قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش والأفكار العامة فيها

قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش والأفكار العامة فيها
قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش

قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش والأفكار العامة فيها، هو ما سيتم بيانه في موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من القصائد الشعريَّة المميزة التي كتبها بشار بن برد، حيث وصفها فيها أحد الجيوش الذاهبة للقتال في العصر العباسي، وتميزت هذه القصيدة باستخدام الألفاظ والتراكيب القوية والصياغة المتينة، بالإضافة إلى روعة التصوير ودقة الوصف، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة بشار بن برد في وصفها للجيش، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر بشار بن برد، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

معلومات عن بشار بن برد

يعتبر بشار بن برد من الشعراء العرب والمعروف في العصرين الأموي والعباسي، واسمه هو بشار بن برد بن بهمن بن أذركند بن بيبرسان، ويكنى بأبي معاذ، وقد أطلق عليه أيضًا “بالمرعث”؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ كان يضع حلقاً من الذهب في أذنه، وقد ولد في مضارب بني عقيل في عام 96 هجري، وأصله من فارس من أقليم خراسان كما يفتخر بذلك في قوله: “وإني لمن قوم خراسان دارهم كرام وفرعي فيهم ناضر بسق”، وقد ولد أعمى وكان غزير الشعر وطويل القامة وجاحظ العينين، كما أنه قليل التكلف وكثير الافتنان،  ويجدر بالإشارة إلى أنّ بشار يعتبر من أحد الشعراء المطبوعين ومن الشعراء الكبار من طبقة المتنبي وابن الرومي وغيرهما، ويعدُّ من المخضرمين الذين عاصروا نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، أما وفاته فقد كانت في عام 168م عن عمر يناهز 72 عامًا، حيث إنه تعرض لعدة اتهامات تصفه بالزندقة والكفر والإلحاد، حيث تمَ ضربه بالسياط حتى مات.[1]

قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش

تعتبر من أشهر القصائد التي كتبها الشاعر بشار بن برد، وقد وضعت في العديد من المنهاج الدراسية التعليمية العربية، حيث نظمها الشاعر على بحر الطويل وقافية الدال الباب وعدد أبياتها كاملة 86 بيتًا، ويجدر بالإشارة إلى أنّ هذه القصيدة وصف أحد الجيوش الذاهبة لساحة الحرب، كما اشتملت هذه القصيدة على طلب السماح من الخليفة مروان بن محمد الذي كان يعتبره بشار بن برد صديقًا له، فقد قدم له بعضًا من النصائح للمحافظة على الصداقة التي بينهما، وفيما يأتي سوف يتم بيان شرح بعض من أبيات القصيدة بالتفصيل:

  • إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه
    فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُه
     إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه

يبدأ الشاعر الأبيات ببعض الحكم التي وصف فيها أحد الجيوش التي كانت ذاهبة لساحة القتال، فقال ليس هناك داعٍ للإكثار من الشكوى والعتاب واللوم لأصدقائنا حتى لو خاب الظن بهم، فإذا استمرت الشكوى واللوم والمعاتبة لن تجد في مقبل الأيام أحد تعاتبه،  فلا يود في هذا الزمان شخص كاملًا وسالمًًا من العيوب، فكلُ بني آدم خطاء، ويتابع الشاعر القول بأنه إذا أردت أخاً بلا عيب ستبقى بلا أخ مدى الحياة، لذلك عليك أنّ تتقبل الأشخاص من حوك كما هم بعيوبهم وزلاتهم، وتغفر لهم الذنوب التي اقترفوها من غير قصد، ثمّ يبين الشاعر أنّ الحياة مليئة  بالهموم، فهي لا تصفو لأحد تارة تكون حلوة وتارة مرة.

  • إِذا المَلِكُ الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ مَشَينا إِلَيهِ بِالسُيوفِ نُعاتِبُه
    وَجَيشٍ كَجُنحِ اللَيلِ يَرجُفُ بِالحَصى وَبِالشَولِ وَالخَطِّيِّ حُمرُ ثَعالِبُه
    غَدَونا لَهُ وَالشَمسُ في خِدرِ أُمِّها تُطالِعُنا وَالطَلُّ لَم يَجرِ ذائِبُه

يتحدث الشاعر عن المعركة ومنهج التعامل مع الأعداء، حيث يقول إنّ العدو لا يعاتب الملك الظالم، لأنّ العتاب لا يُجدي نفعاً معه، لذلك ليس هناك أي نتائج إيجابية مهمة، وإنما الحل هو حدّ السيوف والقتال، وفي هذا الحال يعلنون الفخر والاعتزاز والقوة على كل من يحاول الانتقاص منهم، ثمّ يبدأ الشاعر يصف الجيش بظلام الليل لكثرة عدده وعظمته، فهو يخرج للقاء العدو قبل طلوع الشمس وسقوط قطرات الندى، وذلك دلالة على الاستعداد الكامل للقتال. 

  • بِضَربٍ يَذوقُ المَوتَ مَن ذاقَ طَعمَهُ وَتُدرِكُ مَن نَجّى الفِرارُ مَثالِبُه
    كَأَنَّ مُثارَ النَقعِ فَوقَ رُؤُسِهِم وَأَسيافَنا لَيلٌ تَهاوى كَواكِبُه
    بَعَثنا لَهُم مَوتَ الفُجاءَةِ إِنَّنا بَنو المُلكِ خَفّاقٌ عَلَينا سَبائِبُه

يظهر الشاعر في هذه الأبيات اللحظات الأولى في الحرب، فيقول بأنّ  كل من الجيشان اندمجا في القتال،  وإذ بالطعنات والضرب أوصلت الأشخاص لحد الموت، أما الأشخاص الهاربين من الساحة فقد أدركتهم مذلة الهزيمة وعار الفرار، ثمّ يتابع القول إنّه ارتفع الغبار فوق رؤوسهم لعنف الحركة والسيوف، وهذا دلالة على فخر الشاعر ببلاء قيس بن عيلان، كما يزداد الشاعر فخرًا بقبيلة قيس بن عيلان، فيقول بأننا بنو الموت وأبناء الملك ورايته تتدفق علينا، وهذا المجد كانت نتيجتهما النصر على الأعداء.

  • فَراحوا فَريقاً في الإِسارِ وَمِثلُهُ قَتيلٌ وَمِثلٌ لاذَ بِالبَحرِ هارِبُه
    وَأَرعَنَ يَغشى الشَمسَ لَونُ حَديدِهِ وَتَخلِسُ أَبصارَ الكُماةِ كَتائِبُه
    تَغَصُّ بِهِ الأَرضُ الفَضاءُ إِذا غَدا تُزاحِمُ أَركانَ الجِبالِ مَناكِبُه

يتحدث الشاعر عن الجيش الذي انتصر بقوته، ويتحدث عن السلاح والحديد الذي كان بحوزته في القتال لرد الأعداء، ثمّ بيّن الشاعر أنّ هذا الجيش غطى الشمس بسبب ضخامته وكثرته، وقد لمع في عيون الشجعان ونال النصر على الأعداء، حيث يتابع الشاعر القول بأنّه بسبب كثرة عدده هذا الجيش ملأ الآفاق وضاقت به الأرض، فلم تستطع استيعابه فراح يزاحم الجبال بجوانبه ونواحيه.

معاني المفردات في قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش

تحتوي قصيدة بشار بن البرد على مجموعة من المفردات القوية والجزيلة التي تحتاج إلى توضيح، وقد يجد بعض من الزوار صعوبة في فهمها، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الألفاظ والتراكيب المستخدمة  تغيرت مع تغير وتطور اللغة العربية، على الرغم من بساطة هذه الألفاظ إلا أنه قد تعتبر غامضة ومجهولة بالنسبة لكثير من القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في هذه القصيدة:

المفردة شرح المفردة
مثالبه عيوبه.
الطل المطر الخفيف.
نجى ابتعد من الخطر.
سبائب خصلة من الشعر.
غدونا التلف حولنا.
تهاوى سقوط بعضهم في إثر بعض.
أزرى ويقصد بها التصغير والتحقير والتعييب ونحوه.
العرزام القوي الشديد
أربتُ الشك ونحوه.
دجوجي اللّيل ذو الظلام الحالك.
الأسار الأسير ويعني القيد أو الشخص المقيد.
غدا ذهب.

الأفكار العامة في قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش

اشتملت القصيدة على مجموعة من الأفكار الرئيسيَّة المهمَّة، فقد حرص الشّاعر بشار بن البرد على بيانها من خلال المعاني والألفاظ المتينة التي سيطرت على أجواء القصيدة، ولا بدَّ من التعرف على هذه الأفكار من أجل معرفة المعاني المقصودة من القصيدة بشكل عام، وحتى وتصل إلى جميع القراء بكل سهولة دون تعقيد، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في قصيدة بشار بن البرد التي وصف فيها الجيش:

  • الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن علاقات الناس وتغيرها بسبب سوء الفهم.
  • الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن منهجية التعامل مع الأعداء في المعارك والحروب.
  • الفكرة الثالثة: يتحدث الشاعر عن نصر الجيش على الاعداء وقوتهم وبسالتهم.
  • الفكرة الرابعة: يبين الشاعر أهمية الصديق الحقيقي في حياته، ويصفف بأجمل العبارات.
  • الفكرة الخامسة: يعِّبر الشاعر عن التقليل من اللوم للآخرين، لأنّه يغير صفو النفوس.
  • الفكرة السادسة: إيصال رسالة للناس مفادها إنهاء العلاقات القائمة على اللوم والعتاب.
  • الفكرة السابعة: تأكيد الشاعر على عدم لوم الصديق بشدة، واتباع طريقة أخرى للحديث معه.

الصور الفنية في قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش

احتوت قصيدة بشار بن برد على مجموعة من الصور الفنيَّة، لإضافة لمسات جمالية للنص، فقد اهتم الشاعر في اختيار معانٍ واضحة ومتسلسلة حتى يجعل النص مختلفًا عن غيره من النصوص الشعرية، وأيضًا قام بإضافة قيمة جمالية على معنى القصيدة من خلال سعة الخيال والتصوير بطريقة مناسبة، مما ساهم هذا الأمر بزيادة إقبال القراء على قراءة قصيدته، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات واستعارات وتوكيد وطباق وجناس، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدة:

  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: جَفا وِدُّهُ فَاِزوَرَّ أَو مَلَّ صاحِبُه وَأَزرى بِهِ أَن لا يَزالَ يُعاتِبُه، حيث يشبّه الشاعر الود والحب بالإنسان الذي يجفو ويبتعد، حيث إنه حذف المشبه به وأبقى شيئًا من لوازمه، كما جاءت في قوله: شَفى النَفسَ ما يَلقى بِعَبدَةَ عَينُهُ وَما كانَ يَلقى قَلبُهُ وَطَبائِبُه،  فقد صور الشاعر القلب بالإنسان يبعد عنه المصائب، فقد حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
  • أسلوب الكناية: فقد وردت الكناية في أكثر من موضع بالقصيدة، حيث جاءت في قول الشاعر: وَجَيشٍ كَجُنحِ اللَيلِ يَرجُفُ بِالحَصى وَبِالشَولِ وَالخَطِّيِّ حُمرُ ثَعالِبُه، حيث أراد الشاعر بـهذا القول “جيش كجنح الليل” أي جيش صخم في عدته وعدد، وهو كناية عن كثرة العدد، كما ورد في قوله: غَدَونا لَهُ وَالشَمسُ في خِدرِ أُمِّها تُطالِعُنا وَالطَلُّ لَم يَجرِ ذائِبُه، فقد صور الشاعر الشمس التي لم يظهر منها إلا شيء بسيط بالفتاة المستترة، وفيه كناية عن إبكار طلوع الجيش إلى ساحة الحرب.

شرح قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش PDF

تعتبر قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش من أشهر القصائد الشعرية التابعة له، فقد تحدث عن أحد الجيوش وقدومها إلى ساحة القتال، واشتملت على مجموعة من الحكم المعبرة، ولذلك يبحث العديد من الزوار عن شرح هذه القصيدة بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة بشار بن برد في وصف الجيش بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر صيغة pdf من الصيغ المميزة والمناسبة لحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، حيثُ إنه تحافظ عى المحتوى الذي يتم حفظه دون أن يطرأ عليه أي تغييرات خصوصًا عند تبادله عبر الأجهزة المختلفة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة انا البحر في احشائه الدر كامن للشاعر حافظ إبراهيم شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها
شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي
شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال قصيدة بشار بن برد في وصف الجيش والأفكار العامة فيها، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر بشار بن برد، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ بشار بن برد في وصف الجيش، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ marefa.org، بشار بن برد، 05/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *