شرح قصيدة ونحن نحب الحياة لمحمود درويش

شرح قصيدة ونحن نحب الحياة لمحمود درويش
شرح قصيدة ونحن نحب الحياة

شرح قصيدة ونحن نحب الحياة لمحمود درويش وهو موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الزوار وخصوصًا من عشاق أشعار محمود درويش، فهي من أجمل القصائد الشعرية التي كتبها محمود درويش عن الحياة، فهي تعبر عن حب الحياة والتفاؤل، وتتحدث عن طبيعية حياة الشعب الفلسطيني، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة ونحن نحب الحياة وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر محمود درويش، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

كاتب قصيدة ونحن نحب الحياة

إنّ كاتب قصيدة ونحن نحب الحياة هو أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين في القرن العشرين محمود درويش، المولود في اليوم الثالث عشر من شهر مارس / آذار من عام 1941م في قرية البروة الفلسطينية، وقد أكمل درويش تعليمه الابتدائي والثانوي، لكنّه لم يستطع إكمال مسيرته التّعليميّة الجامعيّة، فقد انتقل إلى العمل ككاتب في الصُّحف والمجلّات، ثمّ عمل في صُحف الحزب الشّيوعيّ، بالإضافة إلى عمله في مجلّة الفجر الأدبيّة، كما يعتبر محمود درويش بأنه أحد أبرز الشعراء الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي الحديث، أما شعره فقد تميز في نقل الأحداث المُترابطة، والوُقوف على البُنية الخارجيّة له، فقد كان يظهر المعنى، والمعنى المُراد من المعنى؛ كما ابتعد كلّ البعد عن إظهار المُفردات إظهاراً تسهل معه معرفته، ويجدر بالإشارة إلى أنّ محمود درويش لم يكن شاعرًا وحسب بل كان سياسيًا ودبلوماسيًا وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، أما وفاته فقد كانت في اليوم التاسع من شهر أغسطس / آب من عام 2008، عن عمر يناهز 67 عامًا، وقد أصدر العديد من الدواوين الشعرية، ومن أشهرها ما يأتي:[1]

  • لماذا تركت الحصان وحيدًا.
  • كزهر اللوز أو أبعد.
  • الجدارية.
  • حالة حصار.
  • أحبك أو لا أحبك.
  • ورد أقلّ.
  • أرى ما أريد.
  • أحد عشر كوكباً.

شرح قصيدة ونحن نحب الحياة

إنَّ قصيدةَ ونحن نحب الحياة تعدُّ من أشهر قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، فقد نظمها للحديث عن نظرة الشعب الفلسطيني وتفاؤله ونضاله في هذه الحياة، ولذلك يقول في مطلعها: “وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ”، وقد نظم الشاعر هذه بقصيدة الشبيهة بالنثر فقد جاءت موزونة على بحر المتقارب، مما أضافت للقصيدة إيقاعا وجرسا موسيقيّا، أما القافية فهي حرف الروي وهو اللام، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح لكافة مقاطع القََصيدة بشكل واضح:

  • وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
    وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ

يبدأ الشاعر أول الأبيات بقوله “نحن نحب الحياة، حيث يشير في الضمير نحن إلى الشعب الفلسطيني، فيقول بأنّنا الشعب الفلسطيني نحب الحياة، ونريد أن نعيش كغيرنا من الشعوب، سعداء وآمنين ونأخذ حقوقنا كما هي، فعلى الرغم من نكران حقنا وحصارنا إلا أننا نبقى ونحاول حتى نتحرر ونصل إلى ما نريد، حيث يدافع الشاعر عن شعبه الذي يُتّهم وكأنه محب للموت، فتأتي هذه اللفظة والعبارة القوية “ونحن نحب الحياة” لتزيل هذا الاتهام، ويجدر بالإشارة إلى أنّ الشاعر استخدم أسلوب الشرط لإظهار رمزية معينة، وهي أنّ الشعب الفلسطينيّ يشرط حبّه للحياة إذا ما توفّرت الظروف التي تسمح لهذا الحب أن يتواجد، وهذه الظروف هي وجود وطن للفلسطينيّ المشرّد في المنافي والشّتات، ثمّ يتابع القول إنّه إذا كفلنا أن نبذل التضحيات والشهداء فنقوم بذلك، فنحن لا نفقد الأمل ولا نيأس، بل سنرقص لأننا بعد الشهداء نبني ونعمر ونجعل الطبيعة تزدهر بأشجار البنفسج، فالشعب الفلسطيني يقدّم التضحيات وهو يرقص ويتفاءل بنفسه، فهو الشعب الشامخ ذو الكبرياء، فيقول إنّ هؤلاء الشهداء سيجعلوننا نبني أشجارًا عملاقة وعالية كالمئذنة، وسنزرع النخيل الذي هو اصل تراثنا، حيث يجسّد التّواضع والنّقاء والاستمراريّة.

  • نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
    وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
    وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
    نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن الإصرار والتحدّي في نفوس الشعب الفلسطيني من أجل استمرارية الحياة، فعلى الرغم من الظروف القاهرة التي يعيشها هذا الشعب إلا أنه يبني من خيوط دودة القز الحريرية حياة سامية ومتقدمة جدًا، وقد استخدم الشاعر لفظة نسرق  لبيان الرقة التي لا يمكن وصفها، فهي لا تشير إلى السرقة المتعارف عليها بالحياة، بل هي تشير إلى خيوط دودة القز النّاعمة الحريريّة الرّقيقة التي يأخذ الفلسطينيين منها الخيوط لإقامة حياة خاصة بهم تحويهم، حيث يبين الشاعر نفسية المسروق من خلال دودة القز، فهي الوحيدة التي تعلم بنفسيّة الشخص الذي سُرِق منهم متاعه، فقد أخذوا منها خيوطها عنوة، كما سلبت أرض فلسطين من شعبها، ثم يتابع القول بأننا أي الشعب الفلسطيني نفتح باب الحديقة كي يخرجَ الياسمين وينتشر بالطرقات، حتى يملؤها بالحبّ والعشق، الفرحة والعيد، ليدبأ نهارًا جديدًا وتشرق الشمس والحريّة من هذا الاستعمار، فهم ينظرون للأمام من أجل المستقبل المشرق الذين يرجوه.

  • وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ
    وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
    وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ
    نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا…

يتابع الشاعر الحديث عن الشعب الفلسطيني ونضاله وجهاده وعمله المستمر بأدق العبارات، فهم الذين يزرعون في الأرض ويحصدون الشهداء أينما حلوا، ثمّ يتابع القول بأننا نراهم ينفخون في النّاي الذي يجسد الحلم والأمل والمستقبل، فهو يشير إلى الأشخاص الذي كانوا قبل أن تقوم دولة فلسطين، وبواسطة الناي ستحقق الحياة ما نريد ونسترجع الذكر الطيب أو الخيال الذي لا يُمحى من الذاكرة، أي العزّة والعودة على صهيل الجياد، وتحقيق النصر القريب بإذن الله في طريقنا في هذه الحياة، فعندما نصل إلى هذه الحياة التي نرجوها سوف نحفر أسمائنا على صّخور بلادنا، وسنكون ثابتين في تحدي الصعاب كصخور الوطن، ثمَّ يخاطب الشاعر البرق ويطلب منه أن يريه الليل، والمقصود هو النهار الذي ينتج من خلال اللمعات الخاطفة للبرق، فهو يدل على الأمل الذي سيأتي ويزيل ظلمة الليل لينرى النهار والحرية، ثمّ يعود لقول أنّهم شعب يحبّ الحياة، تمامًا كبقية شعوب الأرض.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة نحن نحب الحياة

قد توجد بعض الكلمات التي قد تكون صعبة الفهم بالنسبة لبعض القراء في القصائد الشعرية سواء كانت قديمة أو حديثة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الكلمات المستخدمة في القصائد لا يجري استخدامها عادة في الحياة العادية، ولذلك من الضروري الرجوع والبحث في المعاجم من أجل التعرف على معانيها الصحيحة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم الكلمات الصعبة في قصيدة ونحن نحب الحياة:

المفردة شرح المفردة
صهيل صوت الفرس.
نسيج  وهي قطعة من القُماش مُحاكة مِن خُيوط تتشابك بانْتِظام.
أوضح جعله واضحًا، أي كشفه.
ممر موضع المرور.
الناي آلة موسيقية شرقية.

الأفكار العامة في قصيدة ونحن نحب الحياة

توجد العديد من الأفكار العامة التي أراد محمود درويش إيصالها للقراء في قصيدة ونحن نحب الحياة، ويجب التعرف عليها من أجل فهم المغزى الأساسي والعام من القصيدة، ويجدر بالإشارة إلى أنّ تلك الأفكار تساعد القارئ على فهم شرح القصيدة في أي وقت وبكل سهولة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار العامة في قصيدة ونحن نحب الحياة للشاعر العربي محمود درويش:

  • الفكرة الأولى: المفارقات الظاهرية من خلال المزج بين الحياة والموت.
  • الفكرة الثانية: بيان الفارق بين الحياة والموت من خلال الزرع والاستشهاد.
  • الفكرة الثالثة: تجسيد طبيعة حياة الشعب الفلسطيني مع العدو الصهيوني.
  • الفكرة الرابعة: تحدث الشاعر عن الشعب الفلسطيني وتمثيله لأفراحهم وأتراحهم.
  • الفكرة الخامسة: تحدث الشاعر عن البناء والدمار والفارق بينهما في الحياة.
  • الفكرة السادسة: نقل الشاعر مشاعر الإيجابية والتفاؤل والأمل في الحياة.

الخصائص الفنية في قصيدة ونحن نحب الحياة

اهتم الشاعر محمود درويش باستخدام عدد من الخصائص الفنية في القَصيدة، ويعود السبب في ذلك إلى إظهار جمال المعاني وعمقها، ونقل الحال الخاص بالشعب الفلسطيني بصورة سلسلة ومبسطة، بالإضافة إلى بيان الغاية الأساسية من القصيدة بسهولة دون تعقيد، وفيما يأتي سيتم بيان أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:

  • ترابط الأفكار في القصيدة، والفصاحة والبلاغة في العبارات.
  • استخدام الشاعر الصيغة الفعليَّة في كافة أبيات القصيدة للدلالة على التغيّر والتّجدّد.
  • استخدام الشاعر ضمير المتكلم “نحن” للحديث بلسان شعبه الفلسطيني الذي يفتخر ويعتزّ به.
  • توظيف العديد من المحسنات البديعية، والميل إلى الكلمات العميقة لدقة الوصف.
  • اختيار عنوان مناسب للقصيدة بالصيغة الاسمية، وذلك دلالة على الثبوت وعدم التغيير والتّقلب.
  • الأسلوب القوي والقدرة على إقناع الآخرين بأنّ الشعب الفلسطيني يحب الحياة كغيره من الشعوب.
  • استخدام الشاعر الإمكانات البسيطة لتحقيق أحلامه، وتتمثل هذه الكلمات على النحو الآتي “الخيط، الحجارة، الزراعة”.
  • مزج الشاعر بين الواقعية مع الرومانسية، فقد استخدم كلمة “الناي” و”الطبيعة” للدلالة على الأحلام التي يرجوها، أمّا الواقعية الصعبة فقد عبر عنها الشاعر من خلال استخدام كلمتي “الشهداء، والبناء”.

شرح قصيدة ونحن نحب الحياة PDF

تعتبر قصيدة ونحن نحب الحياة للشاعر العربي محمود درويش من أجل القصائد الشعرية التي كتبها، فهي تحمل في مضمونها الحب والتفاؤل في الحياة، كما تمزج بين الحياة والموت، وهي من القصائد التي يبحث عنها عدد كبير من الأشخاص، حيث يرغبون بالحصول على القصيدة وشرحها بصيغة PDF، حتى يتسنى لهم الاحتفاظ به على الهاتف المحمول أو على جهاز الحاسوب واستخدامه داخل المدرسة، أو وطباعته والحصول عليه ورقيًا، ومن ثمّ  توزيعه في داخل الجامعة، حيث يمكن الاستفادة من هذا الشرح في إعداد تحليل عن القصيدة أو من كتابة بحث عن القصيدة بشكل مفصل وما إلى هنالك من استخدامات متعددة، ويمكن تحميل شرح قصيدة ونحن نحب الحياة للشاعر محمود درويش بصيغة PDF مُباشرةً “من هنا“.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها
شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة ونحن نحب الحياة لمحمود درويش، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر محمود درويش، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية والصور البيانية والبلاغية في قصيدةِ ونحن نحب الحياة، وختمنا المقال في بيان الخصائص الفنية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، محمود درويش، 02/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *