عدد ركعات صلاة الوتر ، ما أهي أفضل أوقات صلاة الوتر

عدد ركعات صلاة الوتر ، ما أهي أفضل أوقات صلاة الوتر
عدد ركعات صلاة الوتر

عدد ركعات صلاة الوتر، حيث تُعدّ الصلاة من أعظم النّعم التي أنعم الله -سبحانه وتعالى- بها على المسلمين كافة، فهي صلة بين العبد وربه فعلى العبد كلما طرأ عليه طارئ أو أهمه أمر ما أن يلجأ إلى الصلاة فيناجي بها ربه ويدعوه بما أهمه، والصلاة أيضاً تعتبر بمثابة شفيع للمسلم فإن أكثر العبد من النوافل كانت شفيعاً له على ما يرتكب من آثام وأخطاء في حياته اليومية، ومن هذه النوافل صلاة الوتر التي سيقوم مقالنا الآتي بشرح ما هي عدد ركعات صلاة الوتر وبعض المعلومات التفصيلية عنها.

عدد ركعات صلاة الوتر

صلاة الوتر مثل أي صلاة أخرى ولكنها تختلف في عدد ركعاتها، وللفقهاء عدة أقوال في عدد ركعات صلاة الوتر، وفيما يأتي بيان ذلك بالتفصيل: [1]

  • الحنفية: ذهب جمهور الحنفية إلى أن عدد ركعات صلاة الوتر هو ثلاث ركعات تصلى كما تصلى صلاة المغرب، ولا يجوز أن تكون صلاة الوتر ركعة واحدة.
  • المالكية: ذهب جمهور المالكية إلى أنه يجوز أن يكون عدد ركعات صلاة الوتر ركعة واحدة، ولكن يجب أن تصلى صلاة الوتر بعد صلاة الشفع، وذلك لأنّ صلاة الوتر تُكره عندهم دون صلاة النافلة، وقد بينوا أن هناك استثناء لهذه الكراهة وهو وجود عذرٍ كسفر الشخص أو مرضه مثلاً.
  • الشافعية والحنابلة: ذهب جمهور الشافعِية والحنابلة إلى أنّ أقل عدد لركعات الوتر هو ركعة واحدة وأكثره إحدى عشرة ركعة، وكما أنهم اتّفقوا مع جمهور المالكية على أنّ صلاة الوتر يجب أن تُسبق بصلاة نافلة، ويجوز عندهم أن يوتر المصلي بين العدد الأدنى والأكثر كأن يصلي ثلاثة ركعات، أو خمس ركعات، أو سبع ركعات أوتسع ركعات، وأدنى الكمال هو أن يوتر المصلي بثلاث ركعات.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهد واحد

وقت صلاة الوتر

أجمع الفقهاء أنّ أول وقت صلاة الوتر الذي يكون بعد صلاة العشاء ويمتد إلى وقت صلاة الفجر، فإذا طلع الصبح انتهى وقت صلاة الوتر وذلك حسب قول وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستدل على ذلك بعدد من الأحاديث الشريفة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنذكر بعضاً ضمن الجدول الآتي: [2]

الحديث الأول عن عبد الله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: “قَامَ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ.” [3]، وفي هذا الحديث دليل واضح على أنّ وقت صلاة الوتر ينتهي بطلوع الفجر.
الحديث الثاني عن عبد الله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: بادِرُوا الصبحَ بالوترِ”. [4]
الحديث الثالث عن أبي سعيدٍ الخدريِّ -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “أَوْتِروا قبلَ أن تُصبِحُوا”. [5]
الحديث الرابع عن عبد الله بن عباس -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: “سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الوِتْرِ، فَقالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: رَكْعَةٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ”. [6]
الحديث الخامس عن عبد الله بن عُمرَ -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: “أنَّ ابْنَ عُمَرَ، كانَ يقولُ: مَن صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا قَبْلَ الصُّبْحِ، كَذلكَ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُمْ”. [7]

شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

أفضل الأوقات لصلاة الوتر

ورد في السّنّة النبوية الشريفة توضيح لأفضل الأوقات التي تؤدى بها صلاة الوتر، وذلك حسب حالة المصلي وقدرته، وفي هذا مراعاة التشريع للحالات المتنوعة والمختلفة، وأما هذه الأوقات فهي كالآتي: [8]

صلاة الوتر في آخر الليل

تكون صلاة الوتر في هذا الوقت أفضلية للمصلي المتأكّد والواثق من قدرته على الاستيقاظ في آخر الليل، وتعود أفضليتها في هذا الوقت إلى أنّ صلاة آخر الليل مشهودة، ويستدل على أفضلية صلاة الوتر في آخر الليل بما جاء عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عنهما- أنّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَن خافَ أنْ لا يقومَ مِن آخِرِ اللَّيلِ فلْيُوترْ أوَّلَه، ومَن طَمِعَ أن يقومَ آخِرَه فلْيُوترْ آخرَ اللَّيلِ؛ فإنَّ صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودةٌ، وذلك أفضلُ.” [9] ، وبما جاء عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمرَ -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “اجْعَلوا آخِرَ صلاتِكم بالليلِ وِترًا”. [10]

صلاة الوتر في أول الليل قبل النوم

تكون صلاة الوتر في هذا الوقت أفضلية للمصلي الذي ليس له قدرة واستطاعة على الاستيقاظ آخر الليل لسبب ما أو لعذرٍ ما مثل التعب أو المرض أوالسفر أوما إلى ذلك، ويستدل على ذلك بما جاء عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عنهما- أنّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَن خافَ أنْ لا يقومَ مِن آخِرِ اللَّيلِ فلْيُوترْ أوَّلَه، ومَن طَمِعَ أن يقومَ آخِرَه فلْيُوترْ آخرَ اللَّيلِ؛ فإنَّ صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودةٌ، وذلك أفضلُ.” [9]  وفي هذا الحديث دليل واضح على أنّ أفضلية صلاة الوتر في أول الليل قبل النوم لمن خاف من أن تفوته الصلاة في آخر الليل.

وقت قضاء صلاة الوتر

فيما يخص قضاء صلاة الوتر فقد تعددت آراء الفُقهاء فيما إذا ترك المصلي صلاة الوتر هل يتركها أم يقضيها وفيما يلي بيان ما ذهب إليه الفقهاء في ذلك: [11]

  • الحنفية: ذهب جمهور الحنفيّة إلى أنَّه إذا لم يؤدي المصلي صلاة الوتر في وقتها، فقد وَجَبَ عليه القضاء سواءً كان قد تركها عمداً أم ناسياً، حتى وإن طالت المُدّة، فإن أدى المصلي صلاة الفجر وتذكر أنه لم يقم بأداء صلاة الوتر ولم يقم بقضائها فصلاة الفجرعنده فاسدةٌ، وذلك لوجوب التّرتيب بين صلاة الوتر وصلاة الفريضة.
  • المالكية: ذهب الإمام مالك إلى أنّ صلاة الوتر تؤدى قبل صَلاة الفجر، فَإن لم يتم صلاتها حتى طَلَعت الشّمس فلا قَضاءَ لها.
  • الشافعية: ذهب جمهور الشافعيّة إلى أنَّه من نَسِيَ صلاة الوتر حتّى صَلّى الفجر فإنّه لا يُعيد، ولا قضاء عليه.

كيفية صلاة الوتر

يرى جمهور العلماء أنّ صلاة الوتر تُصلّى مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين، وبعد كل ركعتين يسلّم المصلّي، ثم يصلي ركعة منفردة ويسلّم بعدها، وهذه هي الهيئة العامة لصلاة الوتر، وفيما يأتي تفصيل بكيفية أداء صلاة الوتر حسب عدد الركعات عند الفقهاء: [12]

  • أن يُصلِّي الموتر إحدى عشرة ركعةً أو ثلاث عشرة ركعةً ويقوم بالفصل بين كلّ ركعتين منهما بتشهُّدٍ وسلام، ثمَّ يؤدي الموتر ركعةٍ ويُسلِّم، وهذه الصّورة قال بها علماء المالكيّة والشافعيّة والحنابلة.
  • أن يُصلّي الموتر ثلاث ركعات يفصل بينهما بسلامٍ بعد ركعتَي الشّفع ثمَّ يأتي بواحدة يتشهّد فيها ويُسلِّم، وقد اتَّفق الفُقهاء على هذه الصّورة باستثناء الحنفيّة.
  • أن يُصلّي الموتر ثلاث ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ وتَشَهُّدٍ واحدٍ، وهذه الصّورة هي الوحيدة عند الحنفيّة.
  • أن يُصلّي الموتر ركعةً واحدةً مُنفردةً، وقد أجاز ذلك الشافعيّ مع الكراهة، وأجازها الحنابلة دون كراهة.
  • أن يُصلِّي الموتر ثلاث عشرة ركعةً، فيُسلّم بين كلّ ركعتين حتّى الثّامنة، ثُم يُصلّي خمس ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدة، وقال بهذه الصّورة علماء المالكيّة والحنابلة.

شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

حُكم صلاة الوتر

تعددت آراء الفُقهاء في حُكم صلاة الوتر وهي على النّحو الآتي: [13]

  • الحنفية: ذهب الإمام أبو حنيفة إلى وجوب صلاة الوتر، والواجب عند أبي حنيفة يقع بمنزلة أدنى من الفرض، والفرض عنده ما ثبت بدليلٍ قطعيّ الثّبوت، والواجب ما ثبت بدليلٍ ظَنّي الثّبوت، ودليله ما جاء عن أبو بصرة الغفاري قال أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللهَ تعالى زادكم صلاةً وهي الوترُ فصلوها فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ”. [14]
  • الشَافعيّة والمالكيّة والحنابلة: ذهب جمهور الفقهاء من الشَافعيّة والمالكيّة والحنابلة إلى أنّ صلاة الوتر تُعد سُنّةً وليست واجبةً ولا فرضاً.

فضل صلاة الوتر

تُعد صلاة الوتر من العبادات التي واظب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أدائها، وكما حث الصحابة الكرام -رصوان الله عليهم- على ذلك، وقد جاء في فضل صلاة الوتر العديد من الفضائل، وهي بالتفصيل كالآتي: [15]

حب الله سبحانه وتعالى للوتر

إنّ ما يؤكد فضل صلاة الوتر ويبين عظمتها هو ما جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر”، [16]ويراد بهذا الحديث مخاطبة أهل القرآن والمقصود المسلمين كافة الذين يسعون لنيل رضوان الله -عز وجل- والتكثير من الطاعات والعبادات، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالالتزام بأداء صلاة الوتر لأن الوتر من صفات الله، أي أنه واحد متفرد في صفاته وأفعاله.

وصية النبي لأصحابه في صلاة الوتر

ممّا يدلّ على الفضل العظيم لصلاة الوتر هو وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدائمة لزوجته عائشة رضي الله عنها، لأنها أفضل صلوات اللّيل، وذلك ما جاء في الحديث الشريف عن عائشة أم المؤمنين -رضيَ الله عنها-: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي وأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةً علَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يُوتِرَ أيْقَظَنِي، فأوْتَرْتُ”، [17] وكذلك أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه الكرام بالحفاظ على صلاة الوتر وذلك ما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”. [18]

شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة الوتر بعد اذان الفجر

محافظة رسول الله على صلاة الوتر

إنّ أفضل دليل على فضل صلاة الوتر هو أنها من أعظم السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يلتزم دائماً بها ويحثه أصحابه على أدائها، وهو خير قدوة نقدتي به في أفعاله وأقواله، وقد ثبت فضل صلاة الوتر فيما ورد في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ منها اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ”. [19]

صلاة الوتر خير من حمر النعم

جاء في فضل صلاة الوتر ما ورد في حديث خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ العدوي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”، [20] وفي هذا الحَديث دليل على فضل صلاة الوتر وأنها أفضل وأغلى وأشرف من جميع الأموال عند العرب وهي حمر النعم، حيث أنّ حمر النعم هي نوع من أنواع الإبل العُمانية ذات قوام وشكل جميل، ولونها يشوبه حمرة جميلة، وهي أغلى أنواع الإبل، وهذا وصف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابهِ الكرام، لتوضيح الصورة وبيان أهمية صلاة الوتر وأنها أفضل من مال الدنيا الزائل، فثابها يجده العبد في الآخرة عند الله سبحانه وتعالى.

القراءة في صلاة الوتر

ذهب جمهور الفقهاء في الشافعية والحنابلة والمالكية إلى أنّه يسن عند أداء صلاة الوتر ثلاث ركعات قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى منها، وقراءة سورة الكافرون في الركعة الثانية، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين في الركعة الأخيرة، وهذا القول حسن عند الحنفية أحياناً، والدليل على ذلك ما جاء في السنة النبوية الشريفة عن عبدِ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يوترُ بثلاثٍ يقرأُ فيهنَّ في الأولى بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وفي الثَّانيةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وفي الثَّالثةِ بقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[21]، والله سبحانه وتعالى أعلم.[22]

شاهد أيضاً: دعاء القنوت طويل مكتوب من السنة النبوية.. أفضل أدعية الوتر الصحيحة

دعاء القنوت في صلاة الوتر

إنّ دعاء القنوت في صلاة الوتر هو أمر مستحب وليس بواجب، والدليل على مشروعيته أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم -كان يدعو بدعاء القنوت في صلاة الوتر ولم يفعل ذلك إلّا قليلاً، ودعاء القنوت يكون في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر بعد الركوع، ولا بأس في الدعاء بدعاء القنوت قبل الركوع، إلا أنه من الأفضل الدعاء به بعد الركوع، وأثناء دعاء القنوت يمكن للمصلي أن يرفع  يديه إلى صدره ولا يرفعها كثيراً، وذلك لأن هذا الدعاء ليس دعاء ابتهال يبالغ فيه الإنسان بالرفع بل هو دعاء رغبة، ويبسط يديه وبطونهما إلى السماء، ومن الأحسن للموتر ألا يداوم على دعاء القنوت في صلاة الوتر، ويفضل أن يدعو به بعض الأحيان فقط، لأنه لم يثبت عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما دعاء القنوت فهو ما جاء في الحديث عن الْحَسَن بْن عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال : عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ : “علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلِماتٍ أقولُهنَّ في الوِتْرِ : اللهمَّ اهدِني فِيمَنْ هَدَيتَ, وعافني فيمن عافَيْتَ , وتولَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ, وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ, وقِني شرَّ مَا قَضَيْتَ, فإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ, وإنه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ, تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتعالَيْتَ”[23]، والله أعلم.[24]

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال الذي تحدث عن عدد ركعات صلاة الوتر، وما هي كيفية أداؤها وما حكمها، وما فضل هذه الصلاة، وما هي أفضل الأوقات التي تؤدى بها صلاة الوتر، وما هي السور التي يستحب أن تقرأ فيها، وما هو دعاء القنوت.

المراجع

  1. ^ dorar.net، عددُ رَكَعاتِ صلاةِ الوترِ، 12/01/2023
  2. ^ islamweb.net، تحديد وقت صلاة الوتر، 12/01/2023
  3. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عمر، مسلم، 749، صحيح
  4. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عمر ، مسلم، 750، صحيح
  5. ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري، مسلم، 754، صحيح
  6. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عباس، مسلم، 753، صحيح
  7. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عمر ، مسلم، 751، صحيح
  8. ^ binbaz.org.sa، أفضل وقت لصلاة الوتر، 12/01/2023
  9. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 755، صحيح
  10. ^ صحيح أبي داود، عبدالله بن عمر ، الألباني، 1438، صحيح
  11. ^ saaid.net، كيف اقضي صلاة الوتر ؟، 12/01/2023
  12. ^ islamway.net، كيف أصلي صلاة الوتر؟ ، 12/01/2023
  13. ^ islamweb.net، حكم الوتر وكيفية قضائه، 12/01/2023
  14. ^ نصب الراية، أبو بصرة الغفاري، الزيلعي، 2/110، ه طريقان آخران
  15. ^ shamela.ws، فضل الوتر، 12/01/2023
  16. ^ صحيح أبي داود، علي بن أبي طالب، الألباني، 1416، صحيح
  17. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 997، صحيح
  18. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1178، صحيح
  19. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 736، صحيح
  20. ^ حاشية بلوغ المرام لابن باز، خارجة بن حذافة العدوي، ابن باز، 263، إسناده حسن
  21. ^ المحلى، عبدالله بن عباس، ابن حزم، 3/51، احتج به
  22. ^ alukah.net، صلاة الوتر: فضائل وأحكام، 12/01/2023
  23. ^ تخريج سنن الترمذي، الحسن بن علي بن أبي طالب، أحمد شاكر، 2/328، صحيح
  24. ^ islamqa.info، دعاء القنوت في الوتر، 12/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *