عمر الاضحية من البقر وكيفية ذبح الأضحية

عمر الاضحية من البقر وكيفية ذبح الأضحية
عمر الاضحية من البقر

عمر الاضحية من البقر وكيفية ذبح الأضحية، حيث يتساءل العديد من المسلمين عن عمر الأضحية من البقر وغيرها لكي يقوموا بشعائر عيد الأضحى على الوجه الصحيح، ولكي يتقبل الله عز وجل منهم، حيث أنّ الهدف من الأضحية هو التقرب من الله سبحانه وتعالى، وقد أوجب بمشروعية الأضحية لكل من الرجل والمرأة العديد من العلماء، وفي مقالنا الآتي سنتعرف على الأضحية وما لها من شروط يجب مراعاتها، وما هو عمر الاضحية من البقر وغيرها من بهائم الأنعام، وبذلك نجيب عن سؤال ما هي شروط الأضحية في عيد الأضحى ونتعرف على أقوال العلماء في سن الأضحية من البقر ونعرف اضحية البقر عن كم شخص والعديد من الأحكام المتعلقة بالأضحية.

عمر الاضحية من البقر

عمر الأضحية من البقر يجب أن يكون سنتين ودخلت في السنة الثالثة، فمذهب جمهور أهل العلم على أن البقرة في حال اشترك فيها سبعة أشخاص أجزأت عنهم في الأضحية، ولكن يشترط في إجزاء الأضحية بالبقرة -عند أكثر أهل العلم- إكمال سنتين ودخولها في السنة الثالثة، جاء في الموسوعة الفقهية: يرى الحنفية والحنابلة، وهو مذهب المالكية والمشهور عند الشافعية، أن الثني من البقر والجاموس ما استكمل سنتين ودخل في الثالثة، وذهب المالكية في قول: وهو ما رواه حرملة عن الشافعي إلى أنه ما استكمل ثلاث سنين، ودخل في الرابعة. وللشافعية قول ثالث: وهو أن الثني من البقر ما استكمل سنة، وبناء على مذهب الجمهور فإن البقرة التي أكملت سنة وتسعة أشهر لم تبلغ سن الإجزاء، وبالتالي فلا تجزئ أضحية مطلقاً سواء كانت عن شخص واحد أو أكثر، والله عز وجل أعلم. [1]

عمر الاضحية من الغنم

وقد اتّفق فقهاء المسلمين في العديد من المسائل المتعلّقة بالسّن المُعتبرة للغنم، وتعدّدت أقوالهم في بعضها، حيث أن الغنم يشمل الماعز والضأن، ويُقصَد بالضأن الغنم الذي عليه صوف؛ وبمعنى آخر فهو يعني الخِراف، أمّا الماعز من الغنم فهي التي يكسوها الشعر، وفيما يأتي بيان عمر الأضحية من الغنم في المذاهب الأربعة: [2]

  • الحنفية: ذهب جمهور الحنفية إلى أنّ السنّ المُعتبَرة للماعز تتمثّل بإكمالها السنة الأولى من عمرها ودخولها في السنة الثانية، أما الضأن من الغنم ما أكمل ستّة أشهر من العُمر ودخل في الشهر السابع.
  • المالكية: ذهب جمهور المالكية إلى أنّ السنّ المُعتبَرة في الماعز هي إتمام السنة الأولى بحساب الأشهر الشمسية، وبدء العدّ من السنة الثانية عدّا واضحاً، كمَن أمضى منها شهراً، والضأن عندهم ما أكمل سنة وبدأ في الثانية.
  • الشافعية: قال جمهور الشافعية بأنّ السنّ المُعتبَرة للماعز إكمال السنة الثانية والدخول في السنة الثالثة من عمرها، أما الضأن عندهم فهو ما أكمل سنة وبدأ في الثانية.
  • الحنابلة: فقد رأى جمهور الحنابلة أنّ السنّ المُعتبَرة في الماعز هي إكمال السنة الأولى، أمّا الضأن من الغنم فهو ما أكمل ستّة أشهر ودخل في الشهر السابع.

سن الأضحية من الإبل

اتفق الفقهاء على أنه يجوز التضحية من الثني من الإبل، وهي الإبل التي أتمت خمس سنين ودخلت في السنة السادسة، ولا تجوز الأضحية بالسِّن الأقل، وذلك لما جاء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ“، [3]فليس فقط الهدف من الأضحية اللحم، والتصدق بها، وإنما تعظيم شعيرة  من شعائر الله – سبحانه وتعالى- وشكره على عظيم نعمه، وذلك لقول الله -عز وجل-: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}، [4] وبالتالي فإن السن المعتبرة للذبح في الإبل هي حين إتمامها لخمس سنوات، والله عز وجل أعلم. [5]

العيوب التي لا تجوز في الأضحية

هناك العديد من العيوب التي لا يجوز تواجدها في الأضحية، والبهيمة التي لا تُجزئ عن الأضحية هي ما كان فيها الآتي: [6]

  • المريضة: وهي البهيمة التي تكون قد مرضت مرضاً يؤدي إلى إفساد لحمها، أو ينقصه، أو يجعلها هزيلة، فهي بذلك لا تكون مُجزِئة، أمّا إذا كان المرض يسيراً غير مُؤثّر، فإنّها تُجزئ.
  • الجرباء: وهي البهيمة الجرباء جَرَباً قليلاً أو كثيراً لا تجزئ، وذلك لأنّ الجَرَب يُفسد اللحم.
  • العرجاء: البهيمة العرجاء لا تُجزئ وهي التي يكون عرجها شديداً بحيث تتخلّف الشاة عن القطيع حين تمشي معه، ولا تُجزئ أيضاً إن كان طرفٌ من أطرافها الأربعة مكسوراً فتزحف على ثلاث، أمّا في حال كان العرج يسيراً فإنّها تُجزئ، وإن كانت سليمةً قبل الذَّبح وعند الذَّبح انكسرت، فإنّها لا تُجزئ أيضاً.
  • العمياء والعوراء: لا تُجزئ البهيمة العوراء التي ذهبت حدقة عينها، أمّا العشواء التي ترى في النهار؛ أي وقت الرَّعي، ولا ترى في الليل، فإنّها تُجزئ.
  • العجفاء: لا تُجزئ البهيمة التي ذهب مُخّ عظمها من شدّة ما بها من هُزال، أمّا إن كان بها بعض الهزال وبقي مخّها، فإنّها تُجزئ.
  • الثولاء: لا تُجزئ المجنونة التي تسبّب جنونها في هزلها؛ لأنّها لا ترعى إلّا يسيراً، ولا خِلاف في ذلك.
  • المقطوعة: وهي البهيمة التي قُطِعت أُذُنها؛ فإن كان بعض الأذن مقطوعاً والقَطع ليس ظاهراً فإنّها تجزئ، أمّا إن كان كثيراً فلا تُجزئ، وهي تُجزئ إذا كان هناك كَيّ في الأُذُن، أو كانت أُذُنها صغيرة، أمّا التي وُلِدت بلا أُذُن فإنّها لا تُجزئ.
  • المأكول بعضٌ منها: وهي المقطوع بعض منها من حيوان ما، كالذئب مثلاً، وفي ذلك تفصيل؛ فإن كان القَطع منها من إليَتها أو ضِرعها فهي لا تُجزئ، كما لا تُجزئ إن كان جزء من اللسان مقطوعاً، أمّا إن وُلِدت بلا إلية أو ضِرع فإنّها تُجزئ، وتُجزئ مكسورة القرن أو التي لا قرن لها؛ لأنّ ذلك لا يُؤثّر في اللحم.
  • المُتولّدة: لا تُجزئ البهيمة التي تعسّرت ولادتها إلّا إذا أفاقت وزال الخَطر عنها، كما لا تُجزئ المُصابة بمرض قد يتسبّب في موتها، كأن تُخنَق، أو تسقط من مرتفع، فإن أفاقت وزال الخطر عنها فإنّها تُجزئ.
  • العصماء: وهي البهيمة مكسورة القرن فيكره التضحية بها.
  • الشرقاء: وهي البهيمة التي اختُرِقت أُذُنها نتيجة الكيّ، ومن المكروه التضحية بها.
  • الخَرقاء: وهي ذات الأُذُن المَشقوقة بالطول، ويكره التضحية بها كذلك.
  • العضباء: وهي التي انكسر قَرْنها بالكامل، ويكره التضحية بها.

كيفية ذبح الأضحية

اتّفق العلماء من الشافعيّة، والحنفيّة، والمالكيّة على أنّ الأُضحية لا تجزئ إلّا إذا كانت من بهيمة الأنعام، أي من الإِبل، أو الغنم، أو البقر؛ وقد استدلوا على ذلك بقول الله -عز وجل-: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، [7] وكما استدلّوا على ذلك أيضاً بفِعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أنّه لم يذكر أنّه ضحي بأُضحية غير بهيمة الأنعام، وفيما يأتي توضيح تفصيلي لطريقة ذبح الأضحية من الغنم والبقر والإبل.

كيفيّة ذَبْح الأُضحية من الغنم والبقر

فيما يأتي الطريقة الصحيحة لذبح الأضحية من البقر والغنم بالتفصيل وهي: [8]

  • تُوجَّه الأُضحية المراد ذبحها إلى اتِّجاه القِبلة، لأنّ القبلة هي من أشرف وأعظم الجِهات، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُوجّه أُضحيته إلى القبلة، وكذلك كان يفعل صحابته رضوان الله عليهم.
  • تضع الأضحية على جانبها الأيسر في حال كان الشخص الذي يذبح يستعمل يده اليُمنى، أمّا إذا كان أعسر، فيجوز له أن يُضجع الأُضحية على جانبها الأيمن مع الكراهة، ويستحب استنابة غيره، وذلك مع الحرص على رَفْع رأس الأضحية بعد الاضجاع.
  • تمسك السكّين المشحوذة بشكل جيد وتُمرَّر على حَلْق الأُضحية وصولاً إلى عظام الرَّقبة، وتُترَك القدم اليُمنى للأُضحية بعد الذَبْح؛ لتستريح بتحريكها، مع الإشارة إلى قَطْع الوَدَجين – وهما عرقان في العنق ينتفخان عند الغضب-، ومحاولة الإسراع في ذلك، ويُكرَه قَطع البعض دون الآخر.
  • تشحذ الشفرة أو السكّين المراد الذبح بها جيداً، ويجب ألّا يكون ذلك أمام الأضحية، وكذلك لا تُذبَح الأضحية أمام غيرها، مع الإحسان إليها، وعدم ضَربها، أو جرّها بعنف، وذلك امتثالاً لِما جاء عن شداد بن أوس أنه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”. [9]

كيفيّة ذَبْح الأُضحية من الإبل

طريقة ذبح الأضحية من الإبل بالتفصيل هي كما يأتي:

  • تُذبَح الإبل نَحْراً، إلّا أنّه تعددت آراء العلماء في بيان حقيقة النَّحْر فذهب جمهور الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة بأنّ النَّحر يكون بقَطْع الأوداج، وذلك حين القدرة على الحيوان، أمّا جمهور المالكيّة فقالوا بأنّ النحر هو الطَعْن موتاً لحيوان مقدورٍ عليه وإن لم يُؤدِّ الطعن إلى قَطع الأوداج.
  • توجيه الإبل إلى اتجاه القبلة، ويتمّ ذلك والإبل قائمة أي واقفة وذلك مع رَبط الرُّكبة اليُسرى لها، ويستدل على ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}، [10] وقد رُوي أنّ ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال في تفسير هذه الآية: “أي قياماً على ثلاث”، وقد فصَّل المالكيّة فقالوا بأنّ الذابح يقف إلى القدم اليُمنى للإبل بعد رَبط اليُسرى، وينحر الإبل طَعناً باليد اليُمنى.
  • يحرص من يريد ذبح الإبل على شحذ السكّين وإحدادها بشكل جيد قبل النَّحر، ويكون ذلك بعيداً عن نَظْر الإبل، ولا تُنحَر الإبل أمام غيرها، مع الإحسان في التعامُل معها قبل النَّحْر بعدم الضرب، أو الإهانة.

ما هو حكم ذبح الأضحية

تعدّدت آراء العلماء في حُكم ذبح الأُضحية، وفيما يأتي توضيح لأقوالهم في ذلك: [11]

  • الرأي الأول: ذبح الأضحية هي سُنةٌ مؤكّدة ولكنها غير واجبة وهو قول جُمهور الفقهاء من الشافعيّة، والحنابلة، والأصحّ عند المالكيّة.
  • الرأي الثاني: ذبح الأضحية هي واجبة في كُلّ عام مرّة على القادر إلّا في حقّ الحاجّ بِمنى، وهو قول أبو حنيفة، وهو ما اختاره ابن تيمية.

شروط الأضحية

للأضحية أحكام وشروط لا تصح الأضحية  إلّابها ولا تقبل إلا بها وهي كما يأتي: [12]

  • الشرط الأول: أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي: الإبل والبقر والأغنام، فلو ضحى المؤمن بغيرها حتى ولو كان أغلى منها ثمناً فإنها لا تكون أضحية.
  • الشرط الثاني: أن تكون الأضحية قد بلغت السن المحدد شرعاً وهي في الإبل: خمس سنوات، وفي البقر: سنتان، وفي الماعز: سنة واحدة، وفي الضأن: نصف سنة، والدليل ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”. [13]
  • الشرط الثالث: أن تكون الأضحية سليمةً من العيوب المانعة من الإجزاء، لأن هناك عيوباً تمنع من إجزاء البهيمة ولو كانت من بهيمة الأنعام، وقد بينها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الحديث الوارد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: “سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ”. [14]
  • الشرط الرابع: أن تؤدى الأضحية في الوقت المحدد لها، أي من ذبح قبل وقت الأضحية فلا أضحية له، ومن ذبح بعد انتهاء المدة فلا أضحية له، ووقت الأضحية هو من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي أن المدة كاملة مقدارها أربعة أيام.
  • الشرط الخامس: نية التضحية حيث يشترط على المضحي أن ينوي بالأضحية التضحية لله سبحانه وتعالى، فلو نوى غير ذلك فهي لا تعتبر أضحية.

مشروعية الأضحية

شرعت الأضحية في السنة الثانية للهجرة، ولا يوجد خِلافَ بين العلماء على مشروعيَّة الأُضحِيَّة، فهي من أعظم شعائر الدين الإسلامي، وكما أنها شعيرة من شعائر نبي الله ابراهيم -عليه الصلاة والسلام- والذي أمرنا الله عز وجل باتِّباعه، وقد ثبُتت مشروعية الأضحية في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع، وفيما يأتي بيان لأدلة مشروعيتها: [15]

  • الأدلة من القرآن الكريم: الأضحية تعد من النُّسك المقرون في الصلاة وذلك لقول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، [16] وأيضاً لقول الله سبحانه تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.[17]
  • الأدلة من السنة النبوية الشريفة: ما جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال أنّه: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”. [18]
  • الإجماع: فقد واظَب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين من بعده على الأُضحِيَّة أثناء حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعدَ وَفاته أيضاً، والأضحية أيضاً سُنّةٌ عن نبيّ الله ابراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وقال الله سبحانه تعالى في كتابه العزيز: “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”. [19]

الحكمة من مشروعيّة الأُضحية

شرع الله -سبحانه وتعالى – الأضحية لعدة أسباب وهي كثيرة نذكر أبرزها فيما يأتي: [20]

  • امتثال لأوامر الله عز وجل، وتطبيقاً لأحكامه.
  • تقوى وشكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمه وكرمه.
  • التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، لأن الأضحية ون أعظم القربات لله سبحانه وتعالى.
  • التوسعة على الفقراء والمساكين.
  • إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الاقتداء بسيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- في طاعتهما لله سبحانه وتعالى.
  • تعود الأضحية بالخير الوفير والنعم العظيمة على صاحب الأضحية وعلى المسلمين جميعاً.

حكم بيع الأضحية

ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى أنه لا يجوز للمُضحّي أن يبيع الأُضحية، أو أن يبيع أيّ جزءٍ منها لا إلى الجزار ولا إلى غيره، كالجِلْد وما شابه ذلك، إلّا أنّ أبا حنيفة -رحمة الله عليه- أجاز بَيع الجِلْد للتصدُّق بثمنه، أو لشراء ما يلزم للبيت، وذلك لما ورد عن علي رضي الله عنه قَالَ: “أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ: (نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا)”، [21] ويجوز نقل الأُضحية من البلد الذي ذُبِحت فيه إلى بلدٍ آخرٍ ليتم توزيعها على أهل ذلك البلد، ولا يجوز إعطاء شيءٍ من لحم الأُضحية للذابح مقابل عمله إلّا إن كان من باب الصدقة، أو المُبادلة بما يُنتفَع به. [22]

متى ينتهي وقت الاضحية

تعدّدت آراء الفقهاء في متى ينتهي وقت الاضحية الذي ينتهي فيه ذبح الأضحية، وخلاصة أقوالهم فيما يأتي: [23]

  • الحنفية والمالكية والحنابلة: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أنّه ينتهي وقت الأضحية مع غروب شمس اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجّة، وبذلك تكون أيّام الذَّبح هي: اليوم العاشر، والحادي عشر، والثاني عشر من شهر ذي الحجّة، ويعد أفضل وقت للذَّبح عند الحنابلة والمالكيّة هو اليوم العاشر من ذي الحجّة، أي هو يوم النَّحْر.
  • الشافعية: يرى جمهور الشافعية أنّه ينتهي وقت الأضحية بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وأيّام النَّحْر هي: يوم العيد، وأيّام التشريق الثلاثة، أي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة.

كيفية توزيع الأضحية

تعدّدت آراء الفقهاء في بيان كيفيّة توزيع وتقسيم الأُضحية شرعاً، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، وهي كما يأتي:[24]

القول الأول: قول الحنفية والحنابلة ذهبوا إلى أنّه يستحب تقسيم الأُضحية إلى ثلاثة أقسام وهي ثُلثٌ للفقراء، وثُلثٌ للمُضحّي، وثُلثٌ للإهداء، وقال الحنفيّة إنّ الأفضل للمُضحّي إن كان مُوسِراً أن يتصدّق بالثُلثَين، ويأكل الثُّلث من الأضحية.
القول الثاني: قول الشافعية ذهبوا إلى أنه من الأفضل توزيع لحم الأُضحية على الفقراء والمحتاجين، وأن يأكل منها المُضحّي القليل فقط منها.
القول الثالث: قول المالكية ذهبوا إلى عدم وجود قِسمةٍ محددة في توزيع الأُضحية، فالمُضحّي له الحُرّية الكاملة في تقسيمها، وتوزيعها كما يشاء فيأكل منها ما يشاء، ويتصدّق بما يشاء، ويُهدي ما يشاء، ويوزّع الأضحية على الأقارب، وقد استدلّ المالكية بما جاء عن ثوبان مولى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”. [25]

هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب

يجوز للمضحي أن يوزع الأضحية على الأقارب والأصدقاء، وكما يجوز له أن يجعل الأضحية كاملة لأهل بيته، ويجوز له أن يتصدق بها جميعها على الفقراء والمحتاجين، فالله سبحانه وتعالى لم يحدد ما يأخذ المضحي من الأضحية وما يعطيه للفقراء، فقد جاء في الآية الكريمة في قول الله عز وجل: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}، [26]وفي آية أخرى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}، [10][]وعليه فإنّ المشروع للمؤمن في أضحيَّته أن يأكل ويُطعم، فإذا أخرج الثلث ووزعه للفقراء وأكل الثلثين مع أهل بيته، فلا بأس ولا حرج في ذلك، ولو أخرج أقلَّ من الثلث كفى ذلك، وإن أعطى الفقراء أيضًا من جيرانه وأقاربه؛ فلا بأس، فالأمر في هذا واسعٌ، والحمد لله. [27]

اضحية البقر عن كم شخص

ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أن البقرة تجزئ عن سبعة أشخاص في الأضحية، حيث يجوز لسبعة أشخاص أن يشتركوا في أضحية واحدة وتجزئ عنهم جميعًا وقد ثبت هذا في فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ودلت على ذلك العديد من الأحاديث النبوية، وقد أشار الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغني إلى ذلك ناقلًا عن السلف والأئمة حيث ورد فيما قاله: ” قال أحمد: ما علمت أحدا إلا يرخص في ذلك، إلا ابن عمر. وعن سعيد بن المسيب، أن الجزور عن عشرة، والبقرة عن سبعة. وبه قال إسحاق؛ لما روى رافع، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير. متفق عليه. وعن ابن عباس، قال: كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفر، فحضر الأضحى، فاشتركنا في الجزور عن عشرة، والبقرة عن سبعة. رواه ابن ماجه”، ولذلك فإن أضحية البقر تجزئ عن 7 أشخاص والله تعالى أعلم.[15]

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدث عن عمر الاضحية من البقر وكيفية ذبح الأضحية، وما هو عمر الأضحية من الغنم، وما هو سن الأضحية من الإبل، وما هي العيوب التي لا تجوز في الأضحية، وكما تطرّق المقال إلى ذكر كيفية ذبح الأضحية من البقر والغنم والإبل، كم عرفنا شروط الأضحية من البقر في الإسلام، وعرفنا عمر الأضحية من الجاموس وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، السن المجزئ في أضحية البقر، 06/06/2024
  2. ^ islamqa.info، السن الواجب مراعاته في الأضحية، 06/06/2024
  3. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963 ، صحيح
  4. ^ سورة الحج، آية 37
  5. ^ islamonline.net، سن الأضحية بين النص والاجتهاد اقرأ المزيد في إسلام أون لاين : https://fiqh.islamonline.net/%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AF/، 06/06/2024
  6. ^ saaid.net، أحكام الأضحية والذكاة
  7. ^ سورة الحج، آية 34
  8. ^ binbaz.org.sa، الطريقة الشرعية في الذبح، 06/06/2024
  9. ^ صحيح مسلم، شداد بن أوس، مسلم، 1955، صحيح
  10. ^ سورة الحج، آية 36
  11. ^ binbaz.org.sa، حكم الأضحية وكيفيتها، 06/06/2024
  12. ^ aliftaa.jo، ما هي شروط الأضحية، 06/06/2024
  13. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
  14. ^ صحيح أبي داود، عبيد بن فيروز الديلمي، الألباني، 2802، صحيح
  15. ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 06/06/2024
  16. ^ سورة الأنعام ، آية 162
  17. ^ سورة الكوثر، آية 2
  18. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5565، صحيح
  19. ^ سورة الصافات، آية 107
  20. ^ saaid.net، بحث عن الأضحية، 06/06/2024
  21. ^ صحيح مسلم، علي بن أبي طالب، مسلم، 1317، صحيح
  22. ^ aliftaa.jo، حكم بيع جزء من الأضحية كالجلد وغيره، 06/06/2024
  23. ^ islamqa.info، وقت ذبح الأضحية، 06/06/2024
  24. ^ saaid.net، كيفية توزيع الأضحية، 06/06/2024
  25. ^ صحيح مسلم، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مسلم، 1975 ،صحيح
  26. ^ سورة الحج، آية 28
  27. ^ binbaz.org.sa، ما المشروع في توزيع الأضحية؟، 06/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *