عناصر المقال
شرح قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا لأحمد شوقي هذه القصيدة التي تُعدّ من بين أجمل القصائد التي كتبها أمير الشعراء الشاعر أحمد شوقي أثناء اغترابه ونفيه في الأندلس وكانت هذه القصيدة معارضة لقصيدة ابن زيدون الشاعر الأندلسي المعروف، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن كاتب قصيدة يا نائح الطلع وسوف نمر على شرح أبيات هذه القصيدة بالإضافة إلى الصور الفنية الواردة في هذه القصيدة وشرح المفردات الصعبة الواردة في هذا النص، وسوف نضع رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
كاتب قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا
إنّ كاتب قصيدة يا نائح الطلح أشباه عوادينا هو الشاعر المصري وأمير الشعراء أحمد شوقي، وهو أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك المولود في يوم السادس عشر من شهر أكتوبر تشرين الأول من عام 1868 ميلادية، وهو شاعر مصري ومن بين أعظم الشعراء العرب في العصر الحديث، ولد أحمد شوقي في حي اسمه الحنفي في العاصمة المصرية القاهرة، أبوه شركسي وأمه يونانية تركية بحسب أغلب المصادر، عملت جدته وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، فعاش معها في القصر حين تكفلت بتربيته، وقد درس في كتاب الشيخ صالح وحفظ فيه قسمًا كبيرًا من القرآن الكريم كما تعلم القراءة والكتابة.
ثم درس شوقي في مدرسة المبتديان الابتدائية ولما بلغ الخامسة عشرة من العمر التحق بمدرسة تدرس الحقوق، ودرس أيضًا في قسم الترجمة، وجدير بالقول إنه في سنة 1915 تعرض الشاعر أحمد شوقي للنفي خارج مصر، حيث نفته السلطات البريطانية إلى إسبانيا وهناك رأى الحضارة الأندلسية بأم عينيه في الآثار والقصور والمتاحف التي خلفها العرب، فتأثر بها وكتب الكثير من القصائد الرائعة، توفي شوقي في يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر تشرين الثاني من عام 1932 ميلادية تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا عظيمًا، ونتاجًا شعريًا خالدًا. [1]
شرح قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا
نبين من خلال ما سيأتي أشهر أبيات قصيدة يا نائح الطلح للشاعر أحمد شوقي مع شرح هذه الأبيات:
- يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا / / / نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا
ماذا تَقُصُّ عَلَينا غَيرَ أَنَّ يَداً / / / قَصَّت جَناحَكَ جالَت في حَواشينا
يبدأ اشلاعر أحمد شوقي قصيدته وهو ينادي الحمام فيقول له: يا أيها الحمام النائح إننا متشابهون بالحزن والنوجح والأسى، ثم يقول له: هل نحزن لأنك تفارق واديك هذا أم أحزن وآسى لأنني أفارق واديّ في مصر والنيل، وهذه القصيدة كتبها الشاعر في إسبانيا حين كان منفيًا بعيدًا عن بلاده، ثم يسأل الشاعر مرة أخرى نائحَ الطلح؛ فيقول: ماذا سوف تحكي لنا غير الحكاية التي نعيشها معًا، ماذا تريد أن تقول غير أنّ اليد التي قطعت جناحيك هي ذاتها التي غربتني عن بلادي، فصرنا في الأسى والمعاناة شركاء.
- رَمى بِنا البَينُ أَيكاً غَيرَ سامِرِنا / / / أَخا الغَريبِ وَظِلّاً غَيرَ نادينا
كُلٌّ رَمَتهُ النَوى ريشَ الفِراق لَنا / / / سَهماً وَسُلَّ عَلَيكَ البَينُ سِكّينا
في هذا البيت يقول الشاعر: إنه الفراق رمى به في مكان لا يريد أن يكون فيه، حيث صار في مكان لا يعرف فيه أحد من أصدقائه القدامى، لا يعرف فيه إلّا الغرباء الجدد، فيشكو للطائر ألم الغربة ومعاناتها، لذا فإن الشاعر في هذا البيت الأول من هذا المقطع يتذكر الأماكن التي كان يعيش فيها في بلاده ووطنه ويقارن الفرق الكبير بين ما صار إليه وبين ما كان عليه.
ثم يقول أحمد شوقي إن البين والفراق قذف به إلى المنفى والغربة كما قذف بهذا الطائر والذي هو نائح الطلح، ويشبه البين بالسكين الذي سُلّ عليه ويشبه الفراق بالسهم الذي يصيب كبد الإنسان فيضاعف من معاناته.
- إِذا دَعا الشَوقُ لَم نَبرَح بِمُنصَدِعٍ / / / مِنَ الجَناحَينِ عَيٍّ لا يُلَبّينا
فَإِن يَكُ الجِنسُ يا اِبنَ الطَلحِ فَرَّقَنا / / / إِنَّ المَصائِبَ يَجمَعنَ المُصابينا
يقول الشاعر أحمد شوقي: إننا في هذه الغربة إذا دعا داعي الشوق لم نستطع أن نلبي، لأننا متشابهين يا نائح الطلح، كلانا مكسور الجناح لا يستطيع التعبير عن شوقه الحقيقي لبلاده، وعن معاناته التي يكابدها بسبب فراق وطنه وابتعاده عنه، وهذه إشارة إلى مدى الحزن في هذه الغربة وتأثيرها عليه.
في هذا البيت يقول الشاعر إنّه إن كان الأصل أو النوع فرقنا يا نائح الطلح، أي أنت طائر وأنا إنسان، فمصيبتنا واحدة، وهذا يكفي لكي نتجمع ونتحد، فالمصائب يجمعن المصابين على صعيد واحد.
- أُساةُ جِسمِكَ شَتّى حينَ تَطلُبُهُم / / / فَمَن لِروحِكَ بِالنُطسِ المُداوينا
آها لَنا نازِحي أَيكٍ بِأَندَلُسٍ / / / وَإِن حَلَلنا رَفيقاً مِن رَوابينا
في هذين البيتين يجمع الشاعر أحمد شوقي بينه وبين الطائر والقاسم المشترك بينهما هو المرض الذي يحتاج العلاج، هذا المرض الذي عجز الأطباء جميعًا عن إيجاد دواء صحيح له، لأنه مرض روحي، والطبيب يشفي الجسد ولا يشفي الروح، وشفاء الروح لا يكون إلا بالعودة إلى الوطن والخلاص من الغربة.
ثم يقول أحمد شوقي جامعًا نفسه مع الطائر، آه لنا أيها الطائر فنحن الاثنين نازحون في الأندلس لا نرى معوضًا في هذه البلاد عن الوطن، ولو كانت هذه البلاد جميلة ورقيقة ورائعة، إلّا أنها تظل بلادًا غريبة علينا.
- رَسمٌ وَقَفنا عَلى رَسمِ الوَفاءِ لَهُ / / / نَجيشُ بِالدَمعِ وَالإِجلالِ يَثنينا
لِفِتيَةٍ لا تَنالُ الأَرضُ أَدمُعَهُم / / / وَلا مَفارِقَهُم إِلّا مُصَلّينا
يبدأ الشاعر هنا تذكر ماضي الأندلسيين العرب واقفًا على أطلالهم ومستحضرًا أيامهم السالفة وحضارتهم العظيمة التي بنوها في تلك البلاد، يقول: نقف على رسم الوفاء لهم والدموع كالجيوش في عيوننا تتساقط إجلالًا وتعظيمًا لهم.
ثم يقول: إن هذا الإجلال والتعظيم هو لرجال لا تكسب الأرض أدمعهم ولا تصل مفارقهم إلى الأرض إلّا في وقت الصلاة، وهذا مدح وثناء عظيم لأهل الأندلس العظام الذي تمكنوا من بناء حضارة عظيمة في الأندلس تحدث بها الناس قرونًا ولم تزل آثارها باقية حتّى اليوم.
- لَو لَم يَسودوا بِدينٍ فيهِ مَنبَهَةٌ / / / لِلناسِ كانَت لَهُم أَخلاقُهُم دينا
يقول أحمد شوقي إنّ الأندلسيين حصلوا على الاحترام والتقدير من الناس بسبب الإنجازات العظيمة التي قاموا بها في حياتهم، واكتسبوا السيادة بسبب هذه الإنجازات الخالدة، وإن لم يكونوا قد اكتسبوا العظمة والتقدير من إنجازاتهم المادية، فإنهم يستحقون التقدير بسبب أخلاقهم العظيمة السامية التي تمتعوا بها.
- يا مَن نَغارُ عَلَيهِم مِن ضَمائِرِنا / / / وَمن نصونُ هَواهُم في تَناجينا
نابَ الحَنينُ إِلَيكُم في خَواطِرِنا / / /عَنِ الدَلالِ عَلَيكُم في أَمانينا
يتحدث الشاعر هنا عن أهله الذين خلفهم وراءه في مصر، يقول: إنني أغار عليكم وعلى مشاعركم وأحاسيسكم العظيمة، وأنا أحافظ على هذا الحب وهذا الهوى وهذه الغيرة، ثم يقول لهم إن الحنين إليكم أيها الأحبة استقر في جوارحنا وضمائرنا وخواطرنا على الرغم من أننا لن نتكمن من اللقاء في القريب، ولكن الوفاء باق بيننا على مر السنين.
- جِئنا إِلى الصَبرِ نَدعوهُ كَعادَتِنا / / / في النائِباتِ فَلَم يَأخُذ بِأَيدينا
وَما غُلِبنا عَلى دَمعٍ وَلا جَلَدٍ / / / حَتّى أَتَتنا نَواكُم مِن صَياصينا
يقول الشاعر هنا إنه لم يجد إلّا الصبر بابًا للخلاص مما هو فيه من الأسى والمعاناة، فلجأ إلى الصبر ولكنه لم يجد سوى الخذلان منه، فلم يعينه الصبر ولم يأخذ بيديه ولم يمنحه إلّا اليأس والمعاناة والبؤس، ثم يقول إنه لم يشعر برغبة بالبكاء في حياته إلّا عندما حن إلى الوطن وشعر أن الوطن هو كل شيء، فمن فقد الأهل والبلاد فقد فقَدَ كل شيء في حياته.
الصور الفنية في قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا
نبين من خلال النقاط الآتية مجموعة من الصور الفنية الرائعة التي وردت في الأبيات السابقة من قصيدة يا نائح الطلح أشباه عوادينا للشاعر أحمد شوقي:
- في قول الشاعر (ماذا تَقُصُّ عَلَينا غَيرَ أَنَّ يَداً / / / قَصَّت جَناحَكَ جالَت في حَواشينا) استعارة مكنية؛ حيث شبه اليد بالشخص الذي يجول ويصول، فحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- في قول الشاعر (إِذا دَعا الشَوقُ لَم نَبرَح بِمُنصَدِعٍ) استعارة مكنية؛ حيث شبه الشوق بالإنسان الذي يدعو، فحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- في قول الشاعر (نابَ الحَنينُ إِلَيكُم في خَواطِرِنا) استعارة مكنية أيضًا؛ حيث شبه الشاعر الحنين بالإنسان الذي ينوب، فحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
معاني مفردات قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا
وردت في هذه القصيدة العديد من المفردات الصعبة والتي تتطلب شرحًا حتّى يتمكن القارئ من فهم النص وفهم مفرداته، ومن هذه المفردات ما سيأتي في الجدول الآتي:
- النوى: يعني البعد والفراق.
- سل: أي أخرج.
- منصدع: أي في طريقه للانكسار، فالصدع أول الانكسار.
- الجنس: يقصد هنا النوع والأصل وهو الذي فرق بينه وبين الطائر.
- رسم: هو الأثر الذي بقي من السابقين الذين سكنوا هذه الأرض.
- آهًا: هي لفظة عبر فيها الشاعر عن الألم والوجع الذي يقاسيه.
شرح قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا pdf
إلى كل الأشخاص الذين يرغبون بالحصول على ملف بي دي إف يتضمن شرح قصيدة يا نائح الطلح لأمير الشعراء أحمد شوقي يمكن تحميله بشكل مباشر “من هنا” علمًا أنّ ميزات الحصول على شرح القصيدة في ملف بي دي إف هو سهولة الاطلاع على الشرح وسهولة طباعته على ورق.
مقالات قد تهمك
بهذه المعلومات عن قصيدة يا نائح الطلح للشاعر أحمد شوقي نصل إلى ختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن أحمد شوقي ثم مررنا فيه على شرح قصيدة يا نائح الطلح اشباه عوادينا لأحمد شوقي ثم ألقينا فيه الضوء على الصور الفنية في هذه القصيدة وعلى شرح المفردات الصعبة، ثم مررنا على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة بالتفصيل.
التعليقات