هل قياس السكر يفطر الصائم

هل قياس السكر يفطر الصائم من الأمور التي يبحث عنها المسلمون في شهر رمضان المبارك، فهو من أهم الأحكام الشرعية التي ترتبط بشهر رمضان المبارك ويبحث عنه المسلمون حرصًا على صحّة الصيام والعبادة في هذا الشهر العظيم، فالصيام من أركان الإسلام الخمسة ومن واجب المسلمين عدم تضييعه فهو فريضةٌ عليهم، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان ما هو تحليل السكر، وهل قياس السكر يفطر الصائم، وبعض من الأحكام الشرعية ذات العلاقة بالموضوع.

ما هو تحليل السكر

إن تحليل السكر هو أحد التحاليل المخبرية التي يقوم بها الشخص من أجل الكشف عن مرض السكري، وهو مرض ينتج عن ارتفاع مستوى السكريات في الدم عن المقادير الطبيعية، وينتج عنه عدم قدرة الجسم على استخدام وتحويل الغلوكوز إلى طاقة، ولذلك يتم اللجوء إلى فحص تحليل السكر وأخذ عينات صغيرة من الدم من المريض، ثم قياس مستويات السكر الموجودة في دم المريض، ويجدر بالذّكر أنّ أرقام تحليل السكر الطبيعية عند الصيام لست ساعات تكون بين (80 – 120) ملغ / دليتر، وبعد الطعام بساعتين  تكون بين (180 – 200) ملغ / دليتر.^[1]

هل قياس السكر يفطر الصائم

ذهب أهل العلم إلى أنّه يجوز قياس السكر في نهار رمضان، فهو لا يفطر الصائم ولا يبطل صيامه وهذا قول جمهور العلماء، وقد أجازوا ذلك لأن سحب الدم هو عبارة عن عملية إخراج شيء من الجسد وليس إدخال شيء إلى الجوف، ولذلك فإن إخراج الدم من الجسد لا يفسد الصوم، وبناء على ذلك فإنّ أخذ عينات الدم لتحليل السكر أو غيره من الأشياء لا يؤثر على الصيام، لأن العينات التي يتم سحبها من أجل فحص السكر قليلة ولا تضعف جسم الشخص، وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في هذه المسألة قوله: “لا يفطر الصائم بإخراج الدم من أجل التحليل، فإن الطبيب قد يحتاج إلى الأخذ من دم المريض ليختبره، فهذا لا يفطر؛ لأنه دم يسير لا يؤثر على البدن تأثير الحجامة فلا يكون مفطرا، والأصل بقاء الصيام ولا يمكن أن نفسده إلا بدليل شرعي، وهنا لا دليل على أن الصائم يفطر بمثل هذا الدم اليسير”.^[2]

هل تحليل السكر يفطر إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب للفتاوى الشرعية أنَّ تحليل السكر لا يفسد الصيام، لأنّ الدم الذي يتم أخذه من الصائم من أجل فحص السكر يكون قليل، وبهذا لا يضعف جسد الصائم، ولا يؤثر على صيامة بإذن الله، فإذا احتاج الصائم لقيامه بهذا التحليل لا حرج عليه وصيامه صحيح، ولا يجب عليه القضاء عن ذلك اليوم، وفيما يأتي سيتم استعراض ما جاء في هذه الفتوى بالتفصيل:^[3]

فإن أخذ الدم من الصائم لغرض التحليل لا يفسد الصوم، لأنه ليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع، والأولى للصائم أن يتجنب ذلك إذا علم من نفسه أن أخذ الدم منه يضعفه عن الصوم، مما قد يترتب عليه من عدم التمكن من إتمام الصوم، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل سحب الدم للتحليل يفطر الصائم

هل تحليل السكر ينقض الوضوء

أوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- إنّ تحليل السكر لا ينقض الوضوء، لأنّ الدم الذي يحتاجه المريض من أجل الفحص يسيرًا، وعليه فلا يبطل الوضوء، ويصح وضوؤه، أما إن كان الدم كثيرًا اختلف العلماء في هذا إذا كان الدم أكثر من أن يكون في اليسير، وقد قال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- في ذلك: “الصحيح أن الدم والقيئ ونحوهما لا ينقض الوضوء قليلها وكثيرها لأنه لم يرد دليل على نقض الوضوء بها والأصل بقاء الطهارة”، وبناء على ذلك فإذا كان الدم يسيرًا وخفيفاً فلا يؤثر على الوضوء ولا على صحة الصلاة، ومن الأحوط على العبد أن يتوضأ ويؤدّي الصلاة تجنباً للخلافات وللحفاظ على الدين.^[4]

هل التبرع بالدم يفطر الصائم 

ذكر العلماء أنّ التبرع بالدم يفطر الصائم، ويفسد صومه ويلزمه القضاء عن هذا اليوم، وجاء السبب في ذلك لأنه يتم أخذ كمية كبيرة من الدم تُضاهي الدم الذي يخرج من الإنسان عند الحجامة، وبهكذا يُضعف الجسم، ويترتب عليه من عدم التمكن من إتمام الصوم، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إنّه لا يجوز التبرع بالدم في نهار رمضان إلا أن يكون الشخص المُتبرّع له في حالة خطرة، بحيث يستوجب أخذ الدم له ولا يُمكن الانتظار حتى غروب الشمس ويكون ذلك بتقرير من الأطباء، وفي هذه الحالة لا بأس بالتبرع بالدم إن كان سيزيل الخطر عن حياة الشخص، ويؤجر المسلم عليه بإذن الله تبارك وتعالى، ولكن إن لم يكن هناك خطرًا على حياة الشخص المتبرع له، فمن الأفضل تأجيل التبرع بالدم حتى الليل؛ حتى لا يؤثر على صحة الصوم، والله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: هل حقن فيتامين ب 12 تفطر ، هل إبرة فيتامين د تفطر الصائم

مفسدات الصوم 

بيّن الدين الإسلامي الحنيف بأنّ هناك سبعة مفطرات تفسد صحّة الصّيام وتبطله، وعند قيام المسلم بأحد منها أثناء الصيام يتوجب عليه أن يقضي هذا اليوم أو أن يدفع كفّارةً عنه إن كان ليس باستطاعته قضاؤها، وهذه المفسدات هي:^[6]

• الجماع: وهو أعظم المفسدات للصيام، فمن جامع في نهار رمضان وجب عليه التوبة والقضاء والاستغفار والكفارة، بدليل ما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ”^[7].
• القيء عمداً: فهو مبطل للصيام ويتوجب على المسلم القضاء، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَنْ ذرعَه القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ، ومَنْ استقاءَ عمدًا فليقضِ”^[8].
• الأكل والشرب: وكلّ ما يدخل من الفم والأنف إلى المعدة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا”^[9]، ويوجب معه القضاء والتوبة الاستغفار.
• ما كان بمعنى الأكل والشرب: ويشمل ذلك حقن الدم، والإبر المغذية، وغسيل الكلى، وكلّها توجب القضاء.
• إخراج الدم بالحجامة ونحوها: فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَفْطَرَ الحاجِمُ والمحجومُ”^[10].
• الاستمناء: وهو ما يكون من إنزالٍ للمني باليد ونحو ذلك، فقد جاء في الصحيح من الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”^[11].
• خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة: وقد استدل أهل العلم في ذلك بما ورد عن حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا”^[12].

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان هل قياس السكر يفطر الصائم، فقد قمنا ببيان ما هو تحليل السكر، كما أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا هل تحليل السكر يفطر الصائم إسلام ويب، وأيضًا أرفقنا هل تحليل السكر ينقض الوضوء، كما ختمنا مقالنا ببيان مبطلات الصيام، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.