هل يجوز اعطاء الزكاة للابن ومن لا يجوز دفع الزكاة لهم

هل يجوز اعطاء الزكاة للابن ومن لا يجوز دفع الزكاة لهم، من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين، إذ تعدُّ الزكاة من أهم العبادات في الإسلام ولها أحكام كثيرة وعديدة، ويجب على المسلم أن يتعرف على كل ما يتعلق بالزكاة حتى يؤديها على أكمل وجه وبما يرضي الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على معلومات عن الزكاة في الإسلام، وعلى حكم إعطاء الزكاة للابن وحكم إعطاء الأم الزكاة للابن، وحكم إخراج الزكاة للابن المتزوج أو للابن الغارم، وحكم توزيع الزكاة على هيئة رواتب شهرية وغير ذلك من المعلومات والأحكام المتعلقة.

الزكاة في الإسلام

يشير مصطلح الزكاة في اللغة إلى النماء والطهارة والزيادة، وفي اصطلاح الشرع الإسلامي يطلق اسم الزكاة على النقود التي يدفعها المسلمون كصدقات من أجل تطهير الأموال وتزكية النفوس، وقد فرضت الزكاة في الشرع الإسلامي على من توفرت فيهم من المسلمين شروط الزكاة التي حددها الفقهاء من أهل العلم، وتعدُّ من أعظم الطاعات كونها أحد أركان الإسلام الخمسة التي وردت في الحديث الصحيح، فقد جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”،^[1] وقد ورد في كتاب الله آيات عديدة تشير إلى وجوب الزكاة على المسلمين، منها ما ورد في قوله تعالى: “خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها”،^[2] وقال أيضًا جل من قائل: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”،^[3] وهذه الآيات تدل على وجوب الزكاة على كل مسلم إذا توافرت فيه الشروط الموجبة للزكاة في الإسلام والله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

هل يجوز اعطاء الزكاة للابن

إنَّ إخراج الزكاة للابن لا تجوز في الإسلام على قول جمهور الفقهاء من أهل العلم، إذ أنَّ إخراج الزكاة لا يجوز على من تجب نفقتهم على المسلم، ولذلك لا يجوز دفع الزكاة للوالدين بالنسبة للولد لأنَّ نفقتهم واجبة على الولد، فيدفع لوالديه من ماله الخاص لا من مال الزكاة، وكذلك فإنَّ نفقة الأولاد واجبة على الأب، ويجب على الأب أن ينفق على أولاده، فلا يعطيهم من مال الزكاة، لأنه في هذه الحالة يريد إسقاط الواجب المفروض عليه وهو النفقة، ولكن استثنى بعض العلماء حالة وهي إذا كانت الابن بحاجة هذا المال، ولا يملك الأب ما ينفقه على ابنه إلا زكاة ماله، أي لم يكن دفع الزكاة من أجل إسقاط الواجب وهو النفقة على الابن، في هذه الحالة يجوز إعطاء الزكاة للولد، وقد أشار الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى ذلك بقوله:^[5]

“دفع الزكاة إلى أصله وفرعه ، أعني آباءه وأمهاته وإن علوا ، وأبناءه وبناته وإن نزلوا: إن كان لإسقاط واجب عليه لم تجزئه ، كما لو دفعها ليسقط عنه النفقة الواجبة لهم عليه ، إذا استغنوا بالزكاة ، أما إن كان في غير إسقاط واجب عليه ، فإنها تجزئه ، كما لو قضى بها ديناً عن أبيه الحي ، أو كان له أولاد ابن ، وماله لا يحتمل الإنفاق عليهم وعلى زوجته وأولاده ، فإنه يعطي أولاد ابنه من زكاته حينئذ ؛ لأن نفقتهم لا تجب عليه في هذه الحال، وبذل الزكاة للأصول والفروع في الحال التي تجزئ : أولى من بذلها لغيرهم ؛ لأن ذلك صدقة وصلة”.

هل يجوز دفع الزكاة للابناء المتزوجين

إنَّ إخراج الزكاة للأبناء المتزوجين يجوز إذا لم يكن الأب يملك في ماله الزيادة لإنفاقه عليهم، وبالتالي ليست غايته من دفع الزكاة إليهم إسقاط الواجب المفروض عليه في النفقة، وفي هذه الحالة يجوز دفع الزكاة للأبناء إذا كانوا بحاجة إلى هذا المال أصلًا، فإذا كان الابن فقيرًا، ولا يملك الأب ما ينفقه على ابنه وزوجة ابنه وأولاد ابنه إلا الزكاة، فإنه يدفع الزكاة إلى أولاد ابنه، وفي هذه الحالة تكون صدقة وصلة بإذن الله تعالى كما أشار ابن عثيمين رحمه الله تعالى.^[5]

شاهد أيضًا: الاصناف التي تجب فيها الزكاة ، شروط استحقاق الزكاة

هل يجوز إعطاء الزكاة للابنة المتزوجة

إذا كانت الابنة فقيرة هي وأولادها وزوجها، ولم يملك الأب ما ينفقه عليها وعلى أولادها يجوز له أن يعطيها الزكاة، لأنه في هذه الحالة لا يريد إسقاط الواجب، والأفضل أن تعطى الزكاة إلى زوجها خروجًا من الخلاف، وأمّا إذا كان الأب يملك مالًا يستطيع أن ينفق به على ابنته المتزوجة لا يجوز أن يعطيها من مال الزكاة، لأنَّ المسلم لا يدفع الزكاة إلى من تلزمه نفقتهم، وقد أشار ابن عثيمين عندما سئِل هل يصح دفع الزكاة للابنة المتزوجة المحتاجة بقوله: “كل من اتصف بوصف يستحق به الزكاة فالأصل جواز دفع الزكاة إليه، وعلى هذا ؛ فإن كان الرجل لا يمكنه أن ينفق على ابنته وأولادها، فيدفع الزكاة إليها، والأفضل والأحوط والأبرأ للذمة: أن يدفعها إلى زوجها”.^[6]

هل يجوز للام إعطاء الزكاة للابن

كما سبق لا يجوز للمسلم أن يدفع الزكاة لمن تلزمه نفقتهم، فإذا كانت نفقة الابن واجبة على الأم في حال وفاة والده وكانت تملك من المال ما يزيد عن حاجتها وكان ولدها فقيرًا، ففي هذه الحالة يجب عليها أن تنفق على والدها ولا يجوز لها أن تدفع له الزكاة، أما إذا لم تكن هذه النفقة واجبة عليها كأن يكون له والد ولكن لا يستطيع الإنفاق عليه، يجوز لها أن تدفع زكاة مالها إلى ولدها، وقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: “ويجوز صرف الزكاة إلى الوالدين وإن علوا ، وإلى الولد وإن سفل ، إذا كانوا فقراء ، وهو عاجز عن نفقتهم ، وهو أحد القولين في مذهب أحمد”.^[7]

شاهد أيضًا: من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

هل يجوز إعطاء الزكاة للابن الغارم

يجوز للأب أن يعطي ابنه زكاة ماله إذا كان الولد عليه ديون ولا يكفي ما يسدُّ هذه الديون، حتى لو كان لديه دخل إذا كان ذلك الدخل لا يكفيه لسد ديونه، وقد أشار ابن تيمية أيضًا إلى ذلك فقال: “إذا كان على الولد دَينٌ ، ولا وفاء له؛ جاز له أن يأخذ من زكاة أبيه في أظهـر القولين في مذهب أحمد وغيره ، وأما إن كان محتاجًا إلى النفقة ، وليس لأبيه ما ينفق عليه ، ففيه نزاع ، والأظهر أنه يجوز له أخذ زكاة أبيه ، وأما إن كان مستغنيا بنفقة أبيه ، فلا حاجة به إلى زكاته‏.‏ والله أعلم”.^[5]

حكم إعطاء الوالد زكاة ماله لولده الموظف

يجوز للأب أن يعطي ابنه الموظف زكاة ماله إذا كان الابن الموظف لا يكفيه راتبه حسب ما ذهب إليه كثير من الفقهاء، وإذا لم يملك الوالد مالًا زيادة ينفقه على أولاده غير مال الزكاة، ففي هذه الحالة يجوز له أن يدفع الزكاة إليهم، أما إذا كان يملك من المال زيادة للإنفاق على أولاده فلا يجوز أن يدفع لهم أموال الزكاة لأنه نفقتهم واجبة عليه والله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

هل يجوز اخراج زكاة المال على هيئة رواتب شهرية

يجوز إخراج زكاة المال على هيئة رواتب شهرية قبل نهاية الحول ويعدُّ هذا تعجيلًا للزكاة، ولا حرج فيه خصوصًا إذا كان يتلاءم مع حاجة الفقير، ولكن لا يجوز ذلك بعد نهاية الحول أي بعد أن يحول الحول، لأنَّ هذا يعدُّ تأخيرًا للزكاة، ولا يجوز تأخير زكاة المال لأنها حق للفقير، وأولى أن يتم دفعه في وقته، ولا يجوز تأخير دفع الزكاة إلا للضرورة.^[8]

من لا يجوز دفع الزكاة لهم

لقد بيَّن الفقهاء من أهل العلم خمس فئات لا يجوز دفع الزكاة لهم، وذلك استنادًا إلى ما جاء من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم التفصيل فيهم:^[9]

• آل البيت: لا يجوز دفع الزكاة إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أشار رسول الله في الحديث إلى أن الزكاة والصدقات أوساخ الناس لا تحل لمحمد ولا لآل محمد صلى الله عليه وسلم.
• الكفار ما عدا المؤلفة قلوبهم: لا يجوز دفع الزكاة إلى الكفار إلا للمؤلفة قلوبهم منهم الذين يرغب المسلمون باستمالتهم إلى الإسلام أو كف شرهم عن المسلمين.
• من تجب نفقتهم على المسلم: لا يجوز للمسلم أن يدفع الزكاة إلى الأشخاص الذين يجب عليه أن ينفق عليهم مثل أصوله من الآباء والأجداد أو فروعه من الأبناء والأحفاد.
• الغني المكتسب: لا يجوز دفع الزكاة إلى الغني المكتسب حسب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• المرأة عند رجل غني: يجب على الرجل المسلم أن ينفق على زوجته، ولذلك لا يجوز له أن يدفع زكاة ماله إليها.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز اعطاء الزكاة للابن ومن لا يجوز دفع الزكاة لهم وقد تعرفنا على الزكاة في الإسلام وبعض المعلومات عنها، كما تعرفنا على حكم إخراج الزكاة للابن المتزوج، وحكم إخراج الزكاة للابن الغارم، كما تعرفنا على حكم إعطاء الزكاة للابن الموظف، بالإضافة إلى التعرف على الفئات التي لا يجوز دفع الزكاة لهم وغير ذلك من الأحكام المتعلقة.