هل يجوز بلع سائل الرجل

هل يجوز بلع سائل الرجل هو من الأحكام الفقهية التي تطرق إليها الشرع الإسلامي وتحدّث عنها فقهاء المسلمين من أجل توضيح كل ما يتعلّق بالممارسة الزوجية بين الرجل والمرأة وتوضيح ما يحلّ وما يحرم في هذه العلاقة التي من خلالها يستمر النسل البشري على هذه الأرض، ومن خلال فقرات هذا المقال سوف نتحدّث عن مجموعة من الأحكام الفقهية والمسائل الإسلامية المهمة التي تتعلق بموضوع بلغ سائل الرجل في الإسلام.

هل يجوز بلع سائل الرجل

إنَّ بلع سائل الرجل غير جائز في الشريعة الإسلامية بحسب رأي غالبية علماء المسلمين، وعلى الرّغم من أنَّ هذا الحكم لم يرد فيه نص أو قول صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، ولكنّ طائفة من علماء المسلمين ذكرت أنّ سائل الرجل نجس وهذا ما يجعل بلعه محرمًا وغير جائز، كما أنّ الكثير من علماء المسلمين ذكروا أنّ بلع المني يخالف الفطرة الإنسانية السليمة، ولهذا فتحريم هذا الفعل أولَى من إباحته في ظل عدم ورود ما يبتّ في هذا الحكم من النصوص الشرعية، والله أعلم. ^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز للزوجين التجرد من الثياب وقت الممارسة الزوجية بدون أي غطاء

هل مني الرجل يوجب الغسل للمرأة

أجمع علماء المسلمين على أن مني الرجل لا يوجب الغسل للمرأة، وإنّما الذي يوجب الغسل بالنسبة للمرأة هو الإنزال فقط، فإذا أنزلت المرأة ماءها وجب الغسل، وإذا دخل ذكر الرجل في فرج المرأة مقدار الحشفة أيضًا وجب الغسل على كليهما، وهذا ما ثبت عن علماء المسلمين، والله تعالى أعلم. ^[2]

هل سائل الرجل نجس

لقد ذهب علماء وفقهاء المسلمين في مسألة طهارة مني الرجل أو نجاسته إلى ثلاثة أقوال، وهذه الأقوال هي: ^[3]

• القول الأول: ذهب بعض علماء المسلمين إلى أنّ المني أو سائل الرجل نجس كالبول تمامًا، فإذا وقع على الثوب أو الجسد فيجب على المسلم أن يغسله حتَّى يطهر من نجاسته، وهذا قول الإمام مالك وأتباع المذهب المالكي.
• القول الثاني: ذهب آخرون من علماء المسلمين إلى أنّ المني نجس ولكن إذا كان يابسًا يجوز فركه فيطهر المكان الذي علق عليه، وهذا قول أتباع المذهب الحنفي، وجاء عنهم في كتاب العناية في شرح الهداية ما سيأتي: “والمني نجس يجب غسله إن كان رطبًا فإذا جف على الثوب أجزأ فيه الفرك”، ودليلهم في هذا القول ما ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنه- ومَتنُ ما ورد هو: “سَأَلْتُ سُلَيْمانَ بنَ يَسارٍ، عَنِ المَنِيِّ يُصِيبُ ثَوْبَ الرَّجُلِ أيَغْسِلُهُ أمْ يَغْسِلُ الثَّوْبَ؟ فقالَ: أخْبَرَتْنِي عائِشَةُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَغْسِلُ المَنِيَّ ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصَّلاةِ في ذلكَ الثَّوْبِ، وأنا أنْظُرُ إلى أثَرِ الغَسْلِ فِيهِ”. ^[4]
• القول الثالث: ذهب أغلبية علماء المسلمين إلى أنّ المني أو سائل الرجل طاهر وغير نجس، وهو كالبصاق والمخاط تمامًا، وهذا قول الإمام الشافعي وقول أحمد بن حنبل، وعليه مشى علماء الشافعية والحنابلة فيما بعد، والدليل في هذا القول هو ما جاء في صحيح مسلم ومتنه: “أنَّ رَجُلًا نَزَلَ بعائِشَةَ، فأصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ فقالَتْ عائِشَةُ: إنَّما كانَ يُجْزِئُكَ إنْ رَأَيْتَهُ أنْ تَغْسِلَ مَكانَهُ، فإنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ ولقَدْ رَأَيْتُنِي أفْرُكُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَرْكًا فيُصَلِّي فِيهِ. وفي رواية: عن عائِشَةَ في المَنِيِّ قالَتْ: كُنْتُ أفْرُكُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ” ^[5]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في هذه المسألة أيضًا: “هذا من خصائص المستقذرات، لا من أحكام النجاسات، فإن عامة القائلين بنجاسته لا يجوزون مسح رطبه”.

ما حكم بلع المذي

اتفق غالبية أهل العلم على تحريم بلع المذي والمني على الرغم من عدم ورود نص صريح في التحريم، ولكنّ الفطرة الإنسانية السليمة تخالف هذا الفعل، ولهذا كان من الأولى تحريمه، وجدير بالقول إنّ المذي نجس ولكنه خفيف النجاسة بحسب قول أغلب فقهاء المسلمين، وهذا ما يجعل تحريم بلعه ثابتًا عند الفقهاء، وفيما يأتي نذكر قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- عن المذي: ^[6]

أما المني فطاهر كما دلت على ذلك السنة، وأما المذي فنجس لكنه خفيف النجاسة يكفي فيه النضح بدون غسل ولا فرك، والنضح معناه: أن يصب عليه ماء يستوعبه، فيكون بمنزلة بول الغلام الصغير الذي لا يأكل الطعام وإنما يتغذى باللبن

هل يجوز النكاح من الفم عند السنة

ذهب علماء المسلمين إلى أنه يجوز للمسلم نكاح زوجته من الفم إذا كان برضاها وهذا ما يُعرف باسم الجنس الفموي، والجنس الفموي في الإسلام مُباح ولم يرد فيه نص يحرمه، والثابت عن علماء المسلمين أنه يجوز للزوجين الاستمتاع بما شاءا من طرق الاستمتاع إلّا أن يأتي الرجل زوجته من دبرها أو أن يأتيها في فترة الحيض والنفاس، ولا بد من القول إنّه من الواجب على المسلم أن يعاشر زوجته بالمعروف فلا يجبرها على ما لا تريد أو ما يعود عليها بالضرر الصحي أو غير ذلك، قال تعالى في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا” ^[7]والله تعالى أعلم. ^[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز شرب حليب الزوجة

هل يجوز للزوج شرب مني زوجته

لم تذكر النصوص الشرعية الإسلامية في مصادر التشريع الإسلامي ما يحرّم شرب مني الزوجة، ولكنّ علماء المسلمين أفتوا بحرمة هذا الأمر بسبب منافاته للفطرة الإنسانية السليمة، وخوفًا من الأضرار الصحية التي سوف تنجم عن مثل هذه الأفعال، وكما أنّه لا يجوز للمرأة أن تشرب مني زوجها، فالحكم للزوج مشابه تمامًا، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى وهو شافعي المذهب: “هل يحل أكل المني الطاهر؟ فيه وجهان: الصحيح المشهور أنه لا يحل لأنه مستخبث”، والله أعلم. ^[9]

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال وختامه بعد أن قدمنا فيه معلومات مفصلة عن هل يجوز بلع سائل الرجل وعرضنا فيه مجموعة من المعلومات المهمة عن هل مني الرجل يوجب الغسل للمرأة وعن حكم بلع المذي للزوجة وعن هل يجوز النكاح من الفم عند السنة وختمناه بالحديث عن هل يجوز للزوج شرب مني زوجته.