حكم قول انتقل الى مثواه الاخير وما حكم قول انتقل إلى جنات الخلد بإذن الله

حكم قول انتقل الى مثواه الاخير وما حكم قول انتقل إلى جنات الخلد بإذن الله
حكم قول انتقل الى مثواه الاخير

حكم قول انتقل الى مثواه الاخير، حيث يقول الناس الكثير من الجمل والعبارات أثناء كلامهم أو في المناسبات، ولا يعرفون تفسير هذا الكلام وشرعيته، لأن هكذا عبارات تتناقلها الناس بالتواتر أو نتيجة العادات والتقاليد، فيظن الغالب أنها صحيحة ولا حرج في قول ولا بأس في ترديدها، ولكن قد تكون الحقيقة عكس ذلك، وفي هذا المقال سنعرف ما هو حكم قول انتقل الى مثواه الأخير.

حكم قول انتقل الى مثواه الاخير

ليس هناك حرج أو بأس أن يقال لمن مات أنه انتقل إلى مثواه الأخير أو أصبح في المثوى الأخير له، فإن الحياة الدنيا هي حياة انتقالية وليست أبدية، والدار الآخرة هي دار الخلود والبقاء والمثوى الأخير يكون في الجنة للمؤمنين المتقين، والنار للكافرين، ومنزلة القبور ليست آخر المنازل، بل هي مرحلة، حيث يروى أن أعرابيًا سمع رجلًا يقرأ قوله سبحانه وتعالى: “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”[1]،  فقال الأعرابي: “والله ما الزائر بمقيم”، فد عرف الأعرابي بفطرته أن وراء هذه القبور شيئًا يكون المصير إليه؛ لأنه كما هو معلوم الزائر يزور ويمشي، وبه نعرف أن ما نقرؤه في الصُحُف، مثل: “فلان توفي ثم نقلوه إلى مثواه الأخير”، فهذه الكلمة غلط كبي ر إن كان مدلولها أن المثوى الأخير في القبر، وهذا كفر بالله عز وجل، وكفر باليوم الآخر، لأنه يعني ليس بعد القبر شيء، والذي يرى أن القبر هو المثوى الأخير وليس بعده مثوى، فهو كافر، فالمثوى الأخير إما الجنة وإما النار، نسأل الله أن يرزقنا الفوز بالجنة والنجاة من النار. [2]

شاهد أيضًا: ما حكم قول اللهم اني نويت صيام رمضان كاملا

حكم قول دفن في مثواه الأخير

الموت حقٌّ على كل الناس، لا يعرف كبيرًا أو صغيرًا، رجلًا أو امرأة، ومن يقول عند موت شخص ما أنه قد دفن في مثواه الأخير، فهذا القول حرام ولا يجوز أن يُقال؛ لأن المقصود بذلك أن نزول الميت في القبر ودفنه هو المكان الأخير، وهذا فيه إنكار للبعث والنشور واليوم الآخر، وكفر بالله عز وجل، ومن المعلوم الراسخ عند عامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلّا الذين لا يؤمنون باليوم الآخر؛ فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر، وقد سمع أعرابي رجلًا يقرأ قوله عز وجل: “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”، فقال: والله ما الزائر بمقيم؛ لأن الذي يزور يمشي، فلا بُدّ من بعث، وهذا تحليل صحيح، وعلى ما سبق، يجب تجنب قول دُفن في مثواه الأخير؛ لأن القبر ليس هو المثوى الأخير، وإنما المثوى الأخير في يوم القيامة، إما الجنَّة، وإما النار، والله سبحانه وتعالى أعلم. [3]

حكم قول انتقل إلى جنات الخلد بإذن الله

يقول بعض الناس عند وفاة شخص عزيز عليهم: “انتقل بإذن الله إلى جنات الخلد”، فيجوز هذا القول، ولا بأس فيه، ولا حرج على صاحبه؛ لأن هذا القول فيه من الأمل والتفاؤل وحسن الظب بالله تعالى في أن يكون فقيدهم من أصحاب الجنة، وممن دخل في رحمة الله عز وجل ومغفرته، ولا يريدون بهذا القول الإخبار عن ذلك الميت أن مصيره إلى جنات الخُلد، فالأمر واسع في ذلك، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن قول: “انتقل إلى رحمة الله”، فأجاب بقوله: هو كذلك فيما يظهر لي أنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر؛ لأن مثل هذا من أمور الغيب، ولا يمكن الجزم به، لا بأس بها؛ من باب التفاؤل والرجاء، وليس من باب الخبر، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء، فلا بأس به، نسأل الغفور الرحيم أن يغفر لنا ولكم ويسكننا فسيح جناته. [4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

هل يجوز قول انتقل إلى جوار ربه

أصعب اللحظات التي يعيشها الإنسان هي وفاة شخص عزيز عليه، يكون بمنزلة الأب والأخ والصديق، فتكون وطأة الخبر مفجعة حين يسمعها، فيعزي نفسه ويصبرها على ذلك، ويقول بعض الناس حين ينعون فقيدهم: “انتقل فلان إلى جوار ربه أو جوار الله”، وهذا القول لا يجوز، لأن الجوار مأخوذ من الجار، والجار قد يراد به القريب في المكان، ويراد به المستجير بغيره، فإذا قيل: “انتقل فلان إلى جوار الله”، كان معناه: صار جارًا لله بسكنى الجنة، وهذه شهادة له بالجنة، أو يكون معناه صار جارًا لله وأن الله قد أجاره من النار، وهذا المعنى لازم للأول، والغالب أن الناس يريدون المعنى الأول، ويشبه هذا قولهم: انتقل فلان إلى رحمة الله، إلا أن يقيد بالمشيئة، وخير من ذلك الدعاء له بالمغفرة والرحمة والنجاة والفوز بالجنة، والله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم. [5]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

هل يجوز قول فلان في ذمة الله

إذا مات شخص مسلم، فيدعى له بالمغفرة والرحمة، ويقال: “إنه انتقل إلى رحمة الله” أو يقال “إنه في ذمة الله”، وذمة الله هي حفظه وعهده وأمانته، فلا بأس في هذا القول، ولا حرج على صاحبه، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت المؤمن في “ذمة الله”، فعن واثلة بن الأشقع، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجُل من المسلمين، فسمعته يقول: “اللَّهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ فِى ذِمَّتِكَ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَمْدِ، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”[6]، وقوله “في ذمتك”؛ أي: في أمانتك وعهدك وحفظك، وعلى ما سبق، فأنه لا حرج ولا بأس أن يقال عن الميت المؤمن: إنه في ذمة الله، فهذا من باب الدعاء له بأن يكون في حفظ الله عز وجل، وإن كان هذا القول ليس خاصًا بالميت، فقد سبق في الحديث الشريف بما معناه، أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله عز وجل، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا في حفظه وأمانته. [7]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم أنَّ حكم قول انتقل الى مثواه الاخير ليس فيه حرج أو بأس؛ لأن الحياة الدنيا هي حياة انتقالية وليست أبدية، والدار الآخرة هي دار الخلود والبقاء والمثوى الأخير يكون في الجنة للمؤمنين المتقين، والنار للكافرين، والله تعالى أعلم.

المراجع

  1. ^ سورة التكاثر، الآية 1-2
  2. ^ binbaz.org.sa، حكم قولهم انتفل إلى مثواه الأخير، 02/04/2023
  3. ^ alukah.net، حكم قول: دفن في مثواه الأخير، 02/04/2023
  4. ^ islamweb.net، حكم قول "إلى جنّات الخلد ـ بإذن الله ـ"، 02/04/2023
  5. ^ ar.islamway.net، ما حكم قولهم: "انتقل فلان إلى جوار ربه"؟ ، 02/04/2023
  6. ^ صحيح أبو داود، واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة،الألباني،3202،صحيح
  7. ^ islamqa.info، هل يقال عن الميت : إنه في ذمة الله؟، 02/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *