عناصر المقال
هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة التي يعيش فيها الإنسان، فقد عانت في الآونة الأخيرة مجموعة من البلاد العربية والإسلامية من فقر عظيم جعل أبناء الأمة يتحركون كافة من أجل مد يد العون والمساعدة لهم، ولكن في مسألة زكاة الفطر لا بدّ من الوقوف مع التشريعات التي ذكرها علماء أهل السنة والجماعة، وبيان حكم ذلك الفعل ورأي الشريعة الإسلامية فيه.
هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة
يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة ولكن من الأفضل أن تدفع زكاة الفطر في البلد الذي يقيم ويصوم فيه المسلم، وذاك هو رأي غالبية أهل العلم، وذلك لأن فيها مواساة لأهل تلك البلد، ولا بأس إن أرسلها إلى فقراء بلد آخر، ولكن الأحوط إخراجها في البلد الذي صام وفطر فيه.[1]
هل يجوز إرسال زكاة الفطر إلى بلد آخر
يجوز إرسال زكاة الفطر لبلد آخر حال كان الوضع العام يدعو إلى ذلك، ويمكن أن تقاس زكاة الفطر على الصدقات، فإذا كان أهل البلد من ذوي الحاجة، فهم أحق بالصدقة وبزكاة الفطر، ويجب أن تعطى لأهل البلد، لحرمة الجوار ولقرب هؤلاء الفقراء من الأغنياء.
قال الله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.[2]
وفي هذه الآية دليل على أن الزكاة تصرف لمستحقيها، حتى ولو كانوا في بلد آخر، وكدليل ثانٍ نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يستدعي الصدقات إلى المدينة، ويصرفها على المستحقين من أهلها، وبذلك يكون صلى الله عليه وسلم، قد أقر بإرسال الزكاة إلى بلد آخر، وقد أكد على جواز إرسال زكاة الفطر إلى بلد آخر، كل من السادة الحنفية، والمالكية، وابن تيمية، وأحمد وابن باز، وابن عثيمين، وبذلك تمام الإجابة عن سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة.[3]
مشروعية زكاة الفطر والحكمة منها
إن زكاة الفطر تطهر الصائم من اللغو والرفث الذي من الممكن أن يكون قد قام به أثناء شهر الصيام، وهي زكاه للبدن، أوجبها الله عز وجل، مرة واحدة في العام، وبتأديتها يشكر المسلم ربه على أن أبقاه إلى العام الحالي، وبدفعها يحصل الصائم على ثواب عظيم، إذا دفعت في الوقت المخصص لها، فهي ترضي الله تعالى، وتسعد المساكين، وتبعدهم عن السؤال في يوم العيد، فيشترك الفقير مع الغني في فرحة عيد الفطر السعيد.
زكاة الفطر
هي زكاة مخصصة، واجبة على كل مسلم، تدفع عند نهاية شهر الصيام، وهي نوع من أنواع العبادات، الغاية منها مساعدة فقراء المسلمين مع قدوم العيد، وإدخال السرور والفرحة على قلوبهم، وتحقيق التآلف بين فقراء وأغنياء المسلمين، وتأديتها تطهر الصائم من الرفث أو اللغو الذي قد يكون وقع فيه أثناء شهر رمضان.
قيمتها
إن قيمة زكاه الفطر، هي صاع من بر، أو صاع من تمر، أو صاع من شعير، أو صاع من زبيب، أو صاع من أرز، أو صاع من ذرة، أو صاع من أي طعام، أو قوت، من أقوات أهل ذلك البلد.[4]
حكمها
إن زكاة الفطر فرض عين، فهي تجب على كل مسلم، سواء كان صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حراً أو عبداً، وهي من أنواع الزكاة التي لا يشترط فيها نصاب، والمسلم ملزم بإخراجها عن نفسه، وأهل بيته من أولاد، أو وزوجات.[4]
أصناف زكاة الفطر ومقدارها
إن الغاية من زكاة الفطر، أن تغني كل من يطلب القوت عن المسألة أو الطلب، وعلى الأغلب فإن نفوس المستحقين، تتشوق إلى قوت بلدهم، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن زكاة الفطر تخرج من قوت البلد، ومقدارها، صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمرٍ، أو صاعاً مِن زبيب، لأن هذا كان قوت أهل المدينة.
وقد وجبت زكاة الفطر لسد حاجات الفقراء في يوم العيد، ومواساتهم، ويستحب أن تكون الصدقات التي ستعطى لهم من جنس ما يأكله أهل بلدهم، وذلك هو الأفضل، فإخراجها من غير قوت المتصدق، تعتبر مشقة عليه، وعلى الأغلب ستكون من غير حاجات الفقير، وبما أن الكفارات تخرج من قوت أهل البلد، فكذلك صدقة زكاة الفطر، وهذا ما أقر به المالكية، والشافعية، وأحمد، وأغلبية العلماء، واختاره ابن تيمية، وابن القيم، وابن باز، وابن عثيمين.[4]
هل يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر
إن الأصل في زكاة الفطر أن يتم إخراجها يتم في نفس البلد، وعدم جواز إخراجها إلى بلد آخر، ولكن ذهب الفقهاء إلى أنه إذا استغنى أهل البلد عن الزكاة أو عن جزء منها، جاز إخراجها إلى بلد آخر فيه فقراء مسلمون محتاجون، وقد اختلف الفقهاء في حكم نقلها وهل يأثم من ينقل زكاة الفطر أم لا، وقد ذهب الحنابلة والشافعية إلى أنه من ينقل زكاة الفطر يأثم، وذهب الحنفية إلى أنه لا يأثم، وقد أشار الحنفية إلى ذلك بقول: “يكره نقلها، إلا أن ينقلها إلى قرابة محتاجين لما في ذلك من صلة الرحم، أو إلى فرد أو جماعة هم أمس حاجة من أهل بلده، أو كان نقلها أصلح للمسلمين، أو من دار الحرب إلى دار الإسلام، لأن فقراء المسلمين الذين في دار الإسلام أفضل وأولى بالمعونة من فقراء دار الحرب، أو إلى عالم أو طالب علم لما فيه من إعانته على رسالته، أو كان نقلها إلى من هو أورع أو أصلح أو أنفع للمسلمين، أو كانت الزكاة معجلة قبل تمام الحول، فإنه في هذه الصور جميعها لا يكره له النقل”.[5]
مقالات قد تهمك
وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة وذكرنا رأي العلماء في تلك المسألة، وعرجنا في الكلام على تعريف زكاة الفطر وحكمها في الإسلام وما قيمتها ونحو ذلك من الأمور.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa، حكم إرسال المسافر زكاة الفطر إلى فقراء بلده، 18/11/2024
- ^ التوبة، 60
- ^ dorar.net، المطلب الثاني: حُكم نقْلِ الزَّكاةِ إلى بلدٍ آخرَ مطلقًا، 18/11/2024
- ^ dorar.net، المبحث الأوَّل: جِنس ما يُخرَج في زكاة الفِطر، 18/11/2024
- ^ islamweb.net، نقل زكاة المال إلى بلد آخر... رؤية شرعية، 18/11/2024
التعليقات