خطبة عن احكام الاضحية بعناصرها كاملة

خطبة عن احكام الاضحية بعناصرها كاملة
خطبة عن احكام الاضحية

خطبة عن احكام الاضحية، الأضحية من الشعائر العظيمة التي شرعها الله لأمة الإسلام، فهي تشتمل على ذبح ما تيسّر من بهيمة الأنعام تقرباً إلى الله تعالى وشكراً له على نعمه الكثيرة، ولكن للأضحية شروطاً وآداباً وأحكاماً، قد بينها الله لنا في كتابه الحكيم وفي سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم، ومع  اقتراب عيد الأضحى المبارك يكون موضوع خطب الجمعة في أغلب الأحيان عن الأضحية ومناسك الحج، وفي هذا المقال سندرج لكم خطبة عن احكام الاضحية.

خطبة عن احكام الاضحية

فيما يأتي خطبة كاملة العناصر تتحدث عن الأضحية وأحكامها:

مقدمة الخطبة

الحمد لله ثم الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدهِ الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كلّ شيءٍ قدير، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، نشهد أنه بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وعبد ربه حتى أتاه اليقين، صلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.

أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً، وأذكر نفسي وإياكم أيها الإخوة المؤمنون بأننا عمّا قريب صائرون إلى محكمة قاضيها الله، فاحرصوا على أن لا تقولوا إلا خيراً واجتهدوا على ألا تعملوا إلا صالحاً فاللقاء قريب قريب.

شاهد أيضاً: كيفية ذبح اضحية العيد بالطريقة الشرعية

الخطبة الأولى

وبعد أيها الأخوة فإننا على مشارف أيام، هي خير أيام عند الله تعالى ومقبلون على موسمٍ من أعظم مواسم الطاعات والقربات إلى الله تعالى إنها أيام العشر من ذي الحجة ويوم النحر وأيام التشريق، التي فيها من الخير ما فيها ولها من المكانة عند الله ما لها، وسنخصص خطبتنا لهذا اليوم للحديث عن الأضحية، تلك الشعيرة العظيمة التي شرعها الله تعالى لعباده المسلمين لكي يتقربوا فيها إليه ويشكروه بها على نعمه ويستغفره بها لذنوبهم وسيئات أعمالهم، فالأضحية أيها الأخوة الأحبة هي ما يذبح في عيد الأضحى من بهيمة الأنعام من الغنم أو البقر أو المعز أو الإبل ذكراً كان أو أنثى في أيام عيد الأضحى  تقرُّبًا إلى اللهِ تعالى وشكراً له على نعمه، قال تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[1]، والأضحية مشروعة عن جمهور الفقهاء وهي من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:” ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”[2].

وفي الأضحية شكرٌ لله على نعمه وإحياءٌ لسنة إبراهيم الخليل عليه السلام الذي همّ بابنه وكاد أن يذبحه استجابةً لأمر ربه لولا أن نجاه الله تعالى وفداه بكبش عظيم، وفيها توسعة على النفس والأهل وإكرام للضيف والجيران والتصدق على الفقراء والمساكين، ويبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس آخر أيام التشريق الثلاث، والأضحية تكون واحدة من الأنعام من الغنم أو البقر أو المعز أو الإبل ذكراً كانت أو أنثى ويشترط فيها أن تكون خالية من العيوب التي تحول دون صحتها فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، ومن العيوب التي تحول دون صلاحية البهيمة للأضحية ما ورد عن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”.[3]

وبعد أن يتمّ اختيار الأضحية تأتي مرحلة الذبح، والأضحية تذبح كما تذبح الأنعام في الشريعة الإسلامية، فإن كانت من الغنم أو البقر أو المعز فإنها تسدح على جنبها الأيسر ويضع الذابح رجله على صفاح الذبيحة ويثني رقبتها ويذكر اسم الله تعالى ويكبر ويسأل الله القبول ويمرر السكين الحاد على عنقها حتى يقطع الحلقوم والمريء والودجين أي العرقين المحيطين بالحلقوم والمريء وهذا هو الكمال في الذبح ويكفي أن يتمّ قطع ثلاثة من هذه الأربعة فقط حتى يصح الذبح، وأما إذا كانت الأضحية من الإبل فلا تذبح وإنما تنحر، وموضع النحر هو اللبة وهي المكان المنخفض الذي بين العنق والصدر وهذا الموضع خال من اللحم لذلك هو الأيسر للنحر.

وعند ذبح الأضحية لا بد لنا من أن نستشعر رحمة الله تعالى التي كتبها على كل شيء وأن نلتزم بالآداب الإسلامية في عملية الذبح، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”[4] ومن الآداب التي ينبغي اتباعها عند ذبح الأضحية استقبال القبلة والإحسان إلى الذبيحة قبل الذبح وعرض الماء عليها وعدم جرها أو سحبها بل قيادتها إلى المذبح برفق، وتجنب سن السكين أمام الأضحية وعدم ذبحها أمام غيرها من الأنعام، وتمرير السكين بقوة وسرعة عند الذبح لأن ذلك أيسر على الذبيحة، وتحرّي الكمال في الذبح أي قطع كل من قطع الحلقوم والمريء زيادة على قطع الودجين وذكر الله والتكبير والدعاء بالقبول.

ويشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته وأن يطعم منها أهل بيته وأقاربه وأن يرسل منها لجيرانه وأصدقائه وأن يتصدق منها على الفقراء والمساكين، وقد اختلفت الأقوال في كيفية توزيع لحم الأضحية وأشهر الأقوال والعلم عند الله هو أن تقسم الأضحية ثلاث أثلاث، ثلث لبيتك وثلث لأقربائك وجيرانك وثلث للفقراء والمساكين، وفي بعض الأقوال عند أهل العلم يجوز للمضحي أن يجعل كامل أضحيته في بيته ويأكلها هو وأهله، ويجوز له أن يطعم منها جيرانه وأصدقاءه ويجوز له أن يتصدق بها كاملةً للفقراء والمساكين والله أعلم، كما يجوز أيضاً الادخار من لحم الأضحية فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: ” كُنَّا لا نَأْكُلُ مِن لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلَاثِ مِنًى، فَرَخَّصَ لَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: كُلُوا وتَزَوَّدُوا. فأكَلْنَا وتَزَوَّدْنَا. قُلتُ لِعَطَاءٍ: أقالَ: حتَّى جِئْنَا المَدِينَةَ؟ قالَ: لَا”[5]. ويستحب للمضحي أن يقوم بذبح أضحيته بنفسه إذا كان يحسن الذبح، وإن لم يكن يحسن الذبح فيمكن له أن ينيب غيره في ذبح أضحيته كأن يستأجر جزاراً أو يذبحها في مسلخ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحَرَ ثلاثًا وسِتِّينَ بيده، ثم أعطى عليًّا فنَحَرَ ما غَبَرَ”[6]. ولا يجوز أن يعطى الجزار ثمن ذبحه للأضحية من الأضحية نفسها بل يكون أجره من غير الأضحية عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ” بَعَثَنِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُمْتُ علَى البُدْنِ، فأمَرَنِي فَقَسَمْتُ لُحُومَهَا، ثُمَّ أمَرَنِي فَقَسَمْتُ جِلَالَهَا وجُلُودَهَا. وفي رِوايةٍ]: أمَرَنِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أقُومَ علَى البُدْنِ، ولَا أُعْطِيَ عَلَيْهَا شيئًا في جِزَارَتِهَا”[7]ويسنّ لمن أراد أن يضحي أن يمتنع عن حلق شعره أو تقليم أظافره، حتى يذبح أضحيته، فعن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ” مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”[8].

وقد يتساءل البعض منكم أيها الأخوة في أي الأمرين أفضل، الأضحية أم التصدق بثمنها للفقراء والمساكين، والجواب على هذا السؤال هو أن الأضحية خير من التصدق بثمنها، وذلك لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والخلفاء الراشدين ضحّوا ولو كانت الصدقة أفضل من الأضحية لكانوا تصدقوا بثمنها، كما أنها من السنن المؤكدة وهي واجبة عند طائفةٍ مِنَ الفقهاء في حين أن الصدقة تطوع، وإيثار الصدقة على الأضحية يفضي إلى ترك سنّة من سنن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما أنّ الأضحية تجمع بين إراقة الدم والتصدق وهما قربتان بينما الصدقة قربة واحدة فقط، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

شاهد أيضًا: كيفية توزيع لحم الاضحية ، كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الإسلامية

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد، أيها الأخوة المؤمنون ها قد بينا لكم ما تيسّر لنا من أحكام ومسائل وآداب حول الأضحية، وأذكر نفسي وإياكم بفضل هذه الأعمال والقربات ودورها في زيادة التقوى والقرب إلى الله ومغفرة الذنوب وأحث نفسي والمستطيعين منكم على أن لا تبخلوا على أنفسكم في تقديم هذه القربة البسيطة بين يدي الله عزّ وجلّ، فما تقدموه اليوم تجدوه غداً عند الله هو خيراً وأعظم أجراً، فقدموها وأنتم منيبين إلى الله طامعين برحمته راجين مغفرته مشفقين من عذابه،

ومضيتُ أذبح ما تيسر مُقْتَدٍ … ‍ بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا

يا ربُّ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَةٌ … ‍ قَلَّتْ. وَقَلَّ البيعُ، قَلَّ المُشْتَرَى

فاقبل من العبد الفقير سؤاله ‍ … قد جاء بيتكَ، هل سيرجع أفقرا

واحرصوا كل الحرص عند اختياركم للأضحية على أن تكون أفضل ما تجدون من الأنعام، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبّاً، قال تعالى: { لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}[9]

الدعاء

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب للدعوات، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك يا إلهنا عمّن سواك، ردنا إلى دينك رداً جميلاً ردنا إلى قرآنك رداً جميلاً ردنا إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم رداً جميلاً، اللهم بارك لنا في أيام عشر ذي الحجة وأعنّا فيها على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، اللهم اجعلنا من يغتنمون أوقاتها بالطاعة ويستثمرون ساعاتها بالعبادة وينقون فيها أموالهم من غير رياء ولا مخيلة، اللهم أعنا على أن نقدم بين يديك ما ترضاه منا من الأضاحي يا رب العالمين، وأغنِ فقراءنا ممن لا يملكون ثمن الأضحية من فضلك يا كريم، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

خطبة عن احكام الاضحية ملتقى الخطباء

في السطور القادمة خطبة عن احكام الاضحية من موقع ملتقى الخطباء:[10]

مقدمة الخطبة: إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم، أمَّا بعد فاتقوا الله -عباد الله- وبادروا أعماركم بأعمالكم، ولا تنسوا أنكم في أيام من أيام الله جعل الله فيها من الفضل ما لم يجعل في غيرها، فما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه العشر”

الخطبة الأولى: ومن العبادات العظيمة التي لا ينبغي للقادر تركها في هذه الأيام المباركة، هي: ذبح الأضاحي، وأما غير القادر فلا يشق على نفسه، وقد ضحى عنه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لأنه داخل إن شاء في قوله صلى الله عليه وسلم لما أراد ذبح أضحيته: “اللهم هذا عن محمد وعن أمة محمد”.إذاً، لا اشتراك في قيمة الأضحية، فمن لم يستطعها بماله فلا يجمع ماله لمال أحد من أفراد البيت ليضحي إلا أن يهدوه مالاً، فيجتمع من ذلك قيمة الأضحية فيضحي فلا حرج، أما الاجتماع في الأجر، فلك أن تضحي عن نفسك وعن أهل بيتك الأحياء والميتين، وأما الملكية فلا اجتماع في الملكية في الغنم وإنما الاجتماع في الإبل والبقر، فتجزئ الواحدة عن سبعة، وفي الأضحية: إحياء سنة أبينا إبراهيم ونبينا محمد -عليهما الصلاة والسلام-، وما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحبَّ إلى الله من إراقة دمٍ، والأضحية إنما يقوم بها رب البيت من والد أو نحوه، فلا يشرع تعددها في البيت الواحد، والنهي عن قص الشعر ونحوه متعلق بصاحب الأضحية الذي دفع قيمتها ولو وكَّل أحداً ليتولاها، فالحكم مرتبط بالذي دفع القيمة، لا علاقة لمن وكَّله بشرائها وذبحها، وقد ظنَّ بعض الناس أن الحكم يرتبط بالموكَّل وهو يخرج منها، فهمَّ بعض الناس أن يوكل زوجته، أو يوكل أحد أولاده، لماذا، ليصير في حل حسب زعمه فيحلق شعره، ويقلم ظفره، وهذا خطأ فتبصروا، بل الموكَّل بمنزلة الجزار، كما أن بعض الناس ظنَّ أن من يحج وعليه هدي يذبحه في مكة أنه يمسك من الآن فخلطوا حكم الهدي بجكم الأضحية وليس الأمر كذلك وإنما يمسك من يريد الحج عن شعره وبقية المحظورات من حين إحرامه، وعقد النية في الميقات، فطيبوا أنفساً بضحاياكم، فاستسمنوها، واحتسبوا الغلاء في أسعارها، فهي من النفقة الباقية، وربما أحدنا أنفق ضعف قيمتها في مناسبة أو أخرى فلا تحرموا أنفسكم ما استطعتم.

الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين أما بعد فيؤكد القول بمشروعية التكبير في هذه الأيام تكبيراً في عموم الأماكن والأحوال لا يخص به أدبار الصلوات، بل الذكر الوارد عقب الصلاة مقدم على التكبير في هذه الأيام، لأنه تكبير مطلق، فاحرصوا عليه، وأظهروه، اللهم احفظ المسلمين بحفظك، وهيأ لنا من أمرنا رشداً، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

شاهد أيضاً: شروط توزيع الأضحية ، هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب

خطبة قصيرة عن الأضحية

مقدمة الخطبة: الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، عباد الله أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله عز وجل وأحثكم وإياي على طاعته وأستفتح بالذي هو خير.

نص الخطبة: يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}[11] وقال تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}[12] عباد الله، إن الأضحية من شعائر الله العظيمة التي شرعها لأمة الإسلام وهي سنّة عن النبي صلى الله عليه وسلّم على المستطيعين من أمّته، وأما غير المستطيعين فقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، والأضحية إنما هي قربة إلى الله تعالى تنفعون بها أنفسكم يوم لا ينفع الإنسان مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فاغتمنوا هذه الأوقات المباركة التي نحن مقبلون عليها وقدموا بين أيديكم ما يشفع لكم عند ربكم، وتذكروا أنكم تتقربون من رب الأرباب فاحرصوا على أن تقدموا أحسن ما تستطيعون عليه واعلموا أن ما تقدموه لأنفسكم في الدنيا تجدوه عند الله أضعافاً مضاعفةً في الآخرة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا الله.

خاتمة الخطبة: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد فإنّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً لذلك ينبغي علينا عند اختيار الأضحية أن نتجنب العيوب التي تحول دون صحتها ومما جاء من هذه العيوب للأضحية ما ورد عن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”[3].

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا في رحاب مقال خطبة عن احكام الاضحية والذي أدرجنا لكم فيه خطبة جمعة كاملة عن الأضحية وأحكامها وشروطها استفتحناها بحمد الله والثناء عليه والتذكير بتقوى الله عز وجل ثمّ الخطبة الأولى فالثانية وختمنا الخطبة بالدعاء، وأضفنا خطبة مأخوذة من موقع ملتقى الخطباء تحدثت عن الأضحية وأحكامها، وأدرجنا أخيرًا خطبة قصيرة عن الأضحية.

المراجع

  1. ^ سورة الحج ، الآية 28
  2. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5558، صحيح
  3. ^ صحيح أبي داود، البَراءِ بنِ عازبٍ، الألباني، 2802، صحيح
  4. ^ صحيح مسلم ، شداد بن أوس، مسلم، 1955، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري ، جابر بن عبدالله، البخاري، 1719، صحيح
  6. ^ صحيح مسلم ، جابر بن عبدالله، مسلم، 1218، صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، علي بن أبي طالب ، البخاري ، 1716، صحيح
  8. ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، مسلم ، 1977 ، صحيح
  9. ^ سورة آل عمران، الآية 92
  10. ^ khutabaa.com، أحكام الأضحية، 17/02/2023
  11. ^ سورة الحج، الآية 36-37
  12. ^ سورة الحج ، الآية 34

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *