اخر موعد لقص الشعر للمضحي ، هل قص الشعر يبطل الأضحية

اخر موعد لقص الشعر للمضحي وهو إحدى أهم المسائل الفقهية التي ينبغي على المسلم معرفتها، حيثُ تعتبر الأضحية بأنها سنَّة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذبحها المسلم في عيد الأضحى المبارك تقربًا إلى الله -سبحانه وتعالى- وابتغاء مرضاته، ولكن تحيط بالأضحية العديد من الأحكام الشرعية التي يحرص المسلمون على معرفتها كي يتجنبوا الوقوع في الأخطاء ويتمكنون من تقديم الأضحية لله -تعالى- على الوجه الصحيح، ومن خلال هذا المقال سوف يتم آخر موعد لقص الشعر للمضحي.

قص الشعر والاظافر للمضحي

إنّ قص الشعر والأظافر هما من الأمور التي يمتنع عنها المضحي؛ أي الشخص الّذي يريد أن يذبح من بهائم الأنعام في عيد الأضحى، ويكون ذلك تقرّباً لله تعالى، حيثُ إنّ الإمساك عن قص الشعر والأظافر للمضحي  تُعدّ سنَّة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يتم تطبيق هذا الأمر من قبل صاحب الذّبيحة دون أهله وزوجته وأولاده، ودون أن يطبّق أيضاً على الموكّل بالذّبح، ولكن إن فعل المسلم ذلك وخالف أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقصّ من شعره أو قصّ أظفاره، فلا فدية أو كفّارة تترتّب عليه، بل عليه فقط أن يستغفر الله -تعالى- ويتوب إليه على تقصيره، ومخالفة سنّة نبيّه، وقد قال الشّوكانيّ في كتابه نيل الأوطار إن الحكمة من تشريع عدم الأخذ من الأظافر والشّعر للمضحّي، هي أنّ تعتق كلّ أجزاء جسده من النّار، فلا يكون هناك جزءٌ ولو كان ظفراً لا يعتقه الله -تعالى- من النّار، والله أعلم.^[1]

اخر موعد لقص الشعر للمضحي

يعتبر آخر موعد لقص الشّعر للمضحي هو قبل غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، عند رؤية هلال شهر ذي الحجَّة، ^[2]، فإذا كان المسلم يريد التَّضحية عليه أن يتوقف عن قص أظافره وشعره، كما يتوجب أن لا يأخذ شيئًا من بشرته وجلده، وفي هذا المسألة لا فرق بين الرجل والمرأة، ويشمل هذا الحكم الشَّخص المضحي دون باقي أهله، فلا يحرم شيئًا من ذلك على زوجته وأولاده، ولا على الوكيل، فإذا ثبت دخول شهر ذي الحجة بمجرد رؤيته الهلال دخل في وقت المنع، فقد ورد عن عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ”^[3].

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت الاضحية وما هي شروطها

متى اخر يوم لقص الشعر والاظافر للمضحي

إنَّ قص الشعر والأظافر للمضحّي قبل الذبح هي من السنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد بيّن أهل العلم بأنَّ آخر يوم لقص الشعر والأظافر للمضحي هو اليوم الأخير من شهر ذي القعدة وذلك حسبما جاء في السنة النبوية، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظافره شيئًا حتى يُضحي”^[4]، كما يُمنع من الحلاقة من أول ليلة من ليالي العشر من ذي الحجة، ويستمر حتى يذبح أضحيته، فإذا ذبح أضحيته يستطيع أن يقص شعر وأظافره، ولكن إذا تأخر في ذبح الأضحية فلا يجوز أن يقص شعر ولا أظافره حتى يذبحها حتى لو بقي حتى رابع أيام التشريق.^[2]

متى يحلق المضحي قبل وبعد

إنَّ المسلم إذا أراد أن يضحي ينبغي أن يمتنع عن قص شعره بالكامل وعن قص أظافره  مع بداية رؤية هلال ذي الحجة، أي من أول أيام ذي الحجة، وذلك تنفيذًا لأمر الله -تعالى- وسنة نبيه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، بحيث أجاز الشرع الإسلامي الحنيف للمضحي أن يحلق ويقص أظافره في آخر يوم من ذي القعدة، ويمتنع عن ذلك حتى يذبح أضحيته بعد صلاة عيد الأضحى، ويجدر بالإشارة إلى أن المضحي إذا تأخر في ذبح أضحيته لا يقص شعره ولا أظافره ولا يأخذ شيء من جلده حتى يذبح أضحيته حتى لو تأخر إلى آخر أيام التشريق.^[2]

شاهد أيضًا:فضل الأضحية للمرأة ، هل تضحي المرأة عن نفسها

حكم قص الشعر والأظافر للمضحي

أوضح أهل العلم بأنَّه لا يجوز أن يأخذ المضحي من شعره أو أظافره قبل أن يضحي ^[5]، واستدلَّ أهل العلم في هذا القول على ما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”^[3]، وفي رواية أخرى: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”^[6]، ومن الجدير بالإشارة إلى أن العلماء اختلفوا في حكم قصّ الشعر والعمل بهذا الحديث، فقد ذهب الشافعيّة إلى أنّه أمرٌ مستحبّ لمن أراد أن يضحّي فإن أخذ من شعره شيئا كُره له ولكن لم يُحرَم عليه، أمّا الأحناف والمالكيّة فقد ذهبوا إلى أنّ الأخذ من الشعر والأظافر مخالف لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه ليس مكروهاً، فإن احتاج المضحّي أن يحلق شعره لضرورة فالضّرورات تزيل الكراهة، والحنابلة قالوا إنّ امتناع المضحّي عن أخذ شعره واجب فإن أخذ منه فهو حرام، والله أعلم.^[7]

رأي العلماء في حكم قص الشعر والأظافر للمضحي

ورد عن أهل العلم آراء مختلفة في قص الشعر والأظافر للمضحي، وفيما يأتي نذكر بعض هذه الأقوال:^[7]

• رأي الإمام النووي رحمه الله: “مذهبنا أنَّ إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب، واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت: كنت أفتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هدي”.

• رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “من احتاج إلى أخذ الشعر والظفر والبشرة، فأخذها فلا حرج عليه مثل: أن يكون به جرح، فيحتاج إلى قص الشعر عنه، أو ينكسر ظفره، فيؤذيه فيقص ما يتأذى به، أو تتدلى قشرة من جلده، فتؤذيه فيقصها، فلا حرج عليه في ذلك كله”.

• رأي ابن قدامة رحمه الله: “ظاهر هذا تحريم قص الشعر وهو قول بعض أصحابنا وحكاه ابن المنذر عن أحمد و إسحاق و سعيد بن المسيب، وقال القاضي وجماعة من أصحابنا: هو مكروه غير محرم وبه قال مالك والشافعي لقول عائشة: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله -صلَّى الله عليه و سلَّم- ثم يقلدها بيده ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي..”.

شاهد أيضًا: شروط توزيع الأضحية ، هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب

حديث النهي عن أخذ الشعر والأظافر للمضحي

جاء في السنة النبوية الشريفة حديث صريح ينهى به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الأخذ من الشعر أو الأظافر للمضحي سواء كان رجلًا أو امرأة، وهو ما روته أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ”^[3]، فقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف أنّه يتوجب على المسلم الذي يريد أن يضحّي عند رؤية هلال شهر ذي الحجَّة الامتناع عن الأخذ من الشعرِ، سواء كان شعر الرَّأس أو شعر الإِبط أو العانة، ولا من أَظفارِه سَواءٌ كانَ ظُفر يدٍ أو رِجلٍ، بلْ يترُك ذلك كلَّه حتَّى يَذبح أُضحيَّتَه.

الحكمة في الإمساك عن قص الشعر للمضحي

شرّع الله -سبحانه وتعالى- الأضحية للمسلمين لحكمة بالغة من الله عزّ وجل، فهي شكرٌ لله -تعالى- على نعمه وإحياءٌ لسنّة نبي الله إبراهيم -عليه السّلام- حين أمره الله بذبح ولده إسماعيل في يوم النّحر، وجاءت الحكمة في ذلك حتّى يبقى كاملاً ويعتق من النّار كامل جسده بما فيه شعره وأظفاره، فالمضحي يجعل أضحيته فديةً له من العذاب، وبذلك تعمّ الرّحمة والفضل من الله على سائر جسده، وقد ذكرت الكثير من أقوال الفقهاء من أهل العلم والتفسير عن الحكمة من الإمساك عن قص الشعر والأظافر للمضحي، وهي كالآتي:^[8]

• قول الإمام المناوي في كتاب فيض القدير: “فليجتنب المضحي إزالة شعر نفسه ليبقى كامل الجزاء فيعتق كله من النار”.
• قول الإمام النووي في كتابه شرح صحيح مسلم: “والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار”.
• قول الإمام التوربيشي: “كأن سر ذلك أن المضحي يجعل أضحيته فدية لنفسه من العذاب حيث رأى نفسه مستوجبة العقاب وهو القتل ولم يؤذن فيه ففداها وصار كل جزء منها فداء كل جزء منه”.

هل يختلف حكم قص الشعر والأظافر للمضحي بين المرأة والرجل

لا يختلف حكم قص الشعر والأظافر للمضحي بين الرجل والمرأة، لأن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندما نهى المسلمون عن الحلق وقص الأظافر في الحديث الشريف، نهى المضحي سواء كان رجلًا أو امرأة ^[9]، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”^[6]، كما سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- ماذا يجوز للمرأة التي تنوي الأضحية عن نفسها وأهل بيتها أو عن والديها بشعرها إذا دخلت عشر ذي الحجة ؟، فأجاب: “يجوز لها أن تنقض شعرها وتغسله، لكن لا تكده، وما سقط من الشعر عند نقضه وغسله فلا يضر”، من الجدير بالذّكر أنّ كلًا من المرأة والرجل لا يمتنعان من شيء آخر كاللباس أو الطيب أو الجماع.

هل يمتنع أهل المضحي عن قص شعرهم وتقليم أظافرهم

لا يمتنع أهل المضحِّي عن قص شعرهم وتقليم أظافرهم، حيث إنّ هذا الأمر خاص بالمضحّي وحده دون باقي أهله، ودون من وكَّله بذبح الأضحية، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في الشرح الممتع: “أن التحريم خاص بمن يضحي، وعلى هذا فيكون التحريم مختصاً برب البيت، وأما أهل البيت فلا يحرم عليهم ذلك”، كما أن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يضحي عن أهل بيته، ولم ينقل أنه قال لهم لا تأخذوا من شعوركم وأظفاركم شيئًا، ولو كان ذلك حرامًا عليهم لنهاهم، لذلك لا يحرم شيء على زوجة المضحي وأولاده، ولا على الوكيل، بحيث يستطيع أي أحد من عائلة المضحي أن يقص شعره ويقلم أظافره في أيام ذو الحجة.^[10]

حكم قص الشعر والأظافر ناسياً للمضحي

أوضح أهل العلم بأنَّه لا حرج على المضحي إنْ قصَّ شعره أو أظافره ناسيًا في العشر من ذي الحجة؛ لإنَّ الإمساك عن قص الشَّعر والأظافر ليس واجبًا، بل هو مُستحب وهو من السُّنة النبويَّة التي جاءت عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى الرغم من عدم وجوب الإمساك عن قص الشعر والأظافر، ولكنَّ الأولى أنْ يمتنع المسلم عن قص شعره وأظافره في عشر ذي الحجة حتَّى يذبح أضحيته، وذلك لكي يكسب أجر الأضحية كاملًا، أما إن أخذ من شعره وأظافره متعمدًا عارفًا في الحكم فعليه أن يتوب إلى الله -تعالى- ويستغفره؛ لأنّه قام بما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم.^[11]

شاهد أيضًا: هل يجوز عمل وليمة على الأضحية

هل قص الشعر يبطل الأضحية

بيّن أهل العلم لأنَّ قص الشعر أو الأظافر لا يبطل الأضحية، وهو قول كلًا من الشافعية والحنفية والمالكية، أمّا الحنابلة فقد ذهبوا إلى أنَّ الامتناع عن قص الشعر والأظافر واجب على المضحي، ولا يجوز الأخذ منه أبدًا، والأخذ منه عندهم يُبطل الأضحية، ولكن الأفضل أن يمتنع المضحّي عن قص الشعر والأظافر من أجل الخروج من خلاف الأئمة والاقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجدر بالإشارة أن من فعل ذلك من المسلمين، فأضحيته صحيحةٌ ومقبولة ٌبإذن الله، ولكن عليه أن يستغفر الله -تعالى- ويتوب إليه، وألّا يعود إلى مخالفة سنّة وأمر رسول الله، فالله -تعالى- أمر بطاعته أوّلاً ثمّ طاعة رسوله فيما يأمر وينهى عنه ثانيًا، كما لا يدخل الجنّة من لم يطع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله تعالى أعلم.^[12]

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان اخر موعد لقص الشعر للمضحي، فقد عرفنا في هذا المقال بعضًا من المعلومات حول حكم قص الشعر والأظافر، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا حكم قص الشعر للمضحي، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات حول الحكمة من الإمساك عن قص الشعر للمضحي، وحديث النهي عن قص الشعر للمضحّي، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.