هل يجوز اكل لحم الثور

هل يجوز اكل لحم الثور وهو ما سيتم بيانه في سطور وفقرات هذا المقال، حيث تُعد من الأحكام الشّرعيّة الهامّة الّتي يبحث عنها الكثير من المسلمين، فقد أحل الله -سبحانه وتعالى- الطيبات لخلقه، وحرّم كل ما فيه ضرر على حياة الإنسان وصحّته وعقله، حيثُ إنّ الثور من مخلوقات الله التي يمكن الاستفادة من لحمها لما لها فوائد لجسم الإنسان، ومن خلال هذا المقال سوف نوضّح كل ما يتعلق بحكم أكل لحم الثور، كما سوف نمر على حكم أكل لحم الثور عند الطائفة الشيعية.

هل يجوز اكل لحم الثور

يجوز للمسلم أكل لحم الثور^[4]، حيث تمّ الاستدلال بذلك بقوله -تعالى- في كتابه العزيز: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”^[5]، حيثُ إنّ الثّور هو ذكر البقرة، والبقرة من بهيمة الأنعام، كما أنّ الثور ليس من الحيوانات الّتي ورد تحريمها بنصٍّ شرعيّ أو بالإجماع، فإذا تمّ ذبحها على الطريقة الشّرعية فأكلها مباح،  كما أجاز الشرع الإسلامي شرب لبن البقر فقد ورد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “علَيْكُمْ ‌بِأَلْبَانِ ‌الْبَقَرِ فَإِنَّهَا تَرِمُّ مِنْ كُلِّ شَجَرٍ، وَهُوَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ”^[6]، كما روت مليكة بنت عمرو أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ألبانها شفاءٌ، وسمنها دواءٌ، ولحومها داءٌ، (أي البقرُ )”^[7].

هل يجوز أكل لحم الثور عند الشيعة

بعد بيان هل يجُوز أكل لحم الثَّور قد يتساءَل البعض عن هل يجُوز أكل لحم الثَّور عند الشِّيعة، إنّ أكل لحم الثور هو من الأمور الجائزة عن الشيعة، حيثُ يعدّ الثور من البهائم التي التي حلّلوا أكلها، فقد أباحوا أكل لحوم الحيوانات التي تمّ ذبحها على الطريقة الشّرعيَّة، كما ورد في الموقع الرسمي للمرجع الشيعي علي السيستاني تعقيبًا على هذه المسألة فقد أجاب:^[8]

يحل لك أكل لحم الدجاج بأنواعه المختلفة والغنم والبقر والإبل والخيل والبغال والحمير وكبش الجبل وبقر الوحش وحمار الوحش والغزال. ويكره منها ولا يحرم أكل لحم الخيل والبغال والحمير الأهلية، ويحرم أكل كل ذي ناب كالأسد والثعلب وغيرهما، كما يحرم أكل الأرنب والفيل والدب والقرد وأيضا يحرم أكل الضب واليربوع والفأر والقنفذ والحية وغيرها من الحشرات، ويحرم أكل لحم ما وطئه الانسان من البهائم ويحرم لبنه ويحرم لحم نسله المتجدد بعد الوطء،  بالوطء هنا أن يمارس الانسان الجنس مع الحيوان، فإن كان الحيوان الموطوء مما يطلب لحمه كالإبل والبقر والغنم وغيرها وجب أن يذبح أولا ثم يحرق ويغرم الواطئ قيمته إذا كان غير المالك”.

فوائد لحم الثور

هُنالك العديد من الفوائد، والتي يمكن الحصول عليها عند تناول لحم الثور، فهو يحتوي على العديد من الفيتامينات المهمة لجسم الإنسان ومن ضمنها فيتامين B6، وفيتامين B12، بالإضافة إلى السيلينيوم والحديد، والزنك والفسفور، حيث تتضح هذه الفوائد جميعًا فيما يلي:^[9]

• الوقاية من هشاشة العظام، فهو يحتوي على فيتامين B3.
• يساهم في تكّون خلايا الدم الحمراء، فهو يُعتبر مصدرًا أساسيًا لفيتامين B12.
• يُساعد على تحسين كتلة العضلات لأنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين.
• تعزيز عمل جهاز المناعة، فهو يساهم في زيادة قدرة الجسم لمقاومة الأمراض.
• يُقلل من خطر الإصابة بفقر الدّم، وذلك من خلال إنتاج الهيموغلوبين والمحاقظة على مستوياته في الدّم.

هل يجوز أكل لحم الحصان

أجازت الشّريعة الإسلاميَّة أكل لحم الحصان لأنّه ليس من الحيوانات الّتي ورد تحريمها بنصٍّ شرعيّ أو بالإجماع^[10]، وقد دلّ على إباحته ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “نحرنا على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا فأكلناه”^[11]، حيث أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم ينهَ الصّحابة الكرام عن أكل الفرس ولو كان محرّمًا لنهاهم عن ذلك وما تركهم، كما قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تعقيبه على هذه المسألة الفقهية:^[12]

الجواب: نعم، لحم الخيل مباح هذا الذي عليه جمهور أهل العلم وهو الصحيح، والرسول ﷺ أذن في لحوم الخيل، وروت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: أنهم نحروا فرسًا على عهد النبي ﷺ في المدينة وأكلوها، فالمقصود: أن لحوم الخيل مباح، هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم. نعم.

الاطعمة التي حرمها الله في القرآن الكريم

إنّ الله -سبحانه وتعالى- حرم بعض اللّحوم وذكرها في  كتابه العزيز، وفيما يأتي سوف نذكرها بالتفصيل وهي كالآتي:^[13]

• لحم الخنزير:  إنّ الله -سبحانه وتعالى- حرّم كل ما في لحم الخنزير، فقد قال تعالى: “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّـهِ”^[14].
• الميتة: وهي تعبّر عن كل ما مات من الحيوانات دون الذّبح الشّرعي والتّذكية الشَّرعيَّة، فقد بيّن الله -تعالى- ذلك في كتابه العزيز، حيث قال: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ”^[15].
• الدّم: وهو الذي يجري من الذبيحة، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: ” قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا”^[2].
• كل ما ذبح لغير الله: وهي تشمل كلّ الذبائح والقربات التي تمّ تقديمها لغير الله -تعالى- وهو ما يدخل في باب الشِّرك بالله.

القاعدة في معرفة ما تم تحريمه من الحيوانات

إنّ الشرع الإسلامي الحنيف أوضح ما يُحرّم على الإنسان وما يحلّ له من الطّعام والشّراب، وقد اجتهد أهل العلم في تلك المسألة وبيّنوا بالإجماع والاختلاف ما يحلّ له وما يحرّم عليه وكما يُكره له أكله، حيثُ إنّ الأساس المتبع في تحريم الحيوانات كلّ ما جاء به نصٌّ شرعيٌّ واضحٌ من الكتاب أو السّنّة المباركة يدل على تحريمه،  وفي هذه المسألة نذكُرُ ما ورد عن موقع الفتاوى إسلام ويب:^[16]

وأما الأساس المتبع لتحريم الحيوانات فهو  كل ما نص الشرع على حرمته بعينه كالحمار الأهلي والخنزير، أو جنسه ككل ما يفترس بنابه من السباع  كالأسد، والذئب، والفيل، والكلب، ويحرم من الطير ما كان ذا مخلب أي ظفر يفترس به كالعقاب، والبازي، والصقر،  ويحرم ما  كان خبثه معروفاً كالفأرة والحشرات،  أو كان خبثه عارضاً كالجَلَّالة وهي الحيوانات التي تتغذى بالنجاسة،  فيحرم أكل لحمها حتى تحبس، وتعلف الطاهر، ويغلب على الظن طهارتها، أو كان معروفاً بأكل الجيف كالغراب، أو كان متولداً بين حلال وحرام كالبغل فهو من أنثى خيل نزا عليها حمار وقيل إنه يتبع لأمه، ويحرم أكل ما أمر الشارع بقتله كالحية والعقرب، أو نهى عن قتله كالنملة والنحلة ونحوها،  ويحرم أكل ما ذكر عليه اسم غير الله، أو ذبح لغير الله ويسمى فسقا، قال تعالى: أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ. (الأنعام:145).

حكم أكل اللحوم في أوروبا دار الإفتاء

لقد أباح الله تعالى للمسلمين طعام وذبائح أهل الكتاب من المسيحيين واليهود، ولذلك لا حرج على المسلم أن يأكل من اللحوم في الدول الغربية إذا كانت تذبح ذبحًا وتتم تذكيتها، أما إذا لم تكن تذبح ذبحًا بل تصعق فإنها في حكم الميتة ولا يجوز أكلها، ولذلك فإنه إذا كان الغرب في الدول الأوروبية يذبحون الحيوانات ذبحًا جاز الأكل منه، وقد أشارت العديد من الأحاديث النبوية إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل من ذبائح اليهود دون أن يسأل إذا كانوا قد سموا عند الذبح أو لم يسموا وهكذا فعل الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن المنع يأتي من الصعق أو الذبح أو غيرها من وسائل غير الذبح، وقد أشار دار الإفتاء إلى الخلاصة في ذلك: ^[17]

“وبناء على ذلك: فإذا جُهل حال اللحم أذبح بالطريقة الشرعية أم لا، وهل ذكر اسم الله عليه أم لا، وجب على مَن يتناول هذا اللحم أن يذكر اسم الله عليه ويأكل منه. أمَّا اللحم الذي عُلِم بيقين أنه لم يذبح أصلًا، إنما مات ضربًا أو خنقًا أو صعقًا أو غير ذلك فإنه يحرم على المسلم أكله. وقد جعل الله الذكاة -أي: الذبح- لحلّ أكل الحيوان إذا كان ممَّا يحلّ أكله شرعًا، واشترط الفقهاء لذلك شروطًا تتعلق بمَن يتولّى الذبح، وأخرى تتعلق بأداة الذبح، وشروطًا تتعلق بموضوع الذبح”.

مقالات قد تهمك

وهكذا نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على حكم أحد الاطعمة، فقد سلطنا الضوء على هل يجوز اكل لحم الثور، فقد بينّا ما هي الاطعمة التي حللها الله -سبحانه وتعالى- وما الأطعمة التي حرمها من خلال معرفة الأساس المتبع في ذلك، بالإضافة إلى معرفة رأي الشيعة في حكم أكل الثور.