عناصر المقال
هل يجوز تحديد النسل وما حكم تنظيم النسل، وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، فهو يُعتبر أحد الأحكام الشرعية التي ينبغي على المسلم معرفتها، وهو من الأسئلة التي يتساءل عنها العديد المسلمون، لأنه من الأمور التي يلجئون للعديد من الأسباب، وقد نبه الله -تعالى- عباده في المحافظة على النسل، ولكنه لم يمنعهم من تنظيم النسل، وكذلك حثّ على التكاثر والتناسل لتقوى شوكة الإسلام، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان حكم هل يجوز تحديد النسل، ثم سنتعرف على دليل تحريم تحديد النسل وغيرها من الأحكام الضرورية والمهمة والتي يجب على المسلم معرفتها.
ما هو تحديد النسل
يعتبر تحديد النّسل بأنه من الأمور التي يلجأ إليها الكثير من الأشخاص من أجل منع الحمل بشكل دائم، ويكون منع لحمل بعدة طرق منها، إجراء عمليات جراحية لإزالة الرحم، أو ربط قنوات فالوب، أو استخدام بعض الأجهزة كالغرسات التي تبقى في الجسم لفترات طويلة، ويكون اعتماد أحد طرق الطرق أما بمجرد الزواج، أو بعد إنجاب طفل أو اثنين أو ثلاثة، وتُعتبر هذه الوسائل بشكل عام فعالة وآمنة للاستخدام من قبل معظم النساء الأصحاء، ولكنها من الأمور التي حرمها الدين الإسلامي، لأنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أوصى أمته بالحرص على المزيد من الذرية، وعدم تحديد النسل في الكتاب والسنة، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الطرق يمكن للسيدة أن تلجأ إليها فقط لأسباب طبية، بحيث يكون الهدف علاج مشاكل صحية معينة، أو حرصًا على تربية الأولاد التربية الإسلامية.[1]
هل يجوز تحديد النسل
بيّن الدين الإسلامي الحنيف بأنه لا يجوز تحديد النسل وهو القول الراجح على أقوال أهل العلم، ولكن يجوز تنظيمه لأسباب شرعية، والأفضل للمسلم أن يحرص على أن يكون له ذرية صالحة تنفعه في الدنيا، وتنفعه في الآخرة، فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[2]، فالأبناء هم خير نعم الله، وفيهم فائدة لأمة المسلمين، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بزيادة النسل؛ حتى يكثر جمع المسلمين، وقد استند العلماء إلى ذلك يما رواه معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنه قال: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-، فقالَ: إنِّي أصَبتُ امرأةً ذاتَ حسبٍ وجمالٍ، وإنَّها لا تلِدُ، أفأتزوَّجُها، قالَ: لا ثمَّ أتاهُ الثَّانيةَ فنَهاهُ، ثمَّ أتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ: تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ”[3]، وبناءً على ذلك لا يجوز تحديد النسل، فهو أمر مصادم للفطرة الإنسانية، التي فطر الله الخلق عليها، وللشريعة الإسلامية، التي ارتضاها الرب تعالى لعباده، ولذلك يجب على المسلم أن ينصاع لأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا يمنع ما رزقه الله تعالى به، والله أعلم.[4]
دليل تحريم تحديد النسل
أجمع العلماء على تحريم تحديد النسل لأنه مخالف للشريعة والفطرة، واستدلوا على ذلك بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث عن زيادة النسل، وقد بيّن الدين الإسلامي بأنّ كثرة الأمة وكثرة النسل من نعم الله عز وجل، وفيما يأتي سيتم بيان بعض من الأدلة على زيادة النسل وعدم تحديده، ومنها:
- عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنه قال: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-، فقالَ: إنِّي أصَبتُ امرأةً ذاتَ حسبٍ وجمالٍ، وإنَّها لا تلِدُ، أفأتزوَّجُها، قالَ: لا ثمَّ أتاهُ الثَّانيةَ فنَهاهُ، ثمَّ أتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ: تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ”[3].
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً ويقول: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة”[5].
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء”[6].
- قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}[7].
- قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}[8].
هل يجوز تحديد النسل بسبب الفقر
لا يجوز تحديد النسل بسبب الفقر؛ لأن الله -تعالى- هو الرزاق ذو القوة المتين، فقد قال -سبحانه وتعالى- في كتابة العزيز: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[9]، وقال أيضًا: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}[10]، حيثُ بيّن الله في كتابه بأنّ كل مخلوق يولد له رزقه، فالله توكل برزق عباده حتى يموتوا، وبناءً على ذلك لا يجوز تحديد النسل مطلقًا، حتى تحديده لمجرد صعوبة المعيشة أو خوف الفقر لا يجوز، لما في ذلك من ضعف اليقين في وعد الله -تعالى- بالرزق، كما فيه إساءة ظن بالله -عز وجل- ومصادمة شرع الله الذي ارتضاه لعباده، فالرِّزق بيده وحده، لذا ينبغي على المسلم أن يتوكل على الله -عز وجل- ويحسن الظن فيه، فهو وحده يرزق من يشاء بغير حساب، لقوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[11]، فمن الأفضل أن يزيد المسلم من نسله لتكثر الأمة الإسلامية، وبالتالي تزداد قوة ويزداد أتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.[12]
حكم تحديد النسل ابن عثيمين
بيّن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في الفتاوى بأنَّه لا يجوز تحديد النّسل، فهو من الأمور المحرمة في الإسلام، وأيضًا ذكر بأنه لا يجوز تحديد النسل خوفاً من الفقر أو عدم القدرة على تأديب الأولاد، ففي هذه الحالة يكون المسلم مسيئًا للظن بالله تبارك وتعالى، والله -سبحانه وتعالى- هو من بيده الأمور، وفيما يأتي نستعرض الفتوى بالتفصيل:[13]
إن منع الحمل على نوعين: أحدهما أن يكون الغرض منه تحديد النسل؛ بمعنى أن الإنسان لا يتجاوز أولاده من ذكور أو إناث هذا القدر، فهذا لا يجوز؛ لأن الأمر بيد الله عز وجل، ولا يدري هذا المحدد لنسله، فلعل من عنده من الأولاد يموتون فيبقى بلا أولاد. والنوع الثاني من منع الحمل لتنظيم النسل؛ بمعنى أن تكون المرأة كثيرة الإنجاب، وتتضرر في بدنها أو في شئون بيتها، فهذا لا بأس به بإذن الزوج؛ لأن هذا يشمل العزل الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه، ولم ينه عنه الله ولا رسوله، وموضوع تحديد النسل أو تنظيمه للخوف من الرزق هذا لا شك أنه سوء ظن بالله عز وجل، وأنه يشبه من بعض الوجوه ما كان يفعله أهل الجاهلية من قتل أولادهم خشية الفقر، وهذا لا يجوز؛ لأن فيه هذين المحظورين؛ وهما سوء الظن بالله سبحانه وتعالى، والثاني مشابهة عمل الجاهلية من بعض الوجوه.
هل يجوز تحديد النسل ذكر أو أنثى
لا حرج على المسلم إن قام بتحديد جنس المولود من ذكر أو أنثى، سواء كان بالطرق الطبيعية أو الطرق المخبرية، حيثُ إنّ طلب جنس معين له أصل في الشرع، فقد قال -تعالى- في القرآن الكريم: {فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا}[14]، كما أنّ هذا الفعل لا ينافي رضى المسلم بالقضاء والقدر، لأن الله -تعالى- يهب لمن يشاء ذكرًا أو أنثى، بدليل قول الله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَأَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }[15]، ويجدر بالذّكر أنه لا حرج على المسلم في أن يطلب شيئا من زينة الحياة الدنيا ما دام من سبيل مشروع، ومن الأفضل للمسلم أن يصبر ويترك الأمر لله -سبحانه وتعالى- فهو أدرى بمصالح عباده، فقد يعطى الرجل من الذكور من يكون سببا لشقائة ونكده، ويعطى من الإناث ما فيه كثير من الخير والبركة، والله أعلم.[16]
حكم تنظيم النسل في المذاهب الأربعة
اتفق العلماء في جواز تنظيم النسل واستدلوا بما جاء عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: ” أَصَبْنَا سَبْيًا، فَكُنَّا نَعْزِلُ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَوَإِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ -قَالَهَا ثَلَاثًا- مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ”[17]، حيثُ إنّ الإسلام أباح تنظيم النّسل أو ما يعرف بالعزل لأنّ فيه تخفيف على الزوجبن وفي نفس الوقت الحفاظ على النّسل، ولكن اختلف علماء المذاهب الفقهية في حكم العزل بإذن الزوجة أو دون إذنها، والرّاجح أن العزل مباح إذا كان بإذن الزوجة، وفيما يأتي سيتم بيان الاختلاف الذي جا فيما بينهم على النحو الآتي:[18]
- القول الأول: لا يجوز العزل إلا بإذن الزوجة، وهو قول المالكية والحنفية واستدلوا بذلك بما جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قَالَ: “نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْزَلَ عَنِ الْحُرَّةِ إِلَّا بِإِذْنِهَا”[19].
- القول الثاني: إن العزل مكروه بالمطلق، وهو قول عند المالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدلوا بذلك بما جاء عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ -رضي الله عنها- قَالَتْ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي أُنَاسٍ سَأَلُوهُ عَنِ الْعَزْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ»، وَهِيَ: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}”[20]، واحتجوا بأنّ قول الرسول ” الوأد الخفي” يدل على الكراهة.
- القول الثالث: يحرم العزل بالمطلق، قهو قول عند الشافعية والحنابلة، واستدلوا بما جاء عَنْ جدامة بنت وهب -رضي الله عنها- قَالَتْ: :حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي أُنَاسٍ سَأَلُوهُ عَنِ الْعَزْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ»، وَهِيَ: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴾”[20].
- القول الرابع: يستحب استئذان الزوجة في العزل، وهو القول الراجح، بحيث استدلوا على أنّ للزوجة حق في الجماع، ولها المطالبة في أي أن يكون دون عزل أي أن يكون الجماع تام.
شاهد أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف
الأدلة على تنظيم النسل
كان العزل مباحًاعلى زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد فعل ذلك الصحابة رضوان الله عليهم، ويقصد بالعزل أي نزع الذكر من الفرج إذا قارب الإنزال، وقد وردت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعضها يُفيد جواز العزل وبعضها يُفيد المنع، فيما يأتي سيتم بيانهما بالتفصيل:
الأدلة على جواز تنظيم النسل
ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث الصحيحة التي تدل على جواز تنظيم النسل، فقد أباحه الإسلام من أجل التخفيف على الزوجين مشقة تربية الأولاد، وضمان سلامة الحمل عند المرأة بسبب كثرة الولادة، وفيما يأتي سيتم بيان الأدلة من السنة النبوية على جواز تنظيم النسل:
- عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالقُرْآنُ يَنْزِلُ”[21].
- عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: [إِنَّ لِي جَارِيَةً، هِيَ خَادِمُنَا وَسَانِيَتُنَا – تسقي لنا النخل – وَأَنَا أَطُوفُ عَلَيْهَا، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَحْملَ، فَقَالَ: «اعْزِلْ عَنْهَا إِنْ شِئْتَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا»، فَلَبِثَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ حَبِلَتْ، فَقَالَ: «قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا”[22].
الأدلة على منع تنظيم النسل
فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي استدل بها العلماء بأنه لا يجوز تنظيم النسل، وذلك لتفويت حق المرأة، وقد قيل أيضًا لمعاندة القدر، وتفويت بعض مقاصد النكاح، وهو تكثير نسل أمة النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك فالأولى تركه، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:
- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: “أَصَبْنَا سَبْيًا، فَكُنَّا نَعْزِلُ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَوَإِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ»؟ – قَالَهَا ثَلاَثًا – «مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ إِلَّا هِيَ كَائِنَة”[17].
- عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: “ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: “وَمَا ذَاكُمْ؟” قَالُوا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ تُرْضِعُ، فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ، وَالرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْأَمَةُ فَيُصِيبُ مِنْهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ، قَالَ: «فَلَا عَلَيْكُمْ أَلَا تَفْعَلُوا ذَاكُمْ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ»، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: [فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَكَأَنَّ هَذَا زَجْرٌ”[23].
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا هل يجوز تحديد النسل وما حكم تنظيم النسل، والذي بيّنا فيه ما هو تحديد النَّسل، ثمّ أدرجنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، وقد أرفقنا هل يجوز تحديد النسل بسبب الفقر، وحكم تحديد النسل ابن عثيمين، ثمّ أدرجنا دليل تحريم تحديد النسل، كما تطرقنا من خلال مقالنا إلى بيان حكم تنظيم النسل في المذاهب الأربعة، ثمّ ختمنا المقال ببيان أدلة الجواز والمنع على تنظيم النسل.
المراجع
- ^ webmd.com، Do You Know Your Long-Term Birth Control Options?، 24/04/2023
- ^ سورة الكهف، الآية 46
- ^ صحيح أبي داود ، معقل بن يسار، الألباني، 2050، حسن صحيح
- ^ islamweb.net، قرار المجمع الفقهي حول تحديد النسل، 24/04/2023
- ^ آداب الزفاف، أنس بن مالك ، الألباني ، 17، إسناده حسن وله شواهد .
- ^ صحيح ابن ماجه، عائشة أم المؤمنين ، الألباني، 1508، حسن.
- ^ سورة النحل ، الآية 72
- ^ سورة الإسراء، الآية 31
- ^ سورة هود ، الآية 6
- ^ سورة العنكبوت ، الآية 60
- ^ سورة البقرة ، الآية 216
- ^ ar.islamway.net، حكم تنظيم النسل بسبب قلة الدخل، 24/04/2023
- ^ binothaimeen.net، ما حكم تحديد النسل؟، 24/04/2023
- ^ سورة مريم ، الآية 6
- ^ سورة الشورى، الآية 49-50
- ^ islamweb.net، حكم تحديد جنس المولود بالطريقة المخبرية، 24/04/2023
- ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري ، مسلم ، 1438، صحيح.
- ^ alukah.net، تنظيم النسل (1)، 24/04/2023
- ^ ضعيف ابن ماجه، عمر بن الخطاب، الألباني،378، ضعيف.
- ^ نخب الأفكار، جدامة، العين، 10/379 ، [له] ثلاث طرق صحاح.
- ^ صحيح البخاري، جابر بن عبدالله ، البخاري ، 5209 ، صحيح.
- ^ تخريج المسند لشعيب، جابر بن عبدالله، شعيب الأرناؤوط، 15140، صحيح.
- ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري ،مسلم 1438 ، صحيح.
التعليقات