حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها
حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها من الأسئلة التي يجب على كل مسلم التعرف عليها تجنبًا للوقوع فيما حرم الله تعالى، فقد أنزل الله تعالى شرعه الحنيف لتنظيم حياة البشر على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل القرآن فيه بيانٌ للناس وهدى، وسوف نقدم في هذا المقال حكم اخراج الزكاة اذا حل وقت وجوبها إضافة إلى التعرف على حكم الزكاة في الإسلام، وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بالزكاة.

حكم الزكاة في الإسلام

إنَّ الزكاة في الإسلام فرض على من توفرت فيه شروط أداء الزكاة، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، فقد ورد في الحديث الشهير عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”،[1] وقد ورد في كتاب الله تعالى الكثير من الآيات الكريمة التي تؤكد على وجوب الزكاة في الإسلام.

فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها”،[2] وقال أيضًا جل من قائل: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”،[3] وهذه الآيات أيضًا تدل على وجوب الزكاة في الإسلام على من توافرت فيه الشروط الموجبة للزكاة.[4]

شاهد أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الفقير

حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

إنَّ حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها واجبة دون شك، حيث أنها في هذه الحالة فرض على المسلم، والواجب على المسلم أن يخرجها فورًا، فقد أمر الله تعالى أن يتم إخراج الزكاة وقت حصاد الزرع فورًا، وبالنسبة للمال عندما يحول الحول عليه، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.[5]

واستجابةً لأمر الله تعالى يجب إخراج الزكاة في وقتها دون تقديم أو تأخير، وفي ذلك أجر كبير وثواب عظيم من الله تعالى، لأن فيه مسارعة إلى الخير وتقديم يد العون للفقراء، وقد قال تعالى: “سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ”،[6] وفي هذه الآية حثٌّ من الله تعالى للمسلمين على اغتنام الخيرات والطاعات وعدم تأخيرها عن وقتها، ويجب الانتباه إلى أنَّ إخراجها بعتمد على السنة القمرية وليس على السنة الشمسية، حسب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقد ورد في الحديث أيضًا عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: “صلَّى الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَصرَ، فأسرعَ ثم دخَل بيتَه، فلم يلبَثْ أن خرَجَ، فقُلتُ له، أو قيلَ له؟ فقال: كنتُ خلَّفتُ في البَيتِ تِبرًا من الصَّدقةِ، فَكرهتُ أنْ أُبيِّتَه، فقَسَمتُه”،[7] وفي هذا دليل على عدم جواز تأخير الزكاة عن وقتها والله تعالى أعلم.[8]

شاهد أيضًا: من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

حكم إخراج الزكاة قبل دخول وقتها

بعد معرفة حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها سنتعرف على العكس، حيث أنَّه يجوز إخراج الزكاة قبل وقتها في الإسلام، وما دلَّ على ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه أنَّه طلب الإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج الزكاة فإذن له ذلك، ولكن يجب أن يكون النصاب مكتملًا أمَّا قبل اكتمال النصاب فإنَّ ذلك لا يجوز، ولكن يمكن أن يكون النصاب مكتملًا ولكن لم يحُل الحول على المال، عند ذلك يجوز التعجيل في إخراج الزكاة وخصوصًا في شهر رمضان المبارك.

حيث يوصي كثير من الفقهاء بإخراج الزكاة في شهر رمضان المبارك لما في ذلك من أجر كبير عند الله تعالى، ويعدُّ شهر رمضان من أفضل الأوقات التي يتم فيها إخراج الزكاة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ”.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا

شروط صحة الزكاة في الإسلام

توجد العديد من الشروط التي يجب توفرها من أجل صحة الزكاة ووجوبها قبل كل شيء، حيث أنَّ الزكاة لا تجب على جميع المسلمين، إلا على من توافرت فيه تلك الشروط، وفي مقال حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها سوف يتم إدراج شروط وجوب الزكاة على المسلم فيما يأتي:[4]

  • الإسلام: إنَّ الزكاة لا تجب على غير المسلمين في الإسلام مثل بقية الفرائض، لذلك يعدُّ الدخول في الدين الإسلامي أحد أهم الشروط الموجبة للزكاة.
  • الحرية والاختيار: وهو أن يكون المسلم حرًا وليس عبدًا مملوكًا لأحد، لأنَّ الزكاة لا تجب على العبد بل على سيده ومالكه.
  • أن يكون المال مما تجب فيه الزكاة: حيث أنه لا تجب الزكاة على جميع المال، فمثلًا الذهب والفضة والعروض التجارية تجب فيها الزكاة، وليست جميع المزروعات تجب فيها الزكاة.
  • النصاب: من شروط وجوب الزكاة بلوغ المال نصابًا معينًا حدده الشرع الإسلامي، وهو 20 مثقال للذهب و200 درهم للفضة.
  • أن يكون المال مملوكًا ملكًا تامًا: أي أن تكون للمسلم حرية التصرف بالمال لا ينازعه عليه أحد ولا يشاركه عليه أحد.
  • الحول: وهو أن يمضي على المال عام كامل وهو في حوزة الشخص، عند ذلك تجب فيه الزكاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

آيات الزكاة في القرآن الكريم

لقد وردت آيات كثيرة تدل على وجوب الزكاة في كتاب الله تعالى وعلى حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها، وبعد أن عرفنا حكم الزكاة في الإسلام وتعرفنا أيضًا على حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها سوف نتعرف على بعض آيات الزكاة في القرآن، وهي فيما يأتي:

  • قال تعالى في سورة البقرة: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.[10]
  • قال تعالى في سورة المزمل: “فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم”.[11]
  • قال تعالى في سورة المجادلة: “أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.[12]
  • قال تعالى في سورة الأنبياء: “وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ”.[13]

شاهد أيضًا: طريقة حساب زكاة الذهب بالريال السعودي

في نهاية مقال حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها تعرفنا على حكم الزكاة في الإسلام وعلى حكم إخراج الزكاة قبل دخول وقتها وبعد دخول وقتها، كما تمَّ إدراج الأدلة على ذلك من أجل عدم الوقوع في المحظور وتأخير الزكاة عن وقتها، ومخالفة ما أمر به الله تعالى.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 8، صحيح
  2. ^ سورة التوبة، آية 103
  3. ^ سورة البقرة، آية 110
  4. ^ al-maktaba.org، حكم الزكاة، 02/12/2022
  5. ^ سورة الأنعام، آية 141
  6. ^ سورة الحديد، آية 21
  7. ^ صحيح البخاري، عقبة بن الحارث، البخاري، 1430، صحيح
  8. ^ dorar.net، حكم إخراج الزكاة بع وجوبها، 02/12/2022
  9. ^ مختصر الشمائل، عبد الله بن عباس، الألباني، 303، صحيح
  10. ^ سورة البقرة، آية 177
  11. ^ سورة المزمل، آية 20
  12. ^ سورة المجادلة، آية 13
  13. ^ سورة الأنبياء، آية 73

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *