسنات تضاعف كيفية وعددًا، أما السيئات بواحدة دائمًا؛ لكن سيئة في رمضان أو في الحرم أعظم من سيئة في غير رمضان وفي غير الحرم، من جهة الكيفية والإثم”.^[4]

كم تضاعف المعصية في ليلة القدر

إنَّ المعصية تضاعف في ليلة القدر من حيث الكيف أي من حيث شدة العقاب من الله تعالى، وليس من حيث الكم، ولذلك لا تضاعف كما تتضاعف الحسنات، وهذا رحمة من الله تعالى، وهو الذي أخبر به جل وعلا، فالمعصية في الأوقات المباركة الفاضلة يكون عقابها أشد لأنَّ المسلم يستبيح حرمة هذه الليلة المباركة، ويستخف بها، ولكن الله تعالى وعد عباده أن السيئة تبقى سيئة واحدة، ويضاعف شدة العقاب فقط، وقد ورد في مطالب أولي النهى ما مفاده: “وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد، وبزمان فاضل كيوم الجمعة، والأشهر الحرم ورمضان. أما مضاعفة الحسنة؛ فهذا مما لا خلاف فيه، وأما مضاعفة السيئة؛ فقال بها جماعة تبعا لابن عباس وابن مسعود… وقال بعض المحققين: قول ابن عباس وابن مسعود في تضعيف السيئات: إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية”.^[5]

هل تضاعف السيئات في العشر الأواخر

إنَّ المعاصي والذنوب والسيئات تضاعف في العشر الأواخر كما تضاعف في ليلة القدر من حيث شدة العقاب وليس من حيث العدد والكمية، فالعشر الأواخر هي أفضل الليالي على الإطلاق، وكما عرفنا فإنَّ المعصية تتضاعف في الزمان أو المكان الفاضل، وهذه الليالي هي أفضل الليالي والمسلم الذي يعصي الله فيه لم يعظم شعائر الله تعالى، ولم يحفظ حرمة هذه الليالي المباركة، التي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد بالعبادة فيها، وقيامها بمختلف أنواع العبادات للفوز بالرحمة والمغفرة وبالنعيم المقيم.^[5]

هل الذنوب تتضاعف في في شهر رمضان

ذهب العلماء إلى أنَّ الذنوب تتضاعف في شهر رمضان أيضًا كما تتضاعف في العشر الأواخر وفي ليلة القدر من حيث الكيف أي شدة العقاب وليس عددًا أو كمًّا، فشهر رمضان هو أفضل الشهور، والمعاصي تتضاعف في الزمان الفاضل المبارك، وهذا ثبت في الكتاب والسنة، ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على الابتعاد عن المعاصي في جميع أوقاته ولا سيما في شهر رمضان المبارك.^[5]

هل تؤثر المعصية على ثواب الصيام في رمضان

إنَّ المعصية لا تؤثر على صحة الصيام في ليلة القدر وفي بقية ليالي وأيام الشهر الفضيل، ولكن يخشى على المسلم أن يُحرم من أجر الصيام الذي وعده الله تعالى به، فقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث إلى أنَّ الصائم الذي يعصي الله تعالى لا ينال أجر الصيام، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ”،^[6] ولكن رغم ذلك فإنَّ الصيام يبقى صحيحًا ويجزيء إذا صام المسلم ولم يقع في إحدى المفطرات المعروفة والمعتبرة في الإسلام، وذلك حسب ما أشار إليه الفقهاء من أهل العلم.^[7]

سبب مضاعفة المعصية في شهر رمضان

تضاعف المعصية في شهر رمضان وفي ليلة القدر أيضًا، وذلك حسب ما ذهب إليه الفقهاء، استنادًا لما ورد في قوله تعالى: “وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ”،^[8] فقد وعد الله من يعصيه في بيته الحرام بالعذاب الأليم، ولذلك يضاعف شدة العقاب في المكان الفاضل والزمان الفاضل، والدليل على أنه لا يضاعف العدد والكم قوله تعالى: “مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ”،^[9] فالسيئة تبقى شيئة ولكن شدة العقاب تزيد لأن المسلم لم يعظم حرمات الله تعالى، ولم يلتزم بما أمر الله تعالى في تعظيم هذه الأيام والأوقات المباركة، والله تعالى أعلم.^[10]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل المعصية في ليلة القدر مضاعفة وكم تضاعف المعصية فيها وقد تعرفنا على فضائل ليلة القدر بشكل مختصر، كما عرفنا عن مضاعفة المعاصية في ليلة القدر وفي شهر رمضان عمومًا، وعرفنا سبب مضاعفة السيئات في رمضان، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.