صلاة الظهر جهرا ام سرا

صلاة الظهر جهرا ام سرا
صلاة الظهر جهرا ام سرا

صلاة الظهر جهرا ام سرا، فالصلاة من أعظم العبادات وأسماها منزلةً، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام لا يكتمل إسلام العبد إلا باكتمالها، وهي العبادة التي تم فرضها فوق السماوات السبع في ليلة الإسراء والمعراج، وإن المحافظة عليها دليل على حب العبد لربه وشكره لأنعمه عليه، ويوجد بعض الصلوات تقرأ جهرًا وبعدها يقرأ سرًا، وعبر هذا المقال سيتم بيان الظهر هل هي سرية أم جهرية.

صلاة الظهر جهرا ام سرا

اتفق أهل العلم أن صلاة الظهر تكون سرًا ولا يقرأ فيها جهرًا، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصليها بهذا الشكل، وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده المسلمين باتباع هديه ونهجه فقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}،[1] وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر الناس أن يصلوا كما يروه يصلي، وقد كان يجهر في صلاة الفجر وفي أول ركعتين من صلاتي المغرب والعشاء، وأسرّ في الظهر والعصر كاملتين، وقد وردت الكثير من الأدلة الشرعية الصحيحة التي تدل على ذلك والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: صلاة الظهر كم ركعة في الفرض والسنة

الصلاة السرية والجهرية

إن في الشريعة الإسلامية تؤخذ الأمور من مصادر التشريع إما من القرآن الكريم وإما من السنة النبوية الشريفة، وإما من إجماع المسلمين، أما الصلوات الجهرية أو السرية أي الجهر في القراءة فلم يرد في شأنها أمرٌ في القرآن الكريم، ولم يأمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرةً، إنما أخذها المسلمون من أفعال النبي وطريقة صلاته، وهو الذي أمرهم بالصلاة كما رأوه يصلي، والمسلمون مأمورون باتباع عمل النبي وقوله، وقد كان يجهر في الفجر والمغرب والعشاء ويسر في الظهر والعصر والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: الصلاة الجهرية والسرية للمنفرد

حكم الجهر في صلاة الظهر

ذكر أهل العلم أن الإسرار في صلاة الظهر سنّة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فالسنة الإسرار ولو جهر المسلم فيها فلا بأس عليه ولا حرج في ذلك، لكنه ضيع على نفسه اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأجرها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجهر ببعض الآيات في الظهر والعصر، لكن على المسلم أن لا يتخذها عادة ويجهر دومًا فذلك لا يجوز والله أعلم.[4]

لماذا صلاة الظهر والعصر سرا

ذكر أهل العلم أن على المسلم أن يتّبع الشرع كما جاء ولا يسأل عن الحكمة أو عن السبب، لكن لا حرج في تلمس الحكمة والسبب، وقد أجاب أهل العلم في سبب صلاة الظهر سرًا، أنّ هذا الأمر يكون اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه كان يسر فيه، والمسلمون مأمورون باتباعه، وقال بعض أهل العلم أن الحكمة من ذلك علمها عند الله لكن قد يكون سبب ذلك أن الناس في النهار أكثر شواغلًا من الليل، ولذلك يسر في النهار ويجهر في الليل والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا:  كيفية صلاة سنة الظهر الرباعية

قدر القراءة في صلاة الظهر

ورد في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر قدر ثلاثين آية أو بقدر ذهاب الرجل إلى البقيع ورجوعه إلى المسجد، ومما دل على ذلك ما يأتي:

  • عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلاةِ الظُّهْرِ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ في كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةً، وفي الأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً، أوْ قالَ نِصْفَ ذلكَ، وفي العَصْرِ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ في كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ قِراءَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً وفي الأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ نِصْفِ ذلكَ”.[6]
  • وقد ورد عنه -رضي الله عنه- أنه قال: “كانَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ تُقامُ فَيَنْطَلِقُ أحَدُنا إلى البَقِيعِ فَيَقْضِي حاجَتَهُ، ثُمَّ يَأْتي أهْلَهُ فَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى المَسْجِدِ ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى”.[7]

بهذا نصل لنهاية مقال صلاة الظهر جهرا ام سرا، والذي تم من خلاله بيان أهمية صلاة الظهر، وحكم القراءة فيها وصفتها، وبيان العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة بالقراءة في صلاة الظهر.

المراجع

  1. ^ سورة الأحزاب، الآية 21
  2. ^ islamqa.info، الأدلة على الجهر والإسرار في الصلوات الخمس، 06/01/2023
  3. ^ islamweb.net، الصلاة السرية والجهرية، 06/01/2023
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم الجهر في الصلاة السرية، 06/01/2023
  5. ^ islamqa.info، ما الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية ؟، 06/01/2023
  6. ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري، مسلم، 452، صحيح
  7. ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري، مسلم، 454، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *