هل يجوز التصدق عن شخص حي وكيف أنوي الصدقة عن شخص اخر

هل يجوز التصدق عن شخص حي وكيف أنوي الصدقة عن شخص اخر في الإسلام، حيث إنّ الصدقة هي من النوافل التي رغب بها الشرع الحكيم كثيرًا خاصةً وأنّ في الصدقة فوائد مادية على المجتمع إلى جانب الفائدة الروحية العائدة على الشخص نفسه، لذلك فإنّ هذا المقال سيتوقف مع معلومات هامة عن حكم الصدقة عن شخص آخر حي وهل يجوز إخبار ذلك الشخص أنّك تصدقت عنه ونحو ذلك من الأمور.

هل يجوز التصدق عن شخص حي

يجوز التصدق عن الشخص الحي أو حتى الميت كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، وفصّلوا قولهم بأنّ هذا من الإحسان إلى الآخر ويصل ثوابه إليه بإن الله تبارك وتعالى، وقد ذكر الإمام البهوتي في المسألة: “وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحوه لمسلم حي أو ميت جاز ونفعه لحصول الثواب له.. من تطوع وواجب تدخله النيابة كحج ونحوه أو لا، أي لا تدخله النيابة كصلاة وكدعاء واستغفار وصدقة وأضحية وأداء دين وقراءة وغيرها”، وقال بعض أهل العلم أنّ الثواب يكون للمُتصدَّق عنه وللمتصدِّق أيضًا يحصل له ثواب الصدقة، وقال آخرون بل يكون الأجر للمُتصدَّق عنه فقط ويحص المُتصدِّق على أجر الإحسان، فالله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاكل على جنابه وهل الأكل على جنابة يورث الفقر

كيف أنوي الصدقة عن شخص اخر

تُنوى الصدقة عن شخصٍ آخر من خلال إهداء الثواب للشخص المطلوب، بحيث لمّا يُقدم الصدقة للآخر فإنّه ينوي أن يا رب إنّ هذه الصدقة أهدي ثوابها إلى فلان سواءٌ كان حيًا أم ميتًا لا فرق في ذلك، لأنّ الصدقة يُمكن إهداء ثوابها كما ثبت ذلك عن علماء أهل السنة والجماعة، وفي ذلك تودد بين الناس وإحسان عظيم.^[1]

هل يجوز إخبار الشخص أني تصدقت عنه

يختلف الأمر في حال كانت الصدقة واجبة عن الشخص أم هي صدقة تطوع، فلو كانت صدقةً واجبة عن المُتصدّق عنه فيجب إخباره بإخراجها لا شك في ذلك أمّا لو كانت الصدقة غير واجبة فإنّه مخير بها أي يُمكن أن يقول له ولكن من دو أن يُتبع ذلك بمنية أو أذى أو إساءة وعدم تزعزع في النية فالأصل أنّ العبادات وقبولها مرتبط بالنوايا لا محالة، ولكن لو أخفاها لكان فضل فصدقة السر عظيمة جدًا قال تعالى: {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بعد ممارسة العلاقة الزوجية وهل يجوز الصيام على جنابة حدثت بعد الفجر

هل يجوز التصدق عن شخص مريض

يجوز التصدق عن الشخص المريض حتى ولو ظنّ الأخير أنّ مرضه مستعصيًا لا شفاء منه فكم من الأمراض كانت في سابق الزمان مستعصية لا يرون لها حلًا واليوم باتت أمراضًا بسيطة شفاؤها في جرعتين من الدواء بإذن الله، لذلك لا يصح اليأس من رحمة الله لا شيء أعظم من رحمته سبحانه، وكلما كانت الصدقة أكبر مع إنابة القلب ورجاء القلب أن يصل العمل إلى الله فيقبله وينفع الفقراء فإنّ الخير يُرجى أن يكون أكبر.^[3]

أما لو لم يكن الشخص ميسور الحال فيُمكن أن يتصدق بما تيسر له وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “سبقَ دِرهمٌ مائةَ ألفِ دِرهمٍ ؟ فقالَ رجلٌ : و كيفَ ذاكَ يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : ” رجلٌ لهُ مالٌ كثيرٌ ، أخَذ من عُرْضِه مائةَ ألفِ درهمٍ تصدَّقَ بها ، و رجُلٌ ليسَ لهُ إلَّا دِرهمانِ ، فأخذَ أحدَهما فتصدَّقَ بهِ”.^[4]

هل يجوز التصدق عن الوالدين وهم أحياء

يجوز التصدق عن الوالدين وهما أحياء أو حتى عن أحدهما فلا بأس في لك كله وجائز بل يُعد من البر والإحسان إلى الوالدين والله أوصى الأبناء ببرهم للآباء وأغدق عليهم من الصفات الحسنة بأنّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار بإذن الله، وقد أوصى الله بأن يُصاحبهما في الدنيا معروفًا وهذا من باب المصاحبة بالمعروف، قال العلماء فيما يصل ثوابه للميت وهو للحي أرجى: “(وأن يقرأ إلخ) والأجر له وللميت، وإن يهد ثواب ذلك للميت أو ينوه بالقراءة فيكتفي في حصول ثواب القراءة للميت بالقراءة عند قبره وكأن الميت هو القارئ، ويثاب القارئ أيضا، فقد نص إمامنا على أن من تصدق على الميت يحصل للميت ثواب تلك الصدقة وكأنه المتصدق بذلك، قال: وفي واسع فضل الله أن يثيب المتصدق”.^[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز رمي الجمرات الثلاث في يوم واحد وما هو وقت رمي الجمرات

هل يجوز التصدق عن شخص ظلمته

يجوز للمسلم أن يتصدّق عن شخص ظلمه ولا بأس في ذلك ويصل الثواب إليه بإذن الله، ولكن لا يتحلل من الظلم من خلال الصدقة، فالأصل التحلل من الشخص عينه الذي ظُلم وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “رحمَ اللَّهُ عبدًا كانت لأخيهِ عندَه مظلمةٌ في عرضٍ أو مالٍ فجاءَه فاستحلَّهُ قبلَ أن يؤخذَ وليسَ ثمَّ دينارٌ ولا درهمٌ فإن كانت لَه حسناتٌ أخذَ من حسناتِه وإن لم تَكن لَه حسناتٌ حمَّلوا عليهِ من سيِّئاتِهم”،^[6] فلو كانت المظلمة مادية فلا بدّ من ردها أو طلب العفو من الشخص وأمّا لو كانت معنوية ففي ذلك شروط كثيرة لا يتسع المقا لذكرها.^[7]

هل يجوز التصدق عن من تحب

يجوز للشخص أن يتصدق عن كل الناس ويصلهم الثواب بإذن الله تبارك وتعالى والأرجى أنّ الشخص لمّا يحب آخر أن يجعل التواصل بينهما شرعيًا ويوثق العلاقة برضا الله سبحانه وتعالى فالصدقة هي من أبواب الجنة بإذن الله وفيها خير عظيم، وهي من العبادات التي فيها تقوية إيمان وإعانة للفقير.^[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

اذا تصدقت عن شخص هل لي أجر؟

فضل الصدقة عن الغير

من فضل الصدقة على الآخرين:

• أنّ في ذلك ترقيق قلوب الأشخاص على بعضهم البعض، فالشخص الذي يتصدق عن غيره يشعر به ويألفه ويحبه ويحمل له خيرًا كبيرًا وهذا أرجى لإصلاح القلوب والأفئدة.
• أنّ في الصدقة عن الآخر مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: “المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ -أوْ طالِبُ حاجَةٍ- أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ، فقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ”.^[8]
• أن في الصدقة عن الآخر ثواب عظيم وهو ثواب الإحسان يُقدره الله تبارك وتعالى كيف يشاء.

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

ما هي فوائد الصدقة

من فوائد الصدقة المذكورة في الشرع الحكيم:

• أنّ الصدقة بإذن الله هي سبيل لتوسعة الرزق على الإنسان لأنّ المال ينمو إن تصدق العبد منه إلى الباري تبارك وتعالى.
• إنّ الصدقة تدفع عن صاحبها الشرور والبلايا، فالله قد يكتب على ابن آدم بعض الابتلاءات وتأتي الصدقة لتدفع ذلك البلاء عن الإنسان، وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء.
• أنّ صدقة السر سبب من أسباب الذين يظلهم في ظل يوم لا ظل إلا ظله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ”.^[9]