عناصر المقال
هل يجوز حرق القرآن، حيث يُعدّ القرآن الكريم أعظم كتاب سماوي، وهو آخر الكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، إذ نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويحرص المسلمون على تلاوته والمحافظة عليه؛ لأنه يحمل قدسيةً عظيمة، كما أنه غذاء للروح تطيب به الأفئدة والسرائر، وفي هذا المقال سنبيّن لكم هل يجوز حرق القرآن الكريم أم لا.
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو أحد الكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رُسُله، ويُعدُّ القرآن أعظم هذه الكتب وأشرفها؛ لأنه نزل على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونزل في أكرم الشهور شهر رمضان المبارك، وفي أعظم ليلة من هذا الشهر، ليلة القدر التي تتنزل الملائكة والروح فيها، وقد نزل القرآن الكريم على أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بلسان عربي مبين، حيث قال الله عز وجل في القرآن: “وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ”[1]، وقد جاء القرآن ليكون آية وبرهانًا على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، وليكون منهاجا للأمة وشفاءً لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وهداية للناس أجمعين، أنزله الله لنتلوه حق تلاوته ونتبعَه حق اتباعه، ولنتدبر آياته ونتفكر في معانيه، أنزله الله لنقفَ عند حدوده فنُحلُّ حلاله ونحرم حرامه ولا نحرفه عن مواضعه. [2]
هل يجوز حرق القرآن
نعم يجوز حرق القرآن الكريم إذا كان الآن متقطعًا وتالفًا ولا يُنتفع به أو إذا كان الحرق سهوًا فلا بأس في ذلك، وأمّا من حرق القرآن الكريم عامدًا متعمدًا وهو مبغض وسابٌّ له، فذلك ردّة عن الإسلام -والعياذ بالله- وكفرٌ أكبر، وهذا الحرق يستوجب العقاب في الدنيا والآخرة، وأمّا من حرقه عمدًا، لأنه متقطع لا ينتفع به حرقه لئلا يمتهن فلا بأس عليه؛ لأن القرآن إذا تقطع وتمزق ولم ينتفع به يحرق أو يدفن في محل طيب حتى لا يمتهن، فإذا كان حرقه سهوًا، ولم يدرِ أنه قرآن فلا حرج عليه في ذلك، أو حرقه عمدًا لأنه متقطع، ولا يصلح للقراءة فيه فحرقه حتى لا يمتهن فلا بأس بذلك، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والحمد لله رب العالمين. [3]
هل يجوز حرق القرآن الكريم عمدا
نعم يجوز حرق القرآن الكريم عمدًا إذا كان تالفًا لا يُنتفع به، أو إذا كان هناك خللٌ فيه كأن تكون طباعته فاسدة مُغيرة للقرآن، من خلال إدخال آيات في آيات، فلا بأس من إحراقه في مثل هكذا حالات، حيث أحرق سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه المصاحف التي رأى أن من الواجب عدم بقائها، فإمّا أن تُحرق أو تُدفن في أرضٍ طيبة، وهذا إذا كان القرآن تالفًا لا يُنتفع به، وأمّا إحراق القرآن عبثًا وهو سليم؛ فلا يجوز؛ لأنه إتلاف للمال بغير حقٍّ، بل يجب الحفاظ عليه بعناية شديدة؛ لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، وأمّا ن كان إحراقه إهانةً له، واستكبارًا عن اتِّباعه، وقصدًا لهذا؛ فهذه ردَّةٌ عن الإسلام وكفرٌ أكبر، نعوذ بالله من هكذا أفعال تِغضب العزيز الجبار، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحافظون على قرآنهم في قلوبهم وصدورهم وفي كل الأوقات. [4]
حكم حرق المصحف الذي تمزق
يجوز حرق المصحف الذي تمزق وأصبح تالفًا ولا يُمكن أن يُنتفع به، فيكون الإحراق جائزًا خشيةً عليه من الامتهان أو أن يُدفن في أرضٍ طاهرة، فهذا ما فعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم، فقد حرّقوا المصاحف ودفنوها؛ لمَّا جمعوا النَّاس على مصحفٍ واحد، وهو مصحف عثمان بن عفان رضى الله عنه، حرَّقوا ما عداه من بقية المصاحف، فالمصحف إذا كان في حالةٍ لا يُمكن الانتفاع، فإنَّه إمَّا أن يُدفن في مكان طاهر، وإمَّا أن يُحرق، وكلا الأمرين فعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نسأل الله عز وجل أن يجعل من القرآن الكريم شفاءً لصدورنا وربيعًا لقلوبنا، وأن يجعله مصاحبًا لنا في جميع الأوقات، والله ولي التوفيق. [5]
حكم حرق المصحف سهوا
من قام بحرق المصحف سهوًا وهو غير متعمدٍ أو قاصدٍ لذلك، فلا إثم عليه ولا بأس في ذلك، وكذلك من يحرق المصحف عمدًا لأنه متقطع وتالف ولا ينتفع به، فلا إثم عليه ولا بأس في ذلك، فإمّا أن يحرق أو يدفن في تراب طاهر طيب، وذلك خشية أن يمتهن القرآن الكريم، ففي كلتا الحالتين لا بأس على من يقوم بحرق المصحف الشريف، ولكن من أحرق القرآن الكريم كارهًا وسابًا ومبغضًا له، فهذا ردة عن الإسلام ومنكر عظيم، وهكذا لو قعد عليه أو وطأ عليه برجله إهانة له، أو لطخه بالنجاسة، أو سبه، أو سب من تكلم به، فهذا كفر أكبر وردة عن الإسلام، والعياذ بالله، نسأله الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يحافظون على القرآن وقداسته، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والحمد لله رب العالمين. [6]
حكم حرق المصحف إسلام ويب
بعد معرفة هل يجوز حرق القرآن الكريم أم لا، لا بُدَّ من معرفة رأي موقع إسلام ويب الإلكتروني الذي يختص بالفتاوى الشريعة، وقد في هذا الموقع بخصوص هذه المسألة أن القرآن الكريم أو المصحف الصالح للقراءة لا يحرق لحرمته، وإذا أحرق عمدًا وامتهانًا يكون كفرًا عند الجميع وردة عن الإسلام -والعياذ بالله- وأمّا إن كان المصحف غير صالح للقراء كأن تكون أوراقه ممزقة، أو أصابها التلف، فلا حرج في حرقه حفظًا له، أو دفنه في تراب طيب طاهر، فقد يكون ذلك واجبًا إن لم يحفظ ويصن إلا بهذا، نسأل الله العزيز الحكيم أن يجعلنا ممن يحافظون على القرآن ويتمسكون به، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار. [7]
هل يجوز رمي المصحف في البحر
يجب على المسلم تعظيم القرآن الكريم ولا يجوز امتهانه أو الاستهتار به أو الإساءة إليه، فهو كلام رب العالمين، ويجب أن يمتنع المسلم عن إلقاء القرآن الكريم في أماكن تهينه أو أن يوضع بشكل غير لائق، بل الواجب تعظيمه في كل الأحوال، ولا يجوز رمي المصحف في البحر لأن في ذلك عدم احترام للقرآن ورميه دون احترام، وإنما إذا كان القرآن تالفًا لا يصلح للاستعمال يجوز دفنه في مكان محترم أو يمكن حرقه حتى لا يمتهن، وقد أشار الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى ذلك بقول: “وإذا كان المصحف تالفاً لا يصلح للاستعمال جاز دفنه في مكان محترم أو حرقه لئلا يضيع ويتعرض للامتهان، فقد كان السلف رضوان الله عليهم يدفنون المصاحف أو يحرقونها صيانة لها، وأما وضعه في البحر فإنه في الحقيقة أقرب إلى الامتهان منه إلى الاحترام، وبالتالي فلا نرى إباحته”.[8]
مقالات قد تهمك
ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم هل يجوز حرق القرآن الكريم، حيث يجوز حرقه إذا كان الآن متقطعًا وتالفًا ولا يُنتفع به أو إذا كان الحرق سهوًا فلا بأس في ذلك، وأمّا من حرقه عامدًا وهو مبغض وسابٌّ له، فذلك ردّة عن الإسلام.
المراجع
- ^ سورة الشعراء، الآية 192-195
- ^ alukah.net، القرآن الكريم، 23/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، ما حكم إحراق المصحف؟، 23/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، حكم إحراق القرآن سهواً وعمداً، 23/11/2024
- ^ islamqa.info، حرق أوراق المصحف الذي تمزق، 23/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، ما حكم من أحرق أوراق القرآن الكريم سهوا، 23/11/2024
- ^ islamweb.net، لايجوز حرق المصحف إلا لمصلحة، 23/11/2024
- ^ islamweb.net، هل يلقى المصحف التالف في البحر، 23/11/2024
التعليقات