شرح قصيدة مالك بن الريب وأفكارها العامة

شرح قصيدة مالك بن الريب وأفكارها العامة ، وهو موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الزوار وخصوصًا من عشاق شعراء العصر الأموي، فهي من أجمل القصائد الشعرية التي رثى فيها الشاعر مالك بن الريب نفسه، والتي نظمت على البحر الطويل وقافية الياء، وهي من القصائد الطويلة والتي يبلغ عدد أبياتها 62 بيتًا شعريًا، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة مالك بن الريب أَلا ليت شعري هل أبيتن ليلَة، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر مالك بن الريب، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

معلومات عن مالك بن الريب

يعتبر مالك بن الريب بأنه الشاعر الذي كتب قصيدة ” أَلا ليت شعري هل أبيتن ليلَة”، وهو من شعراء العصر الأموي، واسمه هو مالك من بني مازن بن عمرو بن تميم، وكنيته أبو عقبة، نشأ مالك في قبيلة تميم في نجد وهو أحد فرسان بني مازن، ويجدر بالإشارة إلى أنّ شخصية مالك أثارت الجدل في العالم العربي والإسلاميّ، حيث إنه عاصر أصعب فترات التاريخ الإسلامي وهي فترة حكم معاوية بن أبي سفيان، وقد كان مالك في تلك الفترة قاطع للطريق، وذلك بسبب انحياز قبيلة بنو تميم إلى صف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في حربه ضد معاوية، فأصبحوا مُضطهدين من قبل الأمويين، وفُرضت عليهم ضرائب كثيرة وحُرموا من الأعطيات، لذا لجأ الكثير منهم إلى قطع الطريق هربًا من الفقر والظلم والاضطهاد ومنهم مالك بن الريب، وفيما بعد طلب منه أمير خراسان حفيد الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- أن يتوب ويستصحبه فأطاعه وحسنت سيرته، ثمّ عاد إلى وادي الغضى في نجد إلى أهله وكان قد مرض مرضًا شديدًا.^[1]

شرح قصيدة مالك بن الريب

تعدُّ هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر الأموي مالك بن الريب، وقد وردَ أنَه نظمها بعدما مرض مرضًا شديدًا وشعر باقتراب وفاته كتب تلك القصيدة ورثى بها نفسه، ويقول في مطلعها: ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا، وهي على البحر الطويل وقافية الياء، ويبلغ عدد أبياتها 62 بيتًا فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح قصيدة مالك بن الريب بشكل مفصل:

• ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
  فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
  لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا

يبدأ الشاعر القصيدة بالتساؤل عن أيامه مع الأحباب والأهل في وادي الغضى ويقول هل ستعود تلك الأيام التي كان يسوق فيها الإبل السريعة، حيث يتمنى الشّاعر لو أنَّه لم يفارق وادي الغضى أي الشجر التي كانت تحاوط مكان بيته، فيريد الشاعر أنّ تمشى هذه الأشجار معه ولا تقطعه، فقد كان في هذا المكان له أشخاص مخلصون ومحبون له، فلو كانوا قريبين لقمت بزيارتهم ولكنَّهم للأسف بعيدون عنا.

• ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا
  وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا
  دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا

يتابع الشاعر القول بأنه ترك الضلالة أي ترك قطع الطريق واشترى الهدى أي ذهب إلى جيش سعيد بن عفّان من أجل الجهاد في سبيل الله، وفي هذا البيت يوجد استعارة مكنية، حيث شبه الشاعر الضلالة بالشيء الذي يباع، فقد أصبح في أرض محفوفة بالأعداء وقد كانت بعيدَا عنها، ثمّ يتابع الشاعر القول بأنّه مع أصحابه في أرض الطبسين أي الخراسان، فقد ناداه الهوى في موضع أود فالتفت ورائه.

• أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
  تقول ابنتيْ لمّا رأت طولَ رحلتي سِفارُكَ هذا تاركي لا أبا ليا
  لعمريْ لئن غالتْ خراسانُ هامتي لقد كنتُ عن بابَي خراسان نائيا

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن إجابته لنداء الهوى بزفرة، فخجل أن يراه أصحابه على ذلك فيلوموه، فوضع ردائه على وجهه كالقناع حتى لا يعرفوه، ثمّ يبين الشاعر الحديث الذي جرى بينه وبين ابنته، فيقول قالت لي ابنتي بأنّ سفري  سيطول وسيجعلني أتركها بمفردها بلا أب يحميها، فيقسم الشاعر ويقول أنَّ خرسان جعلته من أهلها في حين كان بعيدًا عنها، فقد جعلته أغلى مَن بها، لذلك أصبح لا يبتعد عنها ولا عن بابها.

• فإن أنجُ من بابَي خراسان لا أعدْ إليها وإن منَّيتُموني الأمانيا
  فللهِ دّرِّي يوم أتركُ طائعاً بَنيّ بأعلى الرَّقمتَينِ وماليا
  ودرُّ الظبَّاء السانحات عشيةً يُخَبّرنَ أنّي هالك مَنْ ورائيا

يقول الشاعر ويقسم بأنه أنّ نجا من هذه الحرب  لن يعود إلى الضلالة أي إلى قطع الطريق حتى لو طلبوا منه ذلك مقابل تحقيق أفضل الأمنيات، فالله -سبحانه وتعالى- هو من يعرف كيف تركت ذلك الطريق وتركت أبنائي ومالي لهذا الغزو، ثمّ يتابع القول بأنه ولله در الظباء السانحات أي النساء المارات في المساء وهنّ يخبرن بعضنَّ البعض بأني هالك في هذه الغربة.

• ودرُّ كبيريَّ اللذين كلاهما عَليَّ شفيقٌ ناصح لو نَهانيا
  تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
  وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات ولله در الكبيرين أي أمي وأبي اللذين كانا شفيقَين علي ناصحين لي، ثمذ يقول بأنه حين أتذكر موتي والأشخاص الين يبكون علي لا أجد أحدًا إلى رمحي وسيفي، وهذا الفرس المضمَّر القوي الذي  يجر رسنه نحو الماء، ولم يترك له موتي من يسقيه، حيث قصر الشاعر البكاء على ثلاثة أشياء هم السيف والرمح وحصانه، كما في هذا البيت استعارة مكنية فقد شبه السيف والرمح بالإنسان الذي يبكي.

معاني المفردات في قصيدة مالك بن الريب

يجد بعض من الزوار صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في قصيدة مالك بن الريب، فقد تكون غامضة ومجهولة بالنسبة لهم، وذلك لأنّ كثيرَا من الكلمات تغيرت وتطورت مع تطور اللغة العربية منذ العصور القديمة وحتى العصر الحالي، كما أنّ بعض الكلمات التي استخدمها الشاعر مالك بن الريب هي كلمات لا يستخدمها الناس في الحياة العادية، فهي كلمات عربية تستخدم في كتابة الأدب العربي، ولذلك سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في هذه القصيدة لتسهيل فهمها على الزوار:

• الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر في القصيدة عن أيام شبابه في بلده وهو بجانب أشجار الغضا.
• الفكرة الثانية: التحاق الشاعر بجيش سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
• الفكرة الثالثة: ينقل الشاعر تحوله من شخص قاطع طريق إلى رجل يشارك في الجهاد في سبيل الله.
• الفكرة الرابعة: ينقل الشاعر حزن ابنته عليه والمشاعر الأليمة التي أصابتها.
• الفكرة الخامسة: حزن الشاعر على نفسه، وذلك بسبب عدم وجود أصدقاء وأحباب يحزنون على مفارقته.
• الفكرة السادسة: قطع الشاعر عهد على نفسه بأنه إذا نجا من الموت لن يعود مطلقًا لقطع الطريق على الناس.

الصور الفنية في قصيدة مالك بن الريب

جاءت في قصيدة أَلا ليت شعري هل أبيتن ليلَة الكثير من الصور الفنية التي تضفي لمسات جمالية على القصيدة، فهي تزيد من إقبال النفوس على الشعر العربي، كما تضيف قيمة جمالية على المبنى والمعنى، والإتيان بهما بطريقة غير مباشرة، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات في الشعر العربي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة أَلا ليت شعري هل أبيتن ليلَة للشاعر مالك بن الريب:

• استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا، حيث شبَّه القلب بالشيء الذي يكوى، ولكنه حذف المشبَّه به وأبقى على المشبه وهو “القلب” ولذلك يسمى هذا الأسلوب استعارة مكنية، كما جاءت في قوله: ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا، فقد شبّه الضلالة بشيء يُباع، وهنا حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
• أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في البيت: بِمَن لا يَنامُ الليلَ إِلا وَسَيفُهُ رَهينَةُ أَقوامٍ سِراعٍ إِلى الشَّغبِ، حيث كنَّى الشاعر بهذه الألفاظ عن مدى استعداد الرجل للقاء الأعداء والأشخاص الغادرين له بجعل سيفه تأمينًا له واستعدادًا للقتال.

شرح قصيدة مالك بن الريب PDF

تعتبر قصيدة مالك بن الريب من القصائد الشعرية المميزة، فقد أرثى نفسه فيها بعدما لسعته أفعى وهو يشعر أنه يفارق الحياة، وقد يرغب الكثير من الأشخاص بالحصول على شرح القصيدة بصيغة PDF، حتى يتسنى لهم استخدامها في أغراض متنوعة، كالاحتفاظ بالملف على الهاتف المحمول أو على جهاز الحاسوب واستخدامه داخل المدرسة، أو وطباعته والحصول عليه ورقيًا، ومن ثمّ  توزيعه في الجامعة، أو من أجل الاستفادة منه في إعداد تحليل عن القصيدة  أو من أجل كتابة بحث عن القصيدة بشكل مفصل وما إلى هنالك من استخدامات متعددة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بتنسيقات الملف المختلفة دون إحداث أي تغيير عليها، ويمكن تحميل شرح قصيدة مالك بن الريب بصيغة PDF مُباشرةً “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة مالك بن الريب وأفكارها العامة، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر مالك بن الريب، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ مَالك بن الرَّيب، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.