شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها

شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الزوار وخصوصًا من عشاق الشعر الجاهلي، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن صاحب قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا، وسوف يتم إدراج شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت، وعلى أهم الصور الفنية والبلاغية فيها، كما سوف نتعرف على شرح مفردات القصيدة وما إلى هنالك من معلومات أخرى متعلقة.

نبذة عن الشاعر أمية بن أبي الصلت

يعدُّ الشاعر أمية بن أبي الصلت أحد أبرز الشعراء في العصر الجاهلي، وهو من وجهاء ورؤساء قبيلة ثقيف، وهو أمية بن أبي الصلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن عزة بن عوف بن ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن، وأما والدته من قبيلة قريش وهي رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف، وقد ولد أمية في مدينة الطائف، وقد كان واحدًا من النساك العرب وأتباع الديانة الحنيفية الذين نبذوا ورفضوا عبادة الأوثان، وكان يدعوا إلى التوحيد، وقد كان يحب السفر والتنقل، فاتصل بالفرس في اليمن وأخذ اخبارهم وقصصهم، ثمَ رحل إلى الشام في رحلات تجارية عديدة والتقى بالكهان والقسيسين، وكان يسأل كثيرًا عن يوم البعث والحساب ويهتم به، ولذلك يعدُّ من أشهر الأحناف العرب إلى جانب كل من عثمان بن الحويرث وورقة بن نوفل وقس بن ساعدة وغيرهم، وقد ورد أنَه التقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه آيات من القرآن الكريم ولكنه لم يسلم ويُقال أنَّ الحقد منعه من الإسلام حسب بعض المؤرخين، توفي غالبًا في سنة 626م.^[1]

شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا

تعدُّ هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر الجاهلي أمية بن أبي الصلت، وقد وردَ أنَه نظمها في ابنه العاق، حيث يعاتب فيها ابنه الذي لم يحترم والده ولم يرعَ فيه حق الأبوة رغم كل ما قدمه له حتى كبر وأصبح شابًّا، وهي على البحر الطويل وقافية اللام المضمومة ويبلغ عدد أبياتها 14 بيتًا فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا لأمية بن أبي الصلت:

• غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً
  تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ
  إِذا لَيلَةٌ نابَتكَ بِالشَكو لَم
  أَبِت لِشَكواكَ إِلّا ساهِراً أَتَمَلمَلُ
  كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي
  طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ

يبدأ الشاعر قصيدته بعتاب كبير إلى ولده، حيث يقول له لقد أطعمتك وغذيتك وأنت مولود ورضيع، ثمَّ كفلتك وأنفقت عليك حتى أصبحت شابًا يافعًا، وقد كنت تشرب مرارًا وتكرارًا من الحنو الذي أحنوه عليك والنعم الكثيرة التي أغدقها عليك، وعندما كنتَ تشتكي من أية علة في الليل كنت أقضي الليل ساهرًا على شكواك وأحزن عليك، وأصبح كأنني أنا المصاب وأنا الذي أتأثر بما أصابك أكثر من نفسك، وعيناي تبكيان عليك طوال الليل.

• تَخافُ الرَدى نَفسي عَلَيكَ وَإِنَني
  لَأَعلَمُ أَنَ المَوتَ حَتمٌ مُؤَجَّلُ
  فَلَمّا بَلَغَت السِّنَ وَالغايَةَ الَّتي
  إِليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِلُ
  جَعَلتَ جَزائي غِلظَةً وَفَظاظَةً
  كَأَنَكَ أَنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِلُ

وقد كنت أخاف عليك كثيرًا من كل أذى قد يصيبك رغم علمي بأنَّ الموت حق وهو مصير كل إنسان، ولكنني رغم ذلك أخشى عليك من الموت في كل لحظة وأن أفقدك، ولكنك عندما بلغت العمر الذي كنتُ أريدكَ أن تبلغه قابلتَ كل تلك النعم التي كنت قد قدمتها لكَ بالغلظة والقسوة والجفاء، وأصبحت تعاملني وكأنكَ أنت الذي كنتَ تتفضَل عليَّ.

• فَلَيتَكَ إِذ لَم تَرعَ حَقَّ أُبوَتي
  فَعَلتَ كَما الجارُ المُجاورُ يَفعَلُ
  زَعَمتَ بِأَنّي قَد كَبِرتُ وَعِبتَني
  لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ
  وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ
  وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ

وكنت أتمنَّى أن تعاملني معاملة الجار لجاره بالحسنى والكلمة الحسنة إذا لم تكن تريد أن تعاملني معاملة الولد لوالده، وإذا لم تريد أن تؤدي حقي عليك كأب، وقد صرتَ تدعي أنني كبرت بالسن وهرمت وتعيب عليَّ ذلك رغم أنني ما زلت في الستين من عمري فقط، وصرت تنعتني باسم المفند أو المخطئ ذي الرأي الضال والغبي، ولكن الحق أنَّ الخطأ والضلال هو في رأيك، وأنت الغبي لو كنت ترى بعين عقلك.

• تُراقِبُ مِني عَثرَةَ أَو تَنالَها
  هَبِلتَ وَهذا مِنكَ رَأيٌ مُضَلَلُ
  وَإِنَكَ إِذ تُبقي لِجامي موائِلاً
  بِرَأيِكَ شابّاً مَرَةً لَمُغَفَّلُ
  وَما صَولَةُ الحِقِّ الضَئيلُ وَخَطرُهُ
  إِذا خَطَرتَ يَوماً قَساورُ بُزَّلُ

ودائمًا ما تنتظر مني أن أخطئ أو أعثر عثرةً حتى تتصيدها وتحملها عليَ وتعيبني بها، ولكن هذا التصرف منكَ خطأ كبير وضلال ما بعده ضلال، وإذا كنت تعتقد أنك سوف تضع عليَّ قيدًا فإنَّك غبي ومغفل، فالحق مهما كان موقفه ضعيفًا أمام جبروت الباطل ولكنَّه عندما ينتفض يكون كالإبل الشرسة التي طلعت أنيابها.

• تَراهُ مُعِدّاً لِلخِلافِ كَأَنَهُ
  بِرَدٍّ عَلى أَهلِ الصَوابِ مُوَكَلُ
  وَلَكِنَّ مَن لا يَلقَ أَمراً يَنوبُهُ
  بِعُدَّتِهِ يَنزِل بِهِ وَهو أَعزَلُ

وقد كان هذا الفتى دائمًا يصنع الخلافات والشقاقات وكأنَّ أحد ما قد وكله بأن يجادل ويخاصم أهل الرأي والحكمة والسداد، وهكذا الحياة فإنَّ الشخص إذ لم يتجهز ويعدَّ نفسه لمصائب ومواقف الدهر والحياة فإنَّه سوف يلقاها ضعيفًا وكأنه نزل إلى الحرب أعزل من دون سلاح.

الصور الفنية في قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا

جاءت في قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا الكثير من الصور الفنية والبلاغية التي تضفي لمسات جمالية تزيد القصيدة قبولًا وحسنًا في نفوس القراء وعشاق الشعر العربي، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات في الشعر العربي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن الصلت:

استعارة مكنية

وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ، حيث شبَّه النعم التي يحنو بها على ولده بالماء أو الخمرة التي يشربها الإنسان ويعلُّ بها نفسه حينًا بعد حين، ولكنه حذف المشبَّه به وهو الشراب وأبقى على المشبه وهو “ما أحني عليكَ” ولذلك يسمى هذا الأسلوب استعارة مكنية.

تشبيه بليغ

ورد التشبيه البليغ في قول الشاعر: وَما صَولَةُ الحِقِّ الضَئيلُ وَخَطرُهُ إِذا خَطَرتَ يَوماً قَساورُ بُزَّلُ، فقد صولة الحق عندما تخطر بأنها مثل قساور البزل، فالمشبه هنا هو صولة الحق، والمشبه به هو القساور، ولكن حذف الشاعر أداة التشبيه ووجه الشبه أيضًا، ولذلك يدعى هذا الأسلوب تشبيهًا بليغًا.

أسلوب الكناية

ورد أسلوب الكناية في البيت: كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ، حيث كنَّى الشاعر بهذه الألفاظ عن مدى تأثره على ولده عندما يمرض أو يصيبه مكروه، وعيناه تهمل، أيضًا كناية عن الحزن على الولد وما قد يصيبه.

أسلوب الطباق

ورد أسلوب الطباق في البيت التالي: وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ، فالمفند بخلاف التعقل، والتفنيد بمعنى التكذيب والتضعيف وهو في القصيدة يأتي بمعنى يعاكس معنى التعقل.

أسلوب التوكيد

ورد أسلوب التوكيد في مواضع كثيرة في القصيدة مثل: وَإِنَكَ إِذ تُبقي لِجامي موائِلاً بِرَأيِكَ شابّاً مَرَةً لَمُغَفَّلُ، حيث استخدم الشاعر حرف اللام مع كلمة مغفل من أجل التوكيد، وفي قوله أيضًا: لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ، حيث أن كمَل هي توكيد لستين أيضًا.

الأفكار العامة في قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا

توجد العديد من الأفكار العامة في القصيدة والتي يحرص الشاعر على إيصالها إلى القراء من خلال أبيات قصيدته، ويجب التعرف على هذه الأفكار من أجل معرفة معنى القصيدة العام، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار في قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا:

• عتاب الولد من والده على التعب الذي بذله من أجل تنشئته وتربيته حتى أصبح شابًا.
• الرد الغليظ والقاسي الذي لقيه الأب من ابنه وعقوقه له.
• رأي الشاب هو الرأي المخطئ وليس رأي والده الحكيم.
• التذكير بأنَّ الحق هو الذي سوف ينتصر في النهاية.

شرح مفردات قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا

بعض الأشخاص يجد صعوبة في معرفة معاني بعض المفردات في هذه القصيدة وقد تكون غامضة بعض الشيء بالنسبة له، لأنَّ كثير من الكلمات التي تستخدم في الشعر العربي لا تستخدم في الحياة العادية وخصوصًا القصائد القديمة، لأنَّ اللهجات العربية العامية تختلف بشكل كبير عن اللغة العربية الفصحى التي تستخدم في كتابة الأدب العربي وبسبب تطور اللغة العربية على مر العصور، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات في قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا:

شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا pdf

كثير من الزوار وبشكل خاص من الطلاب أو المدرسين يرغبون بالحصول على شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا على شكل ملف pdf من أجل استخدامه في شتى الأغراض، مثل الاحتفاظ به على الموبايل أو اللابتوب واستخدامه في أوقات لاحقة، أو من أجل طباعة الملف واستخدامه ورقيًا وتوزيعه على العديد من الزملاء أو الاستفادة منه في إعداد بحث عن غذوتك مولودا وعلتك يافعا أو من أجل تحليل القصيدة وما إلى هنالك من استخدامات مختلفة، ويمكن الحصول على شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرحُ قصيدةِ غذوتكَ مولوداً وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر أمية بن أبي الصلت، وعلى شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا وأهم الصور الفنية والبلاغية فيها، كما تمَّ إدراج الأفكار العامة والرئيسية في القصيدة وشرح مفردات القصيدة وغير ذلك من التفاصيل.