رجل جامع زوجته في نهار رمضان وليس عليه كفارة

رجل جامع زوجته في نهار رمضان وليس عليه كفارة؟ هو أحد الأسئلة التي طرحها عدد من المسلمين على شكل لغز؛ لاختبار معرفة المسلم بالأحكام التي تتعلق بفقه الصيام،  فالصيام هو ركن من أركان الإسلام الخمسة التي لها أهمية كبيرة ومكانة عالية عند المسلمين، وسنحلّ معكم في هذا المقال أحد هذه الالغاز الفقهية.

رجل جامع زوجته في نهار رمضان وليس عليه كفارة

في حل اللغز رجل جامع زوجته في نهار رمضان وليس عليه كفارة فهو أنّه عندما يكون الرجل وزوجته على سفر، فهما في أصل الأمر مفطران بسبب السفر، فإذا حصل الجماع لا كفارة عليهما، وليس عليهما سوى قضاء الأيام التي أفطراها بسبب السفر، فقد جعل الله تعالى هذه الرخصة بالإفطار لمن كان مريضًا أو لمن سافر في نهار رمضان مسافةً معينة، أمّا فيما دون ذلك فإنّ الجماع محرّم في نهار رمضان، وعلى من أقدم عليه متعمّدًا عارفًا بحكمه كفارة لا بدّ أن يؤديها، والله تعالى أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: رجل جامع زوجته في نهار رمضان وليس عليه إلا القضاء

ما هي كفارة من جامع زوجته في نهار رمضان

تعرفنا على الإجابة على رجل جامع زوجته في نهار رمضان وليس عليه كفارة، والآن سنتعرّف كفارة الجماع في نهار رمضان، فإنّ الجماع في نهار رمضان يفسد الصيام ويبطله، وتجب الكفارة على من أقدم عليه، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإنّ لم يستطع فصيام شهرين متتابعين،  فإن عجز عن الصيام فإطعام ستين مسكينًا ثلاثين صاعًا، وقد ورد ذلك في حديث للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رواه الصحابيّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ”^[2]، ويدلّ الحديث الشريف انّ الله تعالى لا يكلف نفسًا إلّا وسعها، فإن عجز المسلم عن الصيام والإطعام فعليه التوبة النصوح الصادقة، وقضاء اليوم الذي جامع زوجته فيه، وهي عليها ذلك أيضًا إذا فعلت ذلك طائعة غير مكرهة، والله تعالى أجلّ وأعلم.^[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه قضاء

حكم من جامعها زوجها في نهار رمضان مكرهة

على المسلم أن يحترم أوامر ربّه ونواهيه، وذلك في شهر رمضان المبارك أو في غيره، ولا يجب أن ينتهك حرمة من حرمات الله تعالى، بل عليه الالتزام بشرع الله والحذر من الوقوع فيما حرّمه جلّ وعلا، كالجماع في نهار رمضان، فلا يجوز للرجل أن يجامع زوجته في نهار رمضان فذلك يفسد صومه وصوم زوجته، وعلى الزوجة ألّا تطيع زوجها إذا ما أراد ذلك، وإذ اكرهها على الجماع إكراهًا فلا شيء عليها وعلى الزوج وحده تجب الكفارة، من عتق رقبة أو صيام أو إطعام، فهو الظالم، والله تعالى أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن شخص آخر حي