عناصر المقال
- 1 هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة
- 2 آراء المذاهب الفقهية في حكم الصيام مع نزول إفرازات بنية
- 3 آراء المذاهب المعاصرة في حكم الصيام مع نزول إفرازات بنية
- 4 هل يجوز الصيام مع نزول دم مصاحبٌ للإفرازات البنية
- 5 هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات طبيعية أو مرضية
- 6 هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية بعد الدورة
- 7 هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية قبل الدورة
- 8 هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة
- 9 ما هي أسباب نزول إفرازات بنية قبل الدورة
- 10 ما حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة
- 11 المراجع
هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ الدورة الشهريّة من مفطرات الصيام المجمع عليها بين فقهاء الشريعة الإسلامية، وقد تمرّ المرأة خلال هذه الفترة في مراحل، وبناءً عليها يتمّ إطلاق أحكام شرعية لكلّ مرحلة من المراحل، وسيتمّ تفصيل ذلك فيما يأتي.
هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة
إن الإجابة على سؤال هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة تعتمد على مدة الانفصال بين نزول هذه الإفرازات ونزول دم الحيض، فإذا كانت الأيام التي نزلت فيها الإفرازات البنية منفصلة عن الدم الغزير المنبعث من الرحم فليست من الحيض، مما يعني وجوب الصيام والصلاة، وتُعد دم استحاضة، كما وجب على المرأة أن تتوضأ عند كل صلاة لأن هذه الإفرازات داخلة في حكم البول؛ أي أنها لا تمنع الصلاة والصيام ولكنها توجب الوضوء عند كل صلاة.
أما إذا كانت هذه الأيام التي نزلت فيها الإفرازات البنية متصلة مع نزول الحيض، فهي من الحيض، مما يعني عدم الصيام والصلاة وتحتسب من أيام الدورة الشهرية، ومن الجدير بالذكر أن الكدرة التي تخرج بعد الدورة الشهرية ليست من الحيض وحكمها حكم البول، وعلى المرأة أن تصلي وتصوم وتتوضأ عند كل صلاة، ودليل ذلك ما قالته الصحابية أم عطية -رضي الله عنها-: “كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا”.[1][2]
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى المغرب
آراء المذاهب الفقهية في حكم الصيام مع نزول إفرازات بنية
سيتم فيما يأتي بيان آراء المذاهب الفقهية في حكم الصيام مع نزول إفرازات بنية:[3]
- الحنفية: إن الإفرازات البنية تعد حيضًا إذا وافقت أيام الحيض، وكذلك الكدرة والصفرة والخضرة والحمرة والسواد.
- أبو يوسف: إن الإفرازات البنية في أول الدورة الشهرية لا تعد حيضًا، فعلى المرأة أن تصوم وتصلي.
- الحنابلة: الإفرازات البنية تعد حيضًا إذا كانت داخلة في أيام الدورة الشهرية، أما إذا كانت بعد الطهر فليست من الحيض، ودليل ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (إن النساءَ كُنَّ يُرسلنَ الدُّرَجَةِ فيها الشيءُ من الصُّفرةِ إلى عائشةَ فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ).[4]
- الشافعية: إن الإفرازات البنية تعد حيضًا، سواء كان ذلك قبل دخول وقتها أم بعده، وسواء كانت موافقة للدورة الشهرية أو مخالفة لها، ودليل ذلك قول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (لا تَعجلنَ حتَّى ترَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ، تريدُ بذلك الطُّهرَ من الحيضِ).[4]
- المالكية: إن حكم نزول الإفرازات البنية قبل وقت الدورة الشهرية داخلة في حكم الحيض فإن كانت في وقت الحيض تُعدّ حيضًا، وإن كانت في وقت الاستحاضة فحكمها حكم الاستحاضة، وكذلك إذا كانت في وقت النفاس فلها حكم النفاس.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه قضاء
آراء المذاهب المعاصرة في حكم الصيام مع نزول إفرازات بنية
فيما يأتي بيان آراء المذاهب المعاصرة في حكم الصيام مع نزول إفرازات بنية:
- دائرة الإفتاء الأردنية: الإفرازات البنية تعد من الدورة الشهرية إذا كانت في نفس الوقت، شريطة أن لا تزيد مدتها عن خمسة عشر يومًا.[5]
- دائرة الإفتاء المصرية: إذا نزلت الإفرازات البنية أو الصفرة والكدرة قبل وجود نزيف الدورة الشهرية أو بعد الطهر فهي ليست من الحيض، وأما إذا نزلت هذه الإفرازات بعد انقطاع الدم وقبل نزول الطهر فهي من الحيض.[6]
- ابن باز رحمه الله: لا تعد الإفرازات البنية حيضًا إذا سبقت مدتها أو لحقته، شريطة عدم الاتصال بمده الحيض، ممّا يعني وجود فاصل بين نزول هذه الإفرازات ونزول الحيض نزولاً تامًا، أما إذا كان نزول الإفرازات البنية متصل بنزول الدم اتصالاً زمنيًا فذلك من الحيض.[7]
- ابن عثيمين: إذا نزلت الإفرازات البنية أثناء الحيض فهي من الحيض، وأما إذا نزلت قبل وقت الحيض أو بعده فليست من الحيض، فإن كانت المرأة مدة حيضها سبعة أيام ونزل الدم على صورة إفرازات بنية في اليوم الثاني أو الثالث فذلك من الحيض، أما إذا انتهت الأيام السبعة ونزل الطهر، ثم نزلت الإفرازات بعد ذلك، فلا تعد حيضًا.[8]
- يوسف القرضاوي: إن نزول الإفرازات البنية أثناء مدة العادة الشهرية فهي من الحيض، وأما إذا كانت قبله أو بعده فليست من الحيض.[9]
هل يجوز الصيام مع نزول دم مصاحبٌ للإفرازات البنية
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الإفرازات البنية التي تنزل في فترة العادة الشهرية تعد حيضًا، وعلى ذلك على المرأة أن تترك الصلاة والصيام إلى أن يتمّ حصول الطهر أو عند انقضاء خمسة عشر يومًا، وما بعد ذلك تكون داخلة في حكم الاستحاضة، مما يعني وجوب الغسل بعد انقضاء الخمسة عشر يومًا حتى مع استمرار نزول الدم، فيجب عليها الصيام والصلاة وأداء كافة العبادات على الصورة التي أمر الله تعالى بها والرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما وجب عليها قضاء الأيام التي فاتتها من صيام رمضان، ودليل ذلك قول عائشة رضي الله عنها:
(ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).[10]
ومن الجدير بالذكر أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن هذه الإفرازات البنية التي تسبق الحيض أو تلحقه فليست من الحيض، مما يعني وجوب الصلاة والصيام وأداء كافة العبادات مع الحرص على الوضوء عند كل صلاة كما بينا سابقًا، والله تعالى أعلم وأحكم.[11]
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون طهارة من الدورة الشهرية
هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات طبيعية أو مرضية
إن القول العام في حكم أداء العبادات كالصلاة والصيام مع نزول إفرازات طبيعية أو مرضية، فذلك لا يؤثر على أداء العبادات وإنما يؤثر على الطهارة، وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كانت هذه الإفرازات طاهرة أم نجسة، فقد ذهب بعض الفقهاء كالحنفية والحنابلة إلى أن الإفرازات التي تعرف بالماء الأبيض أو رطوبة الفرج طاهرة شريطة ألا تكون مختلط فيه مذيًا أو منيًا أو دمًا، وسواء كان ذلك من الرجل أو من المرأة، وخالف في ذلك أبي يوسف والمالكية ومحمد من الأحناف، فقالوا أن الإفرازات الطبيعية نجسة.
ذهب الشافعية إلى أن الإفرازات الطبيعية تقسم إلى نوعين؛ الإفرازات التي تخرج عند جلوس المرأة فهي طاهرة بصورة قطعية، والقسم الثاني: هو الإفرازات التي تخرج من الفرج فهي نجسة قطعًا، ومن الجدير بالذكر أن إفرازات المرأة إذا كانت في صورة مرضية فهي نجسة قياسًا على القيح والصديد والدم، مما يعني وجوب غسل البدن والثوب منها، وهي من ذوات الأعذار؛ كالمستحاضة فعلى المرأة أن تصوم وتصلي وأن تتوضأ عند كل صلاة.[12]
هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية بعد الدورة
إن الإفرازات البنية في فترة الحيض تعد حيضًا؛ كالصفرة والكدرة كما تبين سابقًا، ولكنها لا تعد حيضًا إذا تم نزول القصة البيضاء وهي علامة الطهر أو الجفاف التام، مما يعني على المرأة في الصيام والصلاة.[13]
شاهد أيضًا: هل يجوز تقبيل الزوجة اثناء الصيام
هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية قبل الدورة
إنّ أحكام الصلاة كأحكام الصيام من حيث الامتناع عنها أو الالتزام بها أثناء نزول الإفرازات البنية، وكما تبين سابقًا أن الإفرازات البنية إذا نزلت قبل الدورة الشهرية فإنها لا تعد من الحيض، إلا إذا كانت في المدة ذاتها أو كانت متصلة بنزول الدم بعد انقطاعه، مما يعني وجوب الصلاة إذا نزلت هذه الإفرازات في مدة العادة، أما إذا كان نزولها عند وجود علامات الحيض قبل دخول وقتها فإن ذلك من الحيض، ووجب الامتناع عن الصلاة.[14]
هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة
كما تمّت الإشارة سابقًا أن الإفرازات البنية إذا لم تكن في مدة الحيض فإنها ليست من الحيض، وإن رأت المرأة الطهر ثم نزلت الإفرازات البنية فعليها أن تتوضأ لكل صلاة، كما يجب عليها أن تستنجي قبل كل صلاة مع تجديد الوضوء والله تعالى أعلم وأحكم.[15]
ما هي أسباب نزول إفرازات بنية قبل الدورة
هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نزول إفرازات بنية قبل الدورة، والتي لم تكن من الحيض، لذلك سيتم بيان بعض هذه الأسباب فيما يأتي:[16]
- العدوى الفطرية والبكتيرية، والتي تسمى بالعدوى المهبلية.
- دخول جسم غريب إلى المهبل؛ كالصابون أو السدادة القطنية وغيرها من المواد.
- التغيرات التي تحدث بعد انقطاع الدورة الشهرية والتي تسبب جفاف المهبل.
- اتباع عادات النظافة الشخصية غير الصحية، كاستخدام الملابس الضيقة.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن شخص آخر حي
ما حكم الصيام عند نزول الدم البني قبل الدورة
إن الصيام واجب على المرأة قبل الدورة إذا نزل عليها الدم البني، فذلك لا يُعد من الحيض كما قال الحنفية والحنابلة، وذهب المالكية والشافعية إلى أن الإفرازات البنية والتي تسمى بالكدرة إذا نزلت في غير وقت الحيض سواء كان ذلك قبل موعد الدورة الشهرية أم بعدها فهي من الحيض ولا سيما إذا كانت في غير وقت الطهر، وعلى ذلك وجب عليها الامتناع عن الصيام وقضاء الأيام التي تفطرها.[17]
أجبنا في هذا المقال على سؤال: هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة كما بينا العديد من الأحكام المتعلقة بالصيام والصلاة للمرأة أثناء دورتها الشهرية وفي غير وقتها، ومن الجدير بالذّكر أن على المرأة وجوب الاطلاع على كافة الأحكام الشرعية المتعلقة بالفرائض، خشية تفويت فعل واجب عليها.
المراجع
- ^ صحيح البخاري، أم عطية، البخاري، 326، صحيح
- ^ binbaz.org.sa، يخرج قبل الدورة مادة بنية فهل تصوم وتصلي أثناءها؟، 24/04/2022
- ^ al-maktaba.org، باب الحيض، 24/04/2022
- ^ إرواء الغليل، أم علقمة، الألباني، 198، صحيح
- ^ aliftaa.jo، الحيض والنفاس والجنابة، 24/04/2022
- ^ dar-alifta.org، الصيام، 24/04/2022
- ^ binbaz.org.sa، حكم الإفرازات التي تسبق الحيض، 24/04/2022
- ^ islamqa.info، حكم الإفرازات والكدرة قبل الحيض، 24/04/2022
- ^ fiqh.islamonline.net، الإفرازات البنية اللاحقة للحيض ، 24/04/2022
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 335، صحيح
- ^ fiqh.islamonline.net، إفرازات بنية بعد الحيض، 24/04/2022
- ^ islamqa.info، السائل الذي ينزل من المرأة باستمرار لا يؤثر على الصيام، 24/04/2022
- ^ islamweb.net، حكم الصفرة والكدرة بعد رؤية علامة الطهر، 24/04/2022
- ^ islamweb.net، هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية قبل الدورة، 24/04/2022
- ^ islamweb.net، حكم إفرازات المرأة البنية، 24/04/2022
- ^ uptodate.com، Patient education: Vaginal discharge in adult women (Beyond the Basics)، 24/04/2022
- ^ al-maktaba.org، أوصاف دم الحيض، 24/04/2022
التعليقات