عناصر المقال
شرح قصيدة بطاقة هوية لمحمود درويش والصور الفنية فيها، سنقدم لكم في هذا المقال شرح قصيدة بطاقة هوية التي كتبها شاعر الثورة الفلسطينية والقومية العربية الشاعر محمود درويش، حيث سنتعرف على نبذة عن حياة الشاعر وسنقوم بشرح مقاطع القصيدة ونستخرج بعض الصور الأدبية والفنية منها ونشرح المفردات الصعبة فيها، ثم سنترك لكم في نهاية مقالنا شرح قصيدة بطاقة هوية بصيغة pdf.
من هو قائل قصيدة بطاقة هوية
إن قائل قصيدة بطاقة هوية هو الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وهو أحد أهم وأبرز الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والدفاع عن الوطن والمطالبة بالحرية والاستقلال، ولد محمود درويش في قرية البروة عام 1942، وفي السابعة من عمره لجأ مع أهله إلى لبنان ولكنه بعد عام واحد تسلل عائداً إلى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة، ثم انتقل إلى قرية الجديدة شمال غرب قريته الأم البروة، درس في مدرسة دير الأسد في تلك القرية وكان يقيم هناك سراً، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف اليهود أمر تسلله، ثم أتم دراسته الثانوية في قرية كفر ياسيف.
تفرغ محمود درويش بعد إنهاء تعليمه الثانوي لكتابة الشعر والمقالات، حيث كان يكتب للصحف والمجلات، التابعة للحزب الشيوعي، وأصبح فيما بعد مشرفاً على تحرير إحدى الصحف، وكانت كتاباته وأفكاره تنغض الاحتلال الذي قام باعتقاله أكثر من مرة، إلى أن نزح إلى مصر عام 1972 ومن بعدها انتقل إلى لبنان، حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وشغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل اللبنانية، ثم سافر إلى باريس وأقام فيها وبعد ذلك قام بتقديم طلب تصريح لزيارة أمه في إسرائيل ودخل إليها بعد ذلك، وفي ذلك الوقت قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحاً بالسماح له بالبقاء في وطنه، وكان له ذلك، و يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث و إدخال الرمزية فيه، وفي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى.
شرح قصيدة بطاقة هوية
تشكل قصائد الشاعر محمود درويش رموزاً للتصدي والمقاومة ورفض الاحتلال والعدوان، وقد لعبت قصائده دوراً كبيراً في إثارة حماس الشباب نحو المقاومة والتصدي، وسبب له ذلك الكثير من المتاعب من بينها اعتقالات ونفي وغير ذلك، وقصيدة بطاقة هوية من أبرز القصائد التي قالها الشاعر محمود درويش وفيما يأتي سندرج لكم شرحاً لمقاطع هذه القصيدة:
- سجِّل ….. أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ…. وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! ….. فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ …أنا عربي ……… وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ … أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ … من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ……. ولا أصغرْ….. أمامَ بلاطِ أعتابكْ …… فهل تغضب؟
يخاطب الشاعر الاحتلال الذي يستوطن بلده وينهب خيراتها ويشرد أبناءها ويقول لكل معتد في أرض بلاده، سجل أيها المحتل فانا إنسان عربي أنتمي إلى هذه الأرض، وأصلي فلسطيني ورقم بطاقتي هو خمسون ألف، ولدي ثمانية أطفال وسوف يأتي طفي التاسع بعد فصل الصيف، فهل يغضبك هذا الكلام الذي أقوله لك، ومغزى الشاعر من ذلك هو إغاظة المحتل الذي يريد طمس هوية الفلسطينيين وقتل أطفالهم وتشريدهم من أرضهم، يكمل محمود درويش، سجل لديك أيها المحتل أنا من هذه البلاد العربية، وأعمل مع أصدقائي وزملائي وأبناء بلدي الكادحين في تكسير الصخور في المقالع، وأنا بهذا العمل أحصل على قوت يومي وأنفق على أطفالي الثمانية، ولست ممن ينتظر منك الإعانات والصدقات التي تنهبها من بلادي ثم تتصدق بها علينا، ولن أتوسل إليك ولن أخضع لك، فهل يغضبك ذلك؟
- سجل … أنا عربي …. أنا اسم بلا لقبِ
صَبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها …. يعيشُ بفَوْرةِ الغضبِ
جذوري …. قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ …. وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ …. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ … لا من سادةٍ نُجُبِ
وجدّي كانَ فلاحاً …. بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يُعَلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي’ كوخُ ناطورٍ … منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل تُرضيكَ منزلتي؟ …أنا اسم بلا لقبِ!
سجل لديك أيها المحتل، أنا رجل عربي، واسمي اسم عربي ولا يهمّ اللقب الذي ألقب به ( إشارة إلى وحدة العرب ونبذ التفرقة العرقية والتعصب القبلي)، إنني أعيش في بلاد يضج رجالها من شدة القهر والغضب ورغم كل ذلك فإنني صابر، وأنا من أرض فلسطين التي يعود تاريخها إلى قبل الميلاد وإلى العصر القديمة التي لم يكن فيها أشجار السور والزيتون، أنتمي إلى عائلة متواضعة فأبي كان يعمل فلاحاً في الحقل، ولم يكن سيداً من أسياد القوم، وجدي أيضاً كان فلاحاً وليس له حسب ونسب ولم يكن من العائلات العريقة، ولكننا لدينا من الشموخ والإباء أكثر من كل الناس، حتى البيت الذي أسكن فيه هو بيت متواضع مصنوع من العيدان والقصب، فهل ترضى بأن تعيش مثلي؟
- سجلْ …. أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ….. ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ… تخمشُ من يلامسَها
وعنواني: أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء …. وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ …. فهل تغضبْ؟
سجل لديك أيها المحتل، أنا رجل عربي، وأنا أفتخر بصفاتي العربية، فشعري لونه أسود داكن يشبه لون الفحم، ولون عيناي بنيّ وأضع فوق رأسي العقال والكوفية (وهي من مظاهر اللباس المعروفة في فلسطين ومنطقة الشام) ويدي شديدة الخشونة والصلابة من كثرة العمل فهي تخمش ما يلامسها وكأنها أداة حادة، وأنتمي إلى قرية صغيرة منسية لم يسمع أحد باسمها لشدة صغرها، وجميع الرجال الذين يسكنون في هذه القرية يعملون في الفلاحة والزراعة أو في مقالع الحجارة، فهل يغضبك ذلك؟
- سجِّل! …. أنا عربي
سلبت كرومَ أجدادي ….. وأرضاً كنتُ أفلحُها ….. أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي …. سوى هذي الصخورِ…
فهل ستأخذُها … حكومتكمْ.. كما قيلا!؟
إذنْ …. سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ …. ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ …. آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي …. ومن غضبي!!
سجل لديك أيها المحتل، أنا رجل عربي، ولقد سلبت مني تلك الأراضي الخصبة والكروم الواسعة التي كانت ملكاً لأجدادي، ولم تترك لي ولأولادي إلى الأراضي الصخرية التي لا تصلح لا لزرع ولا لسكن ولا يمكن للإنسان أن ينتفع منها بشيء، ورغم ذلك فإنني سمعت بأنكم تخططون لأخذها أيضاً وسلبها كما سلبتم غيرها، إذاً سجل لديك أيها المحتل، أنا رجل عربي، أنا لا أكره أحداً من الناس مهما كان موطنه ومهما كانت خلفيته، ولكنني إذا شعرت بالظلم والاضطهاد وجعت فلن أسكت عن حقوقي المسلوبة أبداً، فاحذر أيها المحتل من ثورتي ومن غضبي.
الصور البيانية في القصيدة
تجسد قصائد الشاعر محمود درويش الإحساس الوطني والمشاعر القومية والانتماء للشعب والأرض، وتبعث في قلوب الشباب العربي مشاعر الثورة والغضب ضد الاحتلال والتعطش للحرية والاستقلال، ويستعين الشاعر بالعديد من الصور الفنية والتعابير الأدبية والتشابيه البليغة في إيصال المشاعر التي يشعر بها إلى القارئ، ومن الصور الفنية التي مرت معنا في قصيدة بطاقة هوية:
- يعيشُ بفَوْرةِ الغضبِ: شبه الشاعر الغضب بالشيء الذي يفور، ذكر المشبه وهو الغضب وحذف المشبه به وهو الشيء الذي يفور، وذكر شيئاً من صفاته يدل عليه وهو الفوران، فهي استعارة مكنية.
- جذوري …. قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ: شبه الشاعر الجذور بالمرساة التي ترسو على الأرض، ذكر المشبه وهو الجذور وحذف المشبه به وهو المرساة، وذكر شيئاً من صفاته يدل عليه وهو الرسو، فهي استعارة مكنية.
- يُعَلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ: شبه الشمس بالإنسان الشامخ، ذكر المشبه وهو الشمس وحذف المشبه به وهو الإنسان، وذكر شيئاً من صفاته يدل عليه وهو الشموخ، فهي أيضاً استعارة مكنية.
- ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ….. ولونُ العينِ.. بنيٌّ: في الصورة كناية على أنه رجل عربي فهذه صفات أكثر الرجال العرب.
- وكفّي صلبةٌ كالصخرِ… تخمشُ من يلامسَها: شبه الشاعر كفه بأنها مثل الصخر لخشونتها، ذكر الشاعر المشبه وهو الكف والمشبه به وهو الصخر وأداة التشبيه ووجه الشبه وهو الصلابة وبذلك يكون قد أورد تشبيهاً تام الأركان.
شرح المفردات الصعبة في القصيدة
بالرغم من سهولة الألفاظ ووضوح المعاني التي ذكرها الشاعر في قصيدته إلا أن هذه القصيدة لا تخلو من المفردات التي تعد صعبة لغير المتمكنين من اللغة العربية وخاصة طلاب المدراس الذين يطلب إليهم شرح هذه القصيدة، وفيما يأتي سندرج لكم معاني بعض المفردات من قصيدة بطاقة هوية:
- الكدح: التعب والاجتهاد في طلب الرزق.
- محجر: المكان الذي يتم اقتلاع الصخور منه وقصها من أجل استخدامها في البناء.
- أسلّ: أسحب، ومنها يسل السيف أي يسحبه من غمده.
- أتوسَّلُ: أترجى وأطلب بذلّ.
- الحقب: الحقبة الفترة من الزمن.
- نُجُبِ: الأصل الكريم والحسب والنسب.
- عقالٌ فوقَ كوفيّه: لباس شعبي عربي يوضع على الرأس.
شرح قصيدة بطاقة هوية pdf
تعدّ القصائد الثورية والحماسية من أكثر أنواع القصائد التي تجذب انتباه الناس وتسترعي اهتمامهم، لما لها من دور في توعيتهم وفتح أعينهم على الحقيقة وحثهم على النهوض في وجه الظلم والاستبداد والسير على طرق طلب الحرية والاستقلال، والشاعر محمود درويش من أبرز الشعراء الذين سخّروا أدبهم وشعرهم لتزكية نار الثورة في قلوب الشعوب العربية، لذلك نجد لهذا الشاعر شعبية كبيرة بين الناس فقد اشتهرت الكثير من قصائده ولكن قصيدة بطاقة هوية حصلت على شهرة كبيرة جداً لذلك نجد الكثير من الناس يبحثون عن شرح لهذه القصيدة أو قد يطلب من الطلاب في المدارس أن يقوموا بشرح هذه القصيدة، وأيّاً كان هدفكم من الحصول على شرح هذه القصيدة فإننا سنترك لكم هذا الشرح بصيغة pdf يمكنكم تحميله ” من هنا “.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عن شرح قصيدة بطاقة هوية لمحمود درويش والصور الفنية فيها، التي كتبها شاعر الثورة الفلسطينية والقومية العربية الشاعر محمود درويش والذي قمنا فيه بتسليط الضوء على الشاعر محمود درويش وقصيدته بطاقة هوية ثم شرحنا لكم مقاطعها بالتفصيل، واستخرجنا بعض الصور الفنية والأدبية منها وتعرفنا على معاني بعض المفردات الصعبة فيها، ثم أدرجنا لكم في نهاية مقالنا شرح لمقاطع هذه القصيدة بصيغة pdf.
التعليقات