هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان من المعلومات الشرعية التي يجب على المسلم التعرف عليها حتى يتمكن من أداء ما فرضه الله تعالى عليه من عبادات وطاعات، وحيث أنَّ زكاة الفطر من أهم العبادات في شهر رمضان المبارك، ويجب على المسلم التعرف على أحكام زكاة الفطر في رمضان حتى يؤديها على أكمل وجه، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن زكاة الفطر ووقت زكاة الفطر، ونتعرف على حكم إخراج زكاة الفطر قبل يوم أو يومين من العيد وغيرها من التفاصيل والأحكام المتعلقة بزكاة الفطر.

زكاة الفطر في الإسلام

زكاة الفطر أو صدقة الفطر هي إحدى العبادات والطاعات المعروفة في الإسلام والتي تكون في شهر رمضان المبارك، والزكاة في الإسلام أموال يتمًّ التصدق بها من قبل المسلم كنوع من التطهر، ويكون لها مقدار معلوم ومحدد في الشرع إلى أشخاص أيضًا معلومين ومحددين، ولها شروط مخصصة، يتم إخراج زكاة الفطر من قبل المسلم عنه وعن كل من يعولهم ويقدمها للفقراء والمساكين، ووقت إخراجها الأصلي من بعد غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك إلى قبيل صلاة العيد في أول أيام عيد الفطر.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام

هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

اختلف الفقهاء في الإسلام في حكم إخراج زكاة الفطر قبل وقتها الأصلي وتعجيل ذلك في شهر رمضان المبارك، وقد أباح بعض الفقهاء إخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان وقالوا لا حرج فيه، بينما حرَّم بعض الفقهاء ذلك، وفيما يأتي سيتم التفصيل في حكم إخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان:

جواز إخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

ذهب كثير من الفقهاء منهم الشافعية والحنابلة إلى أنَّه يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر قبل وقتها الأصلي من بداية شهر رمضان ولا حرج في ذلك، فقد ذهبوا إلى أنَّ سبب الصدقة الصيام والفطر عنه، وإذا تحقق أحد السببين جاز إخراجها مثل زكاة المال، وذهب بعض فقهاء الحنفية والشافعية إلى أنَّه يجوز إخراج زكاة الفطر من بداية العام قبل رمضان، لأنها مثل زكاة المال يجوز إخراجها قبل وقتها بشكل مطلق.^[2]

عدم جواز إخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

ذهب بعض الفقهاء منهم المالكية والحنابلة إلى أنَّه يجوز إخراج زكاة الفطر قبل عيد الفطر بيوم أو يومين فقط، ولا يجوز قبل ذلك، وبناء عليه لا يجوز إخراج زكاة الفطر يوم 27 من رمضان، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أوْ قالَ: رَمَضَانَ – علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ”،^[3] ولا يجوز بناء على هذا الحديث تأخيرها أكثر من ذلك.^[4]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل رمضان

ذهب بعض الفقهاء منهم بعض فقهاء الشافعية والحنفية إلى أنَّه يجوز إخراج زكاة الفطر قبل رمضان من بداية العام، ولا حرج في ذلك عندهم، فقد اعتبروها مثل زكاة المال، حيث أنه يجوز تعجيل زكاة المال إذا ملك المسلم النصاب قبل أن يحول الحول عليه، وطالما أن تشبه زكاة المال فيجوز تقديمها مطلقًا حتى قبل شهر رمضان، بينما يرى بعض الفقهاء أنَّ صدقة الفطر أو زكاة الفطر تخرَج في شهر رمضان فقط، ومنهم من قال أنها قبل العيد بيوم أو يومين وحتى صلاة العيد فقط.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

إخراج زكاة الفطر يوم العيد قبل صلاة العيد

إنَّ الوقت الأصلي لزكاة الفطر هو أن يتم إخراجها من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى ما قبل صلاة العيد، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”،^[5] ولذلك فإنَّ أفضل وقت في إخراجها كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد غروب شمس آخر يوم إلى ما قبل خروج الناس إلى صلاة العيد والله أعلم.^[6]

حكم تأخير زكاة الفطر إلى بعد صلاة العيد

ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ تأخير زكاة الفطر إلى ثاني يوم أو ثالث يوم العيد مكروه في الشرع، أمَّا تأخيرها إلى بعد العيد فإنَّه محرَّم ولا يجوز، ويجب على المسلم إذا تاخر في إخراجها أن يقضيها وأن يتوب إلى الله تعالى، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ ، وطُعمةً للمساكينِ ، فمن أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،^[7] لذلك لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد وإلا لن تقبل كونها زكاة فطر وسوف تكون صدقة عادية.^[8]

شاهد أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الفقير

حكم زكاة الفطر في شهر رمضان

إنَّ زكاة الفطر في الإسلام فرض على كل مسلم صغير أو كبير ذكر أو أنثى حر أو عبد، وقد ثبت ذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”،^[5] وقد حدَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم قيمة زكاة الفطر بصاع من التمر أو صاع من الشعير، وليس لها نصاب بل يخرج المسلم زكاة الفطر عنه وعن أهله وأولاده ومن يعولهم، ويخرجها عن عبده المملوك له، ويمكن أن يخرجها من قوت البلد وليس بالضرورة أن تكون شعيرًا أو تمرًا، لأنها مواساة للفقراء ولا يواسى الفقراء بغير قوتهم.^[9]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، فقد ذهب جمهور الفقهاء وهم الأئمة الثلاث الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك إلى أنَّ زكاة الفطر يتم إخراجها فقط من طعام وقوت البلد الغالب، ولا يجوز إخراجها نقدًا، بينما ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنَّ يمكن إخراج زكاة الفطر ما يجزئ عنها نقدًا، أي إخراج قيمة الطعام، ويرى بعض الفقهاء أنَّ المسلم إذا أراد أن يخرج زكاة الفطر إلى أهل بلده يخرجها من الطعام والقوت الذي يحتاجونه، أما إذا أراد أن يرسلها إلى بلد آخر لعدم وجود فقراء في البلد، فيمكن أن يرسل قيمتها نقودًا والله أعلم.^[10]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

الحكمة من مشروعية زكاة الفطر في رمضان

لقد فرض الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على كل مسلم، وذلك لحكم كثيرة لا يعلم أكثرها إلا الله تعالى مثل جميع العبادات والفرائض التي فرضها على المسلمين، وقد ذكر الفقهاء بعض الحكم من مشروعية زكاة الفطر في رمضان وسيتم ذكر أهمها فيما يأتي:^[1]

• إنَّ زكاة الفطر تطهير للصائم وجبر لصومه، حيث أنَّ المسلم قد يقع في اللغو والرفث والفحش في الكلام، ولذلك فإنَّ زكاة الفطر تجبر هذا النقص في الصيام، وهي بمثابة سجود السهو الذي يجبر الخلل الذي يقع في الصلاة، وقد ثبت هذا في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
• مساعدة وتقديم العون للفقراء والمساكين في هذا الشهر الفضيل، حتى لا يصل الفقراء إلى يوم العيد وهم في فقر شديد وليس لديهم قوت يومهم.
• اكتفاء الفقراء وإغنائهم عن سؤال الناس والطواف على بيوت المسلمين في يوم العيد، وهذا ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• التأكيد على وحدة المسلمين وتعاونهم في جميع الأوقات ولا سيما في شهر رمضان المبارك.
• إدخال الفرحة إلى قلوب المسلمين من الفقراء في ليلة عيد الفطر، وحتى يفرح جميع المسلمين بهذه المناسبة الجليلة.

في نهاية مقال هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان تعرفنا على زكاة الفطر في الإسلام وعلى حكم زكاة الفطر، وعلى حكم تأخير إخراج زكاة الفطر إلى بعد شهر رمضان، كما تمَّ إدراج حكم التعجيل في إخراج زكاة الفطر، وحكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، والحكمة من فرض زكاة الفطر وغيرها من الأحكام المتعلقة.