الصلوات الجهرية والسرية للرجال

الصلوات الجهرية والسرية للرجال
الصلوات الجهرية والسرية للرجال

الصلوات الجهرية والسرية للرجال، معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد شرع لعباده الصلاة، وجعل منها ما هو فريضة ومنها ما هو نافلة، وقد جعل بعضًا منها تُصلَّى جهرًا، وأخرى تُصلَّى سرًا، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيجد القارئ الكثير من التفصيلات الخاصة في هذا الموضوع، حيث سيتمُّ تعريف الجهر والإسرارِ، وبيانِ ما يُجهر فيه وما يسرُّ من الصلواتِ، كما سيتمُّ بيان حكم كلٍّ منها والحكمة من مشروعيتها، كما سيجد بعضًا من التفاصيل الأخرى المتعلقة بذات الموضوع.

الصلوات الجهرية والسرية للرجال

تعرَّف الصلاة الجهرية على أنَّها الصلاة التي يقرأ فيها المصلي الفاتحة والسورة التي تليها بصوتٍ عالٍ، بينما الصلاة السرية هي التي يقرأ المصلي فيها الفاتحة والسورة التي تليها بصوتٍ منخفضٍ جدًا بحث لا يُمع صوته لأحدٍ، وفيما يأتي بيان الصلواتُ الجهرية والسرية بشيءٍ من التفصيل:[1]

  • الصلوات الجهرية: تعدُّ صلاةُ الفجر والمغرب والعشاء، من الصلوات الجهرية، حيث يقرأ المصلي بفريضة الفجر سورة الفاتحة والسورة التي تليها بصوتٍ مرتفعٍ، وكذلك يفعل في أول ركعتي من فريضتي المغرب والعشاء.
  • الصلوات السرية: أمَّا صلاتي الظهر – سنتها وفريضتها- والعصر، فهنَّ من الصلوات السرية، حيث يقرأ المصلي فيهما السور بصوتٍ منخفضٍ، فلا يسمع هذا الصوت أحدًا سواه، كما أنَّ صلاة النافلة تعدُّ أيضًا من الصلوات السرية، سواء النافلة المطلقة، أم السنن الرواتب.

شاهد أيضًا: بحث كامل عن الصلاة مع الفهرس والمراجع

الحكمة من الجهر والإسرار في الصلوات

إذا لاحظ القارئ أنَّ الصلوات الجهرية هي الصلوات التي تُقام في الليل، بينما الصلوات السرية هي الصلوات التي تُقام في النهار، ومن هنا تظهر الحكمة من الجهر في بعض الصلوات والإسرار في الأخرى، حيث أنَّ االليل محلُّ الخلوة ويطيب للمرء السمر فيها، فشرع الله الجهر فيه إظهار للذة مناجاة الله، بالإضافة إلى أنَّ في الجهر تنبيه للمارة، بينا النهار هو محلُّ الانشغال، وبذلك تنعدم صلاحية هذا الوقت للمناجاة، كما أنَّ المسلم يكون متفكرًا بأعماله في هذا الوقت فخشوعه في الصلاة وتفكره فيها تكون أكثر إن قرأ بنفسه من أن يستمع للإمام، ولا بدَّ من العلم إلى أنَّ المسلم عليه فعل الطاعات كما أمر بها الله -عزَّ وجلَّ- وكما بينها له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدايةً من باب التعبد لله والإقتداء بنبيه الكريم، ثمَّ بعد ذلك يبدأ بالبحث عن الحكمِ.[2]

شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها

حكم الجهر والإسرار في الصلوات

يختلف حكم الجهر والإسرار بالصلوات بناءً على حال المصلي، حيث أنَّ الحكم للمنفرد غير الحكم للمأموم، غير الحكم للإمام، كما أنَّ الأئمة الأربعة قد تباينت أقوالهم في المسألة الواحدة، وفي هذه الفقرة من مقال الصلوات الجهرية والسرية للرجال، سيتمُّ بيان هذه الأحكام بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • المنفرد: ذهب الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد بن حنبل ومن تبعهم إلى أنَّ المنفرد في الصلاة الجهرية مخيرٌ في الجهر أو الإسرار، فلا يسنُّ له شيءٌ دون الآخر، بينما المالكية والشافعية قالوا بسنية الجهر في الصلوات الجهرية، والإسرار في الصلوات السرية، والله تعالى أعلى وأعلم.
  • الإمام: ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى سنية الجهر في الصلاة الجهرية، والإسرار في الصلاة السرية بالنسبة للإمام، بينما ذهب فقهاء الحنفية إلى وجوب الجهر بالصلوات الجهرية، والإسرار في الصلوات السرية للإمام.
  • المأموم: يسنُّ للمأموم الإسرار في الصلوات الجهرية والسرية، حتى وإن لم يصله صوت الإمام؛ والحكمة من ذلك هو عدم التشويش على غيره من المصلين، وقد استدلَّ العلماء على ذلك في الحديث الذي رواه عمران بن الحصين، حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا”.[4]

شاهد أيضًا: موضوع عن اهمية الصلاة

كيفية قضاء الصلوات الجهرية والسرية

تباينت آراء أهل العلم في كيفية قضاء الصلاة الجهرية والسرية، هل يجهر فيها أم يسرَّ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيجد القارئ التفصيل في الإجابة على هذا السؤال، وفيما يأتي ذلك:[5]

  • ذهب الحنفية إلى اختلاف كيفية الإمام للصلاة الفائتة عن المنفرد، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
    • إذا أمَّ المصلي للصلاة الجهرية في النهار، فإنَّه يجهر فيها، وإن أمَّ ليلًا في الصلاة السرية فإنَّه يخافت فيها ولا يجهر.
    • إذا قضى المنفرد الصلوات الجهرية، فهو مخيرٌ فيها بين الإسرار والجهر.
  • ذهب المالكية، إلى أنَّ العبرة بوقت الصلاة الفائتة، حيث إن قضى الصلاة الجهرية في النهار فإنَّه يجهر فيها، وإن قضى الصلاة السرية في الليل، فإنَّه يسرُّ فيها، وقد وافقهم الشافعية في ذلك بأحد أقوالهم.
  • ذهب الشافعية إلى أنَّ العبرة في الصلاة المقضية هو وقت القضاء، فإن قضى المسلم الصلاة الجهرية في النهار فالأصل أن يُخافت بها ولا يجهر، وهذا هو أصحُّ أقوالهم.

حكم الجهر في الصلوات للمرأة

يختلف حكم الجهر في الصلوات للمرأة بحسب حالها، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[6]

  • يسنُّ للمرأة أن تجهر في الصلواتِ إن كانت منفردة وليس معها أحدٌ من الأجانب، ويكون جهرها في الصلاةِ بأن تسمع نفسها ومن حولها.
  • يُكره للمرأة عند جمهور أهل العلم الجهر في الصلوات عند وجود الأجانب؛ وذلك سدًا لذريعة حصول الفتنة، بينما المالكية قاموا بتحريم الجهر لها في هذه الحالة.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ في الحديث عن الصلوات الجهرية والسرية للرجال، حيث تمَّ بيان معنى كلا المصطلحين، وبيان الصلوات التي تنتمي لكلِّ قسمٍ، كما تمَّ بيان حكم الجهر والإسرار والحكمة منهما، وحكم الصلوات المقضية عند الأئمة الأربعة، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان حكمِ الجهرِ في الصلاةِ للمرأة.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، الصلاة السرية والجهرية، 30/11/2022
  2. ^ islamweb.net، حكمة الجهر والإسرار في الصلوات، 30/11/2022
  3. ^ islamweb.net، الجهر والإسرار.. حكمهما ومواضعهما، 30/11/2022
  4. ^ صحيح مسلم، مسلم، عمران بن الحصين، 398، صحيح
  5. ^ islamweb.net، الجهر في الصلوات المقضية، والتنفل قبل قضاء الفوائت، 30/11/2022
  6. ^ islamweb.net، حالات جهر المرأة بالصلاة، 30/11/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *