هل يجوز اكل الحمار الوحشي وهل يجوز اكل لحم الحمار والحصان

هل يجوز اكل الحمار الوحشي وهل يجوز اكل لحم الحمار والحصان، فالحمير نوعان: الحمر الأهلية والحمر الوحشية، ولكل نوع من هذه الحُمُر حكم مختلف في الشريعة الإسلامية من حيث جواز أكل لحمه أو عدمه، وكان حيوان الحمار الوحشي من الحيوانات المشهورة عند العرب في الجاهلية في الصيد، ولكن لمّا جاء الإسلام تغيرت كثير من الأمور وحُللت حيوانات وحرّمت أخرى، وفي هذا المقال سوف يُجاب على سؤال هل يجوز أكل لحم الحمار الوحشي وغيره من الأسئلة المتعلقة به.

هل يجوز اكل الحمار الوحشي

إنّ لحم الحمار الوحشي حلال عند عامة المسلمين بالإجماع، وهو من الحيوانات البرية المحللة مثله مثل الظباء والبقر الوحشي ولم يختلف عليه أحد من علماء المسلمين، غير أنّ المالكيّة كان لهم رأي في هذا النوع من الحمر، فقالوا إنّ الحمار الوحشي حلال ما دام وحشيًّا ولم يتأنّس، ولكن متى تأنّس فقد صار لحمه حرامًا، وإذا عاد إلى توحّشه فإنّه يعود حلال حينئذ، والله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل الاخطبوط ، وما هي الحيوانات البحرية المحرمة

هل يجوز اكل لحم الحمير الأهلية في الاسلام

إنّ لحم الحمير الأهلية في الإسلام حرام بحسب قول أكثر الفقهاء وهم الشافعية والحنابلة والقول الأصح عند المالكية وكذلك قريب منه قول الحنفية، وأمّا القول الآخر في المذهب المالكي فهو الكراهة التنزيهية، وقال بعض العلماء بإباحته، ولكن وجه التحريم أقوى في الشريعة لاتفاق أكثر الفقهاء عليه، وأدلّة الفقهاء على ذلك أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها ما يأتي:^[2]

• الحديث الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُكِلَتِ الحُمُرُ، ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُكِلَتِ الحُمُرُ، ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُفْنِيَتِ الحُمُرُ، فأمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى في النَّاسِ: إنَّ اللَّهَ ورَسوله يَنْهَيَانِكُمْ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، فإنَّهَا رِجْسٌ فَأُكْفِئَتِ القُدُورُ، وإنَّهَا لَتَفُورُ باللَّحْمِ”.^[3]
• الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَهَى يَومَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ”.^[4]
• الحديث الذي يرويه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن نِكَاحِ المُتْعَةِ يَومَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ”.^[5]

ما هو سبب تحريم اكل لحم الحمار الأهلي

سبب تحريم أكل لحم الحمير الأهلية هو الأحاديث المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمّا العلة من هذا النهي فلم ترد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنّما وردت في كلام بعض العلماء من اجتهادهم فقالوا إنّ تحريم لحمها جاء من أكلها العذرة، وهي الغائط، فقد كانت الحمر الأهلية تقمّ الأزقّة وكان الناس يستفيدون منها في نقل الأمتعة وغير ذلك، والواضح أنّ سبب تحريم لحمها هو ما تأكله هذه الحمر، والله أعلم.^[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز تربيه الغراب وما هو حكم أكل لحم الغراب في الإسلام

هل يجوز اكل لحم الحمار والحصان

إنّ لحم الحمار الأهلي محرّم كما هو منقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن صحابته الذين نقلوا عنه ذلك،^[2] وأمّا الحمر الوحشية فلحمها حلال عند العلماء واستثنى المالكية لحم الحمر الوحشية إذا استأنست وصارت أهلية، أنمّا إذا عادت لتوحّشه فهي حلال حينئذ،^[1] وأمّا الحصان فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّ أكل لحمه حلال ولا بأس به، والله أعلم.^[7]

حكم أكل لحم الحمير الأهلية عند الشيعة

يرى الشيعة أنّ أكل لحم الحمر الأهلية مكروه وليس محرّم، ويرون أنّ النهي عن أكل لحومها كان نهيًا آنيًّا وليس أبديًّا على سبيل التحريم، فهم يرون أنّ لحم الحمر الأهلية قد نهي عنه في وقت معين لأنّ الحمير كانت تحمل البضائع والناس وكانوا يستفيدون منها في وقت ما، وأمّا اليوم فقد زال المانع والسبب المؤدي للكراهة، ولذلك يرون اليوم أنّ أكل لحم الحمير ليس محرّمًا.

شاهد أيضًا: هل يجوز قتل الغراب وحكم تربيته في الإسلام

حكم أكل الحمار الوحشي عند الشيعة

يرى الشيعة أنّ أكل لحم الحمار الوحشي حلال مثله مثل البقر الوحشي والدجاج وغيره، فالمحرم عندهم هو ما ورد فيه نص يقطع بتحريمه في القرآن الكريم أو في النصوص المنقولة عن أئمتهم فيما يرون أنّها منقولة عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك فلحم الحمار الوحشي حلال عندهم.

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز اكل الحمار الوحشي وهل يجوز اكل لحم الحمار والحصان، بعد الوقوف على جواب هذه المسألة، والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بهذا الجانب من الفقه الإسلامية وبيان الاجوبة عليها من أقوال العلماء فيما فهموه عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعن صحابته رضي الله عنهم.